الثلاثاء، ديسمبر 30، 2008

أيها الفنان ماذا لو حلمت ؟! 12 الحلم الكبير 2

أيها الفنان ... ماذا لو حلمت؟!12)


ها أنا قد حلمت (2)


فإذا بها وسادتي وتحتي فراش وثير

أضأت مصباحي فإذا هي غرفتي ومكتبي والسرير



قالت : مابك ؟ قلت : رأيت الأمير

قالت : لعب الشيطان بك .. تعوذ يا فقير

قلت : بل رؤيا صدق . كذا أخبر البشير

قالت : عد إلى نومك وعش في حلمك الكبير

قلت : بل رؤيا حق . غداً يأتي الأمير.



قالت : أي أمير والبلدة بين عربيد وسكير

وكاسيات عاريات مشيتهن تكسير

ولصوص سرقوا البنوك نهاراً كان بينهم المدير

وعلماء سوء غاب عنهم كل ضمير

زينوا الباطل ولبسوا الحق ثوب تزوير

وولاة أمر قتلوا البريء جهاراً .. ولا مجير

والناس لا شغل لهم إلا الطوابير

وبعد طول وقوف يعطون بالتقتير

فأي أمير هذا ... أي أمير .



قلت يا نفس صمتا ً : كفى تبرير .

أميرنا قادم .. كذا أخبر البشير

يعيد حقنا ويطلق الأقصى الأسير

وينقذ عراقنا ويحمى الصغير والكبير



أميرنا قادم يرقبه جمع غفير

وأنا واحد منهم أعاهد الله القدير

أن أجوب كل الفيافي وكل روض نضير

وأبحث في كل شبر عن ناصير ونصير

ينصر دين الاله يبتغي الأجر الوفير

أجر رب العباد لا أجراً من وزير

فنصف أقدامنا وعلى الدرب نسير

ننشر القرآن ونطوي الدساتير

ونعود رويدا ً رويداً إلى سنة البشير



عندها الشيطان يخسأ وتختفي الطوابير

ونساؤنا سوف تحتشم ولا نرى التختير

والمال سوف يحفظ .. سيحفظه المدير

والبريء سوف يطلق وله ألف مجير

والعالم يخشى الإله لا خوف من وزير



عندها الإيمان يعلو ومصباح الهدى ينير

ينير طريق أمتنا ويهديها في المسير

عندها ينحقق حلمي .. عندها يأتي الأمير


الأربعاء، ديسمبر 24، 2008

أيها الفنان ... ماذا لو حلمت ؟! الحلم الكبير الأمير

أيها الفنان ..... ماذا لو حلمت ؟! (11)



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


زوار المدونة الكرام :
كنت قد وعدتكم بأن أضع بين يديكم " لحلم الكبير" ، بحيث يكون هو التدوينة التي نختم بها سلسلة " أيها الفنان .. ماذا لو حلمت ؟! " والتي كانت مكونة من 10 تدوينات تجدونها في الروابط التالية :















ولأنني سهوت عن هذا الوعد سأتوقف عن نشر تدوينات " الهجرة " بشكل مؤقت و سأضع بين يديكم " ها أنا قد حلمت " على جزأين .. ونستكمل بعدها تدوينات " الهجرة " .


مع حبي وتقديري
د/ توكل مسعود


هـــــا أنــــــــــــــــــا قـــد حـــلـــمــــت (1)



ذات يوم كنت في السوق أسير
فرأيت رجالاً يبتاعون في غير تبذير
وبائعين يكيلون في غير تخسير
ونساءً كاسيات في مروط لا تثير
وعفيفات في ثياب تبدو كالحرير
وسمعت أصوت تحميد وتهليل وتكبير
ليس بينها لغو إلا النذر اليسير
وليس من صخب إلا من نافخ الكير




ورأيت رجلاً على جواد يطير
قد تغبرت رأسه وبالساعدين تشمير
لكن الوجه باسم ومنفرج الأسارير
ترجل عن جواده وأقبل فينا يسير
داعب طفلاً وأقبل على شيخ كبير
عانق الشيخ الرجل وانهمر دمع غزير
قبل الفارس رأسه وأعطاه حفنة من الدنانير
ثم خلع رداءه وكساه ذاك الفقير







قلت : من هذا ؟! قالوا : هذا الأمير
عاد تواً من جهاد معه ألف أسير
أدب الجهال وأرغم الكفر الحقير
وأعاد للمظلوم حقه وأنصف المؤجر والأجير
وأقام بالأمس حداً على سارق خطير
كان قد تسلق بيتاً وروع القوارير




نظرت نحو الرجل وكدت من فرحي أطير
أسرعت خلف الجواد استنشق العطر وأتنسم العبير
ركضت أرجو لحاقه خلف غبار أثير
أسرعت أكثر وأكثر..عدوت فلهث الزفير
تعثرت قدماي في حفرة فسقطت أستجير
والتف من الناس حولي جمع غفير




مددت يدي أتحسس قدمي والساق الكسير

.................................................


والبقية تأتي ؛



الأحد، ديسمبر 21، 2008

الهجرة النبوية( 2)وفى الطريق أيضا توكل وأسباب

وفى الطريق أيضا توكل وأسباب



كان النبي صلى الله عليه وسلم قد واعد رجلاً ماهراً عالماً بالطرق خبيراً بالدروب هو عبد الله ابن أريقط ، وكان مشركا يمتهن هذا العمل ..... يصحب قوافل التجارة والمسافرين فيدلهم علي الطرق الآمنة ..... ويأخذ أجرته .

سلك الرجل بالنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه طريقاً غير معهودة ولا مألوفة ؛ هي طريق الساحل .... ليس لأنها علي ساحل البحر ولكنه اسمها .... والناس الآن يسمونه طريق الهجرة .... هوطريق طويل وعر كثير المنحنيات والمرتفعات ..... يصعد بك حتي تحسب أنك تلمس السحاب ، ويهبط بك حتي يظلم في وضح النهار ، ثم لا يفتأ يدور بك عبثاً حتي تحسب أنك ستعود ، ثم يأخذك يساراً مرة أخري ...... ولم يكن من عادة القوم أن يسلكوه ..... وقليل يعرفه.


ثم إنه صلي الله عليه وسلم كان يكمن نهاراً ويسير ليلاً ، كل ذلك إمعاناً في التخفي وحرصاً علي ألا يراه أحد ... أو يدركه مخلوق .

هذه هي الأسباب التي في مقدور البشر أن يصنعوها

وفجأة يلوح من خلفهم شبح فارس .....قد امتطي جواده ...... والرمح قد بان ، ينظر أبو بكر رضي الله عنه فيقول هذا سراقة يارسول الله.

سبحان الله ... أين الأسباب .... أين وعورة الطريق التي قصد الناس عن سيره ... أين التخفي والحذر؟!
انقطعت الأسباب ..... وبقي الله رب الأسباب

النبي صلى الله عليه وسلم لا يلتفت ويمضي واثقاً بربه متوكلاً عليه ....حتي ينظر أبوبكر مرة أخري ويقول :
هذا سراقة يا رسول الله
فيقول له صلى الله عليه وسلم :
دعه ..... فإن الله سيرده .

حتي دنا سراقة من الركب المبارك بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وأصبحوا في مرمي رمحه ..... أما القلوب فكانت مع الله !!!

ساخت أقدام الفرس في الصخر.....نعم في الصخر....ساخت في الصخر.... وما غاضت في رمال .. أو خاضت في أوحال.


انشق الصخر وساخت أقدام فرس سراقه ...... لكن سراقه يحث فرسه وسينتهضه يريد أن يدرك الجا ئزة الكبري " مائة ناقه لمن يأتي بمحمد حيا أو ميتا"



Wanted
صلوا عليه
صلى الله عليه وسلم



ينهض فرس سراقه وينطلق سراقه مرة أخري حتي إذا صار الركب في مرماه ساخت أقدام الفرس ثانية ، ولكن سراقه ما زال طامعاً في الجائزة الكبري .... يحث فرسه وسينتهضه .... فينهض الفرس وينطلق سراقه نحو النبي صلى الله عليه وسلم .... فتسوخ قوائم الفرس جميعاً في الصخر....فينقطع أمل سراقة ويذهب رجاؤه ويقول: فعلمت أنه "ممنوع " أي " محفوظ" .


صلوا عليه
صلى الله عليه وسلم


من الذي منعه؟! أي حفظه؟!
أهو الطريق الوعر الذي لا يسلكه الناس عادة ؟!
أهو الكمون بالنهار والسير بالليل ؟!

أم أنه رب الأرباب ومسبب الأسباب ؟!


