الثلاثاء، ديسمبر 30، 2008

أيها الفنان ماذا لو حلمت ؟! 12 الحلم الكبير 2

أيها الفنان ... ماذا لو حلمت؟!12)


ها أنا قد حلمت (2)


فإذا بها وسادتي وتحتي فراش وثير

أضأت مصباحي فإذا هي غرفتي ومكتبي والسرير



قالت : مابك ؟ قلت : رأيت الأمير

قالت : لعب الشيطان بك .. تعوذ يا فقير

قلت : بل رؤيا صدق . كذا أخبر البشير

قالت : عد إلى نومك وعش في حلمك الكبير

قلت : بل رؤيا حق . غداً يأتي الأمير.



قالت : أي أمير والبلدة بين عربيد وسكير

وكاسيات عاريات مشيتهن تكسير

ولصوص سرقوا البنوك نهاراً كان بينهم المدير

وعلماء سوء غاب عنهم كل ضمير

زينوا الباطل ولبسوا الحق ثوب تزوير

وولاة أمر قتلوا البريء جهاراً .. ولا مجير

والناس لا شغل لهم إلا الطوابير

وبعد طول وقوف يعطون بالتقتير

فأي أمير هذا ... أي أمير .



قلت يا نفس صمتا ً : كفى تبرير .

أميرنا قادم .. كذا أخبر البشير

يعيد حقنا ويطلق الأقصى الأسير

وينقذ عراقنا ويحمى الصغير والكبير



أميرنا قادم يرقبه جمع غفير

وأنا واحد منهم أعاهد الله القدير

أن أجوب كل الفيافي وكل روض نضير

وأبحث في كل شبر عن ناصير ونصير

ينصر دين الاله يبتغي الأجر الوفير

أجر رب العباد لا أجراً من وزير

فنصف أقدامنا وعلى الدرب نسير

ننشر القرآن ونطوي الدساتير

ونعود رويدا ً رويداً إلى سنة البشير



عندها الشيطان يخسأ وتختفي الطوابير

ونساؤنا سوف تحتشم ولا نرى التختير

والمال سوف يحفظ .. سيحفظه المدير

والبريء سوف يطلق وله ألف مجير

والعالم يخشى الإله لا خوف من وزير



عندها الإيمان يعلو ومصباح الهدى ينير

ينير طريق أمتنا ويهديها في المسير

عندها ينحقق حلمي .. عندها يأتي الأمير


الأربعاء، ديسمبر 24، 2008

أيها الفنان ... ماذا لو حلمت ؟! الحلم الكبير الأمير

أيها الفنان ..... ماذا لو حلمت ؟! (11)



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


زوار المدونة الكرام :
كنت قد وعدتكم بأن أضع بين يديكم " لحلم الكبير" ، بحيث يكون هو التدوينة التي نختم بها سلسلة " أيها الفنان .. ماذا لو حلمت ؟! " والتي كانت مكونة من 10 تدوينات تجدونها في الروابط التالية :















ولأنني سهوت عن هذا الوعد سأتوقف عن نشر تدوينات " الهجرة " بشكل مؤقت و سأضع بين يديكم " ها أنا قد حلمت " على جزأين .. ونستكمل بعدها تدوينات " الهجرة " .


مع حبي وتقديري
د/ توكل مسعود


هـــــا أنــــــــــــــــــا قـــد حـــلـــمــــت (1)



ذات يوم كنت في السوق أسير
فرأيت رجالاً يبتاعون في غير تبذير
وبائعين يكيلون في غير تخسير
ونساءً كاسيات في مروط لا تثير
وعفيفات في ثياب تبدو كالحرير
وسمعت أصوت تحميد وتهليل وتكبير
ليس بينها لغو إلا النذر اليسير
وليس من صخب إلا من نافخ الكير




ورأيت رجلاً على جواد يطير
قد تغبرت رأسه وبالساعدين تشمير
لكن الوجه باسم ومنفرج الأسارير
ترجل عن جواده وأقبل فينا يسير
داعب طفلاً وأقبل على شيخ كبير
عانق الشيخ الرجل وانهمر دمع غزير
قبل الفارس رأسه وأعطاه حفنة من الدنانير
ثم خلع رداءه وكساه ذاك الفقير







