الأحد، أغسطس 07، 2011

كتب عليكم الصيام 7 املأ زمانك بطاعة مولاك

كتب عليكم الصيام.... 7

كنت قد كتبت ستة مقالات فى نفس الموضوع ثم انتقلت إلى غيره حتى أذن الله بأكماله.


http://belawa6an.blogspot.com/2008/08/blog-post_24.html

http://belawa6an.blogspot.com/2008/08/3.html

http://belawa6an.blogspot.com/2008/08/3_31.html


http://belawa6an.blogspot.com/2008/09/3.html

http://belawa6an.blogspot.com/2008/09/5.html

http://belawa6an.blogspot.com/2008/09/6.html




املأ زمانك بطاعة مولاك





عرف علماؤنا الصيام بأنه: "ترك الطعام والشراب والجماع من أهله من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالى".



ومعنى "من أهله": من هو أهل للصيام؛ فالحائض أو النفساء ليست أهلا للصيام، فإن صامت أثمت ولم تحتسب صائمة.



فالصيام ليس فعلا وإنما هو ترك فعل : كان يأكل ويشرب ويباشر امرأته فلم يأكل ولم يشرب ولم يباشر امرأته؛ كان يفعل أفعالا فتركها.



والفكرة الرئيسة هى كيف يملأ العبد زمانه بطاعة مولاه؟؟!!





1-الترك



تستطيع أن تحصى كثيرا من الواجبات العينية والكفائية التى تستلزم فعلا يستغرق زمنا، وأن ترتبها حسب أولوياتها أو أن تدمج بعضها فى بعض، سترى أنها غير محدودة فى نفس الوقت الذى تتأكد فيه من محدودية الزمان.



"الواجبات أكثر من الأوقات فأعن غيرك على الانتفاع بوقته، وإن لك مهمة فأوجز فى قضائها".





ولكن الترك عبادة أخرى





"ذلك بأنهم لايصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة فى سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح" سورة التوبة



ترك الراحة وترك الطعام والشراب لأجل الجهاد فى سبيل الله، أوبسبب الانشغال بدعوة العباد إلى الله تعالى؛ كل ذلك عمل صالح.



ترك شهوة الرياسة والاستعلاء وحب الشهرة وشهوة الظلم.



ترك النظر إلى ماحرم الله، وترك أكل الحرام،و ترك الغيبة والنميمة، ومجانبة أصدقاء السوء ومجالس اللهو المحرم.



فى الفعل إجهاد البدن وإتعاب الجوارح ولزوم الزمان، وفى الترك مجاهدة النفس وإرهاق الشيطان واستنفاذ العمر.



قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضى الله عنه: "لاورع كالكف"



وقال صلى الله عليه وسلم لأبى هريرة: "اتق المحارم تكن أعبد الناس"





فى الفعل اقتحام المكاره وحمل النفس على المشقات، وهو مدخل الجنة والطريق المؤدية إليها، وفى الترك ميدان واسع للبعد عن الشهوات واتقاء المحارم واجتناب الموبقات وإغلاق الممر المؤدى إلى جهنم وبئس المصير.



وفى حديثه صلى الله عليه وسلم: "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات"





إن حركة الإنسان فى الحياة الإنسان تنضبط من خلال التوازن بين قوتين لاغنى له عن إحداهما: هما قوة الدفع وقوة الكبح؛ فأما قوة الدفع فتتمثل فيما يؤدى من صلاة وزكاة وحج، وفيما يصنع من بر والديه وصلة رحمه والإحسان إلى جيرانه وإغاثة ملهوف وسعى على أرملة أو يتيم أو مسكين ومجاهدة عدو وقولة حق عند سلطان جائر حتى يجود بنفسه. وأما قوة الكبح فتتمثل فيما يمنع نفسه عنه من ظلم أو بطش، وفيما يترك من معاقبة وثأر للنفس، وما يكظم من غيظ وغضب، وما يتجنب من سعى إلى رياسة ورغبة فى تسلط، حتى يصبر نفسه؛وفى الحديث: "الإيمان نصفان: نصف شكر ونصف صبر": الشكر فعل، والصبرترك.





إن قوة الدفع ضرورية لاقتحام المكاره، كما أن قوة الكبح ضرورية لاجتناب المحارم.



وليست تنمية قوة الدفع وتطويرها للحصول على أداء أفضل وعمل أدوم بأعظم قيمة وأخطر أثرا من تطوير قوة الكبح وتنمية القدرة على الامتناع، بل إن الأخيرة أولى بالاهتمام وأحق بالمتابعة.



لو أن سيارة أراد سائقها أن ينطلق بها لتبلغ سرعتها مائة كيلومترا فى الساعة لاحتاج إلى مايقارب الدقيقة ولقطع مسافة تصل إلى الكيلومتر، بينما إذا حدث مايهدد سيرها وأراد أن يتوقف فلا بد أنه يصنع ذلك فى وقت أقل من الأول بكثير يقاس بالثانية أوجزء منها، وتلزمه مسافة أقصر من الأولى تقاس بالأمتار، وإلا تحققت الكارثة ووقعت المصيبة.



ولأن القضية تتعلق بالترك ذكر أمورا أخرى ينبغى تركها فى جملة ماترك، حتى ذكر بعد آيات الصيام مباشرة:



"ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون" سورة البقرة



وحتى حذر النبى صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه".



وحتى نبه صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولايفسق ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى امرؤ صائم"..



إن القوة الحقيقية التى تضبط إيقاع الحياة ليست هى قوة الدفع، وإنما هى القدرة على الكبح.



قال النبى صلى الله عليه وسلم: " ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب".



لقد دأب صانعوا أجهزة الفرامل فى الشاحنات الضخمة والقطارات المتناهية السرعة على أن يعلنوا عن منتجاتهم الراقية الجودة العالية الكفاءة بعبارة هى ترجمة حقيقية لعبارة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:





"POWER IS THE CONTRL"





"القوة هى التحكم"





هذا مايصنعه الصيام: إنه يعيد صيانة أجهزة الفرامل وينمى القدرة على الكبح لينضبط إيقاع الحياة.





وللحديث بقية





والله من وراء القصد



هناك تعليق واحد:

Adabclub يقول...

تقبل الله منك صومك أستاذنا