الثلاثاء، أبريل 21، 2009

استراحة قصيرة أجازة

استراحة قصيرة
.
.

كانت الأشهر الستة الماضية .... عنيفة وقاسية... أحسست بعدها أننى بحاجة إلى إجازة من بعض أعمالى فكان لابد لى أن أختار..!!
.

أجازة من بيتى...؟!

أجازة من عيادتى..؟!

أجازة من إخوانى..؟!

أجازة من أرحامى..؟!

أجازة من القراءة والمدارسة..؟!

أجازة من مدونتى...؟!.
.
.

وأخيرا وقع الاختيار على المدونة.... فأرجو المعذرة... والمغفرة.......ودوام الدعاء...

.

.

اللهم جامع الناس ليوم لاريب فيه ... اجمعنى على أحبتى.... واجمعهم على..... بخير ماتجمع به عبادك الصالحين.
.

.

وأستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه.

الأحد، أبريل 12، 2009

هكذا يكون الجيران 3 الحقنى يا شيخ مسعود

هكذا يكون الجيران (3)
.
.


الحقنى ياشيخ مسعود
.
.


كان جدى رحمه الله يصلى الخمس فى المسجد...وكان باب بيته لا يغلق إلا إذا تهيأ للتوم... وما عدا ذلك فالباب مفتوح... ليس على مصراعيه .. وإنما "موارب"، فإذا أراد بعض الناس لقاء جدى رحمه الله انتظره فى المسجد فى موعد الصلاة، فإذا كان الأمر لايحتمل التأجيل أو لم يكن صاحبنا صبورا ذهب إلى بيت جدى رحمه الله فدق الباب دقا خفيفا فقيل له من خلف الباب: من؟
قال :السلام عليكم، أنا فلان.
فإذا قيل له: وعليكم السلام؛ ادخل... دفع الباب ودخل عزيزا كريما.. لايجرؤ على دفع الباب والدخول قبل ذلك.
وربما قيل له: وعليكم السلام؛ انتظر قليلا... فينتظر ساكنا.
وقد يقال له: وعليكم السلام الشيخ مشغول؛ تلقاه بالمسجد بعد صلاة العصر.. أو المغرب... فينصرف راشدا.
فإذا وجد الباب مغلقا لم يجرؤ أن يدقه، أو أن يجرب فتحه، أو أن ينادى من خارج البيت.
وكان الناس بمرور الوقت قد عرفوا ذلك وفهموه.
.
.
كان أبى فى ذلك الوقت قد أتم السابعة عشرة من عمره، وكان يناله من الناس تقدير واحترام يناسبان منزلة أبيه أكثر مما يناسبان مابلغه من العمر.
.
.
ذات يوم وبينما كان جدى رحمه الله قد أوى إلى فراشه فى فترة الظهيرة، إذا بباب البيت يطرق طرقا عنيفا، وصوت امرأة بالباب تصرخ وتولول:
.
.


الحقنى ياشيخ مسعود
الحقنى ياشيخ مسعود
.

أسرع أبى رحمه الله نحو الباب يفتحه فاندفع الباب فى وجهه واندفع معه أبى، واندفعت المرأة داخل البيت لاتلوى على شىء إلا أنها تصرخ:


. .

الحقنى ياشيخ مسعود
.

خرج أبى رحمه الله ينظر الخبر، فإذا برجل قد احمر وجهه وبرزت
عيناه يسرع نحو الباب وقد رفع عصاه.... جذب أبى رحمه الله باب البيت فأغلقه، وبقى هو والرجل خارج البيت.
.
.

الرجل: فين بنت ال......
أبى: دخلت بيتنا
الرجل: أخرجها
أبى: كيف أخرجها وقد جاءت تحتمى بنا
الرجل: أنا زوجها
أبى: وهى جاءت تحتمى بالشيخ مسعود
.

الرجل يندفع نحو الباب ليدفع أبى عنوة... وقد اجتمع الناس والتفوا.
.
أبى: أنت تريد أن تدخل بيتنا عنوة.. والله لئن فعلتها لأكسرن عنقك قبل رجليك.... ووالله لأدخلن ولأتركن الباب مفتوحا... ولو كانت بك رجولة اخط داخل البيت خطوة واحدة.
.
فتح أبى باب البيت ودخل خطوتين..... ووقف الرجل والناس حوله خارج البيت فهدءوا من روعه ونصحوه أن يصبر حتى يلقى الشيخ فى المسجد بعيد صلاة العصر.
.
استيقظ جدى رحمه الله قبل العصر وسمع القصتين:
.

قصة الرجل مع امرأته.... من المرأة.
وقصة الرجل مع أبى.... من أبى.
.
.

خرج رحمه الله إلى المسجد ولقى الرجل بعد صلاة العصر فسمع منه القصة...... وتواعدا على اللقاء فى بيت جدى بعد صلاة العشاء.
.
.

