الأحد، يونيو 29، 2008

وجهة نظر ... أم سيد قراره !!

وجهة نظر ... أم سيد قراره !!

وجهة نظر ... تفرضها السلطة
أم تستند إلى الشرع
وتخضع لموازين المصالح والمفاسد!
عندما أشار الحباب بن المنذر على النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وأراد أن يقدم رأيه المؤسس على الخبرة والحنكة العسكرية ؛ أراد أن يستوثق أولا ً من أمر غاية في الأهمية .
هل القضية " رأي " أم " وحي "؟!
فلما أدرك أنه " الرأي" وليس "الوحي " قالها حازمة جازمة :
"إذن ليس هذا بمنزل "
ويمضيه النبي صلى الله عليه وسلم
وعندما استشار النبي صلى الله عليه وسلم السعدين في الأحزاب في إعطاء غطفان ثلث ثمار المدينة على أن ترجع غطفان ومن معها ليخفف الوطأة على المدينة ..
سأل السعدان النبي صلى الله عليه وسلم :
أهو وحي أوحاه الله إليك ؟!
أم هو شيء تحبه نصنعه من أجلك ؟!
أم هو أمر تصنعه من أجلنا ؟!
قال : بل هو شيء أصنعه من أجلكم ؛ إني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كل جانب .
هنا استبان الأمر وتكشفت القضية .. فجاء الرد في صورة قرار ليس من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما منهما :
" والله لا نعطيهم إلا السيف "
ويمضيه النبي صلى الله عليه وسلم
قد تختلف وجهات النظر لاختلاف الأهواء تبعا ً لاختلاف المصالح ؛أولخفاء بعض الحقائق وعدم إدراك الواقع كلاًً أو جزءا ً، أو لغياب الفقه أصولا ً أو فروعا ً .
ويبقى القرار لمن بيده القرار
فإذا انتفى ذلك كله تقاربت وجهات النظر حتى تكاد تتطابق وقد تنطبق .... فتكون وجهة النظر هي القرار .
وإذا وجد بعض ذلك .. كانت الأزمة .
فإذا وجد كل ذلك .. كانت الكارثة .
فتكون وجهة النظر ربانية ولكن القرار سياديا ً .. فيتغلب القرار .
**************
مثال : يقول

في مارس 1997
كان ولدي صاحب الخمسة عشر عاما ً قد قارب ختام القرآن ، وكان "حصري" التلاوة "منشاوي" الأداء . التحق الولد بإحدى حلق القرآن بالمسجد ... لم يكن مسؤول الحلقة على المستوى اللائق ، وكانت أخطاؤه في التلاوة من قسم اللحن الجلي . اشتكى الصبي عدة مرات وحاولت إقناعه بالاستمرار والتصبر فلربما يأتي لاحقا ً من هو أجود منه ولكن دون جدوى .

ذهبت إلى المسؤول وقلت له : إن أخطاءك في التلاوة ستؤدي إلى تفلت الأولاد المهرة من الحلقة وإنه بإمكانك أن تدع أحد هؤلاء يقرأ القرآن ، ويردد خلفه الباقون ، ويكون هذا هو دوره فقط ، ولك باقي الأدوار من تحديد الزمان والمكان وإدارة الحلقة وتهذيب الأولاد وتربيتهم .
قال : إن هذا سيؤدي إلى كثير من السلبيات في شخصية الطفل فينشأ متكبرا ،ً وقد يلحقه الغرور، ثم لا يصل بعد أن يكون سميعا ً مطيعا ً.
قلت : إذا ظهر مثل تلك السلبيات فيمكن التعامل معها ومعالجتها أولا ً بأول .
قال : هذه وجهة نظرك .. والذي أقوله هو النظام .

وخرج الولد من الحلقة .. ولمّا يعد ....

