الخميس، نوفمبر 13، 2008

أيها الفنان ماذا لو حلمت 9 تعال معى إلى القرآن

كل إناء ينضح بما فيه ( 4 )


نعم :

ملأوك يأساً .. فنضحت يأساً
وسقوك القنوط كأساً .. كأساً

والآن:

أغلق شاشاتهم .. واطو صحائفهم


وتعال معي إلى القرآن

وأنصت إلى هذا الخبر "فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا" سورة الشرح(الآيات5 ,6 )


نعم : كان الطابور عسيرا . لكن ... كم من اليسر كان فيه؟!
نعم : كانت الزنزانة مؤلمة ... لكن ... كم من الفرج كان فيها ؟!


وهنا .. في هاتين الآيتين نكتة لغوية عربية بديعة :

كل اسم نكرة يرد في السياق مرتين فالثاني غير الأول
كل اسم نكرة ورد في السياق بعدها معرفة فالثاني هو الأول
كل اسم معرفة ورد في السياق مرتين فالثاني هو الأول


فإذا قلت : تناولت صحيفة ثم قرأت صحيفة .. فهما صحيفتان.
وإذا قلت : تناولت صحيفة ثم قرأت الصحيفة فهي صحيفة واحدة.
وإذا قلت : تناولت الصحيفة .. ثم قرأت الصحيفة فهي صحيفة واحدة.
والآن اقرأ الآيتين في ضوء ما فهمت ... تر عسراً واحداً ومعه يسران.لذا يقول بعض المفسرين عند تفسير هاتين الآيتين .
لن يغلب عسر ٌ يسرين.

ذلك أنه ليس في القرآن تكرير
وأنه ليس في القرآن تأكيد
وأنه ليس في القرآن مترادفات


فإذا أضفت إلى هاتين الآيتين قوله تعالى "سيجعل الله من بعد عسر يسرا" علمت أنه سبحانه جعل مع كل عسر يسرين يهونانه ويخففانه ثم جعل يسراً ثالثاً يعقب ذلك العسر فيذهب عينه و يمحو أثره و كأن شيئاً لم يكن.

فهل لك يا صاحبي أن ترى اليسرين ببصيرتك ؟! ثم تدرك الثالث بفراستك ... ؟! حاول ... والله معك.

ثم تعال معي الآن إلى قوله تعالى :
"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"
سورة التوبة (الآية 51)

وانظر إلى هذه البديعة :

قال : "... كتب الله لنا"
ولم يقل : "... كتب الله علينا"


لأنك إذا قلت هذا كتب لي .... فهي منفعة وميسرة.
وإذا قلت : هذا كتب علي .... فهي
خيبة ومضرة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن العباس رضي الله عنهما : ".... واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك....."
رواه البخاري
فاستعمل صلى الله عليه وسلم مع المنفعة
"كتبه الله لك"
واستعمل صلى الله عليه وسلم مع المضرة
"كتبه الله عليك"

فإذا قرأت الآية الآن في ضوء ما سبق أدركت أن كل ما أصابك وأنت تنصر أمتك وتجاهد لدينك ... وتنصر المظلوم ... وتغيث الملهوف ... كل ذلك ( لك ) يعني منافع ومصالح وآمال وأفراح ليس فيه مضرة البتة.


فاملأ الآن قلبك بالبشرى.
واملأ نفسك بالأمل.


نحن لا نعرف الخسائر... نحن ننتصر فنتواضع ونخر لله ساجدين.... وقد ننكسر.... فنبتسم ونستغفر... ونعلم أن ذنوبنا هي سر هزيمتنا، فنرجع فنتوب فننتصر مرة أخرى.

كله ...
"لنا"
ليس هناك شيء ...
"علينا"

ورحم الله شيخ الإسلام في زمانه ، الإمام ابن تيمية الذي كان يقول :
"إن قتلي شهادة ، ونفيي سياحة ، وحبسي خلوة ... فماذا يصنع أعدائي بي ...إن جنتي وبستاني في صدري؟"

ثم تعال إلى القرآن لتر كيف حفظه صلى الله عليه وسلم في الغار وأسياف المشركين تلمع حوله هو وصاحبه..رضي الله عنه.

