الاثنين، يوليو 28، 2008

من وحي الإسراء والمعراج .....(2)سبحان الذى أسرى


من وحي الإسراء والمعراج.......(2)


أول سورة من سور القرآن الكريم بدأت بالتسبيح "الإسراء "
والمسبحات سبع :


أولهـــــا ...........سُـبْـحـَانَ...............سورة الإسراء
ثانيهــــا ...........سَبـــَّــــحَ...............سورة الحديد

ثالثهــــا ...........سَبــَّـــــحَ ...............سورة الحشر
رابعهـــا ...........سَبـــَّــــحَ ...............سورة الصف
خامسهـا ...........يُسَبـــِّــحُ ...............سورة الجمعة
سادسهـا ...........يُسَبـــِّــحُْ ...............سورة التغابن
سابعهــا ...........سَبــِّــــحْ ................سورة الأعلى



فنزه نفسه أولا ً بقوله: " سبحان "، ثم أخبرك في ثلاثة مواطن أن أهل السموات والأرض قد نزهوه فقال : "سبح لله ما في السموات ...... "، ثم أخبرك أنهم دائمو التسبيح، وأن تسبيحهم لا ينقطع؛ فقال في موضعين : " يسبح لله مافي السموات ..... " ، ثم أمرك في آخر موضع ٍ أن تلحق بركب المسبحين، وأن تدرك شرف الانتماء إليهم؛ فقال :"سبح اسم ربك الأعلى " .


ولا يكون التسبيح إلا من عجب ...



ولعله من أجل ذلك: "يلهم أهل الجنة التسبيح كما تلهمون النفس "...(رواه مسلم )

فكلما التفتوا رأوا عجيبة.......وفي داخل العجيبة عجائب...... وحولها وفوقها ومعها.......


أعاجيب .... وأعاجيب .... وأعاجيب ....

فأينما ولوا رأوا عجبا ً .... فتعجبوا ... فسبحوا ...


سبحان الله .... سبحان الله ... سبحان الله ....


لذا كان هذا التسبيح مع هذه العجيبة " الإسراء "


قال تعالى :

"سُبحنَ الذي أسرى بعبدهِ ليلاً مِنَ المَسْجِدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأَقْصا الذي بركنا حولهُ لنُرِيَهُ مِنْ ءاياتِنا إنّهُ هُوَ السميعُ البَصير"


أن ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم بكل كيانه....... "بعبده "
في جزء من الليل ......... "ليلا ً "
مسيرة شهر......... "من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى "
للترفيه عنه وتسليته وإطلاعه على آيات الله وقدرته في أرضه وسماواته وملائكته وملكوته...... "لنريه من آياتنا "

والغريب أن يدعى بعض الناس أن الإسراء كان بالروح دون الجسد، والأغرب أن ينسب ذلك إلى العلم والعلماء، وأن يعتبر ذلك خلافا ً بين العلماء؛ بينما القرآن يقول :" بعبده " .ولم يقل : بروح عبده ،ولا: بجسد عبده ..


وأي عجيب في إسراء الروح ليلا ً أوذهابها نهارا ً ،وكلنا تسري أرواحنا عند النوم، وقد تلتقي أرواح أهل المشرق مع أرواح أهل المغرب وأرواح الأحياء والأموات، ثم تعود أرواح الأحياء إليهم فيقصون على الناس رؤاهم فلا يتعجبون ،وإن كانت هذه في نفسها آية وقدرة، ولكن تكرارها وإيلاف الناس إياها وعمومهم بها نفى صفة العجب عنها فلم يتلقوها بالتعجب إذا سمعوها ولم ينكروا على قائليها " الله يتوفى الأنفس حين موتها ..... " (سورة الزمر :آية 42 )

