الاثنين، أغسطس 01، 2011

الصلاة منحة الإسراء والمعراج...4 التربية بانتقاللا الأثر

تأخرت هذه المقالة عن صويحباتها ....





الصلاة منحة الإسراء والمعراج...4





الصلاة مجموعة من الأعمال الباطنة والظاهرة -أى أعمال القلوب والجوارح- تؤدى بصورة متكررة، وبدوام الأداء وطول الزمان تنطبع فى النفس آثار ها، لتكسب الجوارح مهارات وفنونا هى مهارات الصلاة وفنونها، لكن هذا الأثر يتسع ويمتد لينتقل خارج إطار الصلاة، ويتعدى حدود المساجد ليعم الحياة كلها ببركته وفيضه، فإذا مهارات وفنون المصلين التى اكتسبوها من الصلاة تصلح الحياة، وتنظم حركة الدنيا بعدما انتظمت حركتها داخل المساجد؛ وهذا هو الذى يطلق عليه علماء التربية:





التربية بانتقال الأثر





تعظيم الله



أعظم آثار الصلاة فى النفس: تعظيم الله سبحانه، وتعظيم شعائرالله: "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" سورة الحج، ذلك أنه كلما سمع النداء أسرع، ثم لايلبث بعدها أن يسارع إلى كل نداء فيه مرضاة لربه أو عون لقومه أو مصلحة لأهله: "إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات" سورة الأنبياء.





ضبط الموعد



إذا استطاع أن يضبط خمس مواعيد فى اليوم والليلة تتغير كل يوم فحرى به أن يضبط كل موعد، وأن ينظم أوقاته فلا تتداخل ولا تتعارض، كان الإمام حسن البنا يضرب لتلامذته وأتباعه مواعيد بعد منتصف الليل فى أماكن بعيدة؛ وهم قد أتوا من مناطق شتى فى القاهرة، فإذا التقوا فى الموعد المحدد شكرهم وانصرفوا؛ فلما سألوه عن ذلك أجابهم: "نحن نتدرب ونتمرس على ضبط الموعد"، وأخبرنى الأستاذ المربى: محمود شكرى؛ أنهم كانوا يلتقون فى موعد محدد منضبط، فإذا مرت خمس دقائق تركوا المكان وذهبوا إلى غيره، فإذا حضر المتخلفون لم يجدوا إخوانهم، فإذا كان الموعد التالى كانوا أسبق فى الحضور من غيرهم.





النظام السياسى



تختلف النظم السياسية ما بين برلمانية ورئاسية ودستورية وغيرها، لكنها لاتختلف فى أمرين:



وجوب طاعة المحكومين للنظام واتباعه وعدم خرقه.



وجوب رقابة المحكومين على الحكام فإذا غفلوا نبهوهم،وإذا أساءوا زجروهم أوعزلوهم



لم يحدد الإسلام نظاما بعينه، وإنما أقر الأمرين كليهما.





فإذا أقيمت الصلاة وجب على المأمومين اتباع الإمام، فلا يسبقونه ولايساوونه تكبيرا ولاركوعا ولاسجودا، وإنما يصنعون ذلك كله بعده، فإذا سها أوغفل كنسيه تشهد أوسط نبهوه فقالوا: سبحان الله، فإذا كان السهو إساءة كقيامه لركعة خامسة فى صلاة رباعية نبهوه بقولهم: سبحان الله، فإذا لم ينتبه قالوا: قمت لخامسة، فإذا لم يلتفت إلى زجرهم تركوه واقفا وظلوا قعودأ، ثم قرأوا التشهد وسلموا؛ وهو مايعرف بمفارقة الإمام.



أليست هذه صورة مصغرة لعلاقة الحكام بالمحكومين أراد الإسلام أن يعيشها المسلمون وأن يمارسوها من خلال الصلاة كل يوم خمس مرات فإذا انتقلوا إلى دنياهم انتقلت معهم فأصلحوا الحياة بنفس الأسلوب الذى أصلحوا به صلاتهم.



إن الذين عاشوا هذه التجربة فى مساجدهم هم الذين يستطيعون أن يوازنوا بين طاعة الحكام والمسؤولين وبين توقيفهم إذا لزم الأمر، وهم يؤدون هذا ببراعة ولباقة، أما الذين تخلفوا عن الجماعات ولم يمارسوا تلك الممارسة الرائعة فهم أقعد الناس عن طاعة تضبط إيقاع الحياة، كما أنهم أخجل الناس إن لم يكونوا أجبنهم عن زجر حاكم أساء أو مفارقة زعيم أجرم فى حق أمته.



إن الصلاة نظام سياسي مصغر تنتقل آثاره التربوية إلى الحياة فتصلح سياستها، ومن هنا تعلم لماذا يكره الطواغيت أرباب المساجد وينابذونهم العداء حتى كرهوا أن يكون فى الأرض مساجد؛ لا لمجرد أنها تؤدى فيها الصلوات، ولكن لأنه يتخرج فيها الرجال الذين يقضون مضاجعهم ويؤرقون نومهم ويزعجون أحلامهم : "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا" سورة الحج.





وللحديث بقية



والله من وراء القصد

هناك تعليقان (2):

مصطفى فكرى يقول...

سبحان الله ما تاملت قوله تعالى فى الصلاة على انها كتابا موقوتا هل كتاب هنا وضعها مجازى فى الاشارة الى مشابهة التعلم من الصلاة كما فى الكتب؟

alreda&alnoor يقول...

كثير يدخل الصلاة ويخرج ولا يدري كم صلى لذا لم نتقدم في علاقتنا مع الله ولم نتقدم في علاقاتنا مع بعضنا البعض والعبادات لها حكم وفوائد غير الثواب والجزاء والقرب من الله فإن تحققت وجدنا كل شيئ حولنا يتحسن ويتقدم أسأل الله عز وجل أن يمن علينا بالوقوف بين يديه نصلي بقلوبنا وكل جوارحنا ويتوب علينا .
ذكرتني بقول الأستاذ محمد حسين نفسي أصلي .
وجزاك الله كل خير يادكتور