قلت : من هذا ؟! قالوا : هذا الأمير
عاد تواً من جهاد معه ألف أسير
أدب الجهال وأرغم الكفر الحقير
وأعاد للمظلوم حقه وأنصف المؤجر والأجير
وأقام بالأمس حداً على سارق خطير
كان قد تسلق بيتاً وروع القوارير




نظرت نحو الرجل وكدت من فرحي أطير
أسرعت خلف الجواد استنشق العطر وأتنسم العبير
ركضت أرجو لحاقه خلف غبار أثير
أسرعت أكثر وأكثر..عدوت فلهث الزفير
تعثرت قدماي في حفرة فسقطت أستجير
والتف من الناس حولي جمع غفير




مددت يدي أتحسس قدمي والساق الكسير

.................................................


والبقية تأتي ؛



الأحد، ديسمبر 21، 2008

الهجرة النبوية( 2)وفى الطريق أيضا توكل وأسباب

وفى الطريق أيضا توكل وأسباب



كان النبي صلى الله عليه وسلم قد واعد رجلاً ماهراً عالماً بالطرق خبيراً بالدروب هو عبد الله ابن أريقط ، وكان مشركا يمتهن هذا العمل ..... يصحب قوافل التجارة والمسافرين فيدلهم علي الطرق الآمنة ..... ويأخذ أجرته .

سلك الرجل بالنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه طريقاً غير معهودة ولا مألوفة ؛ هي طريق الساحل .... ليس لأنها علي ساحل البحر ولكنه اسمها .... والناس الآن يسمونه طريق الهجرة .... هوطريق طويل وعر كثير المنحنيات والمرتفعات ..... يصعد بك حتي تحسب أنك تلمس السحاب ، ويهبط بك حتي يظلم في وضح النهار ، ثم لا يفتأ يدور بك عبثاً حتي تحسب أنك ستعود ، ثم يأخذك يساراً مرة أخري ...... ولم يكن من عادة القوم أن يسلكوه ..... وقليل يعرفه.


ثم إنه صلي الله عليه وسلم كان يكمن نهاراً ويسير ليلاً ، كل ذلك إمعاناً في التخفي وحرصاً علي ألا يراه أحد ... أو يدركه مخلوق .

هذه هي الأسباب التي في مقدور البشر أن يصنعوها

وفجأة يلوح من خلفهم شبح فارس .....قد امتطي جواده ...... والرمح قد بان ، ينظر أبو بكر رضي الله عنه فيقول هذا سراقة يارسول الله.

سبحان الله ... أين الأسباب .... أين وعورة الطريق التي قصد الناس عن سيره ... أين التخفي والحذر؟!
انقطعت الأسباب ..... وبقي الله رب الأسباب

النبي صلى الله عليه وسلم لا يلتفت ويمضي واثقاً بربه متوكلاً عليه ....حتي ينظر أبوبكر مرة أخري ويقول :
هذا سراقة يا رسول الله
فيقول له صلى الله عليه وسلم :
دعه ..... فإن الله سيرده .

حتي دنا سراقة من الركب المبارك بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وأصبحوا في مرمي رمحه ..... أما القلوب فكانت مع الله !!!

ساخت أقدام الفرس في الصخر.....نعم في الصخر....ساخت في الصخر.... وما غاضت في رمال .. أو خاضت في أوحال.


انشق الصخر وساخت أقدام فرس سراقه ...... لكن سراقه يحث فرسه وسينتهضه يريد أن يدرك الجا ئزة الكبري " مائة ناقه لمن يأتي بمحمد حيا أو ميتا"



Wanted
صلوا عليه
صلى الله عليه وسلم



ينهض فرس سراقه وينطلق سراقه مرة أخري حتي إذا صار الركب في مرماه ساخت أقدام الفرس ثانية ، ولكن سراقه ما زال طامعاً في الجائزة الكبري .... يحث فرسه وسينتهضه .... فينهض الفرس وينطلق سراقه نحو النبي صلى الله عليه وسلم .... فتسوخ قوائم الفرس جميعاً في الصخر....فينقطع أمل سراقة ويذهب رجاؤه ويقول: فعلمت أنه "ممنوع " أي " محفوظ" .


صلوا عليه
صلى الله عليه وسلم


من الذي منعه؟! أي حفظه؟!
أهو الطريق الوعر الذي لا يسلكه الناس عادة ؟!
أهو الكمون بالنهار والسير بالليل ؟!