أسبابك فكر بشر وعقل إنسان وفعل مخلوق ، وقد يكون منافسك أنجب منك فكراً ، وأرجح منك عقلاً ، وأكثر منك عدداً.... وعدة.... هنا تبطل أسبابك ويمحي أثرها .... لكن صدق التوكل علي الله لايبطله إنسان ولا تمحوه قوه ولا يذهب بأثره مخلوق.

الأسباب تزول .... الأسباب تنقطع .... الأسباب تفني
لكن الله لا يزول ... لا ينقطع لا يفني.

يلتفت النبي ص إلي سراقه ويقول :
ارجع سراقه....ارجع يا سراقه........ولك سوار كسري .

سبحان الله :
مطلوب يعجز طالبه ويعده بسوار كسري ، وهما خير من ألف ناقه من تلك النوق التي يسعي إليها سراقه.

يرجع سراقه ويعمي الطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم وركبه .... فكلما رأي فارساً ينطلق في الطريق الذي يسلكه النبي صلى الله عليه وسلم يقول له : قد استبرأت لكم الطريق من هنا ولكن اذهب من ها هنا... فيضله ..... ويدله علي طريق آخر... هو القيمه ... فكان في أول يوم جاهدا علي محمد ص وفي آخر اليوم حراساً له ص
أسلم سراقة بعد وحسن إسلامه .
ثم فتحت المدائن عاصمة الفرس في عهد عمر رضي الله عنه ونال سراقة سواري كسرى الذين وعده بهما محمد صلى الله عليه وسلم .


صلو عليه وسلموا تسليماً


وللحديث بقية ؛

الثلاثاء، ديسمبر 16، 2008

الهجرة النبوية 1 فى الغار توكل وأسباب

و


فى الغار توكل وأسباب(1)






أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يهاجر ، فكانت هجرته عجباً.... رتب النبي صلى الله عليه وسلم خطوات هجرته مع صاحبه أبي بكر رضي الله عنه و حدد أدواراً لبعض الأفراد ... ورسم لهم طريقة تنفيذها بمنتهى الدقة والإحكام.... وكان في ذلك كله متوكلاً على الله حق توكله ... فجمع صلى الله عليه وسلم بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله بطريقة غير مسبوقة ولا ملحوقة ... كيف... وقد أوتي الكمال صلى الله عليه وسلم ، فليس لأحد أن يبلغ كماله ، بأبي هو و أمي صلى الله عليه وسلم .

أتى النبي صلى الله عليه وسلم بيت أبي بكر رضي الله عنه وقت الهاجرة حيث تشتد حرارة الشمس ، فيأوي الناس إلى بيوتهم ويخلو الطريق من المارة .... فما رآه أحد.




صلوا عليه




خرج النبي ص و أبوبكر رضي الله عنه من بيت أبي بكر .... ليس من الباب الأمامي المؤدي إلى الطريق المعهود... ولكن من باب خلفي ؛ جعلوه لخروج الدواب ودخولها ، وليس من عادة الناس أن يدخلوا أو يخرجوا منه ... فما رآه أحد .




صلوا عليه




لما كانت المدينة من جهة الشمال من مكة وكان المشركون يعلمون أنه صلى الله عليه وسلم مهاجر إليها ؛ انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه في اتجاه الجنوب من مكة نحو غار ثور ... فما رآه أحد .




صلوا عليه




مكث النبي صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام بلياليها حتى يهدأ الطلب ، و ييأس الفرسان الذين يجوبون الأرض بحثا عنه صلى الله عليه وسلم ، ولهفا وراء الجائزة التي أعدتها قريش لمن يأتي بمحمد صلى الله عليه وسلم حيا أو ميتا ؛ وكانت الجائزة مائة ناقة.




صلوا عليه




كان عبد الله بن أبي بكر يقضي النهار في مكة بين القوم ، يتسمع الأخبار و يتصنت إلى أحاديث الغادين و الرائحين ..... فإذا جن الليل انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم و أبي بكررضي الله عنه فنقل إليهما كل ما يدور من حديث ،و سجل لهما مشاعر القوم وانفعالات نفوسهم و ما يتوقع منهم لاحقا ...... ثم يعود من هناك قبل الفجر فيصبح في مكة قبل أهلها ، و كأنه مابات إلا حيث باتوا ولم يره أحد .




رضي الله عنه




كانت أسماء بنت أبي بكر تحمل الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم و أبيها رضي الله عنه و تنطلق إلى الغار سيرا على قدميها ثم تعود ........ فما رآها أحد .


رضي الله عنها




و كان عامر بن فهيرة غلام أبي بكر و خادمة ....... يرعى غنم أبي بكر رضي الله عنه ، فيمضي بها في الطريق الذي يسلكه عبد الله و أسماء فتعفى أظلاف المعز و الضأن على آثار أقدام عبد الله و أسماء ، فتذهب ...... و ما رآه أحد




رضي الله عنه




هذا ما صنعه محمد ص .......فماذا صنعت قريش؟!



أتوا بقائف ماهر بارع استطاع أن يقفوا آثار أقدام النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه من بيت أبي بكر ..........وحتى الغار؟!!

وهناك كانت العجيبة؟!!

قائفهم يقول : محمد وصاحبه في الغار!!!




و النبي ص وصاحبه في الغار يسمعون همس الطالبين ووقع أقدامهم ، و الغار في منخفض من الأرض ، حتى ليقول أبو بكر رضي الله عنه "لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا" والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " لا تحزن إن الله معنا.. ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما"




صلوا عليه




أين ذهبت الأسباب؟! راحت سدى
ماذا فعلت الأسباب؟! لا شئ


كان كل هدف النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه ألا يصل المشركون إلى الغار ...... ولكنهم وصلوا .

ماذا بوسع النبي صلى الله عليه وسلم و صاحبه رضي الله عنه أن يصنعوه الآن ؟!...لا شئ .
ماذا لديهم الآن من أسباب يتسببونها إلى النجاة ؟!....لا شئ .


لم يبق إلا التوكل على الله .

الأسباب قد تنقطع لأنها فكر بشر، و فعل بشر يتعلق بالمخلوقات ، والمخلوقات قد تغيب ... وقد تعجز... و قد تنسى .... وقد تمل....

أما التوكل على الله فإنه لا ينقطع لأنه تعلق بالله...........
و الله سبحانه لا يغيب....... .ولا يعجز...... ولا ينسى....... ولايمل.


"فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها............."
"لم تروها"
الخطاب للأمة كلها ، بما فيهم أصحابه صلى الله عليه وسلم عدا ...أبي بكر رضي الله عنه .

ولكن ربما رآها المشركون وكان هذا سر انصرافهم ويأسهم وعودتهم خائبين ، و بعد أن أيقنوا أن ليس بالغار أحد....محمد ولا غيره.

جاء في بعض الروايات أن الله أنبت شجرة ضخمة سدت باب الغار فلم يعد بإمكان أحد دخوله ... و أن طائرا استلان فرعا من فروعها المتدلية على باب الغار .... فبنى عليها عشاً ووضع في العش بيضة ورقد هناك قرير العين مرتاح البال .... وأن عنكبوتاً نسج خيوطه الواهية فأحكم بها إغلاق ما بقي من فتحة الباب ....

ووقف القوم أمام هذا المشهد يسخرون من قائفهم الذي قادهم إلى الغار ويهزؤن به ، حتى أقسم أحدهم باللات والعزى أن هذا العنكبوت قد نسج خيوطه على باب الغار قبل أن يولد محمد .


صلوا عليه وسلموا تسليما؛




وللحديث بقية.

الاثنين، ديسمبر 08، 2008

ليشهدوا منافع لهم 5 أنا وانت أعظم من البيت

أنا وأنت ..... أعظم من البيت .


كانت قريش في جاهليتها تعظم "البيت الحرام" ... ويعلمون يقيناً أنه "بيت الله" .
بينما كان قائد جيش أبرهة في طريقه إلى مكة مر بإبل فاستلبها .. وكانت الإبل لعبد المطلب ... فانطلق صاحب الإبل يطلبها .....
فقال له الرجل : قد كنت أهابك قبل أن أراك .. فلما سمعت حديثك نزعت مهابتك من قلبي ،وسقطت من عيني .. جئنا نهدم بينكم ورمز عزتكم وشرفكم ، وبه بين الناس ذكركم .. وجئت تسألني عن الإبل ؟!
فرد عبد المطلب :

أنا رب الإبل

وللبيت رب يحميه .... وكانت .
أرادت قريش تجديد بناء الكعبة،فأقبل ابن وهب بن عمرو بن عائد - وهو خال والد النبي صلى الله عليه وسلم - فقال : يا معشر قريش ؛ لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيباً ، لا يدخل فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس .

فلما جمعت قريش كل مالديها من كسب طيب ومال حلال ... لم يكف لبناء البيت بتمامه على قواعد ابراهيم ، فجعلوه جزئين : جزءا ً أتموا بناء وهو الكعبة المشرفة المكسوة بالديباج .. والجزء الآخر أقاموا حوله جداراً مرتفعاً عن الأرض يدل على حدود البيت : هو حجر اسماعيل .

لذا لا يصح طواف من طاف داخل الحجر لأن الكعبة جزء من البيت ، والحجر هو باقي البيت وتمامه .

روى البخاري عن عائشة رضي الله عنه " قالت: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجدار: أمن البيت هو ؟!
قال : نعم ..
قلت : فما لهم لم يدخلوه في البيت ؟!
قال : إن قومك قصرت بهم النفقة ..
قلت : فما شأن بابه ارتفاعاً ؟!
قال : فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ، ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم ؛ لأدخلت الجدر في البيت ولألصقت بابه في الأرض".

إذا : يفهم من هذا أن البيت الذي نحجه وحجه النبي صلى الله عليه وسلم ليس على قواعد ابراهيم ؟!


نعم


وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يعيد بناءه مرة أخرى على قواعد ابراهيم ؟!


نعم


وأنه صلى الله عليه وسلم امتنع عن ذلك خشية حدوث الفتنة وانقسام الناس بين مؤيد ومعارض ؟!


نعم


إذا يفهم من هذا أن وحدة المسلمين وألفتهم وتماسك صفوفهم وحبهم لبعض أحب إلى الله من بيته الحرام .. وأن يكون البيت معيباً وناقصاً ... فهو أمر هين ... أما أن يكون صف المسلمين ناقصاً ووحدتهم معيبة قهذا لا يرضاه الله ولا يحبه رسوله صلى الله عليه وسلم .


أنا وأنت ... أعظم من البيت


انظر الآن إلى البيت بكعبته وحجره وهندسته تراخ خيراً مما أراد النبي أن يصنع ... وتدرك سر الحكمة القديمة :


خطأ العبد .... قدر الرب

وأخطاء البشر.... صحيح القدر


حج النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر إلى البيت وقال : ما أعظمك وما أعظم حرمتك .... والذي نفسي بيده للمسلم أعظم عند الله حرمة منك .. دمه .. وماله .. وعرضه .. وألا يظن به إلا خيراً .


أنا وأنت ... أعظم من البيت

وأولى من الحرم


ورأى النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب يزاحم الناس ليقبل الحجر ، فقال : إنك رجل شديد تؤذي الضعيف إذا طفت بالبيت ، ... فإذا رأيت خلوة من الحجر فادن منه .. وإلا فكبر وامض "

ليس التنافس هنا على تقبيل الحجر ... ولكن التنافس على توقير المسلمين وعدم إيذائهم .


أنا وأنت ... أولى من البيت

وأعظم من الحجر


ألا أدلك على عبارة واحدة تلخص كل ما فا في أجمل كلمات وأغرب أسلوب وأسلس صياغة .


قال تعالى : "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً ... " آل عمران 96

يقول المفسرون : كلمة "وضع" تدل على أن الإنسان أشرف عند الله من البيت الحرام . لأن كل موضوع فهو أدنى ممن وضع له


أنا وأنت أعظم من البيت


أنا وأنت أعظم من البيت


أنا وأنت أعظم من البيت

الخميس، ديسمبر 04، 2008

ليشهدوا منافع لهم 4 وقد تكون المساواة عارا

قد تكون المساواة .... عاراً




وإلى كل المدونات النسائية :)


المرأة لؤلؤة مكنونة وجوهرة مصونة
فإذا خرجت من كنها.... لحقها صونها


هذا ما تراه في الحج أكثر مما تراه في غيره ، .... ومن أول لحظة تقرر فيها المرأة أن تحج .. حتى تعود إلى بيتها .. محاطة بالرعاية محفوفة بالعناية .....


إذ هي جوهرة مصونة .

قرر القرآن ذلك من أول لحظة تم فيها إعلان الحج ....

قال الله تعالى:" وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق "
(الحج:27 )

"يأتوك رجالاً" :أي سيراً على الأقدام ، وقد يمشي الرجل ... وقد تمشي المرأة .
"على كل ضامر يأتين" :الضامر : هو البعير الذي سافر طويلاً وحرم من الطعام والشراب كثيراً فأنهكه السفر فنحل جسمه وهزل بدنه فصار "ضامراً "
وأما : "يأتين" :فهن النساء .
ومعناه أن القرآن أشار إلى أنه قد يمشي الرجل لتركب المرأة ، وقد يركبان جميعاً إذا كان عندهم من الظهر ما يكفي .

ذلك أنه إذا كان رجلان وبعير واحد ... اعتقباه ، فيركب الأول ويمشي الآخر ثم يمشي الأول ويركب الآخر ....
أما إذا كان رجلاً وامرأة فإن فكرة الإعتقاب هنا تكون فكرة مرذولة محتقرة لا يفكر فيها الرجال الأسوياء ولا تقبلها النساء وإن كن أقوياء . ذلك أن المسألة هنا ليست هي مسألة القوة والضعف وإنما هي مسألة :


صون الجوهرة .

فإذا قرر الرجل الخروج للحج فلربما خرج وحده ... أما أنت فهل تخرجين وحدك ؟!


ومن يصون الجوهرة!!

فإذا أحرم الرجل خلع ثيابه وارتدى إزاراً يلف نصفه الأسفل .. ورداءً يلف نصفه الأعلى .... أما أنت أيتها المرأة .... ففي ثيابك السابغة الفضفاضة المحتشمة كما خرجت بها من بيتك .


لأنك جوهرة .


فإذا تم الإحرام .. وشرع الحجيج في التلبية رفع الرجال أصواتهم : "لبيك اللهم لبيك . لبيك لاشريك لك لبيك . إن الحمد والنعمة لك والملك ... لا شريك لك "
قال ص : "خير الحج: العج والثج " (رواه الترمذي) ،
والعج : رفع الصوت بالتلبية ، وأما الثج : فهو إراقة دماء الهدي والأضاحي ....

أما أنت فيكفيك أن تسمعي نفسك أو جارتك اللصيقة بك ...



لأنك جوهرة .


فإذا طاف الرجال دنوا من البيت وإن تزاحموا .. وكان هذا أولى ... أما أنت فطوفي بعيداً عن الزحام ... ولو كان في ذلك بعدك عن البيت


أنت جوهرة .


وإذا طاف الرجال اضطبعوا .. ورملوا .. يعني يكشفون الكتف الأيمن في الأشواط الثلاثة الأولى مع الركض الخفيف إظهاراً للقوة والفتوة والنشاط ... أما أنت فلا اضطباع .. ولا رمل



أنت جوهرة .


فإذا سعى الرجال بين الصفا والمروة استحب لهم الصعود فوقهما .... والرمل بين الميلين الأخضرين .
أما أنت فيكفيك أن تلصقي قدميك بأصل الصفا ثم بأصل المروة دون الصعود .... إذ الصعود يعلو بك وربما استشرفك الرجال.


وليس هذا شأن الجوهرة .


ثم تمرين بين الميلين الأخضرين بخطواتك المعتادة التي تسعين بها لا متثاقلة ولا مهرولة


أنت جوهرة .


فإذا كانت الإفاضة من مزدلفة إلى منى : لم يفض الرجال إلا بعد صلاة الفجر وقبيل الشروق .. أما أنت فتفيضين في الظلام وقبل طلوع الفجر ... رخصة من الله لك .. تشملك وتشمل مرافقك ومحرمك .. فيخرج معك إلى منى ويدع الرجال هناك ... في مزدلفة


وإلا .... فمن يصون الجوهرة !!


فإذا رمى الرجل الجمرات استقبل القبلة .. ورفع يده حتى يرى بياض إبطه وكبر مع كل حصاة .... أما أنت فتكبيرك سراً ... ويدك ... لا ترفعيها فوق كتفك ....


أنت جوهرة .



والمساواة ..... عار .