في مارس 2008
ذكرت هذه الواقعة لأحد المسؤولين فقال : نعم كانت هذه الرؤية يعمل بها قديما ً أما الآن فنحن نعتمد مبدأ :
" التربية من خلال التوظيف "
ولو جاء ولدك الآن لصنعنا معه مثل ما رأيت أنت منذ إحدى عشر عاما ً .
*****
ترى كم من المهرة تفلّتوا.... وذهبوا ... ولم يعودوا ...
في هذا العقد من الزمان


والسبب :
سيد قراره
وللحديث بقية

الخميس، يونيو 26، 2008

يا صاحب المسبحة .... :)

يا صاحب المسبحة

حتى لا تتحول المسبحة إلى :
" مِسرحة "
أو " مِشغلة "
أو " مِلهاة
"


لا أعيب حمل المِسبحة على من يعد عليها تسبيحه وأوراده إن كان مسبحا ً، ولا أثير آراء المختلفين وغبار المتناطحين في قضية المِسبحة بين السنة والبدعة ، ولكن أثير قضية الجدية والصدق ، وتحركني المعاني التي في حركات الأصابع أكثر مما يحركني المعنى الذي في المفردات والتراكيب مما يتفوه الناس به .
ففي بعض الأوقات تكون مجرد رؤية المسبحة تنغيصاً وتكديراً... فمثلا ً: من أول صعود الإمام على المنبر حتى التسليم من الصلاة ؛لا وقت ولا حضور للمسبحة ...اجمعها من فضلك وألقها في جيبك، ولا تخرجها إلا بعد الصلاة لتثبت أنك رجل معاني ولست رجل " حركات " .

إني لأرى الرجل أعرفه يحمل في الدعوة ألقابا ، أو في العلم مراتب ، أو في وجاهة الدنيا مناصب وكراسي ... أراه يحتسي الشراب أو يرتشف العصائر، أو يحادث غيره، أو يستمع إلى محدث ؛ بينما أصابعه تحرك حبات المسبحة، أو يجلس ناصباً ركبته ماداً يده فوقها وقد تدلت منها مسبحته، أراه كذلك فيسقط من عيني ، ويفقد معاني كل ما يحمل من ألقاب وأوصاف كما فقد التسبيح الآن معناه ولم يبق منه إلا حركة الأصابع وصوت الحبات تنزلق .

أحدهم يقول: إنها عادة وحركة لا إرادية ؛ لكنها لا تشغلني عن الإنصات لمحدثي ولا عن متابعة حديثي .
أقول : إن النبى صلى الله عليه وسلم اعتبر مس الحصى لغواً يبطل الجمعة، حيث حضر الجسد وغاب القلب الذي يعقل ، ثم إنه من آداب المجالس الإنصات إلى المتحدث وعدم التشاغل عنه،"ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه....." (سورة الأحزاب،الآية:4)
وأخيراً: فإن الأصل في حركة الأصابع أنها إرادية وأنها بنية، وكل عضو إرادي يتحرك حركة لا إرادية فهو عضو مريض .. هذا في قانون الطب والصحة النفسية والعصبية .
والله من وراء القصد

الأحد، يونيو 22، 2008

إستراتيجية التغيير (2) الأسرة المسلمة

الأسرة المسلمة

أعتقد أن إعداد الشباب والفتيات لتكوين البيت المسلم لا يقل أهمية عن إعدادهم لقيادة العمل وتحريكه داخل الجامعة وخارجها ، لذا ينبغي أن يكون المنهج التربوي والعلمي الذي يدرس في هذه المرحلة شاملا ً للعلاقات الإنسانية عموما ًَ والعلاقة الزوجية خصوصا ً، وإلا فإن كثيرا ً من الدارسين في الحركة الإسلامية مروا على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من ابن هشام إلى البوطي إلى الغضبان إلى الخضري إلى المباركفورى وأخيرا ً إلى الصلابي في عملية قريبة الشبه بـ " دق الميه في الهون " . وتدربوا على السمع والطاعة في مواقف عملية وتربوية ومحاضرات وورش عمل ، في نفس الوقت الذي لم يحظوا فيه باهتمام مماثل في إعداد وإنشاء الأسرة .

أعتقد أيضا ً أن قضية الأسرة هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى قبل أن تكون قضية إسلامية ، بمعنى أن هناك أسرا ً من غير المسلمين قامت ولا زالت تقوم في بلاد غير مسلمة، وبمراعاة القواعد الإنسانية والأسس الفطرية السليمة استطاعت أن تحقق ألوانا ً من الثبات ونماذج من التربية الراقية لم تستطع كثير من الأسر التي تهتف بالإسلام أن تحققها ... وليست هي قضية "فهلوة أو شطارة " وإنما هي علم وفن .

ولكننا نعتقد في نفس الوقت أنه لا يوجد منهج فكري تربوي يستطيع أن يرتقي بالأسرة ويقودها إلى بر السلام مثل الإسلام ، وكل ما دونه من المناهج فهو قاصر وجزئي .