ولذا أنكر الإسراء منكروه لأنهم فهموا من صاحبه صلى الله عليه وسلم أنه انتقل بكيانه كله فكذبوه وقالوا :"نضرب إليه أكباد الإبل شهرا ً - كناية عن مشقة السفر والانتقال - وأنت تزعم أنك أتيته الليلة وعدت ونحن في فرشنا نوم " حتى ارتد بعض ضعاف الإيمان من المسلمين وثبت الصادقون فقال الصديق رضي الله عنه : " إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك في خبر السماء يأتيه إلى الأرض " وحتى سماها الله فتنة : " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ............ " (سورة الإسراء : الآية 60 )

وأي فتنة في أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه أنه أسرى به من ..... إلى ........ ثم يقص قصصا ً طويلا ً ويحدث بأعاجيب رآها في رؤياه .


إن ذلك يحدث لأراذل الناس وسفهائهم فضلا ً عن صالحيهم وفضلائهم ...


فما بالك بالأنبياء


ثم


فما بالك بمحمد ٍ صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، يوليو 22، 2008

من وحي الإسراء والمعراج ....(1) خمسون صلاة


من وحي الإسراء والمعراج ... (1)



كانت الصلوات المفروضة في الأصل خمسين، ولا زال الله يخفف عنا حتى صارت خمسا ً ، ولا زال الله يثبت أجرها حتى بقين خمسين ، فهن خمس في الأداء وخمسين في الأجر "صحيح البخاري"



يالها من منحة ربانية لا ترد .. وهبة إلهية لا تقبل العود ..



فقد شاء الله أن نلقاه في كل يوم خمسين مرة ، ونحن أحوج إلى هذا اللقاء ، وهو سبحانه عنه في غنى .
لقد شاء الله أن نرفع إليه حوائجنا وشكوانا ، وأن يفتح لنا أبوابه ، وأن يكلمنا بقرآنه وأن نكلمه بدعائنا ؛ في اليوم خمسين مرة ، وهبة الله لا ترد ومنحة الله لا ينقصها ....


خمسون صلاة في اليوم والليلة


إنه يريدك له بلا شريك وهو غني عنك ، إنه يريدك معه ويريد أن يكون معك ، إنه لا يحب أن تنصرف عنه كما أنه لا ينصرف عنك ، ويحب ألا يغيب عنك كما أنك لا تغيب عنه .


خمسون صلاة في اليوم والليلة


معنى هذا أننا نمضي يومنا وليلتنا في المسجد !
معنى هذا ألا يبقى للبيت أوقات ولا للأزواج ساعات ولا للمعاش غدوات ولاروحات!
ولذلك جاء في الحديث " سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله .......... ورجل قلبه معلق بالمساجد " .."متفق عليه" نعم ... لأن الأصل ألا يفارقها وألا يغادرها ، وكان الله يحب أن يراه في بيته دائماً زائراً له ، متعرضا ً لكرامته وكراماته وبركته وبركاته ....


ولكنه سبحانه يعلم أنه لابد لك من الخروج ، ولامناص من الضرب في الأرض والسعي على الأرزاق ، ولا مهرب من معافسة النساء وملاعبة الأولاد والاستمتاع بطيبات الحياة والتلذذ بمآكلها ومشاربها ، فسمح لك بالخروج وأذن لك في عدم البقاء، وجعلها خمسا ً في الأداء و أبقى لك أجر الخمسين .

وأذن لك بالضرب في الأرض ، والمشي في مناكبها ، وجعلها مسجدا ً وطهورا ً فانطلق باسمه فإنما هي مسجد ُ، قال تعالى : " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا ً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ...." .."سورة الملك:الآية 15 " فأينما أدركتك الصلاة فصل، فلا زلت في بيته ولا زال النزل معدا ً والمضيف مقبلا ً عليك بأفضاله ومننه .... قال صلى الله عليه وسلم " أوتيت خمسا ً لم يؤتهن نبى قبلي ... وجعلت لي الأرض مسجدا ً وطهورا ً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل " .."رواه أحمد وأبو داود ورجاله ثقات" .