السبت، نوفمبر 29، 2008

ليشهدوا منافع لهم 3 تاريخ وذكرى

3- تاريخ وذكرى



وتذكر وأنت تقصد الحج وتفارق الأهل والوطن وبرغبةٍ منك وإرادة ، تذكر يوما تفارق فيه كل هؤلاء بغير رغبةٍ منك ولا إرادة " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه "رواه البخاري

تذكر وأنت تسافر للحج ...
تزودك بالمال والطعام والشراب...وأنت في نفس الوقت الذي تسافر
وعين الزمان الذي تستغرقه هو جزء منك وقطعة من حياتك تسافر الآن.... إلي الآخرة... فزودها بالتقوي. "وتزودوا فإن خير الزاد التقوي..."
البقرة 197

تذكر وأنت تطوف بالبيت ....
أن إبراهيم صلي الله عليه وسلم طاف قبلك ليبني هذا البيت فلما أتم البناء وكان قد طاف سبع مرات .....أما الآن فأنت تطوف لتبني في قلبك الإيمان ولتبني علاقتك مع الله من جديد فاحرص بانتهاء الأشواط السبعة ..... أن تكون قد أتممت مهمت.

واعلم أن في نفس الوقت وفوقك مباشرة...تطوف الملائكة بالبيت المعمور .....وكن علي يقين أن الله يذكرك في ملأه الأعلي ويباهي بك ملائكته......."فاذكروني أذكركم"
البقرة152

تذكر وأنت تشرب من ماء زمزم...
أن ماء زمزم لما شرب له...واشرب بنية العلم والإيمان
وحفظ القرآن وإقامة السنه.....واشرب بنية نصر الإسلام وعزة المسلمين والتمكين للدين... وأن يرزقك الله الشهاده في سبيله فإنك ميت وإن طالت بك الحياه، فإن فعلت فأنت شهيد.... مت علي فراشك أو كنت في الميدان.


"من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات علي فراشه" رواه مسلم


واعلم أن زمزم رمز العنايه الإلهيه والرعايه الربانيه لأمه فقيرة ورضيع يتلوي من الجوع ولايمتلك الشكوي......وأن الله لايضيع من لجأ إليه وركن إلي جنابه ووقف علي أعتابه وأسلم وجهه ونفسه وكله إليه ووثق بما عند الله أكثر من ثقته مما في يده..... وإن أمرت أطاعت ربها فكان من ورائها هذا الخير كله....فما ظنك لوأطعت ربك وصنفت مثل ما صنفت...؟!


"ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"الأعراف96


واعلم أن هاجر كانت أمه ولم تكن حره،وكانت وثنيه من بلاد لا تعرف الله ولا تعبده ولم تكن لغتها لغة إبراهيم......وانظر كيف استطاع إبراهيم أن ينقلها إلي الايمان...فصارت هي بنفسها مدرسه في التوكل علي الله والثقه به والرغبه فيما عنده والتضحيه في سبيله بأغلي ما تملك ولوكان ولدها وزوجها بل.....وبنفسها قبلهما.


آلله أمرك بهذا يا إبراهيم؟!

إذا لن يضيعنا


واعلم أن التي عندك بالبيت هي أرقي من هاجروأعرف بالله منها وأقرب منها إلي الإيمان..... عندما وهبت لإبراهيم...فابدأ معها كما بدأ ابراهيم مع هاجروخذ بيدها الي الاسلام والإيمان والإحسان وكن لها قدوة وأسوة ....تقر بها عينك ويسعد بها فؤادك.... وتكون راحة لبالك.


" هن لباس لكم وأنتم لباس لهم" البقرة 187


تذكر وأنت تسعي بين الصفا والمروة ....أن هاجر سعت بينهما قبلك بجسد متعب منهوك..وقلب مكلوم.... ورجاء قد انقطع من الدنيا جميعا بقي موصولا برب العالمين....وأمل ليس لأحد من الخلق فيه نصيب...........
فلم تنقض الأشواط السبعه إلا وقد قضي الله حاجتها وحقق رغبتها...........


"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء........" النمل62


فاستحضر الآن حاجتك.....وفقرك وفاقتك......وضعفك وذلتك .....واقطع من الدنيا أملك ومن الناس رجاءك.... وتشبث بمالك الأرض والسماء وادعه بإخلاص وإلحاح...وجدد الإيمان قبلها بالإكثار من قول: لا إله إلا الله...وكن علي يقين بقضاء حاجتك وإجابة طلبك عند الإنتهاء من سابع الأشواط............


"ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابه، واعلموا أن الله لا يستجيب الدعاء من قلب غافل لاه"رواه الترمذي


تذكروأنت ترمي الجمرات.......أنك ترجم الشيطان، وتعلن عصيانك له وأنت قائم بأمرالله ،مجبر علي الطاعه مهما كلفتك ........فإنه عرض في هذه المواطن قبل ذلك مره لإبراهيم......
وقال ياإبراهيم : أتذبح ولدك لرؤيا رأيتها، فرجمه إبراهيم بسبع حصيات،
ومره إسماعيل :وقال يا إسماعيل: إن أباك يريد أن يذبحك يزعم أنه يطيع ربه؟!
فقال: حقه أن يطيع ربه ورماه بسبع حصيات ، ومره هاجر فقال لها: إن إبراهيم أخذ ولدك ليذبحه، فقالت : ماكان إبراهيم ليصنع ذلك ، قال يزعم أنه يطيع ربه، فقالت إذا كان يطيع ربه.........ثم رمته بسبع حصيات.


"إن الشيطان لكم عدو ......فاتخذوه عدوا" فاطر6


وأخيراً : تذكر وأنت تذبح الهدي.....أنه كان هنا منذ آلاف السنين....رجل يذبح ولده.... طاعة لأمر ربه....
استحضر الصورة ..... وعش معها قليلاً....واسأل نفسك ماذا قدمت لربك...... بماذا ضحيت... فإن وجدت خيراً فاحمد الله ، وإن وجدت غير ذلك ؛ فاعقد العزم وجدد العهد واعلم أنه لن يضيعك.


"وفديناه بذبح عظيم"

السبت، نوفمبر 22، 2008

ليشهدوا منافع لهم 2 الحج تربية نفسية

2- الحج تربية نفسية


فكم من متعجل يرى النص سهلا والتمكين قريبا : حج فرأى حال المسلمين وضعفهم علي كثرة عددهم ، ولمس عن قرب جهلهم بدينهم : في الطواف يتدافعون ، وفي الصلاة مختلفون ، وفي رمي الجمار مُفْرِطُون ، جُلُ همهم المظهر بينما غاب عنهم حقيقة الجوهر. رأي ذلك كله ؛ فعلم أن الطريق طويل ، وأن الحمل ثقيل ، وأننا في حاجة إلي ثورة ثقافية وعلمية وأخلاقية يقودها القرآن ، وينظم صفوفها أحباب الرسول ،فأعاد حسابته وعاد بعقل جديد .




وكم من يائس قنوط :لايرى لمشكلات المسلمين حلاًولا لأدوائهم دواءً إلا إذا كانت معجزة أو كرامة لا تتأتى من الأرض وإنما تهبط من السماء ، حج فرأي المسلمين قوة لا ينقصها إلا جمع الشمل وترتيب الإهتمامات وتحديد الأولويات .. ثم تنظيم الصفوف .... فعاد من حجه وقد انبعث فيه الأمل وعادت إليه الثقة .


وكم من مغرورمزهو بنفسه معجب بعمله : حج فرأي الألسنة تلهج بما لا يفهم من ذكر وتسبيح ، والألوان كلها قد اجتمعت من أحمر وأسود والأجناس كلها من عرب وعجم : تتنافس في السعى والطواف والرمى والنحر والحلق والتقصير ، قد اختلطت الأصوات بين دعاء ومناجاة واستغاثة ومناداة ، ورأى الناس ما بين راكع وساجد ، وما بين باك وخاشع ، قد خضعت كل الركاب وذلت كل النفوس ، وفوق الكل رب العالمين يسمع الأصوات ويستجيب الدعوات ويلبى الحاجات ، فقال لنفسه : أين أنت من هؤلاء وأين عملك من عملهم وأين بعدك وكيف قربهم؟!..... فعاد بأدب جم وبخشوع وهم .