أم أنه رب الأرباب ومسبب الأسباب ؟!


أسبابك فكر بشر وعقل إنسان وفعل مخلوق ، وقد يكون منافسك أنجب منك فكراً ، وأرجح منك عقلاً ، وأكثر منك عدداً.... وعدة.... هنا تبطل أسبابك ويمحي أثرها .... لكن صدق التوكل علي الله لايبطله إنسان ولا تمحوه قوه ولا يذهب بأثره مخلوق.

الأسباب تزول .... الأسباب تنقطع .... الأسباب تفني
لكن الله لا يزول ... لا ينقطع لا يفني.

يلتفت النبي ص إلي سراقه ويقول :
ارجع سراقه....ارجع يا سراقه........ولك سوار كسري .

سبحان الله :
مطلوب يعجز طالبه ويعده بسوار كسري ، وهما خير من ألف ناقه من تلك النوق التي يسعي إليها سراقه.

يرجع سراقه ويعمي الطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم وركبه .... فكلما رأي فارساً ينطلق في الطريق الذي يسلكه النبي صلى الله عليه وسلم يقول له : قد استبرأت لكم الطريق من هنا ولكن اذهب من ها هنا... فيضله ..... ويدله علي طريق آخر... هو القيمه ... فكان في أول يوم جاهدا علي محمد ص وفي آخر اليوم حراساً له ص
أسلم سراقة بعد وحسن إسلامه .
ثم فتحت المدائن عاصمة الفرس في عهد عمر رضي الله عنه ونال سراقة سواري كسرى الذين وعده بهما محمد صلى الله عليه وسلم .


صلو عليه وسلموا تسليماً


وللحديث بقية ؛

الثلاثاء، ديسمبر 16، 2008

الهجرة النبوية 1 فى الغار توكل وأسباب

و


فى الغار توكل وأسباب(1)






أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يهاجر ، فكانت هجرته عجباً.... رتب النبي صلى الله عليه وسلم خطوات هجرته مع صاحبه أبي بكر رضي الله عنه و حدد أدواراً لبعض الأفراد ... ورسم لهم طريقة تنفيذها بمنتهى الدقة والإحكام.... وكان في ذلك كله متوكلاً على الله حق توكله ... فجمع صلى الله عليه وسلم بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله بطريقة غير مسبوقة ولا ملحوقة ... كيف... وقد أوتي الكمال صلى الله عليه وسلم ، فليس لأحد أن يبلغ كماله ، بأبي هو و أمي صلى الله عليه وسلم .

أتى النبي صلى الله عليه وسلم بيت أبي بكر رضي الله عنه وقت الهاجرة حيث تشتد حرارة الشمس ، فيأوي الناس إلى بيوتهم ويخلو الطريق من المارة .... فما رآه أحد.




صلوا عليه




خرج النبي ص و أبوبكر رضي الله عنه من بيت أبي بكر .... ليس من الباب الأمامي المؤدي إلى الطريق المعهود... ولكن من باب خلفي ؛ جعلوه لخروج الدواب ودخولها ، وليس من عادة الناس أن يدخلوا أو يخرجوا منه ... فما رآه أحد .




صلوا عليه




لما كانت المدينة من جهة الشمال من مكة وكان المشركون يعلمون أنه صلى الله عليه وسلم مهاجر إليها ؛ انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه في اتجاه الجنوب من مكة نحو غار ثور ... فما رآه أحد .




صلوا عليه




مكث النبي صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام بلياليها حتى يهدأ الطلب ، و ييأس الفرسان الذين يجوبون الأرض بحثا عنه صلى الله عليه وسلم ، ولهفا وراء الجائزة التي أعدتها قريش لمن يأتي بمحمد صلى الله عليه وسلم حيا أو ميتا ؛ وكانت الجائزة مائة ناقة.




صلوا عليه




كان عبد الله بن أبي بكر يقضي النهار في مكة بين القوم ، يتسمع الأخبار و يتصنت إلى أحاديث الغادين و الرائحين ..... فإذا جن الليل انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم و أبي بكررضي الله عنه فنقل إليهما كل ما يدور من حديث ،و سجل لهما مشاعر القوم وانفعالات نفوسهم و ما يتوقع منهم لاحقا ...... ثم يعود من هناك قبل الفجر فيصبح في مكة قبل أهلها ، و كأنه مابات إلا حيث باتوا ولم يره أحد .