وجعلك في صلاة ما دمت في انتظار الصلاة ..."أخرجه مسلم "

فمن بعد العشاء تنتظر الفجر حتى إذا جاء وقته كنت في المسجد ولم تكن في فراشك
ثم تنتظر الظهر فإذا جاء وقته كنت في المسجد ولم تكن في شغلك وتجارتك
ثم تنتظر العصر فإذا جاء وقته كنت في المسجد ولم تكن على مائدة الطعام
ثم تنتظر المغرب فإذا جاء وقته كنت في المسجد ولم تكن بين الناس ضيفا ً أو مضيفا ً
ثم تنتظر العشاء فإذا جاء وقتها كنت في المسجد ولم تكن بين زوجك وولدك
فإذا أويت إلى فراشك بعدها أضمرت قيام الليل فإذا لم تقم إلى الفجر كتبت من القائمين




خمسون صلاة في اليوم والليلة




وعلم أن حوائجك من الحياة الدنيا لا تنقطع ، وأن رغبتك في صونها ضرورة وفريضة ،فأذن لك فيها وجعلها لك بشروط ... قال تعالى : " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا ..... " .."سورة الأعراف :الآية 32"

وجعل لك منهجا تتعامل به مع الحياة ، فتطلب العلم ابتغاء وجهه، وتأكل الطيبات وتدع الخبائث، وحرم عليك من النساء ألوانا ً وأباح لك غيرهن، وعلمك آداب سمعك وبصرك وفكرك في منهاج طويل عريض عميق يتناول حياتك بأبعادها جميعا ً ... من طفولتك إلى صباك إلى شبابك إلى رجولتك إلى هرمك، وجعل هذا المنهاج يتناول عباداتك ومعاملاتك وبيعك وشراءك وعلمك واقتصادك وسياستك، ويشملك في خلوتك وجلوتك ... كل ذلك لتبقى معه ويبقى معك ، فإذا كنت كذلك فأنت في صلاة، وهن خمسون


خمسون صلاة في اليوم والليلة


إنه يريدك له ليس لحاجته – تعالى الله عن ذلك – ولكن لحاجتك أنت !


لأنك ضعيف .. وهو القوى
لأنك فقير .. وهو المغني
لأنك ذليل .. وهو المعز
لأنك ظلوم .. وهو المقسط
لأنك جهول .. وهو العليم
لأنك محدود .. وهو الواسع


وللحديث بقية؛

الخميس، يوليو 10، 2008

وجهة نظر ... أم سيد قراره (2)

وجهة نظر....أم سيد قراره (2)
في أبريل 2008

كان اللقاء سمراً ، وكنت في مركز اللقاء لصيقاً بمقدم البرنامج، وكان معد البرنامج يجلس في مقابلتي ، بينما المسؤول الثقافي في أطراف المجلس .
رأيت أدوات اللعب والسباق تتسارع إلي المنضدة التي توسطت المجلس ،وراعني من بينها شمامتانٍ "كنتلوب" متوسطتا الحجم قد كشط قشرهما بمهارة ، وأفرغ لبهما بشطارة ، مع المحافظة علي سلامتهما وكرويتهما ، فعلمت أن من فقرات حفلنا مسابقة في التهام هاتين الشمامتين .

همستُ في أذن الأخ مقدم البرنامج: هل ستجري مسابقة في أكل هاتين الشمامتين ؟!!
قال: نعم .
قلت: ياأخي هذه المسابقات تعبر عن الثقافة الأوربية وتصور أخلاق غير المسلمين ، وقد بدأها الإيطاليون بمسابقات التهام أطبق المكرونة الاسباجتي بغير شوكة ولا ملعقة ، فيضع المتسابق فمه في الطبق ويعقد يديه خلف ظهره ، وقد يتكئ بهما علي المنضدة في هيئة هي أشبه بالحيوان منها بالإنسان .
أما نحن المسلمين فنعلم أن الله كرمنا باعتدال قامتنا وانتصاب خلقتنا "خلقك فسواك فعدلك" (سورة الإنفطار- الآية : 7) وأننا نرفع الطعام إلي أفواهنا بأيماننا ، ولنا في تناول الطعام آداب وأخلاقيات منها : الشعور بالنعمة وشكر خالقها وواهبها ، والاستعانة بها على الطاعة ، والخوف والوجل من زوالها ، ثم إن التنافس على المآكل والمشارب طبع الحيوان وسمت البهائم ، وأن هذه المسابقات وإن أضحكت الحضور إلا أنها ازدراء للنعمة وتنافس في النهمة ، وإني بعد ذلك كله أطلب منك عدم إجراء هذه المسابقة وإلغاء هذه الفقرة من البرنامج .

طار الأخ مقدم البرنامج إلى معده فهمس في أذنه ثم طار هذا إلى المسؤول الثقافي فتهامسا . لم أدر على أي شيء اتفقوا ، إلا أنني فوجئت وفى آخر الوقت بالشمامتين تعلوان المنضدة في إناء مستطيل.
تقدم أخوان كريمان وعقد كل منهما يديه خلف ظهره" وهو شرط التسابق حتى النهاية" ، انكب كل منهما على شمامته فاصطدمت الرأسان وتناطحا فاحتفظ أحدهما لنفسه بالمنضدة ، وطارت شمامة الآخر على الأرض ، واشتد البأس بينهما :
أحدهما راكعا ً على المنضدة منحنيا ً ظهره ....
"كالمعلوفة"
والآخر منبطحا ً على الأرض منكفئا ًوجهه .... "كالسائمة"
وكلاهما يداه معقودتان خلف ظهره
واحمرت الحدق وحمي الوطيس
وفازت المعلوفة على السائمة

وصفق الجميع
وقفت وقلت ما عندي وبصوت ملأ الساحة وغمر المساحة ... ما زدت على الذي همست به في أذن مقدم البرنامج أولا ً
مر يومان بعدها ... واللقاءات عابرة ، والتحيات فاترة ، والنظرات شاذرة .
قلت لنفسي : أكسر الحاجز وأعبر الصمت وأخترق الجمود .
انطلقت إلى الأخ المسؤول الثقافي وقلت له بعد السلام والتحية :ما رأيك في الذي حدث منذ يومين ؟!
قال : أنت مخطئ .
قلت : نبهت قبلها وأرشدت إلى عدم الجواز .
قال: انتظر حتى نلتقي بعدها ونتحاور.
قلت : إذا كان المنكر علانية وعلى الملأ فلا بد أن يكون الإنكار على نفس المستوى.
قال : ليست القضية جنة و نار، ولم نصل إلى مستوى الحلال و الحرام بعد .
قلت : إذا كان هذا في حق العامة ففي حق الدعاة تختلف مقادير الأعمال ، وقديما ً قالوا:
" حسنات الأبرار سيئات المقربين "
قال: لقد صارع النبي صلى الله عليه وسلم ركانة وفاز عليه ، وهذه مسابقة ،وكذلك تسابق الصحابة في الأكل ، وقال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم : "إنك لأكول يا رسول الله " .
قلت :ما ذكرتَ من الاستدلالات فاسدة ولا علاقة لها بموضوعنا من قريب ولا من بعيد ، وقضية التسابق والتنافس في المآكل والمشارب مرفوضة شرعا ً وعرفاً وعقلاً.ً
قال : هكذا أنت دائما ً متمسك برأيك ، وتعتبر وجهة نظرك شرعا ًودينا ً.قلت في نفسي :
رمتني بدائها وانسلت
في الأسبوع التالي كانت حفلة السمر على مايرام ويطلب ، قبلت رأسه ويده
وقلت له : هكذا نفعل مع المحسنين .
وقلت في نفسي : وكذلك نصنع مع المسيئين .
ولكن السؤال يدوي في أذني : هل سنمكث عقدا ً آخر من الزمان حتى يتبين لنا أن التسابق والتنافس في المآكل والمشارب على ما ذكرت ؟؟ ومن لي بحسم هذه المسألة ؟!


