الثلاثاء، أغسطس 16، 2011

كتب عليكم الصيام....8 الزمان

كتب عليكم الصيام....8







الزمان










خلق الله المكان: "السماوات والأرض ومابينهما"، وخلق الله الزمان: "اثنا عشر شهرا".




"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرافى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم" سورة التوبة




وكان من حكمته سبحانه أن الزمان قد بدأ دورته "يوم" خلقت السموات والأرض، فالزمان مخلوق تابع لخلق المكان: " الشمس والقمر بحسبان" سورة الرحمن "فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتعلموا عدد السنين والحساب" سورة الإسراء







إن الإنسان لايصلح بغير مكان يعيش عليه، كما أنه لا يصلح بغير زمان يعمل فيه،




وكما أن للمكان نظاما وقانونا يحكمانه حتى لا يكون فوضى وعشواء فإن للزمان نظاما وقانونا يحكمانه حتى لا يكون فوضى وعشواء،







وإذاكان فراغ المكان بلوى ومصيبة تهدد الإنسان بزهوق نفسه وموت جسده وفناء ذاته فإن فراغ الزمان كارثة تحط بقدر المرء وتهبط بنفسه فيهوى مع المتثاقلين أو يرعى مع الهمل




إن فراغ الزمان أسوأ من فراغ المكان، وإن فوضى الزمان وعشوائيته أسوأ ألف مرة من فوضى المكان وعشوائيته، فإذا كانت فوضى المكان مزعجة فإن فوضى الزمان مهلكة: الوقت هو الحياة فمن ضيع وقته فقد ضيع عمره"




وكما جعل الله للمكان بداية جعل للزمان بداية: فمكة أم القرى "لتنذر أم القرى ومن حولها" سورة الشورى. والكعبة المشرفة مركز الأرض ومنها دحيت، وشهر رمضان محور الزمان، وليلة القدر مركز دورانه: "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر "سورة القدر.




فإذا كان موضع الكعبة المشرفة هو أول مواضع الأرض بروزا فإن ليلة القدر هى أول ليلة مرت على الدنيا، وهل دارت الخليقة مكانا وزمانا بغير "أمر"؟؟!!




شهر رمضان محور الزمان وحوله تدور الشهور: ترقب الهلال فى أوله لتقول: غدا أصبح صائما، ثم ترقب الهلال فى آخره لتقول: غدا أصبح مفطرا، وترقب الفجر أول اليوم فإذا انشق قلت: الآن حرم على الطعام والشراب والرفث، ثم ترقب الشمس فى آخر اليوم فإذا غربت قلت: الآن حل لى ماكان قد حرم.




إن ملأ الزمان بالطاعة فكرة ربانية تناسب قدرات البشر وطاقاتهم، وإذا كان ملأ الزمان بالعمل وبتشغيل قوة الدفع أمرا مستحيلا "الواجبات أكثر من الأوقات" فإن ملأ الزمان بالترك وتشغيل قوة الكبح أمر وارد وميسور بشرط توافر النية الصالحة وهو ماسبق التصريح به فى تعريف الصيام الآنف




" ترك...... بنية....."







وللحديث بقية







والله من وراء القصد







ليست هناك تعليقات: