الأحد، مارس 21، 2010

جمال النصح..........وحلاوة الصدق

جمال النصح وحلاوة الصدق
.
.

كانت انتخابات نقابة الأطباء سنة 1986 ....... وتقدم الدكتور محمد محمد البنا للترشيح لمنصب نقيب أطباء الإسكندرية ..... كان الدكتور محمد محمد البنا وقتها فى مركز مرموق يغبطه عليه جل أقرانه فهو مدير عام مستشفى المواساة ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العلاجية بالإسكندرية ،وكنت وقتها أعمل بالمستشفى طبيب مقيم باثولوجي إكلينيكي..... فاز الدكتور محمد محمد البنا بمنصب نقيب أطباء الإسكندرية وتسارع الناس لتهنئته بالمنصب الجديد وحملوا إليه الهدايا العينية القيمة كلٌ على قدره والهدايا دائما ً على قدر مهديها.
.
.

جاءني زميل طبيب وأخ كريم حبيب إلى فلبى هو الدكتور جمال قريطم..........
.
قال : هل هنأت الدكتور محمد البنا ؟؟
قلت : لا
قال : لماذا ؟؟!!
قلت : لأنني أود أن أعزيه ...
قال : في ماذا ؟؟
قلت : في البلوى التي أصابته .
قال : وما هي ؟؟
قلت : منصب نقيب أطباء الإسكندرية .
قال : أنت تمزح في موضع الجد .
قلت : ماكان هذا دأبى ولاخلقى... وإنى والله لجاد فيما أقول وسأذهب لأعزيه ..
قال : أنت وشأنك .
.
.
عدت إلى بيتي مساء ً وخلوت إلى مكتبي وكتبت .....
.
.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

الأستاذ الدكتور / محمد محمد البنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ؛

فالموقف من وجهة نظري ليس موقف تهنئة وإنما هو موقف تعزية في بلوى جديدة أضيفت إليك فقد كنت مسؤلا ً عن بيتك وأطباء مستشفى المواساة والمؤسسة العلاجية واليوم أضيف إلى أعبائك عبء جديد وهو أنك مسؤلٌ عن أطباء الإسكندرية جميعا ً ....... وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامةٌُ إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها .
.
.
وإذا كان الناس ينظرون إلى هذه المناصب على أنها شرف لحق بالمرء وتكريم كبيرأدركه فإن هذه نظرة العميان أو قصيري النظر الذين لا يرون إلا تحت أقدامهم وإنما الناظر إلى المستقبل القريب والبعيد يراه تكليفا ً شاقا ً وعملا ً صعبا ً ومن سعى إليه وكل إلى نفسه ومن أخذه بحقه أعين عليه .... والله معك وأسأله لى ولك التوفيق .

وشكر الله سعيكم
د / توكل محمد مسعود ؛

.
.


في الصباح صافحت د/ محمد البنا في مكتبه وقلت هذه رسالة كتبتها إليك ولم أقل مبروك ولا غيره كما يقول غيري من الأطباء وانصرفت .
.
.
بعدها ببضعة أشهرأنهيت خدمتى بالمستشفى وقدمت استقالتى .... وسافرت بعدها إلى الخارج ومكثت بعيدا ًعن الإسكندرية عشر سنوات كاملة لم أر خلالها البنا وإنما كنت أسمع أخباره وأخبار النقابة.
.
.

كنت قد نسيت هذه الرسالة تماما ً ونسيت موضوعها حتى دعيت ذات يوم إلى إفطار في رمضان الموافق لعام 2002 ميلادية . والتقيت في الإفطار مع عدد كبير من أطباء الإسكندرية وإذا بالدكتور محمد البنا يذكرني ويحكي للأطباء عن هذه الرسالة ويقول بالحرف الواحد:
.
.
" كل الهدايا التي جاءتني في ذلك الوقت عفا عليها الزمان ونسيتها تماما ً ونسيت أصحابها وإن لم أشك في إخلاصهم لكن هذه الرسالة هي الهدية الوحيدة التي لا زلت أحتفظ بها وأرى أنها أثمن هدية تلقيتها في تلك المناسبة"
.
.

أذكر بهذه المناسبة كلمة الإمام الشافعى:
.
.
أد النصيحة على خير وجه واقبلها على أى وجه
.
.
قد تكون الطريقة التى اخترتها لاتناسب الكثيرين وعند الآخرين ماهو أفضل منها ولكن البنا قبلها بكل مافيها فكان صدقه فى قبول النصح ساترا لتقصيرى فى حسن الأداء .
.
.
والله من وراء القصد

الاثنين، مارس 08، 2010

على الطريق سوف نلتقى

سوف نلتقي مادمنا على الطريق
.

.


في فبراير من سنة 1981 أقام الإخوان المسلمون معسكرا ً للشباب في محافظة أسيوط في قرية "درنكة"،

.

كان المعسكر يحتضنه الجبل ويجاوره الدير الشهير المعروف ب"دير درنكة"، كان قائد خيمتنا "الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح"، وكنا عشرة، قضينا سبعة أيام تعارفنا وتحاببنا ما بين صلاة وقيام وقرآن ومحاضرات ومدارسات .......، وفي نهاية المعسكر كانت جلسة الختام ولقاء العهد على الدوام؛ وتحدث كل منا عن مشاعره وخواطره، وجاء دور أحدنا "الدكتور كمال" من إخوان "الفيوم" وطلب أن يسجل عناوين وأرقام تليفونات إخوانه الباقين لكي يتواصل معهم دائما ً في الأعياد والمناسبات .

.

.

رفعت يدي وطلبت الكلمة معترضاً على هذا الطلب وقلت:

.

.

يكفي أن يدعو بعضنا لبعض بظهر الغيب..... وسوف يهيء الله لنا لقاءات كثيرة مادمنا على الطريق، ثم إن ظروفنا الأمنية لا تسمح بذلك وأحب أن نضبط عواطفنا وأن نوجهها بدلاً من أن توجهنا هي. .

.

وافق الآخرون على رأيي وانتهت جلسة الختام وتصافحنا ومضى كل منا إلى محافظته – د/ عبد المنعم إلى القاهرة و د/ كمال إلى الفيوم وتوجهت إلى الإسكندرية

.


بعدها بستة أعوام وفي يناير 1987 أرسلت لجنة الإغاثة التابعة لنقابة أطباء مصر بعثة طبية إلى باكستان للمشاركة في علاج المهاجرين الأفغان وكنت ضمن أفراد البعثة وعملت في مستشفى الهلال الأحمر الكويتي لعلاج النساء والأطفال.

.

.