وقد يكون للحديث بقية :)

الأحد، يوليو 06، 2008

معايير النجاح (2) المرحلة العمرية

إذا كانت صفة الحجاب الذي نريده لفتياتنا ونسائنا من معايير النجاح الذي على أساسه نقوم أداءنا وندرك إلى أي مدى وصلنا ، فإن المرحلة العمرية التي التزمت فيها الفتيات والنساء بالحجاب لا تقل أهمية عند قياس النجاح .


ذلك أن لكل مرحلة من العمر طبيعتها وميزتها ، فإذا كانت الفتاة في مرحلة الطفولة وحتى قبيل البلوغ تتميز برغبتها في التقليد والمحاكاة ؛ فهي تقلد أمها أو أختها الكبرى أو جدتها أو إحدى جاراتها أو معلمتها ، كل ذلك بقدر حبها وتعلقها بمن تقلد ، وكذلك بقدر زمن الصحبة والمرافقة ؛ فإن نفس الفتاة إذا اخترطها البلوغ فانتفض نهداها واستدارت مناكبها وبرزت معالم الأنوثة منها واستقلت فيها وظائف الإرادة والاختيار- وهما من أرقى الوظائف الإنسانية - فإنها عند ذلك قد تتمرد على كثير من الأعراف وتخالف كثيرا ً مما درجت عليه في مرحلة التقليد ، وحاولت أن تجرب كثيرا ً بنفسها وأن تمضي قناعاتها ، ربما متحدية بذلك أسرتها أو مجتمعها ،وربما استغرقت في ذلك بضع سنوات أو ضعف هذا البضع ،حتى إذا حققت بعض أمنياتها ووصلت إلى شيء ٍ من مبتغياتها وعجزت عن بعضها ، أو تغيرت قناعتها بفعل نمو الإدراك والتعقل وببذل بعض الجهد من المجتمع المحيط بلغت حالة ً من الاتزان والثبات . وربما تكون قد تزوجت وصارت أما ً وربما تكون قد حجت أواعتمرت .
ولذا نقول : إن ارتداء الحجاب والالتزام به في فترة ما قبل البلوغ ليس مقياسا ً يقاس به النجاح ، إذ أنه غالبا ً ما يكون تقليدا ً ومحاكاة ، كما أنه في الفترة الثالثة غالبا ً ما يكون استجابة للظروف والملابسات .... ومتى كانت الظروف والملابسات معياراً للنجاح ؟؟!!

لذا تحتم أن يكون مقياس النجاح ومعياره هو المرحلة الوسطى ، وهي التي تكون الفتاة فيها ما بين الخامسة عشرة إلى الخامسة والعشرين وحتى الثلاثين .

وذلك للأسباب التالية :

أولا ً :

أن هذه الفترة هي التي تبرز فيها أنوثة الأنثى ،وتلح في الإعلان عن نفسها فإذا استطاعت الفتاة أن تنظم تلك الرغبة وأن توظف تلك الفترة توظيفا ً صحيحا ً فأدركت حدود الزينة ومقاييس الحشمة ، وعلمت متى وأين وعند من يسمح لها بالتزين ومتى وأين وعند من لا يقبل منها مثل ذلك .. ثم استقامت ... فتلك علامة من علامات النجاح .

ثانيا ُ :
أن نهضة الأمم ومستواها الأخلاقي إنما يقاس دائما ً بما عليه شبابها ، فإن الشباب هم عماد نهضة أمتهم أو هم سر كبوتها .

ثالثا ً :
أن هذه الفترة تتميز غالباً بالتمرد والعنف الفكري والسلوكي ، فإذا تمردت الفتاة على كثير من الأعراف وخرقت كثيرا ً من القوانين لكنها اختارت الإسلام والحجاب والعفة فمعناه أنها نجحت وأننا أيضا ً نجحنا .