أرسل جدى رحمه الله إلى أهل الشارع يدعوهم إلى اللقاء فى بيته بعد صلاة العشاء، فلما قدموا رحب بهم وقدم لهم واجب الضيافة ثم قال لهم: لو أن هذا لرجل أهان امرأته أو أدبها داخل بيته ثم جاءت هى بعد ذلك شاكية باكية دون تشهير وفضيحة لأحضرته وحده وأنهيت الأمر دونكم،
لكنه لما صنع ذلك على الملإ ورآه الناس جميعا كان من تمام النصح والإرشاد أن أجمعكم معه ليكون النصح لنا جميعا.
.

ظل رحمه الله يحدثهم عن حق المرأة ووجوب إحسان عشرتها وكف الأذى عنها وإن آذته حتى تطامن الناس وسادهم الصمت كأن على رؤوسهم الطير.
.

كانت جدتى رحمها الله قد خرجت بالمرأة إلى بيتها فأصلحتها لتكون فى استقبال زوجها.
.

أنهى جدى رحمه الله كلامه ودار بينه وبين يعض الناس حوار حتى إذا استعد الناس لمغادرة البيت قال جدى رحمه الله للرجل: انطلق إلى بيتك فقد سبقتك زوجتك إلى هناك... ولا تعد لمثلها...... فقام أحد الناس قائلا: ولكنه أساء إليك وتهجم على بيتك وولدك. فقال جدى رحمه الله: أما أنا فقد سامحته.. وأما الولد فهو وشأنه.... فقام الرجل يعانق أبى ويقول: حقك على يابنى .. أنا أخطأت فى حقك... فقام إليه أبى وهو يقول: بل حقك أنت على ياعمى، أنا أسأت الرد ورفعت صوتى عليك....
وقام الناس بعدها يتصافحون ويتضاحكون.... وصارت قصة.

.

.

الأربعاء، أبريل 08، 2009

إسراء تشكركم

السلام عليكم جميعا
.
.
كل من سأل عني .. جزاكم الله خيراً كثيراً ..
.
أما بالنسبة لمسألة المدونة .. فهو أمر مؤجل حتى إشعار آخر .. لأسباب "ماينفعش أقولها علشان ما أحرقش فكرتى " :)
.
بالتأكيد سعيدة أنى خرجت من وراء الكواليس وأصبحت بينكم حتى ولو للحظات :)
.
جزاكم الله خيراً
إسراء توكل مسعود
.
لالالالالالالالالالالالا

الخميس، أبريل 02، 2009

هكذا يكون الجيران2 لا ترد يد لامس

هكذا يكون الجيران (2)
.
.



لا ترد يد لامس
.
.



جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: "يارسول الله إن لى امرأة لاترد يد لامس"، فقال صلى الله عليه وسلم: "طلقها"، فقال الرجل: "إنى لاأصبر عنها"، فقال صلى الله عليه وسلم: "فأمسكها"
رواه أبو داود والنسائى والترمذى
.
.
هكذا بعض النساء.... وهن قلة على كل حال... كلما نظر إليها رجل أو وقعت عيناه فى عينيها تبسمت وتمايلت... وكلما لقبها رجل فألقى عليها السلام سارعت بمد يدها للمصافحة.. وربما فتحت بابا للحوار.
.
.



بلوى
.



هى ليست منحرفة ولا سيئة الخلق... هى ساذجة أو "عبيطة".... فإذا اجتمع لها مع سذاجتها وجه كالبدر... وجيد كجيد الدمى.... وقوام ممشوق أشبه بظبية كحلاء... وفوق ذلك كله تمايل وخيلاء وصوت ندى كأنه أنغام المساء...... إذا اجتمع ذلك كله مع سذاجتها كانت.... بلوى
.
.



مصيبة وطامة
.



فإذا كانت لاتسترها ثياب ولا تحجبها جدران فيكون من عادتها وعادة زوجها تناول الشاى فى البلكونة وقضاء أوقات السمر وقزقزة اللب والسودانى فى شرفة مفتوحة يراهم الغادى والرائح ... حتى إنك لتقول وبدون تردد إن البيت كله صار ساذجا أو.... فإذا كان الأمر كذلك صارت... مصيبة وطامة.
.
.



كارثة
.



فإذا ابتلى هذا البيت بجار خبيث ماكر ينتهز الفرصة ليوقع الفتنة ويتحين الأوقات لاصطياد النظرة والالتفاتة... فيبادلها نظرات والتفاتات....... إذا وجد مثل ذلك كانت الطامة الكبرى والمصيبة العظمى.... ثم الكارثة الأخرى..
.
.






هذا ماحدث فى الشارع الذى كنا نسكن فيه بين عامى 1963 و 1970
.
.



كان الساذج صاحب البيت وكان الخبيث مستأجرا ... وكان بيننا وبينهم خمسة بيوت.