ثم لتر كيف نصره صلى الله عليه وسلم في بدر وهو في قلة من العدد والعتاد : ثلاثمائة رجل لم يخرجو لقتال ، ولم تتأهب له نفوسهم ، معهم فرسان اثنان وسبعون بعيراً في مواجهة ألف رجل . خرجوا متأهبين للقتال ، وفيهم سبعون فارساً ، وسبعمائة بعيراً.

وكيف خرج صلى الله عليه وسلم من أحد منكسراً ، ثم لم يمض يوم واحد حتى كان يطارد "فلول المنتصرين" في حمراء الأسد، ولم يخرج معه إلا من كان معه أمس ما بين مكلوم.. ومجروح ... ومصاب ؟!!

وكيف نصره في الأحزاب ، وكيف أنزل سكينته عليه في حينه..

تعال معي إلى القرآن لتسمعه وهو يشير إلى كل ما أعد الأعداء من عدد وعدة فيقول في تهكم واستهزاء وسخرية منهم :
"إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه.." آل عمران(الآية: 137)


لقد تخيلت يوماً أنني كنت فناناً في الرسم والتصوير لرسمت لوحة ضخمة ولجمعت فيها كل ما عند أمريكا وإسرائيل وبريطانيا والناتو من سلاح ورجال ، ولجمعت فيها طائراتهم وطياريهم ودباباتهم وسائقيها ومدافعهم ومخابراتهم والأباتشي والميركافا والباتيستين وأقمارهم الصناعية...."
لجمعت ذلك كله في صورة واحدة ، ولحزمتها بحزام عريض ولكتبت عليه بخط قرآني رائع :
"إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه.."

الشيطان :
أمريكا وإسرائيل.
أولياءه :
الخونة والمرجفين من حكام العرب والمسلمين الذين رسمت لك صورتهم في مقالة سابقة "كل إناء ينضح بما فيه 1 "

والآن قد وهبتك فكرتي أيها الفنان .... فصغها رسماً أو تصويراً وأهدها إلي.... فإني في غاية الشوق أن أراها.

ثم تعال معي إلى القرآن وهو يقول :
"سيهزم الجمع ويولون الدبر"
سورة القمر(الآية: 45)

نزلت في مكة ولم يكن هناك معارك ولا حروب ... ولا "جمع"
حتى كان عمر رضي الله عنه يقول في نفسه "أي جمع" حتى قال رضي الله عنه : رأيتها يوم بدر.

ثم تعال إلى القرآن وهو يقول : "فليرتقوا في الأسباب ، جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب"
سورة ص(الآيات 10،11 )

وكأن هذه الآية تعني زماننا أكثر مما تعني زمان النبي صلىالله عليه وسلم ، فلم يكن الارتقاء في الستليح والجيوش على عهده صلى الله عليه وسلم بالصورة الملموسة لا في جانبه صلى الله عليه وسلم ولا في جانب أعدائه مثلما هو ملموس الآن إلا ما كان من الارتقاء الكمي في زيادة الأعداد وتخريب الأحزاب، أما الآن هو ارتقاء كمي وكيفي ... بصورة مذهلة وسرعة خارقة ... حتى طارت الطائرات بغير طيارين ... وطاف الصاروخ حول هدفه ليقتصه بعدما كان لا يسير إلا في خط مستقيم!!

وعلى الرغم من هذا الارتقاء "فليرتقوا" إلا أن التطيمن يأتيك :
"جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب"
إن الهزيمة ستلحقهم عاجلاً أم آجلاً ، إن لم يكن بنا فبغيرنا فلا تدعه يفوتك ذلك الشرف.

والآن أحسبك قد امتلأت أملاً وسرت إليك البشريات فاسجد لله شكراً واحمد الله ذخراً.

واسمح لي أن أصحبك في محطة من محطات الآمال والبشريات أتوقف بعدها.... لأني أرهقتك وأتعبتك وأرى أنه من حقك أن تستريح.

وابقوا معي

هناك 9 تعليقات:

Ahmed Al khashab يقول...

و نبقى معك و نستمر معك
حقا جزاك الله خيرا على تلك السلسلة الرائعة دكتورنا الفاضل
---------
جديد مدونة خشاب
إخوان 2000 - الحلقة الأولى
http://khashab.blogspot.com/

لكل الناس يقول...

السلام عليكم

والله لا نستريح أبدا ولا نمل من هذا الكلام الذى يذيب القلوب ويزيدها شوقا وقربا إلى الله.