وبعد عدة أشهر من عملي بالمستشفى وذات يوم بينما كنت متوجها ً إلى إدارة المستشفى وقعت عيني في مدخل الإدارة على حقيبة سفر ضخمة. أدركت أن أحدا ً قد وصل لتوه من المطار ولكني لا أدري من هو ومن أين أتى. أسرعت إلى مكتب مدير المستشفى لأنظر من هناك، استاذنت ودخلت وتصفحت وجوه الحاضرين.... كلها من الوجوه المألوفة التى أراها كل يوم ما عدا وجها ً واحدا ً، دققت النظر إليه فعرفته... إنه "الدكتور كمال". أسرعت إليه وسلمت عليه وصافحته وعانقته ورحبت به وناديته باسمه، فتعجب من ذلك الحاضرون وقلت له؛ ها نحن قد التقينا.

.


.

ليس في أسيوط ولا في الفيوم ولا في الإسكندرية ولكن في بيشاور باكستان.

.

.

.قال: مامناسبة هذا الكلام ؟؟ !! ..... فذكرته بما كان منه وما كان مني، فتذكر ذلك وتعجب وتعجب الحاضرون.

.

.

وبعدها بعدة أيام كان الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح يزور البعثة الطبية في مدينة بيشاور باكستان، فانطلقت مع أخي وزميلي الدكتور كمال لنزوره ونسلم عليه ونتذاكر سويا ً حدثا ً مر منذ ست سنوات ونردد جميعا ً:


.

.



سنظل نلتقى مادمنا على الطريق

.

.


والله من وراء القصد

الثلاثاء، فبراير 23، 2010

لماذا القرآن...3 توقير القرآن


علم توقير القرآن

.

.
وإذا كانت الغاية العظمى و النهاية القصوى لعلوم القرآن هي فهم القرآن؛ فإن أعظم علوم القرآن هو:


علم توقيرالقرآن وأهل القرآن وأمة القرآن، ذلك أن الفهم نعمة تامة ومنحة خاصة يمن الله بها على خاصته من خلقه و أصفيائه من أنبيائه ورسله.

.

قال تعالى:

( ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما ) سورة الأنبياء

.

وكيف يمن الله بفهم كتابه والوقوف على أسراره على من لم يكن للقرآن في قلبه موضع؟؟!! وكيف يمنح كنوزه وعجائبه من لم يجعله في خير موضع؟؟!! وكيف ينشرح له صدر من لم يتناوله بأدب جم وخشوع تام؟!! أم كيف يؤتى حكمته من لم تدم معه صحبته كأ حسن ما تكون الصحة و أرفق ما تكون الرفقه؟؟!!
.
لذا وجب أن تكون البداية مع أدب حمله وأخلاقيات صحبته وفن توقيره و توقير أهله الذين هم أهل الله وخاصته.
.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن لله أهلين".
قا لوا: من هم يا رسول الله؟؟!!
قال: أهل القرآن, هم أهل الله وخاصته" صحيح الجامع
.
وقال صلى الله عليه وسلم:
"إن من إجلال الله تعالى: إكرام ذي الشيبه المسلم، وإكرام ذى السلطان المقسط، وإكرام حامل القرآن غير الغالي فيه و الجافي عنه ". أخرجه أبوداود عن أبى موسى الأشعرى
.
وإذا كان إجلال حامل القرآن ليس لأجل ذاته وشخصه، وإنما لأجل القرآن الذي يحمله؛ فإن إجلال الأمة التى أورثت القرآن يكون بالقيام بحقوقها وحمل همها والانشغال بقضاياها بالعمل الدؤوب لتوحيد صفها وجمع شملها والأخذ بيدها إلى الله، وكل ذلك من إجلال الله، وحق لمن فعل ذلك أن يمن الله عليه بفهم كتابه ومنحه كنوزه وأسراره، ولاحرج على فضل الله.
.
لقد استحق المسلمون أن يكونوا أصفياء الله من خلقه وعباده لوراثتهم هذا الكتاب على ما بهم من قصور وخلل:
.
قال تعالى:
"ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير" سورة فاطر
.
حتى الظالم لنفسه من أمة القرآن لم يستثن من الاصطفاء، ولم يحرم من الفضل الكبير، ودخل في زمرة الورثة فحق له أن ينال حظه من عناية إخوانه المسلمين وجهدهم وأن يأخذ قسطه من الذب عن عرضه والذود عن حماه، وإن ظلم نفسه.

لقد حفظ الله القرآن فى السطور مرسوما، وفي الصدور موسوما؛ لذا وجب توقيره من جهتيه:

فأما توقير سطوره فقد أشار القرآن إليه في قوله تعالى:
"إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون" سورة الواقعة.

.
وإن كانت الإشارة إلى القرآن مكتوبا في اللوح المحفوظ مكنونا في الملأ الأعلى؛ وهو هناك أبعد ما يكون عن مظنة الابتذال والإهمال إذ لا غبار هناك يعلوه ولا شياطين من إنس أو جن قد ينتهكون حرمته، ليس هناك إلا الكرام الكاتبون وإلا السفرة الكرام البررة وإلا المطهرون..... فإذا كان القرآن هناك مكنونا فالذي بين أيدينا أولى بالكن والصيانة.
.
لذا كرهوا تركه مفتوحا لئلا يكون عرضة لغبار متساقط أو ذباب متهافت... ناهيك عما في تركه مفتوحا دون قراءة أو تدبر ما يكون من مظنة الإهمال وقلة الاهتمام، وقد اعتاد الناس على جعل كل ماهو ثمين بعيدا عن كثرة التناول والابتذال، ودأبوا على حفظ كل ماهو نفيس فى جراب من داخل جراب.
.
كما أن من توقيره أن ينظر إليه على أنه كتاب هداية ورسالة رحمة؛ تقديسه طاعة وتوقيره عبادة، وقد وصفه الله بأنه كتاب عزيز وقرآن كريم وقرآن مجيد، وهذا يقتضى أن يظل مكنونا
مصونا، ومن هنا كره العلماء حمله إلى بلاد الكفار خشية أن تمسه إهانة أو يلحقه ضياع في نفس الوقت الذي لا يقوى صاحبه على دفع ذلك عنه إذ هو بغير قوة ولا سلطان أو ربما تأخذه الحمية فيؤذى بما لاطاقة له به.

.
وكرهوا أيضا تزيين الحوائط والجدران بآياته... وماذا بعد ذلك إلا النظر إلى آياته باعتبارها زينة؟؟!! فتضمحل فى النفس قيمته الربانية، فان أبدت إعجابا فهو إعجاب بالزينة وثناء على من صممها وأبدعها من البشر وقد لايحضره معنى الهداية وشعور القداسة.
.
وكرهوا أيضا كتابته بماء الذهب والفضة لأن قيمته عند ئذ تكون قيمة الذهب والفضة بينما هو كلام الله رب العالمين ولو أنفق ذهب الأرض وفضة الدنيا في سبيل حرف من حروفه لكان قليلا يسيرا.
.