وكم من سافرة ماكرة .. تكشف الشعر وتبدى النحر.. أحرمت فى ثياب العفة وحجاب الستر والوقاية ورأت نفسها ولأول مرة...... محتشمة . فتذوقت ولأول مرة حلاوته ، وأحست فيه بأنوثتها، وأنه أمن وملاذ يصون عفتها من أعين الذئاب ونظرات المتلصصين، فوجدت فيه ضالتها المنشودة حيث صارت مصونة، فأصرت عليه وأبت أن تعود إلابه ..... فعادت أطهر وأنقى وأعف وأتقى ، فصامت النهار، وقامت اليل ، وقرأت القرآن ، واستغفرت بالأسحار، وبكت وخشعت وتذللت ، ودعت ربها وناجته ، وقلبت وجهها في جنبات الكون وآفاق السماء؛ حتى قالوا:
إنها مجنونة.
وما هو بجنون ، لكن التقوي والاعتبار بالآيات والتفكير في خلق الأرض والسموات
"وتزودوا فإن خير الزاد التقوى"
(البقرة 197)
وكم من متفلت لا يمسك لسانه ، وقد أرخي لنفسه عنانه ، وأفلت من زمامه ، وقف مع نفسه في الحج وقفة ، وقال لنفسه : "إنها فى العمر مرة وقد لاتعود ، فإما أن يكون الرجوع بالأجر والإحسان أو أن عود بالوزر والخسران" ..... فأمسك لسانه وعف قلبه وأنشغل بالذكر والدعاء ، وذاق ولأول مرة ...... حلاوة المعاني وجمال التسامي ، فأخذ بنفسه بها وعاد كيوم ولدته أمه ، ومن الله عليه بالثبات والزيادة ، فصار من أهل الفضل والريادة والسبق والسعادة.

روى البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه ) وفي رواية له أيضًا: ( من حج هذا البيت فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه ) وعند مسلم نحوه .

الجمعة، نوفمبر 21، 2008

ليشهدوا منافع لهم 1 الحج وعاء الجهاد

1-الحج وعاء الجهاد


جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم "الحج والجهاد ماضيان إلى قيام الساعة"؛وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"إني جبان و إني ضعيف" فقال صلى الله عليه وسلم:"هلم إلى جهاد لا شوكة فيه:الحج"؛ وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها:"نرى الجهاد أفضل العمل؛ أفلا نجاهد؟! فقال صلى الله عليه وسلم :"لا ؛ لكن أفضل الجهاد: حج مبرور. رواه الطبراني


الصلاة : عبادة بدنية
الصيام:
عبادة بدنية
الزكاة:
عبادة مالية
الحج والجهاد: عبادات مالية وبدنية


وهل الجهاد إلا إنفاق المال ؛ وإتعاب البدن؛ومفارقة الأهل والوطن؛ وترك الراحة ومغادرة الفراش الوثير؛ والطعام الهنئ و المعاش الرغد.

و الحج مثل ذلك:
إنفاق المال في السفر و الزاد و الراحلة والهوى و الأضاحي؛ و إتعاب البدن في مشاق السفر و السعي و الطواف ورمي الجمار و التقلل من الدنيا في ملبس الإحرام و الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة والإقامة في منى؛ كل ذلك في العراء؛و في فراش و لحف جله السماء وطعام أغلبه التمر والماء؛ثم قبل ذلك كله لا بد له من مفارقة الأهل و الوطن وترك المهنة و الحرفة و الوظيفة...............و الوجاهة.

ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم:" النفقة في الحج كالنفقة في الجهاد في سبيل الله: الدرهم بسبعمائة ضعف"
رواه أحمد

و لعل هذا يفسر لنا تتابع آيات الحج و الجهاد في القرآن ففي سورة البقرة تجد تتابع الآيات من 154 إلى 157
تتحدث عن الجهاد والبذل والشهداء
" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا................وأولئك هم المهتدون"

ثم بعدها مباشرة الآية 158 تتحدث عن الحج
" إن الصفا والمروة من شعائر الله ................"

ثم في نفس سورة البقرة الآية 189 تتحدث عن الحج:
" يسألونك عن الأهلة.............................."

و بعدها مباشرة الآية 190 تتحدث عن الجهاد في سبيل الله:
"و قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ..........."

ثم في نفس سورة البقرة الآية 195 تحذر من القعود عن الجهاد " وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة..................."
والإنشغال بالدنيا لإصلاح مآ كلها ومشاربها وبيوتها وفرشها.

وبعدها مباشرة الآية 196 تأمر بإتمام الحج:
وأتموا الحج والعمرة لله.................."

ثم في سورة الحج الآية 37 تتحدث عن الهوى و الأضاحي " والبدن جعلناها لكم من شعائر الله ..............."

ثم الآيتان بعدها 38؛39 تتحدثان عن الجهاد:
"إن الله يدافع عن الذين آمنوا .......................لقدير"

ثم في نفس السورة " الحج" الآية77
" .................اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم...."

و التي بعدها مباشرة 78 تعود إلى الجهاد: " وجاهدوا في الله حق جهاده......................."


كان أمير المؤمنين : هارون الرشيد يحج بالمسلمين عاما ويغزو بجيشه عاما
اللهم ارزقنا هارونا رشيدا نغزو معه ونحج
ولعل الله سبحانه وهو أعلم بمراده: أراد أن يكون الحج وعاء يحفظ فريضة الجهاد ويصونها؛ بمعنى أنه كلما تكاسل الناس عن الجهاد وقعدوا عنه وتشاغلوا بدنياهم و أنانيتهم وبخلهم وجبنهم وضعفهم جاء الحج ليذكرهم بالبذل والعطاء فيتذوقوا من خلاله حلاوة الإنفاق و يغيدهم مرة أخرى إلى حلاوة العيش ووجوب التحرر من قيد الوظيفة و الوطن والعشيرة.............. والوجاهة.

ثم إن بقاء الحج والجهاد إلى قيام الساعة يؤكد بقاء الأمة بعبادتها وجهادها؛ وأن هذا البقاء يعني بقاء دورها وقيادتها و ريادتها؛ و أن الله حفظ هذا الدين وحفظ هذه الأمة المسلمة ليس بحفظ الأوراق والكتب والمسانيد ولكن برجال يحملون الإسلام في صدورهم وقلوبهم وعقولهم فيتخلقون بأخلاقه ويتأدبون بآدبه ويذودون عن حماه ويضحون من أجله بالنفس و النفس ويحققون شروط البقاء:
" والعصر إن الإنسان لفي خسر.................."

إيمان

عمل صالح

اجتماع على الخير

صبر على المر


وابقوا معي؛

الأربعاء، نوفمبر 19، 2008

اســتــراحـــــــــــــة قــصـــيـــــــــــــرة

استراحة قصيرة
أيها الفنان :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
وبعد؛
فقد أطلت عليك.... وأرهقتك .... قطعت معك عشرأشواط لم نتوقف خلالها إلا ريثما نلتقط أنفاسنا.. ونبل الريق .. وبقي في حواري معك شوط واحد...ننفذ فيه ما اتفقنا عليه في أول شوط لنا ..فنحلم فعلا .

نحلم حلماً جميلا
نحلم حلماً طويلاً..ولا نمل من طول حلمنا
نحلم ولا نيأس من تحقق حلمنا
نحلم ونكون....فرسان أحلامنا

وأداءً لحقك عليّ .. أعدك بأن أحلم أنا أولاً .. وأن أقدم لك حلمي الذي حلمته .. ولاأزال أحلمه ، هو حلم جميل ... طويل ... ولكن لاأمله ... ولا أيأس من تحققه ... وأود أن أكون أحد فوارسه .

ولي عليك أن تحلم أنت أيضاً .. وأن تخبرني بحلمك .. وأتشرف بنشره علي مدونتي .. كما تواعدنا .

لكننا :
أنا وأنت ..في حاجه لنتوقف فترة أطول هذه المرة .. ليس لمجرد التقاط الأنفاس وبل الريق .. ولكن للتزود .. لنركب معا قطار الحجيج .. نلبي ونطوف ونسعي ... مع الحجيج ... إن لم يكن بأجسامنا ... فبقلوبنا وأرواحنا ومشاعرنا وخواطرنا ... وأيضا ...بأحلامنا ....

"الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهم الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوي وأتقون يأولي الألبب "
سورة البقرة 197

ستكون أشواطنا القادمة ان شاء الله مع الحجيج ....لنلتقي بعد العيد..... مع الحلم الكبير.
وكل عام وأنت أيها الفنان ....

طيب ...... وبت
حلم

الخميس، نوفمبر 13، 2008

أيها الفنان ماذا لو حلمت 10 تعال نزور أجدادنا

كل إناء ينضح بما فيه ( 5 )



نعم : ملأوك يأساً ....... فنضحت يأساً
وسقوك القنوط ....... كأساً ..... فكأساً

الآن: أغلق شاشاتهم .. واطو صحائفهم


وتعال معي لنزور أجدادنا


نعم نزورهم لأن صلة الأرحام واجبة ، وهم أرحامنا ، ... ونزورهم لأنهم آباؤنا .. وبر الآباء فريضة ... ونزورهم لأنهم أصحاب فضل... وتوقير أولي الفضل أدب من آداب الإسلام..

ونزورهم لأنهم كانوا ترجمة عملية للقرآن الذي كنا نقرأه في لقائنا السابق...

كم من الناس لم يقرأوا تفسيراً للقرآن ..... لكنهم زاروا هؤلاء الأجداد واستمعوا إليهم واقتفوا آثارهم فرأوا التفسير العملي للقرآن ، نعم كان النبي صلى الله عليه وسلم قرآناً يمشي بين الناس .... وكان هؤلاء الأجداد أشبه بالقرآن الذي يمشي بين الناس.


معاذ بن عمروا بن الجموح
و
معاذ بن عفراء

غلامان من الأنصار يقفان يوم بدر عن يمين وشمال عبدالرحمن بن عوف .... يقولان : يا عم أرنا أبا جهل .. فيقول عبدالرحمن بن عوف ... وماذا تصنعان بأبي جهل ؟!
فيقول أحدهما : سمعت أنه يسب الله ورسوله...
ويقول الآخر : أقسمت لو رأيته لا يفارق ظلي ظله حتى يعجل الموت بأحدنا فينظر عبدالرحمن بن عوف في صفوف المشركين ثم يشير ناحيته ويقول : هذا هو أبو جهل ... فينطلقان نحوه كالسهمين فلا يدعاه إلا صريعاً ... ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيفاهما يقطران من دمه .... فقال صلى الله عليه وسلم : أيكما قتله ؟؟ فقال كل واحد منهما "أنا قتلته" .. فنظر صلى الله عليه وسلم في السيفين وقال : "كلاكما قتله" ....
( لا تعليق )



سمرة بن جندب

يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عليه الغلمان من الأنصار فيلحق من أدرك منهم ، فعرضت عليه عاماً فألحق غلاماً وردني ، ... فقلت يا رسول الله .. ألحقته ورددتني ولو صارعني صرعته...
قال فصارعني فصرعته فألحقني
"لا تعليق"

هؤلاء هم "الغلمان" فأما الشباب والرجال من أمثال :

خالد بن الوليد ، والمثنى بن حارثة , وعمرو بن العاص ، وطارق بن زياد ، وصلاح الدين الأيوبي ، ونورالدين محمود زنكي ، وسيف الدين قطز ، ومحمد الفاتح .... فهؤلاء ستزورهم وحدك وأرجو أن تقرؤهم مني السلام.

ليست هي بأول مرة يضعف فيها العرب والمسلمون :

كانت المرأة التترية توقف الرجل من المسلمين ثم تدفعه فتلقيه على الأرض ثم تحذره أن يتحرك حتى تعود ... ثم تعود ومعها حجر ضخم .. فتشدخ به رأسه ... وقد انتظرها !!!
( لا تعليق )

وكانت المرأة التترية تصف الرجال في بغداد صفاً ثم تذبحهم بخنجرها واحداً تلو الآخر.. وكل واقف ينتظر دوره!! ( لا تعليق )

لما دخل التتر بغداد قتلوا في يوم واحد مليوناً من المسلمين وألقوهم جميعاً في مياه دجلة وصنعوا من الجثث قنطرة يعبرون النهر عليها.... وظلت مياه دجلة حمراء بلون الدم .. يومين متتاليين.

ثم جمعوا كتب مكتبة بغداد ... وألقوها في النهر ... فذاب مداد الكتب فاسودت مياه النهر ... يومين آخرين...
( لا تعليق )


أين التتر الآن ؟!


محمد الفاتح

يفتح القسطنطينية وعمره واحد وعشرون عاماً ... كان يحلم بفتحها في منامه وقلت ليلة تمر دون أن يراها ... كان يحلم( لا تعليق )

كان حلماً فخاطراً فاحتمالا
ثم أضـحى حقيقة لا خيــــالا


صلاح الدين الأيوبي

كان يقوم من الليل يتفقد جنده فإذا رأي خيمة قام الجند بها يصلون من الليل استبشر وقال : من هنا يأتي النصر وإذا مر بخيمة قد غط أهلها في نوم عميق حزن واكتأب وقال : من هنا تأتي الهزيمة. ( لا تعليق )

وكان يجالس جنوده في بعض الأوقات يلتمسون الراحة أو في وقت الطعام والشراب .. فكانوا يتسامرون ويتفاكهون ويتضاحكون ... أما هو فكان لا يزيد على ابتسامة يسيرة يشاركهم بها سرورهم ... فيسألوه : لماذا لا تضحك ؟؟ مثلما نضحك ... فيقول كيف أضحك والمسجد الأقصى في أيدي الصليبيين. ( لا تعليق )

وعلى الرغم من ذلك لم يكن معجباً ولا مغروراً ولم يتحدث هو أو جنوده عن انجازاته .. وتوجيهاته...
كان يحمل معه في كل معاركه صندوقاً صغيراً ينفض تراب ملابسه بعد كل معركة ثم يجمعه في هذا الصندوق ... والناس لا تدري لماذا ؟!

فلما حضرته الوفاة .. أوصاهم أن ينثروا هذا التراب في قبره وأن يوسدوه إياه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم.

وقال لهم : لعله يشفع لي عند ربي


وأخيراً أيها الفنان.... هل تستطيع الآن أن تحلم؟!

هل تستطيع أن تحلم بعودة "مانيلا" عاصمة الفلبين إلى اسمها القديم "أمان الله" عندما كانت الفلبين يحكمها المسلمون؟!
هل تستطيع أن تحلم بعودة غرناطة واشبيلية وقرطبة؟!
هل تستطيع أن تحلم بعودة الأقصى .. وتحرير كابل ووحدة السودان وأمان مصر ... وسلامة ليبيا .. ونجاة العراق؟!

هل تستطيع أن تحلم بعودة الوصف القديم لقارة إفريقيا... كان اسمها "قارة الإسلام" والآن يسمونها "القارة السوداء"؟!

احلم ........... والله معك.


وابقوا معي،

أيها الفنان ماذا لو حلمت 9 تعال معى إلى القرآن

كل إناء ينضح بما فيه ( 4 )


نعم :

ملأوك يأساً .. فنضحت يأساً
وسقوك القنوط كأساً .. كأساً

والآن:

أغلق شاشاتهم .. واطو صحائفهم


وتعال معي إلى القرآن

وأنصت إلى هذا الخبر "فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا" سورة الشرح(الآيات5 ,6 )


نعم : كان الطابور عسيرا . لكن ... كم من اليسر كان فيه؟!
نعم : كانت الزنزانة مؤلمة ... لكن ... كم من الفرج كان فيها ؟!


وهنا .. في هاتين الآيتين نكتة لغوية عربية بديعة :

كل اسم نكرة يرد في السياق مرتين فالثاني غير الأول
كل اسم نكرة ورد في السياق بعدها معرفة فالثاني هو الأول
كل اسم معرفة ورد في السياق مرتين فالثاني هو الأول


فإذا قلت : تناولت صحيفة ثم قرأت صحيفة .. فهما صحيفتان.
وإذا قلت : تناولت صحيفة ثم قرأت الصحيفة فهي صحيفة واحدة.
وإذا قلت : تناولت الصحيفة .. ثم قرأت الصحيفة فهي صحيفة واحدة.
والآن اقرأ الآيتين في ضوء ما فهمت ... تر عسراً واحداً ومعه يسران.لذا يقول بعض المفسرين عند تفسير هاتين الآيتين .
لن يغلب عسر ٌ يسرين.

ذلك أنه ليس في القرآن تكرير
وأنه ليس في القرآن تأكيد
وأنه ليس في القرآن مترادفات


فإذا أضفت إلى هاتين الآيتين قوله تعالى "سيجعل الله من بعد عسر يسرا" علمت أنه سبحانه جعل مع كل عسر يسرين يهونانه ويخففانه ثم جعل يسراً ثالثاً يعقب ذلك العسر فيذهب عينه و يمحو أثره و كأن شيئاً لم يكن.

فهل لك يا صاحبي أن ترى اليسرين ببصيرتك ؟! ثم تدرك الثالث بفراستك ... ؟! حاول ... والله معك.