أما الزوج الساذج فقد دبت الغيرة فى قلبه بعد حين فطرد المرأة إلى بيت أهلها.. وأصر على التطليق فاستغاث أهلها بأبى رحمه الله وأطلعوه على حقيقة الخلاف.. وكان الأمر سرا لايعلمه إلا الزوجان وأم المرأة وأخوها وأبى رحمه الله.
.
.



حاول أبى رحمه الله جاهدا أن يثنى الرجل عن عزمه فى التطليق حرصا على العلاقة والبيت والأولاد البالغ عددهم فى ذلك الوقت ثلاثة... لكن الرجل عزم عزما وأصر إصرارا مهما كان الثمن باهظا والخسارة فادحة.
................. هنا اعتذر أبى رحمه الله عن مواصلة المفاوضات والمباحثات حتى أرسلوا إليه يوما يدعونه لحضور مجلس التطليق بحضور المأذون والزوجين وأخى المرأة شاهدا على أن يكون أبى رحمه الله شاهدا آخر.
.



رفض أبى رحمه الله رفضا قاطعا، وقال عبارة عجيبة كانت بركة على هذا البيت فأعادت الأمور إلى نصابها.. قال: لقد كنت ساعيا إلى الصلح والتوفيق .. فكيف أكون شاهدا بعدها على تطليق..... لقد انتهى دورى فابحثوا عن غيرى.
.
.
عاد أخو المرأة إلى الرجل وزوجه وأمها يهذه العبارة فكان لها أثر بالغ فى أن يعيدوا حساباتهم ويستأنفوا حياتهم من جديد..... تخلل ذلك أيام عيد الأضحى التى مرت على بيت الرجل فى هم وغم وحزن شديد .... فمر العيد من غير رقاق ولا مرق... فلما جمع الله الشمل نذرت أم الرجل إن أحياها الله إلى العيد القادم لتصنعن لأبى رقاقا بيدها وتهديه إليه.
.
.



القتل أو الطرد
.



لكن الماكر الخبيث لم يكف عن همز ولمز وغمز... منتهزا فرصة حرص الرجل الساذج على سمعته ... وبيته حتى فاض كيل صاحبنا وطف صاعه فاستدعى عشيرته ... فاجتمعوا حول الخبيث وخيروه بين أمرين:
الطرد الليلة من المنزل وإلقاء أثاثه ومتاعه وزوجه وأولاده إلى الشارع، أو القتل الليلة بعشرين رجلا يتفرق بينهم دمه.
.
واجتمع الجيران وأهل الشارع يحاولون الإصلاح أو على الأقل منح الماكر الخبيث فرصة للتوبة والرجوع أو مهلة يدبر لنفسه ولأسرته مسكنا فى مكان آخر فباءت محاولاتهم بالفشل ... فقد كان القرار معدا سلفا وجاءت عشيرة الرجل راكبة رأسها... الطرد الليلة... أو القتل الليلة.
.
دعى أبى رحمه الله ورأى صرامة القرار.. واستعداد الرجال فقال خلوا بينى وبين الرجل الخبيث الماكر صاحب الستة أولاد.
.
دخل أبى رحمه الله بيت الرجل فقال له هل تقبل أن نتبادل شقتينا الليلة بغض النظر عن الفروق والميزات والعيوب والقيمة الإيجارية؟! فأكب الرجل على يدى أبى يقبلهما.
.
خرج أبى رحمه الله إلى الناس بعد أقل من ثلاث دقائق ليعلن عليهم أن الرجل قبل بالخروج ففرحوا وهللوا... فأخبرهم أنه سيكون مكانه فاشتد فرحهم حتى بكوا.
.
.
بعد بضع دقائق كان أبى رحمه الله فى بيتنا يخبرنا الخبر ويأمرنا بفك الأثاث وجمع كتبنا وكراساتنا وأدوات المطبخ والملابس فى صناديق من الكرتون تسارع الناس فى إحضارها.
.
.
خرج أبى رحمه الله إإلى الناس بعد قليل فوجدهم يوزعون الحلوى والمشروبات ابتهاجا بوأد الفتنة وإخماد الحريق.... وكان ذلك بعد صلاة العشاء.
.
.
ماأذن المؤذن لصلاة الفجر إلا والرجل فى بيته.... الذى كان بيتنا .. آمنا فى سربه معافى فى بدنه.
.
صلى أبى بنا الفجر فى بيتنا الجديد ... ولعل ذلك الرجل قد صلى..... أيضا.
.
مكثنا فى هذا البيت ثلاث سنوات .... ثم انتقلنا بعده إلى بيت بناه لنا أبى ... وظلت المرأة تصنع الرقاق وتهديه لأبى كل أضحى حتى ماتت..... رحمها الله..... ورحم الله أبى رحمة واسعة.









.



.