وعليه فقد أصبح لزاما إن كنت للقرآن موقرا ألا تتركه مفتوحا في محراب مسجد أو قاعة درس أو حلقة علم إلا إذا كنت له تاليا، وأما ماعدا ذلك فضع علامة تدلك على موضع انتهاء قراءتك، ثم أغلقه، وارفعه عن كل ما يوطئ، ولا تضع فوقه كتابا غيره، ولا تتكئ عليه إذا سجدت، ولا تضعه بين فخذيك، ولا على شئ خلفك وقد أدرت له ظهرك، بل قم واستقبل موضعه بكل وجهك ثم ضعه هناك، واذهب بعدها حيث شئت.
.
أذكر أنى زرت يوما إدارة التعليم بمنطقة الدوادمى التابعة للرياض عاصمة السعوديين فرأيت في معرض أنشطة طلابها نموذجا لمصحف ضخم مفتوح على صفحتين متقابلتين من سورة الكهف كتبتا بخط يروعك جماله وبهاؤه، وهو نفس خط المصحف الذي يطبع في المدينة المنورة على صاحبها أكمل صلاة وأتم تسليم، ولكن هذا تقرؤه من بعد بعيد ومن الممكن أن يلتف حوله عشرون رجلا، وقد توسط المصحف سا حة المعرض بين عشرات الأعمال الفنية والزخارف الملونة واللوحات المخطوطة، والزائرون يتجولون بين ذلك كله.

لقيت مدير الإدارة، وكان رجلا وقورا إذا رأيته حسبته يخشى الله، صافحنى ورحب بى ثم سألنى:
ما رأيك في معرضنا هذا؟؟!!
قلت:
هو طيب ومبارك إن شاء الله، لولا هذا المصحف الذي يتوسطه.
قال:
وأى عيب في وجوده ؟؟!!
قلت:
أليس عرضة للغبار المتساقط والحشرات الطائرة والزاحفة؟؟!!
أو ليست إدارتكم هذه ملأى بعمال من الهندوس والنصارى والبوذيين؟؟!!
أو تأمن ألا يمر أحدهم فيتفل فيه أو يبصق عليه أو يلقى عليه شيئا من النجاسات؟؟!!
إن ترك المصحف مفتوحا ابتذال له أيما ابتذال وتعريض له للإهانة والاحتقار.

بدت على وجه الرجل علامات الدهشة والاستغراب، ولكنى أدركت أنه اقتنع بما قلت، وتوقعت أن شبئا من ذلك سوف يتغير.

قام الرجل بواجب الضيافة، و شكرته واستأذنت في الانصراف فقام مودعا لي وشاكرا.

مررت بمعرض الإدارة بعد يومين فلم أر هذا المصحف بين معروضاتها فأيقنت أن الرجل قد رفعه صيانة له وتقديرا.... حمدت الله كثيرا أن الرجل كان عند حسن ظنى به وأنه كما توقعت وحسبت يخشى الله.
....

...
وللقرآن المقرور في الصدور توقير آخر هو غاية كل توقير ومنتهى كل العلوم والمعارف، لاتبلغ السطور قدره وليس للأقلام على وصفة قدرة، فما كان لقلب اتسع للقرآن أن يتسع لغيره، وما كان لصدر شرحه القرآن أن ينشرح بغيره, ليس شرعا فقط، وإنما قدرا وكونا.... إذ:

"ما جعل الله الرجل من قلبين في جوفه" سورة الأحزاب
.
وعلامة ذلك ألا تنافسه الدنيا ولاتزاحمه شهواتها، وأقل ذلك وأدناه خلو المعدة من فضول الطعام و الشراب معنى و مبنى....
.
فأما المعنى: فانصراف النفس إلى ألوان مخصوصة وطعوم مرصوصة تقضى الوقت الطويل والزمن النفيس في تمليحها وتقزيحها، لتعود بعده إلى ما صارت إليه الحثالات.

.


وأما المبنى فلا يزيد عن الثلث إن كان لابد آكلا، وإن كفته اللقيمات وأقمن صلبه فليس له أن يستزيد

قال تعالى:

"وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" سورة الأعراف
.
ومن واجباته أيضا إمساك اللسان عن فضل الكلام، ناهيك عن غيبة أونم... ثم العزوف عن فضل راحة أونوم، قال تعالى:

"تتجافى جنوبهم عن المضاجع" سورة السجدة
.
إن صوت القاري عند التلاوة ما هو إلا حشد لأصوات أنغام ربانية وألحان إلهية دونها أنغام الوتريات وصفير النفخيات وإيقاع الدفوف وكلها آلات يشترط لكمال أدائها وتمام حسنها خلو جوفها وفراغ بطونها.... هنا يستساغ رنينها وتنسجم إيقاعاتها وتطرب النفس لسماعها.... وكذلك صوت قارئ القرآن.... كلما خلا بطنه وتحقق فراغ جوفه انسجمت الآيات في منطقه وتسلسلت حروفها في مخارجها تسلسل الؤلؤ والمرجان فى معاقدها....
.
وإذا كان خلو البطن وفراغ الجوف ضرورة فإن خلو الذمة من حقوق الخلق واجب وفريضة لا يسع صاحب القران إهماله ولا يسمح له بتجاوزه وإلا وقع في المحظور:
.

.

.

.
قال أنس بن مالك رضى الله عنه:

"رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه"

.


.


.



والله من وراء القصد



الأحد، فبراير 14، 2010

لماذا القرأن...2 القرآن أولا

لماذا القرآن .. والقرآن أولاً
.

.
"لا تكتبوا عني غير القرآن ... ومن كتب غير القرآن فليمحه".. حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم عن أبى سعيد الخدرى

.

.
ترى أي أمر جلل جعل النبي صلى الله عليه وسلم ينهى أصحابه وأتباعه عن كتابة شيء يقوله سوى القرآن، وأي خطب دعاه أن يأمرهم بمحو ما كتبوه من حديثه إليهم سوى ماكان قرآنا!!! .. ترى ما الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم من وجوب تفردهم للقرآن ..... وماذا وراء انفراد القرآن بهم ؟!!!!..
.

.
هكذا خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأتباعه في بداية الرسالة، وقد ظل هذا النهي عن كتابة شيء من حديثه سوى القرآن وذلك الأمر بمحو ماكتبوه مالم يكن قرآنا ..... ظل ماضيا طوال الفترة المكية وزمناً من العهد المدني.

هل أراد النبي صلى الله عليه وسلم ألا يختلط القرآن -وهو كلام الله المعجز- بكلامه صلى الله عليه وسلم وهو قول بشر؟؟!! .... وماذا بعد الخلط إلا ضياع التميز القرآني وفقد إعجازه ومن ثم عدم نهوضه للتحدي ثم اندراس النبوة وفقدان الرسالة.!!
.

.
أم أنه أراد أن يتعلقوا بالله منذ البداية وليس ببشر ولو كان هو محمد صلى الله عليه وسلم؟!
.