وأتمنى أن توفق دائما غلى بث الأمل فى نفوسنا ونفوس المسلمين. جزاكم الله خيرا

عالم حبيب يقول...

أخي الحبيب الدكتور توكل .. بارك الله قلمك الكريم الذي يبث الأمن بما يخطه من كلمات في القلوب

لقد تخيلت يوماً أنني كنت فناناً في الرسم والتصوير لرسمت لوحة ضخمة ولجمعت فيها كل ما عند أمريكا وإسرائيل وبريطانيا والناتو من سلاح ورجال ، ولجمعت فيها طائراتهم وطياريهم ودباباتهم وسائقيها ومدافعهم ومخابراتهم والأباتشي والميركافا والباتيستين وأقمارهم الصناعية...."
لجمعت ذلك كله في صورة واحدة ، ولحزمتها بحزام عريض ولكتبت عليه بخط قرآني رائع :
"إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه.."



تصوير رائع فعلا .. والمسلمون لم بنتصروا يوما لا بعدد ولا بعدة .. عدتنا وزادنا الحقيقي في ايماننا وتوكلنا على خالقنا سبحانه وتعالى


أنا بخير ولله الحمد .. فترة توقف وسأعود قريبا إن شاء الله .. وجزاك الله خير على سؤالك عني .. إن أحبك في الله

أنفاس الصباح يقول...

واسمح لي أن أصحبك في محطة من محطات الآمال والبشريات أتوقف بعدها.... لأني أرهقتك وأتعبتك وأرى أنه من حقك أن تستريح.


ياالهى من ذا الذى يرهقه الأمل!

بل زدنا فنحن عطشى ،

الحق اننا بحاجة للتنفيذ وليس أن نستريح

اللهم ارزقنا علو الهمة

(صندوق الدنيا) يقول...

حقا جزاك الله خيرا

م/ الحسيني لزومي يقول...

من اجل مصر
شارك في الحملة الشعبية للقيد بالجداول الانتخابية وادعو غيرك
ضع بنر الحملة علي مدونتك
البنر موجود علي مدونتي
ارسل ميلك اذا كنت ترغب في وضع البنر نرسل لك كود البنر

أكون أو لا أكون يقول...

ماشاء الله...

جزاك الله كل الخير...
* لن يغلب عسر ٌ يسرين.* سبحان الله... لغه القران الكريم معجزه عظيمه... المعاني اللغويه تبهر بعد شرحها... " عالم واسع".

فكره اللوحه صراحه قوبه جدا... واعجبتني جدا...
سآحاول البدء بها ان شاء الله... لكنها ستآخذ وقتا طويل... اسآل الله ان يقدرني على تنفيذها...


هل يعقل ان نرهق او نتعب من كلام كله معاني... يمدنا بالامل والثقه ...من خلال كتاب الله...؟
واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم...؟
واسلوب طرح للمواضيع بطريقه علميه راقيه متميزه؟

لايمكن...!

أحمد بسام يقول...

فهل لك يا صديقي ان تري اليسرين ببصريتك ثم تدرك الثالث بفراستك
حقا كم هي رائعة ومبشرة بشريات النصر

د.توكل مسعود يقول...

أحمد الخشاب:
وجزاك كل الخير .. افتقدناك كثيراً .. سأتابع إن شاء الله


لكل الناس :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً على كلماتك الطيبة

أسعد بمرورك وتعليقك ..



عالم حبيب:
أحبك الذي أحببتني فيه ..وأسأل الله أن تكون هذه الساعة هى التي يغفر فيها للمتحابين في جلاله..

ننتظر عودتك :)

جزيت خيراً على المتابعة:)



أنفاس الصباح:

هاهو الأمل .. فهيا نعلو بهمتنا ..ونعمل ..

جزاكِ الله خيراً



أم البنين:
وجزاكِ كل الخير.. وأهلاً وسهلاً بكِ في بلا وطن ..



م\الحسيني لزوم

شرفتنا بالمرور .. معذرة انشغلت .. ولكني أنتظر البانر الآن لوضعه في المدونة ..



أكون أو لاأكون:
وجزاكِ كل الخير .. ننتظر ابداعاتك في اللوحة ..أسأل الله أن يعينك على تنفيذها
حفظكِ الله



أحمد بسام:
أسعد برؤياك كثيراً .. جزاك الله خيراً..