رابعا ً :
أن هذه المرحلة هي التي ينافسنا عليها الخصوم ، فإن بيوت الأزياء وعارضات الموديلات والمباريات العالمية والأنشطة الرياضية الدولية والفنون والموسيقى والأغاني الشعبية والشبابية والفلكلورية وكل ما حاول به الأعداء إبعادنا عن الجادة والصواب ، كل ذلك تقريبا ً يعمل في حقل هذه المرحلة " أواخر الإعدادية والمرحلة الثانوية ومرحلة الجامعة "
وللحديث بقية؛

الجمعة، يوليو 04، 2008

معايير النجاح (1) أى حجاب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


وبعد


فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب مهندس أحمد مختار:


في مدونتك " لازم نتغير " بتاريخ 28/5/2008 وأنت تذكر معايير ومظاهر بلوغ الغاية وتحقيق الهدف ذكرت زيادة عدد المحجبات، وزيادة عدد المصلين ، واختفاء زجاجات الخمر من البيوت ؛ وأنا أحب أن أكون عمليا ً وواقعيا ً وألا أكتفي بظواهر الأمور وأحب أن أبتعد عن " التسطيح " ، وإلا فإننا في الفترة الأخيرة صنعنا أشياء كثيرة واهمنا بها أعيننا وخادعنا بها أنفسنا فأرتنا السراب ماءً حتى إذا جئناه لم نجده شيئا ً .


أما زيادة عدد المحجبات : فعن أي لون من الحجاب تتحدث ؟؟!!
وعن أي مرحلة عمرية تتكلم ؟؟!!




هل الحجاب الأمريكي الفرنسي الذي تلبس فيه الفتاة بنطلونا ً ضيقا ً يصف فخذيها وركبتيها وساقيها ،وقد تحزمت مقعدتها بحزام يشبه حزام الراقصات بألوان فسفورية ،وقد عقد الحزام من الأمام بعقدة معدنية لامعة تقترب جدا ً من موضع العفة منها وتشير إليه إشارة فاضحة ،وجعلت على نصفها الأعلى قميصا قصيرا رقيقاً ً لصيقاً قد وصف منها ما لو اجتهد كل الساقطين في وصفها ما بلغوا وصف قميصها لها ،وعلى الرغم من ذلك فقد لفت رأسها بلفافة قصيرة مزركشة بكل الألوان، ومن أجل ذلك وصفوها بأنها محجبة ،وربما أيضاً من أجل المساحيق والألوان التي غطت بها وجهها فحجبت اللون المخلوق وأبدت لونا ً جديدا ً لا عهد للفتاة به ولا للناس .... فبهذا صارت محجبة !!!!!

أم الحجاب الريفي الذي تلبسه المرأة بفطرتها المحتشمة وغريزتها المهذبة، والذي ليس وراءه فكرة تدفع صاحبته إلى التضحية من أجلها وبذل الجهد في نشرها وتوريثها لأبنائها وأحفادها ... ففي نفس الوقت الذي ترتدي فيه هذا الزى لا يمنعها ذلك من الجلوس أمام التلفاز ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والتفحص في وجوه الرجال مثلما يتفحص زوجها وجوه النساء سواء بسواء .
ثم هي لا تبر أماً ولا تصل رحما ً ولا تطيع زوجا ً ولا تحسن إلى الجيران بعدما انتقلت إلى المدينة فأخذت منها أسوأ مافيها (لأنه ليس عندها فكرة ) وأبقت فقط هذا الحجاب بعدما غيرت لونه من الأسود إلى ألوان أخرى كثيرة ... أمن أجل هذا صارت محجبة ؟؟!!