.
أم أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن ينشأ أصحابه على حب القرآن وحده والتعلق به دون ما سواه.... وأن يكونوا من خلال القرآن على علاقة مباشرة بالله تعالى وكأنه سبحانه يحدثهم ويحدثونه فيعلمون أنهم عبيده وحده وأنهم جميعاً رسل الله إلى خلقه، وأن وساطة النبي صلى الله عليه وسلم هي وساطة التبليغ وحده وليست وساطة العلاقة والاتصال....!!! وإلا فما الذي دعا ربعي بن عامر أن يخاطب رستم قائلاً "الله ابتعثنا" وقد كان بإمكانه أن يذكر أن قائده سعد بن أبي وقاص انتدبه أو أن عمر أمير المؤمنين أرسله أو أنه ينفذ تعليمات محمد صلى الله عليه وسلم وهو في ذلك كله صادق غير كاذب !!!ّ
.

.
أم أنه صلى الله عليه وسلم أراد- والصحب الكرام في بداية عهدهم بالإسلام- ألا يشوش عليهم حلاوة القرآن وجمال التلاوة وسمو المعاني القرآنية بكلامه صلى الله عليه وسلم وإن جمع البلاغة من أطرافها والفصاحة من بطونها وظهورها إلا أنه إذا قورن بالقرآن فقد كل ماله من جمال فصيح وحلاوة بليغة.
.

.
أم أنه صلى الله عليه وسلم أراد لهم أن يتعرفوا على ربهم من كلامه وأن يتعرفوا على ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر من حديثه سبحانه وأن يتعرفوا على أصل خلقتهم وبداية فطرتهم ثم تسلسلهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم بقدرة فائقة وحكمة بالغة من خلال وصف القرآن المعجز وحديثه المبهر الذي لا تمله الآذان ولاتسأمه القلوب؟؟!!.
.

.


أم أنه صلى الله عليه وسلم أراد لهم أن يتعرفوا على سنن الله في خلقه وقوانينه في الكون والحياة وأن يتأملوا متعمقين ويتفكروا متدبرين في قطعيات القرآن الجازمة والتي تضبط حركة الإنسان وتحقق استقامة الحياة وتحدث توازناً بين الإنسان وسائر الكائنات وانسجاماً بين المرء والقدر وتجانساً بين الناس على اختلاف بينهم في دين أو جنس أو لغة أو لون.
.

.


أو أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن تتوحد مشاعرهم وأن تتآلف قلوبهم، وقد أتوا من قبائل شتى ومن عشائر متفرقة قد اختلفت لهجاتهم وتباينت طبائعهم وعاداتهم..... فيهم القرشي الشريف والحبشي الرقيق والرومي الغريب ..... فأراد صلى الله عليه وسلم أن يجمعهم على ذلك الدستور الإلهي وأن يكون خطابهم ببيان رباني ترتفع عنه شبهات البشر وآفات المخلوقين وإن كان هو صلى الله عليه وسلم فوق الشبهات وقد عصمه الله من جميع الآفات.
.

.


أم أنه صلى الله عليه وسلم أراد توحيد مصدر ثقافتهم وغذاء فكرتهم فإن وحدة الثقافة والفكر هي أصل ألفة القلوب ووحدة الشعوب؟؟!!
.

.


تستطيع أن تطلق لفكرك العنان... وأن تحرر خيالك من وثاقه لتفترض الكثير من المبررات والدوافع التي حدت بالنبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل أصحابه طوال ما يزيد على عقد كامل من السنين ألا يكتبوا حديثه ولايدونوا كلامه بل وأن يمحو أحدهم شيئاً من ذلك كان قد كتبه.
.

.


"لا تكتبوا عني شيئاً غير القرآن .. ومن كتب غير القرآن فليمحه"
.

.


وقد تختلف وجهات نظرنا ويرى كل ناظر أن فكرته أقوى وأن المبرر الذي ارتآه أولى وأجدى ، ولكننا لا نختلف أنه المنهج السليم في التربية والطريقة الحكيمة في النهوض بالأمة لا سيما وهي تخطو خطواتها الأولى نحو الحضارة بكل معانيها ومقاييسها.
.

.


إن من أعظم الأخطاء التي يقع فيها القائمون على العملية التربوية في زمن الصحوة أنهم يبدأون مع أبنائها من أقوال الرجال وآراء الزعماء واختلافات الفقهاء قبل أن يتحقق انتماؤهم إلى القرآن فيثقون بإعجازه ويتقنون تلاوته ويتذوقون فصاحته فيتغنون به بالليل ويترنمون به بالنهار ثم يميزون بين محكمه فيعملون به ويلتقون حوله.... وبين متشابهه فيؤمنون به ويدعونه مجالاً لعمل العقول واجتهادات المجتهدين من غير أن يؤثر ذلك على وحدة الصف أو اطمئنان القلب.
.

.


أو أنهم يضخمون دراسة السنة ومتون الأحاديث وعلوم الرجال ومناهج الجرح والتعديل.... فيكون لها نصيب الأسد من ساعات الدراسة ومن أوقات البحث والتدقيق ..... كل ذلك قبل استيعاب عموميات القرآن الكريم والوقوف على قطعياته والتي ينبغى فهم السنة في إطارها.... فإن السنة وإن كانت شرحاً وبياناً للقرآن إلا أنها ينبغي أن تفهم في إطار القرآن وحدوده وكل فهم للسنة أو تطبيق لها يتعارض مع قطعي القرآن الحازم ومع محكمه الجازم فهو فهم أخرق وتطبيق أحمق دافعه الهوى المحبط أو الجهل المطبق أو ما بينهما من جبن مقعد أو شح مثبط.

.


.




والله من وراء القصد




الخميس، فبراير 04، 2010

لماذ القرآن !!!؟؟الأميون

لماذا القرآن...!!؟

.


الأميون

.

.

لم يكن للعرب قبل القرآن كتاب, فكانوا أمة أمية... وإن كان فيهم من يعرف القراءة ويحسن الكتابه؛ فلم تكن أميتهم جهلا بالقراءة والكتابة مطلقا وإنما كانت جهلا بقراءة مخصوصة وكتابة مخصوصة: إلا وهى الجهل بقراءة الوحى الإلهى وكتابته أو قل إن شئت: إنها الجهل بطرائق الهداية الربانية وسبل الرشاد النبوية.
.

