السبت، نوفمبر 21، 2009

سلام .. بشرى .. وهدية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
زوار المدونة الكرام :
.
كل عام وأنتم إلى الله أقرب ..
.

لكم عندى سلام وبشرى وهدية
.
أما السلام .. فهو من أبي يرسله لكل واحد منكم مغلفاً بدعوات صادقات :)
.
وأما البشرى .. فهي الحكم باخلاء سبيل الدكتور توكل مسعود ومن المنتظر أن ينفذ هذا الحكم خلال عشرين يوما
.
وأما الهدية .. فهى مقالات "ليشهدوا منافع لهم "
.
.
.
.
ولا تنسونا من دعوة صادقة .. جزاكم الله خيراً
.
.
إسراء توكل مسعود

الاثنين، نوفمبر 02، 2009

اكتمال الصورة .....(3) الحر والبرد

.


3- الحر والبرد
.
.

كنت أطالع كتاباً في الرقائق يتحدث عن التخويف من النار والتعريف بأهوال يوم القيامة. قرأت الكتاب من أوله حتى منتهاه فلم أر فيه جديداً . إلا أن مؤلفه جمع آيات القرآن الكريم الواردة في وصف القيامة وأهوال جهنم أعاذنا الله منها وجيش عدداً ضخماً من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتناول نفس الموضوع .. وإن كانت مثل هذه الكتابات لا تستهويني كثيراً لأنها نوع من السرد وتحصيل الحاصل..أو بتعبير جدتي رحمها الله (توفيت عن ثمانين عاماً سنة 1970 ) "دق المية في الهون"

إلا أنها أحياناً تكون فيها فائدة .
.
.
عثرت في آخر الكتاب على هذا الحديث النبوي الشريف :
"إذا كان يوم شديد الحر وقال العبد:لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم ، اللهم أجرنى من جهنم ومن حر جهنم ، قال الله لجهنم : إن هذا عبد من عبادي قد استجار بي منك وإنى قد أجرته ، وإذا كان يوم شديد البرد قال العبد: لا إله إلا الله، ما أشد برد هذا اليوم ، اللهم أجرنى من جهنم ومن زمهرير جهنم ، قال الله لجهنم : إن هذا عبد من عبادى قد استجار بي منك،وإنى قد أجرته" رواه البيهقي

.

وجدت في هذا الحديث راحة كبيرة،ذلك أن الحر والبرد من الظواهر المناخية المتكررة طوال العام ، وقليلة هى البلاد التى تتمتع بمناخ معتدل .

.

ومع الحر الشديد أو البرد الشديد يجد الإنسان نفسه مضطراً لأن يقول شيئاً... فإما أن يعبر عن استيائه من الحر أو البرد .. أو يعبر عن تألمه فيتأفف .. ويشكو ولكن ..... لمن؟! أو قد يكون مجاراة للناس من حوله، إذ هم لا يتكلمون إلا في الحر والبرد ،وكأن كل مشاكل الدنيا قد حلت ... ولم يبق إلا الحر .. والبرد . وكأن كل واحد من الناس يريد أن تكون الدنيا على مقاسه وحجمه وظروفه ... .

.

وكان الصالحون قديماً إذا تأفف الناس من الحر .. أو البرد : يصححون لهم مشاعرهم وأحاسيسهم فيقولون"على مراده" بمعنى "هو ملكه يصرفه كيف يشاء حراً أو برداً "

.

وجدت في هذا الحديث سلواي : إذ أستطيع أن أعبر عن استيائي من الحر ، ولكن بذكر الله وليس بكلامى الذي كما يقولون "لايودى ولا يجيب"، وثانياً لأنى أشكو الحر .. والبرد ولكن لخالق الحر والبرد، فالشكوى هنا لله وليست للناس ، كما أننى فهمت من الحديث إن الحر والبرد يذكرانى بحر جهنم وبردها ....