وأعتقد أنه يلزم الحركة الإسلامية أن يكون منهجها التربوي والعلمي والثقافي معالجا ً لقضية تكوين الفرد وبناء الأسرة وبناء المجتمع بالتوازي من خلال :

1- الكتاب
2- المحاضرة
3- التربية العملية
4- ورش العمل
5- فرق العمل
6- المدربين
7-المستشارين

وأن ينال كل فرد نصيبه من هذه الأقسام حسب مرحلته فيدرس الدارس قبل الزواج فقه الزواج بمراحله ( الاختيار ، الخطبة ، العقد ، الدخول ، الحياة الزوجية ،) على أن تتناول فقه الواقع والممارسة بالإضافة إلى فقه النصوص والأحكام ، وأن يكون هذا واجب وقته والعلم المفروض عليه في هذه المرحلة ، وأن يحظى من ذلك بنصيب الأسد .

فإذا كان متزوجا ً درس فقه العلاقة الزوجية وفقه تربية الأولاد وطرق الارتقاء بها وتحسينها ، وإنه لكي يتحقق ذلك يتحتم وضع منهج عملي يشارك الآباء والأمهات في تنفيذه ، ويعقد للأزواج والزوجات محاضرات مشتركة ، ويدرسون منهاجا ً ثقافيا ً، ويتابعون في ذلك ، ويخصص مستشارون وعلماء لقضية الأسرة يلتقي معهم الأزواج رجالا ً ونساءاً بصفة دورية ، وتعمل استبيانات وأسئلة يجيب عنها الزوجان يعلم من خلالها مستوى سعادتهم في حياتهم وحجم المشاكل الموجودة ودور كل منهم في تحمل الأعباء الحياتية ، ويتم تدريب الآباء والأمهات على تربية الأولاد وتنشئتهم تنشئة صحيحة من النواحي البدنية والأخلاقية والسلوكية وكذلك الناحية العلمية والدينية .
ومن الممكن إنشاء جداول لتسجيل معدلات ومقاييس نمو الطفل يسجل فيها ظهور الأسنان وتواريخ ظهورها ، أول مرة حرك الطفل رأسه ، رفع شيء إلى فمه ، حرك عينيه يمينا ً ويسارا ً ، تقلب على جنبيه ، هم برفع رأسه ، جلس على الأرض ، وقف على قدميه ، تدرجه في تناول الطعام ، صدور أصوات (مناغاة )، أول مرة نطق "م" "ب" ثم تتابع نطق الحروف وسلامتها ، أول كلمة واضحة ، تواريخ المرض والأدوية والفحوص .

يقوم الأب والأم بمتابعة الطفل في هذه الفترة وتسجيل كل هذه الملاحظات سويا ً بعد الاتفاق على وجودها أو غيابها والتشاور في ذلك .
ومن ميزة هذه الطريقة :
1- أنها توفر للوالدين اهتمامات ونشاطات مشتركة .
2- أنها توفر مادة مفيدة للحوار والتفاهم والنقاش .
3- أنها تنمي فيهما القدرة على ملاحظة الطفل واكتشاف المتغيرات والمستجدات.
4- توفر للوالدين معلومات كافية ومسجلة عن طفلهما قد يحتاج إليها الطبيب أو المعلم أو المربي .
5- أنها تؤهلهم للمرحلة التالية وهي اكتشاف أخلاق الطفل ومواهبه وقدراته وتحديد شخصيته .. كل ذلك بشكل مبكر يمنحهم القدرة على تلافي السلبيات ومعالجة الأخطاء وتنمية المواهب أولا ً بأول .
وللحديث بقية

استراتيجيات التغيير (1) الفرد-الأسرة- المجتمع



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


وبعد


فلا زالت الأسرة بعيدة عن اهتمامات كثير من المصلحين والدعاة ، وإن كان الأفراد قد حظوا بكثير من الإهتمام ؛ فوضعت للأفراد مناهج وكتب ورحلات ومعسكرات وندوات ومحاضن تربوية (أسر وكتائب ) ، وجعلت لهم رتب وألقاب داخل الحركة الإسلامية .

وأيضا ً فقد حظي المجتمع بكثير من الإهتمام فخُصًّت مراحل التعليم المختلفة بمتابعة الحركة الإسلامية (أشبال ، طلاب ، جامعة) وروعيت المهن المختلفة من خلال النقابات واللجان المهنية وهلم جرا .