.
كان رسل كسرى وقيصر يحملون رسائل ملوكهم الى العرب، وكانت قريش تكتب إليهم فيحمل سفراؤها كتبها إليهم، وكان ورقة بن نوفل يكتب التوراة والإنجيل بالعربية من العبرانية، وكان للنبى صلى الله عليه وسلم كتاب يكتبون ما أوحاه الله إليه من القرآن؛ بلغ عددهم أربعين كاتبا، ولولا أنهم كان فيهم قارئون وكاتبون ما نهاهم النبى صلى الله عليه وسلم عن كتابة شئ غير القرآن فقال:
" لا تكتبوا عنى شيئا غير القرآن ومن كتب شيئا غير القرآن فليمحه" رواه مسلم.
.
نعم؛ كان فيهم قارئون وكاتبون... فلما وصفهم القرآن بالأميين لم يستثن منهم أحدا، ولم يقل القارئون والكاتبون فى ذلك الزمان البعيد أننا بريئون من هذا الوصف خارجون عن تلك السمة.
.

.
حدد القرآن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم:
.
" هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين " الجمعة 2
.
فوصفهم جميعا بالأميين؛ وهى انقطاعهم عن كتاب يهتدون به وخلوهم من رسول يقتدون به ثم ذكر المنة العظمى والنعمة الكبرى فلم تكن هى تعليمهم القراءة والكتابة، وما كان ذلك فى إمكانه صلى الله عليه وسلم وإن كانت هى إحدى وسائل الهداية التى لا يستغنى عنها، وإنما كانت المنة هى تلاوة الآيات على أسماعهم، وكانت النعمة هى تزكية قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وتعليمهم ما فى هذا الكتاب من واجبات مفروضة وفطرة مرغوبة وسنة محبوبة.
.

.
كان اليهود والنصارى أهل كتاب؛ يقرءون التوراة والإنجيل فيحرفونهما، ويكتبونهما فيبدلون ويغيرون، وكانوا يستحلون أموال العرب الأميين ويعتبرون خيانتهم قربة وخداعهم دينا :
.
" ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا فى الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون" ال عمران 75
.
لم يكونوا يعنون أبدا بالأميين الذين يجهلون القراءة والكتابة ولم يعرف أنهم عقدوا امتحانات وأجروا اختبارات ليضعوا هؤلاء الأميين الذين يجهلون القراءة والكتابة فى خانة مهضومى الحقوق الذين يحل أكل أموالهم ونهب ثرواتهم والكذب عليهم والتغرير بهم، إنما قصدوا بذلك كل العرب الذين لا رسالة لديهم يهتدون بها ولا كتاب يرجعون إليه فكانوا هم الأميين بحق...
.

.
وكان من أهل الكتاب طائفة من الأحبار والرهبان قد علموا التوراة والإنجيل وفهموا مرامى الكتابين وأهدافهما وما فيهما من خير وحق وهداية ورشاد مما لا يوافق نواياهم الخبيثة وطواياهم الماكرة فانطلقوا يحرفون ويبدلون ويغيرون
"أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون...." البقرة75
" فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ..." البقرة79

.

وكانت هناك طائفة أخرى من أهل الكتاب لا تحفل بكتابها ولا يعنيها ما يصنع هؤلاء المزورون فعاشوا مهمشين يكتفون بما يلقيه إليهم أحبارهم ورهبانهم من تعليمات وما يأمرونهم به من طقوس من غير أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتدقيق والمراجعة، وهؤلاء ذكرهم القرآن ونعى عليهم موقفهم السلبى:
.
"ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى وإن هم إلا يظنون" البقرة 78
.
فانظر كيف وصفهم بأنهم "أميون"؟؟!! ثم فسرها بقوله: "لا يعلمون الكتاب" فلربما قرأوا ودرسوا وفهموا وكتبوا علوما أخرى أو جهلوا ذلك كله ليس هذا موضوعهم، وإنما موضوعهم أنهم جهلوا الكتاب فأداروا له ظهورهم وصرفوا عنه همومهم واكتفوا بما ألقاه إليهم أحبارهم ورهبانهم من تعليمات أملاها عليهم الهوى وطقوس حملهم عليها شهوات نفوسهم واستعباد رؤسائهم واتخاذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله، فكانت الأمية الحقيقية هى الجهل بالكتاب وترك تعلمه وعدم الوقوف عند نصوصه وحروفه – وكم من المسلمين اليوم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى وإن زينوا بآياته جدران بيوتهم وحوائط مساجدهم وربما حلىَ نسائهم.
.
أرسل الله رسوله إلى الناس كافة؛ عربهم وعجمهم وأحمرهم وأسودهم، من كان عنده كتاب وسبق أن بعث فيهم نبى أو حرموا ذلك... وأمره بأن يدعوا الفريقين للإسلام فقال:
.
"وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين ءأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ" آل عمران20

.
ففريق عنده كتاب سابق وجب عليه طى كتابه واتباع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مصدقا لما عنده، وفريق ليس عنده كتاب سابق وجب عليه أيضا أن يتبع هذا الهدى... ولا ثالث لهذين الفريقين- والذين أوتوا الكتاب هم اليهود والنصارى، والأميون هم كل من عداهم ممن لا يهتدى بكتاب ولا يقتدى برسول.
.
نعم: وصف القرآن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه:
.
" الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل" الأعراف 157
وقال:
"فأمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته" الأعراف 158
.
ذلك أن الأنبياء الذين تتابعوا على بنى إسرائيل كانوا يهتدون بالتوراة ويقتدون بموسى، وليس كذلك النبى محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لم يسبق له قراءة أحد الكتابين أو كليهما فتلك أميته صلى الله عليه وسلم وسر معجزته ودلاله نبوته.... وإلا فمن أين له كتاب يصدق ما فى الكتابين!!
.
وأيضا قال صلى الله عليه وسلم: "إنى أرسلت إلى أمة أميه لم تقرأ كتابا" وهو لا يزال يدور حول المعنى ذاته، فالمقصود أنها لم تقرأ كتابا سماويا ولم تتعرف على وحى إلهى، ذلك أن كلمة "الكتاب" عند العرب لم تكن تعنى إلا هذا الكتاب..... لذلك سمى القرآن هؤلاء الذين حازوا هذا الفضل ونالوا ذلك الشرف سماهم "الذين أوتوا الكتاب" وسماهم "أهل الكتاب" وسماهم "الذين أوتوا العلم"، فلم يكن عند العرب كتاب فى الطب أو فى القانون ولم يكن عندهم مرجع فى الفلك أو قراطيس تذكر المنطق والفلسفة.
.
وأيضا قال صلى الله عليه وسلم: "نحن أمة أمية لا نحسب" وهى أمية خاصة تتعلق بعدم معرفة الحساب فى ذلك الوقت... والتى انتفت بعد ذلك عن الأمة فنزلت آيات المواريث تذكر النصف والربع والثمن والسدس والثلث والثلثين وما تفرع عن هذا العلم من عول ورد وتصحيح......, وكل من جهل علما فهو أمى بالنسبة لهذا العلم وأن برع فى غيره. فعالم بالطب أمى فى علوم النجوم، وعالم بالفقه أمى فى علوم البحار، وعالم فى الكائنات أمى فى الرياضيات.
.
ذلك أن الأمى منسوب الى الأم؛ بمعنى أنه على حاله التى خرج عليها من بطن أمه إذ يخرج لا علم عنده فإذا استفاد العلوم وتقلب فى مدارج الفنون زالت عنه الأمية فى كل علم تعلمه وفى كل فن ارتقى فى مدارجه وظل أميا فى كل فن جهله وفى كل علم غابت عنه معالمه فإذا عرف ربه فشكر له فى النعماء، وصبر له فى الضراء، وعبده فلم يشرك به شيئا، وأحسن إلى خلقه، فقد زالت عنه الأمية إذ تلك هى غاية كل العلوم.... وإن لم يكن كذلك بقى أميا وإن طال عمره وكثر ماله وولده.
.

" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون" النحل78

.

.

الثلاثاء، يناير 26، 2010

نـــــــــــعــــــــــــــمــــــــــــــــــــة

نــعـــمــــــة
.
.
يقول صاحبى:
.
.
ذات يوم وبينما كنت في مكتبى أخبرت أن فتاة تريد مقابلتي فأذنت لها
.
قالت: السلام عليكم.
قلت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... أهلا ً وسهلا ً... تفضلي.... ما اسمك ؟؟
قالت: نعمة...بكالوريوس علوم كيمياء حيوي وأبحث عن عمل.
قلت: عندي فرصة عمل ولكن لعاملة.
قالت: ليست هناك أي مشكلة سأعمل في مهنة عاملة.
قلت: العمالة في مهنتنا صعبة وقاسية وأنت فتاة جامعية ولا يناسبك مسح البلاط وكنس سلم العمارة وحمل المخلفات إلى صناديق القمامة.
قالت: أنا سأتناسب مع ذلك كله. أنا أريد أن أبدأ، وأعلم أن البداية لن تكون سهلة، إذا كانت عندك هذه الفرصة فأنا أولى الناس بها.
قلت: اتركي اسمك كاملا ً وعنوانك وبياناتك ورقم التليفون واتصلي بي بعد أربعة أيام.
.
اتصلت بصديق عزيز يسكن قريبا ً من العنوان المذكور وسألته إذا كان له معرفة بهذه الفتاة أو بأسرتها فأجاب بنعم وأثنى عليها وعلى أسرتها.
.
لم أنتظر انقضاء الأيام الأربعة، فاتصلت بها وقلت لها: أنا في انتظارك بمكتبى.... عندى لك فرصة عمل جيدة....
.
لم يمر طويل وقت حتى أخبرت أنها بالباب..... دخلت فسلمت وجلست.
.
قلت لها: أنت ستعملين معنا كيميائية تحت التدريب لمدة ثلاثة أشهر، وتحصلين على راتب متدرب، وإذا ثبتت كفاءتك يتم تعيينك في وظيفة أخصائي.
.
في نهاية الثلاثة أشهر كانت قد استوعبت ثمانين بالمائة من الأعمال، وبعد ستة أشهر اعتمدت عليها في كل الأعمال المتعلقة بالكيمياء، وفي نهاية العام كان عبء العمل كله على كاهلها. وبعد عدة أشهر سافرت أنا شهرا ً إلى خارج البلاد، وأدارت هى العمل بصورة كاملة وكانت في تلك الفترة قد خطبت ثم عقد زواجها.
.
بعد عامين كاملين من العمل الدؤوب والأداء المتميزغادرت نعمة مكتبى إلى عش الزوجية.
.
كانت كالساعة فى انضباطها ودقتها، حاضرة البديهة، تستوعب بشمول، وتنفذ بأمانة، مع شموخ وإباء وكرامة في حياء وأدب..... وتلك هي مقومات النجاح وشروط التفوق.
.
كانت فعلا ً "نعمة" علينا وأسال الله ان تكون "نعمة" على زوجها وأولادها.
.
كنت محتاجا ًلعاملة..... ولكن أعجبني إصرارها وتواضعها فقررت أن أدفع معها....
.
والأرزاق على الله.
.
لقد تضاعف راتب "نعمة" في سنتين أربع مرات وازداد دخل مكتبي في هذين العامين بصورة لم تحدث من قبل.
.
.
"إنما تنصرون وترزقون بفقرائكم وضعفائكم"
.
"من صبر وتأنى نال ما تمنى"
.
"بالصبر تبلغ ما تريد ، وبالتقوى يلين لك الحديد"
والله من وراء القصد
.
.

الاثنين، يناير 18، 2010

الدكتور نظمي يونس

.
الدكتور نظمي يونس
.
.
مهداة إلى الأطباءبمناسبة التخرج
.
.
.
كنت أقرأ كثيراً عن الاخلاص وأسمع أيضاً عنه ولكن لم يتركز في ذهني ولم أستوعبه الا من الدكتور نظمي يونس أستاذ الجراحة العامة في كلية الطب جامعة الاسكندرية ، لم يكن ذلك في مسجد ولا في قاعة محاضرات ، وانما كان في حجرة من حجرات المستشفى الأميري (مستشفى جامعة الأسكندرية ).
.
الأستاذ الدكتور نظمى يونس لم يكن عنده عيادة خاصة فقد كان يعتبر ذلك نوعا من السرقة الخفية أوعلى حد تعبيره باللغة الانجليزية
.
Potential thieving
.
كان متوسط الحال يركب سيارة قديمة نصر 128 يبدو عليها الإرهاق بينما يركب تلامذته السيارات الفارهة من المرسيدس والفولفو . وفى صيف سنة 1978 رفع أساتذة كلية الطب أجرة الكشف بالعيادات الخاصة بمنطقة محطة الرمل من خمس إلى عشرة جنيهات.
.
المرضى الذين يعالجون في المستشفى الجامعي بالأقسام المجانية هم أشد المرضى بؤساًً وفقراً وهم أصحاب الفضل على الأطباء في مصر جميعاً إذ لولاهم ما تعلم طبيب .
.
في إحدى الراوندات كان الأستاذ الدكتور نظمي يونس يشرح لنا كيف نفحص الكبد وكيف نحدد حجمه وتكوينه وطبيعة سطحه، كل ذلك باليد اليمنى بالفحص الظاهري لمنطقة أعلى البطن والمنطقة التي تلي القفص الصدري.
كان المريض المسكين الذي أتوا به من غرفته قد بدا عليه التعب والإرهاق فهو يعاني من مرض خبيث بالكبد، تجمعنا حول سرير المريض فيما يشبه الدائرة وتقدم الاستاذ الدكتور نظمي يونس ليكشف الغطاء عن المريض، وما أن وضع يده اليمنى على بطنه حتى بدا على وجه الرجل علامات الارتياح ورفع كلتا يديه على يد د/ نظمي يونس وكأنه يرحب بذلك ويحب أن تستمر يده في هذا الموضع، وكنا نرقب الموقف .
.
رفع نظمي يونس بصره إلينا وقال: شايفين يا ولاد .
قلنا: نعم .
قال: شايفين إيه ؟
قلنا: المريض ارتاح لما حضرتك وضعت ايدك على بطنه .
قال: أتعرفون لماذا...؟
قلنا: لا .
قال: لأنني وضعتها بإخلاص .
قلنا: مش فاهمين يعني إيه إخلاص ؟!!
قال: أنا وضعت يدي على بطن المريض وليس في ذهني شغل، ولا في عقلي فكر، ولا في قلبي رجاء إلا أن يكتب الله له الشفاء؛ أنا لا أعرفه حتى أجامله، وهو لا يعرفني ولا يعرف اسمي، ولن يتحدث عني، ولم آخذ منه عشرة ولا خمسة .
.
ثم دمعت عينا نظمي يونس؛ فأدمع عيوننا وسادت لحظة صمت أو قل أنها السكينة في محراب الطب والخشوع في صومعة الصدق .
ثم قطع الصمت بنبرة حزينة وقال: الطب جميل يا ولاد ولكن أفسدوه ولاد ال.....
فقلت: من هم ولاد ال..........
قال: اللى بيكشفوا بعشرة جنيه .
.
.
رحم الله نظمي يونس رحمة واسعة
كان عابداً في ممارسة الطب أفضل
من كثير من العابدين في محاريب
المساجد وعلى منابر الجوامع .
.
.

الأحد، يناير 10، 2010

الهجرة النبوية (5 ولافخر)

.

ولا.... فخر
.

.
قال النبى صلى الله عليه و سلم:
"أنا سيد ولد آدم ولا فخر"

أخرجه أبو يعلى فى مسنده

.

وقال صلى الله عليه و سلم:
"لا تفضلونى على يونس بن متى"
ذلك أن الفخر بجهة يعنى الطعن فى الجهة الأخرى.... فكأنه صلى الله عليه و سلم نهى عن التفاخر لما يستلزم ذلك من الطعن على الآخرين و استحضار مثالبهم وكشف عوراتهم.
وقد يدل على صحة هذا ما جاء فى الحديث:"ثلاثة من الجاهلية‏؛ وذكر منها:‏ الفخر بالأحساب" وورد فى رواية أخرى:"ثلاثة من أعمال الجاهلية لا يتركهن الناس‏؛ وذكر منها: الطعن في الأنساب"
.

.
ذلك أن الفخر بنسب يعنى الطعن فى نسب آخر.... فكأنه صلى الله عليه و سلم خشى أن يتفاخر بأنه سيد ولد آدم فيعنى ذلك الطعن فى كل ولد آدم بمن فيهم من أنبياء أو مرسلين سبقوه صلى الله عليه و سلم فكأنه صلى الله عليه و سلم نبهنا إلى علو درجته وإلى وجوب حفظ رتبته دون الطعن على الآخرين وبالذات رفقائه من الأنبياء والمرسلين.
.

.
وكذلك قوله صلى الله عليه و سلم:
" لا تفضلونى على يونس بن متى" .
ذلك أن التفضيل فى ناحية يعنى التنقيص من الناحية الاخرى.... وتفضيله صلى الله عليه و سلم على "يونس بن متى" يعنى عقد مقارنة بينه وبين يونس صلى الله عليه و سلم ينتقص فيها من قدر يونس ويغض من شأنه وهذا عين الوقوع فى الإثم إذ كيف يمكن لمسلم أن يلحق النقائص بالأنبياء.
تذكرت ذلك كله وأنا أطالع سيرة النبى صلى الله عليه و سلم لحظة خروجه من بيته مهاجرا..... والقوم قد شهروا سيوفهم واستعدوا جميعا للانقضاض عليه وضربه ضربة رجل واحد.....فيتفرق بعدها دمه بين القبائل فلا يقوى بنو هاشم على حرب العرب جميعا فيرضون بالدية.... وينتهى أمر محمد صلى الله عليه و سلم ...... خطة شيطان رجيم .

.

.
أحاط القوم ببيت النبى صلى الله عليه و سلم ينتظرون خروجه..... إذ كان اقتحام البيوت عندهم: "عار" يأنف منه طبعهم وتستقذره أخلاقهم...... تصور ؟!!.... إذ كان لازال فيهم بقية من حياء وأثر من أدب غاب كل منهما وللأسف عن عصابات السطو الأمريكية وفروعها المنتشرة فى بلاد العرب والمسلمين..... حملهم الشيطان على قتله..... لكن لم يستطع أن يحملهم على اقتحام بيته...... أدركت الآن أن عصابات السطو الأمريكية هم الشياطيين أنفسهم.
.
فى هذه اللحظة العجيبة خرج النبى صلى الله عليه و سلم وترك عليا فى فراشه...... خرج وهو يتلو القرآن:

"وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون" يس 9
"وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين اللذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا" الاسراء
..45
.
مر النبى صلى الله عليه و سلم بالقوم فأخذ حفانا من تراب... فما ترك واحدا منهم إلا ونثر على رأسه نصيبه من التراب..... وقد أغشى الله على أعينهم وأسماعهم وحواسهم..... فعادوا كحال الإنسان قبل النفخة: "طين بلا روح"..
.
لم يخرج النبى صلى الله عليه و سلم قبل تلك اللحظة.... كان من الممكن أن يخرج عندما علم بالخطة أو قبل أن يأتوا بليلة أو حتى بساعة..... لكن أن يخرج صلى الله عليه و سلم وهم به محيطون فذلك هو الإعجاز..... وتلك هى النبوة الخاتمة...... وهذا هو الصبر الذى أوصاه الله به فقال:
"فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت" سورة القلم.... أتعلم من هوصاحب الحوت..؟؟!! هو "يونس بن متى".
.

.
كان بنينوى من أرض الموصل بالعراق...... أقام يدعو قومه تسع سنين فيئس من إيمانهم؛ فقيل له: أخبرهم أن العذاب مصبحهم إلى ثلاث...... ففعل, فقالوا: هو رجل لا يكذب..... فارقبوه فإن أقام معكم وبين أظهركم فلا عليكم, وإن ارتحل عنكم فهو نزول العذاب ولا شك؛ فلما كان الليل تزود يونس وخرج عنهم فأصبحوا فلم يجدوه, فقاموا ودعوا الله..... وردوا المظالم فى تلك الحالة فلما ذكر القرآن قصته قال:

"وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم..." سورة الصافات 139
تعجل النجاه فكاد أن يهلك "لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم.." سورة القلم49

.

.
الصبر لحكم ربك.... أن تبقى حتى النهاية, لكن يونس"أبق" قبل النهاية....... ففاتته أجمل لحظة كان يرقبها.... وأحلى ساعة كان يرجوها.... ساعة الحصاد...... ساعة التوبة.... ساعة رجوع قومه إلى الله ودخولهم حظيرة الإيمان...... ومن هنا كان صبر محمد صلى الله عليه و سلم حتى آخر لحظة..... إذ كان يرجو لقومه أن يؤمنوا وأن يهتدوا.... حتى آخر لحظة...... فلم يخرج حتى أحاطوا به.

.

.

.

صلى الله على محمد وصلى الله على يونس بن متى.
وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
من عرفنا ومن لم نعرف.

من قصه علينا ومن لم يقصص.

.

الثلاثاء، يناير 05، 2010

الهجرة النبوية .(4) صدق الهجرة وسرف المهاجر

صدق الهجرة 000000وشرف المهاجر

.

.

.

الهجرة أعظم عمل عمله المسلمون ....بعدما أسلموا ......ذلك أن الإسلام دين الله ووحيه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، لا دخل للبشر فيه، كان الوحي يتنزل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دون استئذان ولا سابق إنذار، فتارة يأتيه وهو في فراشه، وأخرى يأتيه وهو راكب ناقته فتبرك به من ثقله ... ومرة وهو جالس يحادث أصحابه... وأخرى وهو– صلى الله عليه وسلم- متوسد فخذ عائشة رضي الله عنها ...... أما الهجرة فهي فكرته وخطته وفعله... وإن كان الوحي قد أقره عليها.

.

الإسلام دين ودولة... لا يتم أحدهما إلا بالآخر... الدين جاء وحيا.. والدولة جاءت جهدا وعرقا..... أنشأتها الهجرة وأقامها النبي– صلى الله عليه وسلم- في المدينة.

.

.

ومن هنا كانت الهجرة أعظم عمل عمله المسلمون .... بعد الإسلام

.

.

لم تكن الهجرة هربا بالأموال ولا فرارا بالأرواح والأبدان، فقد تركوا أموالهم وديارهم بشهادة القرآن: "أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله" الحشر 8.

.

.

وإنما كانت فرارا بالدين .. ثم التضحية بما عداه.

.

.


لم تكن الهجرة نهاية للمتاعب والآلام ، إنما كانت بداية مرحلة جديدة من البذل والمعاناة... فقد تبعتها سرايا وغزوات... فحمل الجرحى.... وسقط الشهداء في بدر... وأحد... والخندق.... وغيرها ، وروعت المدينة عدة مرات حتى أتى أحدهم النبي– صلى الله عليه وسلم– فقال: "يا رسول الله؛ أبد الدهر نحن خائفون، نمسي ونصبح في الحديد"..... فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " لن تلبثوا إلا يسيرا حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبيا ليس عليه حديدة".
.


لم تكن الهجرة حركة فرد أو اثنين.... أو حركة مجموعة من البشر قريبة منه– صلى الله عليه وسلم- أنشأت حكومة ظل أو.... حكومة في المنفى عاشت خارج بلادها ثم عادت "الحكومة" على متون الطائرات لتتسلم حكما..... وتحكم بلدا... ثم تتبلد بعدما تتلبد على الكراسي !!!!
.
إنما كانت الهجرة حركة أمة بأكملها رجالا و نساء وأطفالا...... شيبا وشبانا، كان آخرهم هجرة هو النبي– صلى الله عليه وسلم– لم يبق بعده في مكة سوى المستضعفين الذين اعتقلهم السادة فشدوا وثاقهم وماكان بالنبي– صلى الله عليه وسلم- من طاقة لاستنقاذهم.
.

أدرك المسلمون "شرف الهجرة" من أول يوم وسمى القرآن المهاجرين "الصادقين" وذلك فى قوله تعالى:


"للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون"..... ثم أمرنا ألا نتخلف عنهم وأن نبذل الجهد لنلحق بركبهم فقال:

.


" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " سورة التوبة 119

.

.

لعلك الآن تقول:

شرف فاتني..... وفضل لا أدركه .... ومرتبة لا أرتقيها ...
وأنا أقول لك:

أنت مخطئ

.

.

تستطيع أن تلحق بركب المهاجرين... وأن تنال شرف الهجرة..... وأن تحصل على لقب مهاجر.
قال النبي– صلى الله عليه وسلم–:

.
" المهاجر من هجر ما نهى الله عنه" رواه البخارى

.
اهجر ما نهى الله عنه................... تكتب عند الله مهاجر
ابتعد عما يغضب الله ................... تحظ بشرف الهجرة
اهجر أصدقاء السوء...... و أصحاب السوء..... وأماكن السوء
اهجر السيجارة..... والشيشة........ والنارجيلة.......
اهجر السهر في لهو الحديث ولغو الكلام.....
اهجر النظرة الحرام... والرشوة...والكذب... والغيبة... والنميمة... والسخرية... والهزء... ودع كل مالا يعنيك.
اهجر ما نهى الله عنه ....واصنع مثلما صنع حبيبك– صلى الله عليه وسلم- :


لا تهاجر وحدك... اتخذ لك صاحبا إن ذكرت أعانك وإن نسيت ذكرك .

.

"المرء على دين خليله..... فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أحمد .

.

لا تحسبن وأنت تهاجر أنك سترتاح ..... ستتعب وتبذل و لكنك ستسعد وتفرح.... وتكتشف رجولتك وقدراتك وكرامتك.... ستعيش متعبا ولكن ستعيش عظيما.

.

.

والراحة للرجال غفلة.

.

.

سيقف لك الشيطان بالمرصاد..... وسيقاتلك أهل المعاصي ومحبوا الحرام وراغبوا الرذيلة..... قاتلهم وإياك أن تفر.... قاتلهم وإياك والهرب.
.
سينصرك الله .... وستقيم دولة للإسلام في قلبك... ثم تقام بعدها على أرضك... أو تكون الأخرى.... "فتلقى الله شهيدا" ....يابختك
.
ومن عاش فى سبيل الله مات فى سبيل الله.

.

ستكتب عند الله ((مهاجر)) وتحشر يوم القيامة مع المهاجرين الصادقين.... ويقولون من هذا الذي جاء بعدنا بألف وأربعمائة عام ثم هو اليوم معنا ....؟!!!! فتقول ساعتها: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم".
.

لقد أشار القرآن مرتين في موضعين مختلفين إلى فئة من المؤمنين تأتي بعد المهاجرين ........ فتلحق بهم ...... فلا تضيع فرصتك.

.

الأولى في سورة الأنفال:


"والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم....." الأنفال 75


والثانية في سورة الحشر:


"والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ......" الحشر 10

.

ارجع إليهما عند المفسرين وانظر ماذا قالوا ...... ثم تدبرهما طويلا ...... طويلا...... طويلا....
.
وأخبرني فإني مشتاق لسماعك

.

.

وملهوف لرؤيتك ........أيها المهاجر