رضي الله عنه




كانت أسماء بنت أبي بكر تحمل الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم و أبيها رضي الله عنه و تنطلق إلى الغار سيرا على قدميها ثم تعود ........ فما رآها أحد .


رضي الله عنها




و كان عامر بن فهيرة غلام أبي بكر و خادمة ....... يرعى غنم أبي بكر رضي الله عنه ، فيمضي بها في الطريق الذي يسلكه عبد الله و أسماء فتعفى أظلاف المعز و الضأن على آثار أقدام عبد الله و أسماء ، فتذهب ...... و ما رآه أحد




رضي الله عنه




هذا ما صنعه محمد ص .......فماذا صنعت قريش؟!



أتوا بقائف ماهر بارع استطاع أن يقفوا آثار أقدام النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه من بيت أبي بكر ..........وحتى الغار؟!!

وهناك كانت العجيبة؟!!

قائفهم يقول : محمد وصاحبه في الغار!!!




و النبي ص وصاحبه في الغار يسمعون همس الطالبين ووقع أقدامهم ، و الغار في منخفض من الأرض ، حتى ليقول أبو بكر رضي الله عنه "لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا" والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " لا تحزن إن الله معنا.. ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما"




صلوا عليه




أين ذهبت الأسباب؟! راحت سدى
ماذا فعلت الأسباب؟! لا شئ


كان كل هدف النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه ألا يصل المشركون إلى الغار ...... ولكنهم وصلوا .

ماذا بوسع النبي صلى الله عليه وسلم و صاحبه رضي الله عنه أن يصنعوه الآن ؟!...لا شئ .
ماذا لديهم الآن من أسباب يتسببونها إلى النجاة ؟!....لا شئ .


لم يبق إلا التوكل على الله .

الأسباب قد تنقطع لأنها فكر بشر، و فعل بشر يتعلق بالمخلوقات ، والمخلوقات قد تغيب ... وقد تعجز... و قد تنسى .... وقد تمل....

أما التوكل على الله فإنه لا ينقطع لأنه تعلق بالله...........
و الله سبحانه لا يغيب....... .ولا يعجز...... ولا ينسى....... ولايمل.


"فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها............."
"لم تروها"
الخطاب للأمة كلها ، بما فيهم أصحابه صلى الله عليه وسلم عدا ...أبي بكر رضي الله عنه .

ولكن ربما رآها المشركون وكان هذا سر انصرافهم ويأسهم وعودتهم خائبين ، و بعد أن أيقنوا أن ليس بالغار أحد....محمد ولا غيره.

جاء في بعض الروايات أن الله أنبت شجرة ضخمة سدت باب الغار فلم يعد بإمكان أحد دخوله ... و أن طائرا استلان فرعا من فروعها المتدلية على باب الغار .... فبنى عليها عشاً ووضع في العش بيضة ورقد هناك قرير العين مرتاح البال .... وأن عنكبوتاً نسج خيوطه الواهية فأحكم بها إغلاق ما بقي من فتحة الباب ....

ووقف القوم أمام هذا المشهد يسخرون من قائفهم الذي قادهم إلى الغار ويهزؤن به ، حتى أقسم أحدهم باللات والعزى أن هذا العنكبوت قد نسج خيوطه على باب الغار قبل أن يولد محمد .


صلوا عليه وسلموا تسليما؛




وللحديث بقية.

الاثنين، ديسمبر 08، 2008

ليشهدوا منافع لهم 5 أنا وانت أعظم من البيت

أنا وأنت ..... أعظم من البيت .


كانت قريش في جاهليتها تعظم "البيت الحرام" ... ويعلمون يقيناً أنه "بيت الله" .
بينما كان قائد جيش أبرهة في طريقه إلى مكة مر بإبل فاستلبها .. وكانت الإبل لعبد المطلب ... فانطلق صاحب الإبل يطلبها .....
فقال له الرجل : قد كنت أهابك قبل أن أراك .. فلما سمعت حديثك نزعت مهابتك من قلبي ،وسقطت من عيني .. جئنا نهدم بينكم ورمز عزتكم وشرفكم ، وبه بين الناس ذكركم .. وجئت تسألني عن الإبل ؟!
فرد عبد المطلب :

أنا رب الإبل

وللبيت رب يحميه .... وكانت .
أرادت قريش تجديد بناء الكعبة،فأقبل ابن وهب بن عمرو بن عائد - وهو خال والد النبي صلى الله عليه وسلم - فقال : يا معشر قريش ؛ لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيباً ، لا يدخل فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس .

فلما جمعت قريش كل مالديها من كسب طيب ومال حلال ... لم يكف لبناء البيت بتمامه على قواعد ابراهيم ، فجعلوه جزئين : جزءا ً أتموا بناء وهو الكعبة المشرفة المكسوة بالديباج .. والجزء الآخر أقاموا حوله جداراً مرتفعاً عن الأرض يدل على حدود البيت : هو حجر اسماعيل .

لذا لا يصح طواف من طاف داخل الحجر لأن الكعبة جزء من البيت ، والحجر هو باقي البيت وتمامه .

روى البخاري عن عائشة رضي الله عنه " قالت: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجدار: أمن البيت هو ؟!
قال : نعم ..
قلت : فما لهم لم يدخلوه في البيت ؟!
قال : إن قومك قصرت بهم النفقة ..
قلت : فما شأن بابه ارتفاعاً ؟!
قال : فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ، ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم ؛ لأدخلت الجدر في البيت ولألصقت بابه في الأرض".

إذا : يفهم من هذا أن البيت الذي نحجه وحجه النبي صلى الله عليه وسلم ليس على قواعد ابراهيم ؟!


نعم


وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يعيد بناءه مرة أخرى على قواعد ابراهيم ؟!


نعم


وأنه صلى الله عليه وسلم امتنع عن ذلك خشية حدوث الفتنة وانقسام الناس بين مؤيد ومعارض ؟!


نعم


إذا يفهم من هذا أن وحدة المسلمين وألفتهم وتماسك صفوفهم وحبهم لبعض أحب إلى الله من بيته الحرام .. وأن يكون البيت معيباً وناقصاً ... فهو أمر هين ... أما أن يكون صف المسلمين ناقصاً ووحدتهم معيبة قهذا لا يرضاه الله ولا يحبه رسوله صلى الله عليه وسلم .


أنا وأنت ... أعظم من البيت


انظر الآن إلى البيت بكعبته وحجره وهندسته تراخ خيراً مما أراد النبي أن يصنع ... وتدرك سر الحكمة القديمة :


خطأ العبد .... قدر الرب

وأخطاء البشر.... صحيح القدر


حج النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر إلى البيت وقال : ما أعظمك وما أعظم حرمتك .... والذي نفسي بيده للمسلم أعظم عند الله حرمة منك .. دمه .. وماله .. وعرضه .. وألا يظن به إلا خيراً .


أنا وأنت ... أعظم من البيت

وأولى من الحرم


ورأى النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب يزاحم الناس ليقبل الحجر ، فقال : إنك رجل شديد تؤذي الضعيف إذا طفت بالبيت ، ... فإذا رأيت خلوة من الحجر فادن منه .. وإلا فكبر وامض "

ليس التنافس هنا على تقبيل الحجر ... ولكن التنافس على توقير المسلمين وعدم إيذائهم .


أنا وأنت ... أولى من البيت

وأعظم من الحجر


ألا أدلك على عبارة واحدة تلخص كل ما فا في أجمل كلمات وأغرب أسلوب وأسلس صياغة .


قال تعالى : "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً ... " آل عمران 96

يقول المفسرون : كلمة "وضع" تدل على أن الإنسان أشرف عند الله من البيت الحرام . لأن كل موضوع فهو أدنى ممن وضع له


أنا وأنت أعظم من البيت


أنا وأنت أعظم من البيت


أنا وأنت أعظم من البيت

الخميس، ديسمبر 04، 2008

ليشهدوا منافع لهم 4 وقد تكون المساواة عارا

قد تكون المساواة .... عاراً




وإلى كل المدونات النسائية :)


المرأة لؤلؤة مكنونة وجوهرة مصونة
فإذا خرجت من كنها.... لحقها صونها


هذا ما تراه في الحج أكثر مما تراه في غيره ، .... ومن أول لحظة تقرر فيها المرأة أن تحج .. حتى تعود إلى بيتها .. محاطة بالرعاية محفوفة بالعناية .....


إذ هي جوهرة مصونة .

قرر القرآن ذلك من أول لحظة تم فيها إعلان الحج ....

قال الله تعالى:" وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق "
(الحج:27 )

"يأتوك رجالاً" :أي سيراً على الأقدام ، وقد يمشي الرجل ... وقد تمشي المرأة .
"على كل ضامر يأتين" :الضامر : هو البعير الذي سافر طويلاً وحرم من الطعام والشراب كثيراً فأنهكه السفر فنحل جسمه وهزل بدنه فصار "ضامراً "
وأما : "يأتين" :فهن النساء .
ومعناه أن القرآن أشار إلى أنه قد يمشي الرجل لتركب المرأة ، وقد يركبان جميعاً إذا كان عندهم من الظهر ما يكفي .

ذلك أنه إذا كان رجلان وبعير واحد ... اعتقباه ، فيركب الأول ويمشي الآخر ثم يمشي الأول ويركب الآخر ....
أما إذا كان رجلاً وامرأة فإن فكرة الإعتقاب هنا تكون فكرة مرذولة محتقرة لا يفكر فيها الرجال الأسوياء ولا تقبلها النساء وإن كن أقوياء . ذلك أن المسألة هنا ليست هي مسألة القوة والضعف وإنما هي مسألة :


صون الجوهرة .

فإذا قرر الرجل الخروج للحج فلربما خرج وحده ... أما أنت فهل تخرجين وحدك ؟!


ومن يصون الجوهرة!!

فإذا أحرم الرجل خلع ثيابه وارتدى إزاراً يلف نصفه الأسفل .. ورداءً يلف نصفه الأعلى .... أما أنت أيتها المرأة .... ففي ثيابك السابغة الفضفاضة المحتشمة كما خرجت بها من بيتك .


لأنك جوهرة .


فإذا تم الإحرام .. وشرع الحجيج في التلبية رفع الرجال أصواتهم : "لبيك اللهم لبيك . لبيك لاشريك لك لبيك . إن الحمد والنعمة لك والملك ... لا شريك لك "
قال ص : "خير الحج: العج والثج " (رواه الترمذي) ،
والعج : رفع الصوت بالتلبية ، وأما الثج : فهو إراقة دماء الهدي والأضاحي ....

أما أنت فيكفيك أن تسمعي نفسك أو جارتك اللصيقة بك ...



لأنك جوهرة .


فإذا طاف الرجال دنوا من البيت وإن تزاحموا .. وكان هذا أولى ... أما أنت فطوفي بعيداً عن الزحام ... ولو كان في ذلك بعدك عن البيت


أنت جوهرة .


وإذا طاف الرجال اضطبعوا .. ورملوا .. يعني يكشفون الكتف الأيمن في الأشواط الثلاثة الأولى مع الركض الخفيف إظهاراً للقوة والفتوة والنشاط ... أما أنت فلا اضطباع .. ولا رمل



أنت جوهرة .


فإذا سعى الرجال بين الصفا والمروة استحب لهم الصعود فوقهما .... والرمل بين الميلين الأخضرين .
أما أنت فيكفيك أن تلصقي قدميك بأصل الصفا ثم بأصل المروة دون الصعود .... إذ الصعود يعلو بك وربما استشرفك الرجال.


وليس هذا شأن الجوهرة .


ثم تمرين بين الميلين الأخضرين بخطواتك المعتادة التي تسعين بها لا متثاقلة ولا مهرولة


أنت جوهرة .


فإذا كانت الإفاضة من مزدلفة إلى منى : لم يفض الرجال إلا بعد صلاة الفجر وقبيل الشروق .. أما أنت فتفيضين في الظلام وقبل طلوع الفجر ... رخصة من الله لك .. تشملك وتشمل مرافقك ومحرمك .. فيخرج معك إلى منى ويدع الرجال هناك ... في مزدلفة


وإلا .... فمن يصون الجوهرة !!


فإذا رمى الرجل الجمرات استقبل القبلة .. ورفع يده حتى يرى بياض إبطه وكبر مع كل حصاة .... أما أنت فتكبيرك سراً ... ويدك ... لا ترفعيها فوق كتفك ....


أنت جوهرة .



والمساواة ..... عار .