ولكن الأسرة سقطت في غمار الاهتمامات السياسية للحركة ... نعم صار الرجل غارقا ً إلى شعر رأسه في العمل الإسلامي مع الرجال (الإخوة) ، وصارت المرأة مشغولة حتى عن بيتها وزوجها وأولادها مع النساء (الأخوات ) ، وصار الأولاد بعيدين عن آبائهم وأمهاتهم مع الأشبال أو الطلاب أو أبناء الجامعة .


ولم يوجد ما يجمع هذا الشمل المشتت داخل البيت في عمل مشترك بإطار منظم ومنهج فكري وتربوي علمي وعملي ..

وللحديث بقية

الأربعاء، يونيو 11، 2008

رسالتي إلى ابنتي ليلة زفافها ... :)

رسالتي إلى ابنتي ليلة زفافها

الحب أعظم نعمة لذوى القلوب الطاهرة
الحب مفتاح الهدى من هـا هــنا للآخرة


نعم هذه حقيقة ... لست أدري لو لم يخلق الله الحب فبم كان يسعد الإنسان !!
إن علاقتنا بالله هي في الأصل علاقة حب .. حب الله لنا .. وحبنا له .

" فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه "
" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "

وإن علاقتنا ببعضنا هي في الأصل حب ... تابع لحبنا لله وحبه لنا ...

لقد سأل النبي (ص ) يوما ً أصحابه :
أتدرون ما أوثق عرى الإيمان ؟!
قالوا : الصلاة ..
قال : الصلاة حسنة ، ولكن ماهي بأوثق عرى الإيمان ..
قالوا : الزكاة ..
قال : الزكاة حسنة ، ولكن ما هي بأوثق عرى الإيمان ..
قالو : الجهاد ..
قال : الجهاد حسن ، ولكن ماهو بأوثق عرى الإيمان ..
فسكتوا ، فقال (ص) : إن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله .

المحب : عابد متذلل خاشع
مشغول بمحبوبه غيبة وحضورا ً، يرى غاية أمله رضاه .. ومنتهى سعادته عند لقياه ، لا يرى في محبوبه عيبا ً ولا يجد فيه نقصا ً .. بل يرى في نفسه التقصير وأنه دائما دون المستوى المطلوب ، وأنه عاجز عن حسن الأداء وتمام الوفاء ؛ مع سعيه الدؤوب ، وحرصه على الخدمة ، وتفننه في إيصالها ، وربعته في قبول محبوبه لخدمته ، ثم يرى ذلك القبول منة كبرى ونعمة عظمى وفضلاً لا يدانيه فضل .
ويرى اللحظة التي يدعوه فيها محبوبه لخدمته لحظة سقوطه ، ومنتهى تقصيره إذ كيف غفل عنه حتى دعاه وهو الذي كان ينبغي أن يكون عند قدميه ، وكان يجب عليه أن يفكر في حاجته قبل أن يحتاج إليها ، وأن يعدها له قبل أن يسأل عنها ، وأن يمده بها ويحملها إليه في وقت طلبه إياها .

لقد رأى بعض الصالحين ولده يغدو إلى المسجد كلما سمع الأذان ، فقال يا بني :
" ألا تذهب إلى المسجد إلا إذا دعيت ؟! "
فقال : وماذا عساني أن أصنع ؟؟
قال : يا بني بئس العبد لا يخدم مولاه إلا إذا دعاه ...
إنه يريده أن يكون جاهزا ً وفي الخدمة قبل أن يدعى إليها
فإذا أراد مولاه أن يدعوه .. وجده ماثلا ً بين يديه ، وحاضرا ً بكل مشاعره وخواطره
وخلجات نفسه ودقات قلبه ، فيكون النداء مددا ً والدعوة عونا ً ،ويرى نفسه أقرب من أن ينادى ،وألصق من أن يدعى ، فتتحول المناداة إلى مناجاة ،ويرى في الخدمة شرفا ً ووصولا ً ،ويحس مع التعب راحة وسعادة .. هي سعادة المحب برضا المحبوب

* والمحب لا يمل النظر إلى محبوبه ..
ولا تشبع عيناه من رؤياه

" وجوه يومئذ ٍ ناضرة إلى ربها ناظرة "

فإذا قُدِّر أنه لايراه إلى حين .. عزى نفسه وصبر فؤاده بالنظر إلى آثاره

"فانظر إلى آثار رحمة الله "


فرآه في كل نعمة وأحس به في كل فضل ... بل حتى عند البلاء يرى يده الحانية تمتد لترفعه ، ويستلهم من إرشاده وتوفيقه ما يعينه على الاجتياز .

