الأربعاء، أغسطس 26، 2009

إن عادوا .... فعد (14) عبدالطاغوت... و...وعر الطاغوت



عبد الطاغوت .... أو .... عبدالمأمور (2)

.

.

.


والأصل في كلمة "العبد" عند العرب ... من الطريق "المعبدة"
.
إن الطريق "المعبدة" طريق سهلة لينة تطؤها الأقدام فترتاح ... ويسهل المشي عليها .
.
أما الطريق "الوعرة" .. "غير المعبدة" فإنها لا يسهل وطؤها ، وسيتعرض سالكها لكثير من المشاق .. وسيتعثر في كل خطوة .
.
فلا تكن " عبد الطاغوت " وكن:
" وعر الطاغوت "
.
نموذج :

.
ضابط أمن الدولة يستدعي شاباً بالجامعة ويسأله عن بعض الشخصيات العامة الذين ليس فيهم قاتل ولا مجرم ولا هارب من تنفيذ حكم قضائي ... كلهم صاحب رأي ... ثم يخرج له صوراً لأشخاص آخرين فينكر الشاب معرفته بالأسماء وبالصور ...
.
ثم يفاجأه الضابط بصورة امرأة عارية مع رجل عارٍ في وضع جنسي شاذ .... ربما لم ير هذا الشاب مثل هذه الصورة في حياته .... إلا في .....أمن الدولة .
ثم يقول الضابط للشاب : أتعرف هذه ؟! فيجيب الشاب: لا .
فيقول الباشا : هذه أمك !!

.
ولكن الشاب الذي تربى على العزة والكرامة والإباء يقول له وبهدوء شديد يجعله يفقد أعصابه وتوازنه وعقله ، وكل ما بقي عنده من آثار الإنسان .... إن كان هناك إنسان .
يقول له : إنها تشبهك كثيرا ... يبدو أنها أمك .
.
فهنا يرميه بكل ما على مكتبه من أوراق وأدوات وأقلام وتليفون ويجن جنونه ويفقد صوابه .... ويستدعي الزبانية ليؤدبوا هذا الشاب لأنه : قليل الأدب .
.
ثلاثة أيام بلياليها .... يضربونه حتى يغشى عليه فإذا أفاق أطعموه وسقوه ... ثم ضربوه حتى يغشى عليه .... وهكذا .....
.
.
أين الإنسان في هذا الإنسان ..... الإنسان الذي فيه جسده ورجلاه ويداه وعيناه وأذناه ولون بشرته ... أما القلب والعقل والنفس والأخلاق والآداب فقد مسخت جميعاً فصارت شيئاً آخر عطفه الله على القردة والخنازير وسماه
"عبدالطاغوت"
.
الجسد جسد انسان ، والقلب قلب قرد ، والنفس نفس خنزير ، ألا فليعلم "عبدالمأمور" ...... أنه قد رضي بالمسخ وأنه تحول عن الإنسان الذي كان فيه إلى مخلوق جديد اسمه في القرآن "عبدالطاغوت " .. وفي عرف الناس "عبدالمأمور" ... وتحية من أعماق قلبي لكل من كان
" وَ عَرَ الطاغوت " ...
.
.
.
.
.

الاثنين، أغسطس 17، 2009

إن عادوا ..... فعد (13) عبدالطاغوت او عبدالمامور

بداية .. أعتذر لكم أني تأخرت في نشر التدوينة ... ولكن كما يقال الواجبات أكثر من الأوقات ... لذا اعذروني ... وأعدكم بعدم تكرار ذلك ... انتظروا على "بلاوطن " تدوينة جديدة كل اسبوع إن شاء الله :)



.إسراء



إن عادوا .... فعد (13)
.
.

عبد الطاغوت ...... أو ...... عبد المأمور(1)

.
.

فإذا انتقلت إلى عجيبة أخرى من عجائب القرآن وهي قوله تعالى :
.
" قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ" .........
المائدة (60)
.
.


"جعل"
تفيد التحويل .. أي أنهم كانوا بشراًفحولهم الله إلى شيء آخر قردة وخنازير وعبد الطاغوت .
التحول إلى قرد وخنزير هنا مسخ الهيئة والصورة والشكل واللون .
.
أما التحول إلى " عبد الطاغوت " فهذا مسخ النفس والقلب والأخلاق والآداب ولكنه على كل حال : لون من ألوان المسخ والتحول عن البشرية السوية والإنسانية الراقية إلى مخلوق جديد ، ليس من جنس البشر الذين نعرفهم ولا من جنس الإنسان الذي نأنس به .
.
"عبد الطاغوت " الذين يحبونه وبنتمون إليه ويدافعون عنه ويسيرون في ركابه .
.
"عبد الطاغوت " هم ذراعاه وأصابعه وقدماه ونعلاه ... هيئتهم هيئة البشر وخلقتهم خلقة الإنسان ... لكن النفس صارت مسخاً والقلب صار قلب قرد أوقلب خنزير .... لا يرى ذلك ولا يدركه إلا ذوو البصائر وأولوا التمييز .
.
ما كان لك أن تدرك هذا المعنى وترى الآية مائلة أمامك ناطقة بمدلولها إلا إذا رأيت "عبد الطاغوت " في الفراعنة ... وسجن طرة ... وشديد الحراسة ... وحجز الدخيلة ... وحجز مينا البصل ...
وكم فيهم من فضلاء أخيار... كانوا يشدون من أزرنا ويثبتوننا ونرى الدمع في أعينهم ونلمس الصدق في حديثهم ولهذا حديث آخر .
.
.

وكما كان الأمر في الكفر بالطاغوت "إنه ليس تكفيراً " ولكنه إعلان رفض ومقاومة وتحدى وعصيان ، وتصميم على خلعه وإزهاقه وإسقاطه وإرغام أنفه ....
.
.

كذلك ليس "عبد الطاغوت " معناه التكفير .
لأن كلمة عبد بمدلولها اللغوى لا تعنى التكفير .
ولكن تعنى أنه صار ذليلاً خاضعاً لطاغوته ... وتعنى أنه صار هيناً ليناً في يديه يأمر فيأتمر وينهى فينتهى .... ليس لدى المسكين أي اعتبار إلا رضا مولاه : " الطاغوت " ، وليس عنده أي قيمة إلا راحة سيده "الطاغوت " .
حتى سمى نفسه ... وسماه الناس : "عبدالمأمور " ، وسماه القرآن : "عبد الطاغوت " .

.


وللحديث بقية

الأحد، أغسطس 09، 2009

لقد عادوا ... لذا كان لابد أن يعود

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة .. وبعد

أحبتي في الله :
شاء الله العلي القدير أن أخرج مرة ثانية من وراء الستار لأصبح بينكم .. لفترة لا يعلمها إلا هو .. فلقد اعتقل أبي ليلة أمس .. ومعه سبعة آخرون .. هنا الخبر
ويشهد الله أنى لم أغب عنكم فأنا متابعة جيدة جدا لكل جديد تدونونه بأقلامكم القوية .. ولكن يشغلنى عن الكتابة إليكم ما يشغلنى من عمل ودراسة ..
سأكون بينكم .. ولكن بقلم أبي .. فقلمي لم يحن وقته بعد .. سأكمل ما بدأه .. وسأنقل لكم "إن عادوا ... فعد " .. ولا أظن إلا أن أبي قد عاد ..
أدعوكم لقراءة " الطاغوت " مرة أخرى ... وأهديها لـ " طاغوت " الأمس ...
جزاكم الله خيراً .. ومرحباً بتعليقاتكم هنا أو على البريد الالكتروني dr_tawakul@hotmail.com

إسراء توكل