فأقول لنفسي: حر الدنيا ... ولاحر الآخرة

وبرد الدنيا ... ولا برد الآخرة.
.

كما أننى فهمت من الحديث أن الإجارة من جهنم ومن حر جهنم أو من بردها تعنى :

الإجارة منها في الآخرة ... يوم القيامة .
.

ولبثت ما شاء الله لى أن ألبث ... بهذا الفهم .
.

وبعد سنوات أخرى : كنت أقرأ في كتاب "سير أعلام النبلاء" للحافظ الذهبي.

ومررت بسيرة علي بن أبي طالب رضى الله عنه فقرأت : "كان علياً لا يبالي أن يلبس ملابس الشتاء في الصيف أو أن يلبس ملابس الصيف في الشتاء ، فلما سئل عن ذلك قال: ‘إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لي فقال " اللهم قه الحر والبرد" .
.

كنت أقرأ هذا الحديث وأقول في نفسي " يا بختك يا علي"

ومرة أخرى أقول "يا بختك يا أبا الحسن"
.

وقيت الحر والبرد في الآخرة لأنك من العشرة المبشرين بالجنة

ووقيت الحر والبرد في الدنيا بدعوة مخصوصة من النبي صلى الله عليه وسلم

.

ولبثت ماشاء الله لى أن ألبث بهذا الفهم ،حتى وقعت على هذا الحديث:

"اشتكت جهنم لربها فقالت: رب أكل بعضي بعضاً ... فأذن لها بنفسين : نفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من حر الصيف .. ونفس في الشتاء فهو أشد ما تجدون من برد الشتاء ..."
.
.
فقلت: سبحان الله : إن حر الصيف هو نفس من أنفاس جهنم

وإن برد الشتاء هو نفس من أنفاس جهنم


حتى كان يوم من أيام الحر اللافح وتذكرت الدعاء : لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم .. اللهم أجرني من جهنم ومن حر جهنم " فإذا بها تقفز أمامى :

الإجارة ليست فقط " من جهنم" وإنما " من حر جهنم"

هذا الحر الذي أنا فيه" هو حر جهنم" .. هو نفسها الذي تتنفسه في الصيف
.

أنا الآن لا أسأل الله شيئاً واحداً .. أنا أسأله شيئين :

الإجارة من جهنم .. في الآخرة

والإجارة من حر جهنم .... في الدنيا
.

والله سبحانه إذا استجاب دعائي فأجارني فقد أجارنى من الإثنين:

من جهنم .... في الآخرة

ومن حر جهنم ... في الدنيا
.

اذن : المسافة بيني وبين "علي" ليست بعيدة ، وليس البون شاسعاً.

.

أما على : فقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته مستجابة.

وأما أنا : فأدعو لنفسي ... ودعوتى قد تكون مستجابة .
.
يعنى : إذا اجتهدت في الدعاء ... وأخلصت .. وكان كسبي ومطعمى حلالاً ودعوت بيقين وتضرع .. وخضوع .. وخشوع .. وخفية .. وهي شروط استجابة الدعاء ... إذا صنعت ذلك ممكن أكون مثل " على " رضي الله عنه .
.

إذا صنعت ذلك أجارنى الله من جهنم يوم القيامة ..... مثل " على "

وأجارنى من حرها وبردها في الدنيا ...... مثل "على"
.

إذن المسافة ليست كبيرة ؟؟؟؟ ........................ بل إنها كبيرة جداً

المسافة هى : الصدق
.

سئل الإمام أحمد : كم هى المسافة بيننا وبين عرش الرحمن ؟!

فقال رحمه الله : دعوة صادقة .
.

أصبحت لا أبرح هذا الدعاء في الحر أو في البرد ... حتى والله وجدتنى لا أتألم ولا أتأفف ولا أنزعج من حر .. ولا من برد.
.

ولكنني ألبس في الصيف ..... ملابس الصيف

وألبس في الشتاء .... ملابس الشتاء