المحب قد يخطىء وهو يريد الصواب
وقد يهفو وهو حريص على السداد ، وقد يزل بينما قدمه على الصراط.
قال المحب في لحظة من لحظات الفرح الشديد، وفي وقت من أوقات نشوة الحب ودفقته التي قد تفقد العقل فينطلق اللسان بلا رويةٍ .. قال : " اللهم أنت عبدي وأنا ربك " ، فكان المحبوب أشد فرحا ً به من ذي قبل .. إذ علم أن وراء الزلة سدادا ً، وأن مع الهفوة حبا ًولهفة، وأن الخطأ هو عين الصواب .

أقول لك بعد ما سبق .. هذه نصيحتي


نصيحتي لابنتي وقد أوشكت أن تفارق عشي وأن تغادر بيتي لتنعم في مملكتها الجديدة بزوج أحسب أنها تحبه و أنه يحبها ، وأحسب أني قد منحته أغلى ما رزقت ووهبته أحلى ما وهبت .

هذه نصيحة أب قد خبر الرجال والنساء ، ولم يبقى من عمره بحسبان البشر مثل ما مضى أو حتى بعض مثله .
هذه نصيحته لابنة .. هي بها أعلم من علمه نفسها .. والله أعلم به وبها من علم كليهما
المرأة مع الرجل ليس بينهما شهادات ولا أموال ولا فارق السن ولا حتى مقاييس الجمال .. لقد تجردا من ذلك كله كما هما من ثيابهما متجردان ، ولم يبق في كل منهما إلا الإنسان بفطرته وغريزته وحاجته ، والمتفوق من تفوق بحسن خلقه وصبره وحكمته ،وكل ذلك ينضوى في الرحمة التي تجعله قادرا ًعلى استيعاب كل المواقف وامتصاص جميع الصدمات .
قفي منه موقف الصغير من الكبير، وموقف الولد البار من أبيه الرحيم ، وموقف التلميذ النجيب من معلمه الملهم .
لا تحدي إليه بصرا ً،ولا تغفلي له أمرا ً، وليكن نظرك إليه نظر الرضا والسرور، وليقع أمره منك موقع الفرح من الصدور .
أيقظي في زوجك الحب وذكريه به في كل لحظة وعند كل حاجة
لا تذكري حاجته وإرادته .. ولكن اذكري حبه ..

فقولي .. ماذا تحب ، ولا تقولي .. ماذا تريد ولا ماحاجتك
ماذا تحب أن تشرب وماذا تحب من الطعام
ماذا تحب من الثياب وماذا تحب من الألوان
وإلى أين تحب أن تخرج ومن تحب أن تزور

* انظري إليه دائما ً تعرفينه أكثر وتحبينه أكثر
انظري إليه بل أطيلي النظر إليه
وهو يتكلم
وهو يأكل
وهو يشرب
وهو يقرأ
بل حتى وهو نائم .. انظرى ملامح وجهه وقسمات ملامحه
لقد قال النبي (ص) للرجل الذي يريد الزواج من امرأة :

" انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما "


وقال العلماء : " دوام النظر بعد الزواج يؤدم العشرة " ( أي يطيلها ويحسنها )

انظري إليه عند غضبه وعند رضاه وعند فرحه وترحه وإقباله وإدباره .. تعرفين طبعه وتفهمين خلقه وسلوكه

انظرى إليه حتى يراك ناظرة إليه .
فإن نظرك إليه يحببه إليك ورؤيته لك وأنت ناظرة إليه تحببك إليه .

أعدي له حاجته قبل السؤال عنها

طعامه وشرابه وملبسه
وهييئي فراشه دائما ً بالطريقة التي تعلمين أنها تروقه وبالهيئة التي يحبها وتعجبه ، واستدركي النقص في كل ذلك وأكمليه قبل أن يدركه هو فينصرف ذهنه عنك، ويتحول قلبه إلى حاجته وهمته إلى طلباته فتكوني قد خسرتيه وأبعدتيه .