ثم تعال معي الآن إلى قوله تعالى :
"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"
سورة التوبة (الآية 51)

وانظر إلى هذه البديعة :

قال : "... كتب الله لنا"
ولم يقل : "... كتب الله علينا"


لأنك إذا قلت هذا كتب لي .... فهي منفعة وميسرة.
وإذا قلت : هذا كتب علي .... فهي
خيبة ومضرة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن العباس رضي الله عنهما : ".... واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك....."
رواه البخاري
فاستعمل صلى الله عليه وسلم مع المنفعة
"كتبه الله لك"
واستعمل صلى الله عليه وسلم مع المضرة
"كتبه الله عليك"

فإذا قرأت الآية الآن في ضوء ما سبق أدركت أن كل ما أصابك وأنت تنصر أمتك وتجاهد لدينك ... وتنصر المظلوم ... وتغيث الملهوف ... كل ذلك ( لك ) يعني منافع ومصالح وآمال وأفراح ليس فيه مضرة البتة.


فاملأ الآن قلبك بالبشرى.
واملأ نفسك بالأمل.


نحن لا نعرف الخسائر... نحن ننتصر فنتواضع ونخر لله ساجدين.... وقد ننكسر.... فنبتسم ونستغفر... ونعلم أن ذنوبنا هي سر هزيمتنا، فنرجع فنتوب فننتصر مرة أخرى.

كله ...
"لنا"
ليس هناك شيء ...
"علينا"

ورحم الله شيخ الإسلام في زمانه ، الإمام ابن تيمية الذي كان يقول :
"إن قتلي شهادة ، ونفيي سياحة ، وحبسي خلوة ... فماذا يصنع أعدائي بي ...إن جنتي وبستاني في صدري؟"

ثم تعال إلى القرآن لتر كيف حفظه صلى الله عليه وسلم في الغار وأسياف المشركين تلمع حوله هو وصاحبه..رضي الله عنه.

ثم لتر كيف نصره صلى الله عليه وسلم في بدر وهو في قلة من العدد والعتاد : ثلاثمائة رجل لم يخرجو لقتال ، ولم تتأهب له نفوسهم ، معهم فرسان اثنان وسبعون بعيراً في مواجهة ألف رجل . خرجوا متأهبين للقتال ، وفيهم سبعون فارساً ، وسبعمائة بعيراً.

وكيف خرج صلى الله عليه وسلم من أحد منكسراً ، ثم لم يمض يوم واحد حتى كان يطارد "فلول المنتصرين" في حمراء الأسد، ولم يخرج معه إلا من كان معه أمس ما بين مكلوم.. ومجروح ... ومصاب ؟!!

وكيف نصره في الأحزاب ، وكيف أنزل سكينته عليه في حينه..

تعال معي إلى القرآن لتسمعه وهو يشير إلى كل ما أعد الأعداء من عدد وعدة فيقول في تهكم واستهزاء وسخرية منهم :
"إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه.." آل عمران(الآية: 137)


لقد تخيلت يوماً أنني كنت فناناً في الرسم والتصوير لرسمت لوحة ضخمة ولجمعت فيها كل ما عند أمريكا وإسرائيل وبريطانيا والناتو من سلاح ورجال ، ولجمعت فيها طائراتهم وطياريهم ودباباتهم وسائقيها ومدافعهم ومخابراتهم والأباتشي والميركافا والباتيستين وأقمارهم الصناعية...."
لجمعت ذلك كله في صورة واحدة ، ولحزمتها بحزام عريض ولكتبت عليه بخط قرآني رائع :
"إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه.."

الشيطان :
أمريكا وإسرائيل.
أولياءه :
الخونة والمرجفين من حكام العرب والمسلمين الذين رسمت لك صورتهم في مقالة سابقة "كل إناء ينضح بما فيه 1 "

والآن قد وهبتك فكرتي أيها الفنان .... فصغها رسماً أو تصويراً وأهدها إلي.... فإني في غاية الشوق أن أراها.

ثم تعال معي إلى القرآن وهو يقول :
"سيهزم الجمع ويولون الدبر"
سورة القمر(الآية: 45)

نزلت في مكة ولم يكن هناك معارك ولا حروب ... ولا "جمع"
حتى كان عمر رضي الله عنه يقول في نفسه "أي جمع" حتى قال رضي الله عنه : رأيتها يوم بدر.

ثم تعال إلى القرآن وهو يقول : "فليرتقوا في الأسباب ، جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب"
سورة ص(الآيات 10،11 )

وكأن هذه الآية تعني زماننا أكثر مما تعني زمان النبي صلىالله عليه وسلم ، فلم يكن الارتقاء في الستليح والجيوش على عهده صلى الله عليه وسلم بالصورة الملموسة لا في جانبه صلى الله عليه وسلم ولا في جانب أعدائه مثلما هو ملموس الآن إلا ما كان من الارتقاء الكمي في زيادة الأعداد وتخريب الأحزاب، أما الآن هو ارتقاء كمي وكيفي ... بصورة مذهلة وسرعة خارقة ... حتى طارت الطائرات بغير طيارين ... وطاف الصاروخ حول هدفه ليقتصه بعدما كان لا يسير إلا في خط مستقيم!!

وعلى الرغم من هذا الارتقاء "فليرتقوا" إلا أن التطيمن يأتيك :
"جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب"
إن الهزيمة ستلحقهم عاجلاً أم آجلاً ، إن لم يكن بنا فبغيرنا فلا تدعه يفوتك ذلك الشرف.

والآن أحسبك قد امتلأت أملاً وسرت إليك البشريات فاسجد لله شكراً واحمد الله ذخراً.

واسمح لي أن أصحبك في محطة من محطات الآمال والبشريات أتوقف بعدها.... لأني أرهقتك وأتعبتك وأرى أنه من حقك أن تستريح.

وابقوا معي

الأحد، نوفمبر 09، 2008

فاصل .. و .. نواصل...

ليس كل ما يعرف يقال ..
وليس كل ما يقال جاء وقته ..
وليس كل ما جاء وقته حضر أهله ..

ابقوا معي ..

الجمعة، نوفمبر 07، 2008

أيها الفنان ... ماذا لو حلمت 8 قم نصلى الفجر

كل إناء ينضح بما فيه ( 3 )



نعم : ملأوك يأساً .... فنضحت يأساً
وسقوك القنوط ... كأساً ... فكأساً


فالآن : أغلق شاشاتهم ... واطو صحائفهم ... وقم بنا نصلي الفجر..


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" رواه مسلم"

هيا قم .... ودعنا نجلس بعد الصلاة حتى تشرق الشمس وترتفع.

وماذا نصنع في هذه الجلسة؟
نذكر الله ، نقرأ القرآن ، نستذكر دروسنا ، نصنع شيئاً ينفعنا أو ينتفع به غيرنا ، وكل عمل يساهم في إصلاح الدين أو إصلاح الدنيا فهو ذكر لله ... طالما كان ابتغاء مرضاته.

يقول صاحب لي :
كان أبي يرجع من المسجد بعد الفجر ، فإذا وجدنا قد نمنا بعد الصلاة أيقظنا جميعاً وهو يقول : قوموا ... هذه الساعة هي بركة اليوم كله ، هذه الساعة تقسم فيها الأرزاق ، من نافي فيها ضاعته حصته وفقد نصيبه.

ثم يذكر لنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم " من صلى الفجر ثم جلس يذكر الله حتى طلعت الشمس كتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة".


أخي وصاحبي : هل تعتقد أن الله منحك هذا الأجر لمنفعة عادت عليه سبحانه وتعالى من وراء بقائك حتى تطلع الشمس ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ... إن العباد لن يبلغوا نفعه فينفعوه ، ولن يبلغوا ضره فيضروه.

إن الله عز وجل يريد أن يملأك أملاً وبشرى.. يريدك أن تتصرف على سنن الكون والحياة والبقاء والفناء.

إن الله عز وجل يريد لك أن ترى لحظة ميلاد الصباح ، وجمال شروق الشمس وارتفاعها ، بعد ما غابت طويلاً ، يريد لك أن ترى الظلام وهو ينحسر رويداً رويداً وتحس النور وهو يولد هويداً هويداً ، حتى يندثر الظلام ، وينكشف النور.

إن الذين حرموا أنفسهم هذه اللحظة ، حرموا أجمل وألذ ساعة في الأربع وعشرين ساعة.
إنها لحظة الأمل والبشرى ... إنها لحظة البركة والرضا ، قال صلى الله عليه وسلم : "اللهم بارك لأمتي في بكورها"


إن الذين حرموا أنفسهم هذه الساعة ، تجدهم أصحاب نفوس كئيبة ومشاعر متبلدة وهمم متلبدة وصدور ضيقة وقلوب كسيرة.

قال صلى الله عليه وسلم : "يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقدات يضرب مكان كل عقده عليك ليلاً طويلاً فارقد فإذا استيقظ وذكر الله انحلت عقدة فإذا توضأ انحلت عقدة فإذا صلى انحلت عقدة فيصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان
"صحيح البخاري"
لقد كان آخر عهده بالدنيا قبل نومه : الظلام ، فلما استيقظ وجدها مملوءة نوراً وضياءاً.


