الأحد، أغسطس 31، 2008

كتب عليكم الصيام......(3) خبيئة رمضان النية قربى

روح رمضان.......(الخبيئة)
.
منذ أربعين عاماً مضت لم نكن نعرف إلا المذياع "الراديو"... وكان الناس يجتمعون فى التاسع والعشرين من شعبان، ملتفين حول المذياع يترقبون الخبر برؤية هلال رمضان؛ والفرحة تعلو الوجوه، وفى العيون بريق البهجة والسرور، فإذا استفتحت دار الإفتاء بيانها بالبسملة والحمدلة والشهادتين لف الصمت جموع الملتفين حول المذياع، وحبست الأنفاس فى الصدور... وكأن على الرؤوس طيورها... حتى إذا أعلن النبأ العظيم وعلم الناس أن غداً رمضان: سمعت أصوات التهليل والتكبير، ورأيتنا يصافح بعضنا بعضاً مهنئين منشرحة صدورنا مشرقة وجوهنا.
كنت أعجب من هذه المشاهد .....وأبحث عن سر هذه السعادة........وكنت أسائل نفسى.....
ماذا فى رمضان...!؟....
فتجيبنى : الصيام...... والقيام ........وتلاوة القرآن.
ثم أسائلها: أى شىء فى ذلك أوجب...؟....
فتجيبنى: الصيام فريضة ..... أما القيام والتلاوة.....فسنن ومستحبات
ثم أعود فأسائلها: لو أن قادراً على الصيام .......صام ولكنه ما قام ولا تلى...... أيكون قد أدرك كرامة الشهر وفضيلة الطاعة...؟!
فتجيبنى : نعم...ولا حرج على فضل الله.
ثم يطيب لى أن أحادثها: أليس قد يصوم المرء لأنه لايجد الطعام والشراب، أو يحتمي بأمر الطبيب، أو اتباعا لنظام غذائى يبغى من ورائه إنقاص وزنه وإذهاب بعض شحمه ولحمه، أو قد يمتنع عن الطعام والشراب أياماً تحدياً لطاغية وإعلاناً لرأيه وتصميماً على إظهار حقه وانتزاعه...؟!...
فتحدثنى نفسى...: نعم....،ولكنه لايجد تلك اللذة، ....ولا يسعد هذه السعادة.....ولا ينشرح صدره هذا الانشراح.
وأظل أضيق عليها خناقها...وآخذها من تساؤل إلى سؤال... وأثبت لها أموراً وأنفى عنها أموراً......ثم لاأصل إلى جواب شاف.
حتى إذا كان يوم من أيام الله، وساعة من ساعات الجلاء، ولحظة من لحظات القرب ... إذا بها تقتحم خلوتي وتدخل إلى مجلسي.....:
.
إن السعادة التي تجدها فى رمضان وانشراح الصدر الذى يسبق قدومه ليس إلا تجلياً من الله على عباده وقرباً منه إليهم..... أليس ترقب الهلال وانتظار رمضان والفرح بالصيام... أليس هذا كله تعظيماً لشعائر الله وفرحاً بطاعته ورغبة فى التقرب إليه....؟!....أليس تبييت نية الصيام والعزم عليه وانتواء القيام وضبط الساعة على موعد السحور وإعداد المصلى..... كل ذلك قبل التلبس بالصيام، وقبل الدخول فى زمان رمضان .!!!
أليست هذه كلها فربات... تقرب العبد بها إلى مولاه ...؟!
أليس إذا تقرب العبد إلى الله شبرا تقرب الله منه ذراعاً... وإذا تقرب العبد ذراعاً تقرب الله منه باعاً وإن العبد إذا أتى مولاه ماشياً هرول الله إليه....

لقد تقربت إلى الله شبراً بفرحك بطاعته وتلهفك على رمضان وانتظارك للصيام... فتقرب الله منك ذراعاً.
لقد بسطت إلى الله يدك..... فبسط الله إليك يديه.
لقد خطوت إلى الله خطوة ... فهرول الله إليك
لقد أقبلت على الله بقلبك... فأقبل الله عليك بقلوب العباد.
إنها روح العبادة... وليس ذاتها.
إنها روح رمضان.
وللحديث بقية؛

هناك 5 تعليقات:

أنفاس الصباح يقول...

اعتقد ايضا ان روح رمضان تتأثر بمشاركة الملائكة للبشر العبادة

هناك تغير محسوس و لكنه غامض لان ارواحنا هى التى تستشعره
وهى مظلومة دائما ومقموعة حريتها فى التعبير لمدة 11 شهر

كل رمضان وحضرتك من عتقاؤه

د.توكل مسعود يقول...

أنفاس الصباح

آمين ...وإياكم

هى مجرد دعوة للتفكر... ولو منحنا أنفسنا وقلوبنا فرصاً أكثر لأدركنا فى رمضان أسراراً و أسراراً.

ولا حرج على فضل الله

حياكم الله.

أكون أو لا أكون يقول...

دكتور توكل مسعود...
جزاك الله كل خير... اسلوبك راقي...


انا كل يوم اتي اقرأ مواضيعك المهمه ... و للاسف لم اترك تعليقا...
اما بخصوص موضوعي فحتى الان لم يستجد شئ...ولكني ساعيه حتى احرز تقدماً... وقريبا ان شاء الله... وساعلمك مباشرةً بإذن الله تعالى...
شكرا جزيلا على اهتمامك... واسعدني جدا مرورك مدونتي المتواضع جدا جدا... واتمنى ان لا تحرمنا من زياراتك الكريمه...
سنبقى على تواصل ان شاء الله...

أكون أو لا أكون يقول...

رمضان كريم... اعاده الله عليكم... وعلى احبابكم... وكل المسلمين بالخير والبركه... والفرح والسرور... والعفو والمغفره ...

كـــــــــل سنه وانتم بخيـــــــر...

د.توكل مسعود يقول...

أكون أو لاأكون

وأنتم طيبون وبالصحة والعافية

لقد تذوقت حلاوة البر وعذوبة الصلة ويؤلمنى كثيراً أن أرى ملهوفاً عليها أومشتاقاً إليها ثم لا آخذ بيديه

الله معك

ودعائى لك