أكرمي أهله وإخوانه وأصدقاءه ،ورحبي بهم ، وافرحي بقدومهم وأشعريه بذلك تكبرين في عينيه ، وتعظمين في صدره وقلبه .. لا تملي خدمتهم ولا تستثقلي اللذين يسعد بهم ويحبهم .
لا تنشغلي أثناء وجوده بنفسك ولا بما حولك ،واجعليه شغلك ،وأد ِ كل ما يخصك في غيابه وكذلك ما يتعلق بأعمال بيتك واهتمامات أولادك .

وأخيرا ً فلم يكتب البقاء إلا لله ولا الدوام إلا لوجهه .. وليس في الدنيا ثبات إلا عدم الثبات .. وقد أتى جبريل النبي (ص) فقال: " يا محمد .. عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به "

وجاء في الحديث عن النبي (ص ) : " أحبب حبيبك هونا ً ما عسى أن يكون بغيضك يوما ً ما ، وأبغض بغيضك هونا ً ما عسى أن يكون حبيبك يوما ً ما "

بنيتي : لولا أني أحبك ما صارحتك

الحبيب قد يفقد
والحب قد يتبدل


لذا أنصحك أن يكون حبك لله أعظم وأدوم من كل حب .. وأن يكون حبك لزوجك نابعا من حبك لله وثقتك به وتوكلك عليه ، لأنه المحبوب الذي لا يفقد بل إنه يعوض كل مفقود ، ولأن حبه معقود بإرادته ، لذا فهو حب مصون .

ماذا فقد من وجد الله...وماذا وجد من فقد الله


لقد تنازل الملك إدوارد الثامن ملك انجلترا عن عرش مملكته سنة 1937 من أجل امرأة أحبها كانت قد تزوجت قبل ذلك وطلقت مرتين ، ولكنه أحبها ومن أجلها تنازل عن ملكه وكتب " أتنازل أنا الملك إدوار الثامن عن عرشي وذريتي من بعدي .. " فأسعدها وعوضها معاناتها في زيجتين متتاليتين ، وعوضته فقدان عرشه ووجد فيها مالم يجده في مملكته ، وكانت تقول له : " سيدي إدوارد ".. سواء كانت معه وحدها أو كانا في جمع من الناس ، وكان يقول : " لقد أسعدت من خلالها ثلاث نساء ولم أسعد امرأة واحدة "
يقصد تعويضه إياها عن سعادتها المفقودة مرتين متتاليتين ، ثم إسعاده إياها بزواجه منها " وانتصر الحب على السياسة "

بنيتي " مريم ":
كتبت لكم كتابا ً أسميته " إبهاج الأزواج " قال عنه كثير من الأفاضل أنه قد أبهجهم فعلا ً وأنهم استطاعوا من خلاله أن يسعدوا ، فأرجو أن يكون هذا الكتاب من أسباب سعادتك ودوام عشرتك لزوجك واستمرار حبكما .

والله معكم
يوفقكم
ويحفظكم
ويرعاكم

والدك المحب ؛

الأربعاء 11 يونيو 2008

الجمعة، يونيو 06، 2008

لماذا .. بلا وطن؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

خلق الله النفوس أحراراً، وأودعها عزةً وكرامة ، وتلك وديعة الله في الإنسان -كل الإنسان- وأمانة الخالق في المخلوق -كل مخلوق-ومن ثم أصبح ابن آدم مؤتمناً على نفسه أن يصونها فلا يبددها وأن يحفظها فلا يضيعها ، فلا تستعبد لمخلوق ولا تستذل لمعصية حتى تُرد إلى صاحبها ....

حرة كما خلقها

عزيزة كما أبدعها

كريمة كما أنشأها

إن حريتك هي سر قوتك


عدا كلب الصيد خلف أرنب فرَهِقَ ولم يدركه فلقيه من غد فقال: كيف كان ذلك منك ؟!
فرد الأرنب : إنك كنت تعدو لحساب صاحبك أما أنا فكنت أعدو لحساب نفسي .

وذكروا أن عنترة لما قال له أبوه : قم عنترة فًكِرْ .
فرد عنترة : إن العبد لا يحسن الكرًّ والفرّ .
فقال أبوه : كِرّ عنترة ... وأنت حر .
فقام عنترة فَكَرّ حتى انتزع النصر .

وكان جيفارا يقول :
"حيث لا حرية فثَمّ وطني" أي أنه يؤثر أن يناضل مع المحرومين من الحرية على أن ينعم مع الرافلين في نعيمها .

ومن هنا كانت مدونتي

اذا قيل هذا منهل قلت قد أرى * * * ولكن نفس الحر تحتمل الظما