كيف حدث هذا ؟؟ ومتى ؟؟ ... هو لا يدري. قد يدريه معرفة وكلاماً ... لكن النفس لا تدري والقلب لا يعي إلا إذا جرب ومارس وشارك.

فإذا رأيته يؤساً قنوطاً فقلت له : إن أحلك ساعات الليل هي الساعة التي تسبق الفجر ثم ينبعث النور... وإن اشتداد الظلمة ... دليل على قرب بزوغ الفجر ، ومن بعده يملأ الدنيا نور العدل والخير والحق........ إذا قلت ذلك لم يجد كلامك في نفسه مساغاً ولا مسلكاً ، وكأنك تكلمه بلغة غير لغته.

هو يفهم أنه ينام في الظلام ، ويستيقظ في النور، هو يريد العدل فجأة ، ويريد الخير بلا مقدمات، ويعتقد أن من الممكن أن تتحرر الأوطان ، ويعود الأقصى ، وتسلم العراق ، وتنجو أفغانستان .. كل ذلك وهو نائم.

شارك في صناعة الصبح .. ساهم في إشراق الشمس .. تعاون على نشر الضياء في الكون بجلوسك بعد الفجر ساعة حتى تطلع الشمس.

والحقيقة أنك تصنع صبح نفسك وتشرق شمس أملك ، وتنشر ضياء عقلك.

إن هذه اللحظة هي التي ستصنع منك فناناً مبدعاً ... وشاعراً متألقاً ... وأديباً أريباً.

وبعدها أحلاماً ملائكية ، سترى رؤى الحق والصدق .. كفلق الصبح.

تعال معي :
جرب ....
ولن تخسر شيئاً
حاول ....
ولن تندم
تعال .... ولا تتراجع


وابقوا معي..

الأحد، نوفمبر 02، 2008

أيها الفنان ماذا لو حلمت 7 تعال معى إلى الصلاة

كل إناء ينضح بما فيه ( 2 )
نعم :
ملأوك يأساً فنضحت يأساً
وسقوك القنوط كأساً كأساً
والآن :
قاطع اليأس والقنوط ... أغلق شاشاتهم ومزق صحائفهم واصرف بصرك عن إعلامهم الخائن وبثهم المسموم ... ليس بالمرة فإن ذلك يستحيل.

ولكن بحذر ونظام ... يعني يكفيك نصف ساعة .. تجمع ما يهمك من الأخبار لمجرد العلم .. يعنى إذا قرأت يوماً جريدة فلا تقرأ غيرها ... وتباً للشاشات سائر اليوم ... وإذا نظرت يوماً إلى شاشتهم فتباً للصحف سائر اليوم .. وقد تكتفي أحياناً بقراءة شريط الأخبار يمر أمامك على الشاشة ثم لا تجلس بعدها .. وقد تكتفي بملخص الأخبار يحمله إليك أحد أبناءك أو ذويك.....

ثم تعال معي بعد ذلك لتملأ نفسك بالبشرى وتفعم قلبك بالأمل وترتقي في مدارج العزة ثم لتملأ حياتك بعد ذلك عملاً نافعاً وترى مستقبلك بنفسك وتشارك في بناء مستقبل أمتك.
تعال معي إلى الصلاة
الله أكبر
لا أقصد مجرد أن تقولها ..... فكلنا نقولها.
ولكن : تدبرها ... عش معها ... هل أدركت مراميها ؟؟
كم مرة تقولها في اليوم الواحد ؟!... هيا نحسب :)

في الركعة الواحدة ___________ ست مرات
الصلاة الثنـــــائية ___________احدى عشر مرة.
الصلاة الثلاثــــية____________سبع عشرة مرة.
الصلاة الرباعــية____________اثنان وعشرون مرة.
الأذان________________ست مرات
الإقــــــــــــــــامة ____________أربع مرات
ختام كــــل صلاة ____________ثلاث وثلاثون مرة.
هل علمت أن الحد الأدنى للمسلم هو الصلوات الخمس المفروضة بالإضافة إلى صلاة الوتر وهي سنة مؤكدة لم يدعها النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ولا حضر ولا مرض ولا غزو ولا قتال ......... فيكون الحد الأدنى للتكبيرات في اليوم والليلة مائة تكبيرة بالتمام والكمال.
فإذا اجتهدت في العبادة كان أمامك ميدان فسيح ...
اثنتا عشرة ركعة راتبة________66 تكبيرة
الأذان في خمس صلوات_______30 تكبيرة
ترديد الأذان في خمس صلوات____30 تكبيرة
سماع الإقامة_____________20 تكبيرة
ختام الصلوات الخمس________165 تكبيرة

مجموع التكبيرات في الفرائض والسنن والأذان والإقامة وختام الصلوات يساوي أربعمائة وإحدى عشرة تكبيرة.

أنت تقول لنفسك يومياً على الأقل مائة مرة " الله أكبر "
فإذا اجتهدت وأحسنت علاقتك بربك قلتها لنفسك ولغيرك مرات كثيرة حتى تصل إلى أكثر من أربعمائة مرة في اليوم الواحد.
فكر في كل ما يقال في يومك وليلتك من جمل وعبارات.
كم مرة تقول لزوجتك " أنا أحبك "
كم مرة تقول لولدك "هات" "خد" "روح" "تعال"
كم مرة تقول لرئيسك "حاضر" "نعم" "طلباتك أوامر يا باشا"
هل هناك "جملة" أو حتى "كلمة مفردة" تكررها في اليوم الواحد أكثر من كلمة ....... "الله أكبر"؟؟
اسأل نفسك.... لماذا؟؟
لأنه بتكرارها وتدبر معانيها ومعايشته وإدراك مراسيها يعظم قدر الله في قلبك وتمتلأ به نفسك...... فماذا تكون أحجام الآخرين إلى جوار ذلك..؟؟
الجواب : أصفـــــــــــــــــــــــــــــار
ثم تعال معي إلى المسجد..
شعار أمتنا التوحيد........ نحن نهتف به في كل يوم خمس مرات

هات لي أمة في الدنيا ترفع شعارها في كل يوم خمس مرات وفي كل شبر منها ... قد ترفعه في المجلس التشريعي ... أو في مؤتمر تنظيمي .... أو في لقاء رسمي ... أو شعبي .... لكن أن تهتف به في شوارعها وميادينها وفي الحواري والأزقة ... في الشركات والمصانع والمدارس والمستشفيات والمحاكم ... وحتى في أقسام الشرطة ودواوين الحكومة.
نرفع شعارنا ونهتف به من قلوبنا ... هل رأيت مثل هذا؟

ثم تعال نصلي خلف الإمام.
أرأيت إلى هذا الصف؟! .. ألا يذكرك بصف الجنود
أرأيت إلى هذا الإمام؟! .. ألا يذكرك بقائد الجيش الذي يجب على الجميع أن يسمعوا له ويطيعوا.....


" إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، ولا تكبروا حتى يكبر، فإذا ركع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع فإذا قال‏:‏ سمع الله لمن حمده، فقولوا‏:‏ اللهم ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا ولا تسجدوا حتى يسجد، فإذا صلى قائما فصلوا قياما أجمعين، وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعين‏. " رواه أبوهريرة"

أليس الأصل أن يقف المسلمون جميعاً خلف الإمام في كل يوم خمس مرات ... إلا صاحب عذر ومن له رخصة.

أليس هذا لون من ألوان التربية العسكرية واستعراض القوة وحشد الصفوف ... كل يوم خمس مرات.؟!!

ماذا تصنع الدول في عروضها العسكرية؟!

تصف جنودها في صفوف مستقيمة ... مرة كل عام أو في المناسبات القومية والوطنية.

نحن نصنعها في اليوم الواحد خمس مرات ... وصف الصلاة هو مقياس قوتنا ... فهيا بنا نصف صفوفنا لتخرج بعد ذلك صفوف المصلين إلى صفوف المقاتلين.

إن نظام الصلاة في الإسلام هو نظام مصغر لما ينبغي أن تكون عليه الدولة.

أو قل بعبارة أخرى : إن الله سبحانه وتعالى اختصر نظام الدولة فجعله في الصلاة.
تعال معي :
نحسن صلاتنا ... ونصف صفوفنا
ونملأ مساجدنا ... ونهتف شعارنا

بعدها سنحرر بلادنا ونقيم دولتنا
وتسقط أمريكا ... وتسقط إسرائيل
وابقوا معي