أم الحجاب الخليجي .. الذي تستر المرأة فيه وجهها بستار أسود كثيف ثم لا تستحيي بعد ذلك من خضوع بالقول أو تكسر في المشية ، وقبل ذلك وبعده عطور فواحة تدعو من أدبر وتولى ، حتى نقلته بعضهن فغطت ما اختلف الفقهاء في وجوب تغطيته وهو الوجه والكفين وكشفت ما أجمع الفقهاء على وجوب ستره مثل الكعبين وأجزاء من الساقين ، أو ارتدت عباءة بأكمام متسعة فلما رفعت يدها لبعض حاجتها تكشف ذراعها ، فلما وقعت أسيرة هذه الموضة صنعوا لها " معاصم " لصيقة بالجلد ازداد معها الذراع المتكشف فتنة وجمالا ً، ثم هي تستكبر على أهلها وتتعالى على ذويها ، وتشاقق زوجها إذا أبى أن يحجز لها شاليها بالمعمورة أو شقة بمرسى مطروح لقضاء الصيف أسوة برفيقاتها ... أمن أجل هذا صارت محجبة ؟؟!!




وللحديث بقية

الثلاثاء، يوليو 01، 2008

يا صا حب الملصق ....


يــا صـــاحب الـمـلــصــق .....

لقد هممت أن أحمل (جردل بويه وفرشاة عريضة) وأمضي في الشوارع ، لأطمس هذه الملصقات الغريبة الكريهة التي لا تعبر عن الإسلام ولا عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإنما تعبر عن أذواق الذين كتبوها وفهمهم السقيم . ولا أقول هذا الكلام إلا بعد ما توجهت إليهم مرات عديدة ومنذ سنوات وفي مختلف المناسبات بأن يعيدوا النظر في طريقة كتابة هذه الملصقات السيئة.


ولكن الصوت كان في واد
والنفخ كان في رماد


البشري للعصاة تهكم وسخرية واستهزاء ، وكم من العصاة لم ينفعهم رمضان ، وكم من الإنس هم شياطين لا يصفدون في رمضان ولا في غير رمضان.



وهل رَخُصَتْ الجنة إلي هذا الحد ؟! وهي التي قال الله فيها : " إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون........." التوبة الآية (111) .

وقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : "ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة" أخرجه الترمذي رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وهل المقولة البليغة العظيمة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم : " اتقوا النار ولو بشق تمرة " رواه البخاري

تترجم هذه الترجمة السئيمة العليلة المنحرفة ؟!

وهل هذه العبارة "من لزم الاستغفار......." من الحكم والعبارات البليغة التي صاغها "الإخوان المسلمون" أم أنها من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم ؛ ومن بركة العلم أن ينسب إلي أهله
فإذا كان أهله النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون الشأن ؟!

أضف إلي ذلك بعض الملصقات المكتوبة باللغة العامية المبتذلة مجاراة لإعلانات شركات المحمول ومكاتب السياحة ومسابقات مصانع البون بون واللبان.

هل القضية هي الاستغفار.... فعلا ؟!
هل القضية هي الصدقة ..... صدقا ؟!
هل القضية هي الجنة ..... حقا ؟!

أم أنها مجرد الإعلان عن الهوية وإثبات الوجود .

لقد أجدني مضطرا لإعادة ما ذكرت مرارا بشأن كتابة الملصقات إبراءً للذمة:
1- أن تذكر الآية برقمها من السورة بعد الاستعاذة والبسملة أوبعد ذكر عبارة "قال الله تعالي" .
2- أن يذكر الحديث بنصه وينسب إلي راويه ومخرجه ودرجته والبعد عن الضعيف أنفع مع العامة.
3- أن تكتب العبارات الأخرى باللغة العربية الفصحى ، وأن تكون سليمة البنيان صحيحة البيان.
4- أن يراجع ذلك كله :

متخصص في علمه
أو متقـن لـــفــنــه
أوقاريء مجيد......... وهذا أضعف الإيمان

والأمر سهل وهين، وما أيسر الرجوع إلي القرآن الكريم، وإلي بعض كتب الحديث مثل:


اللؤلؤ والمرجان
أوالكنز الثمين
أو رياض الصالحين
أو حتى الأربعين


والله من وراء القصد ؛