الجمعة، نوفمبر 07، 2008

أيها الفنان ... ماذا لو حلمت 8 قم نصلى الفجر

كل إناء ينضح بما فيه ( 3 )



نعم : ملأوك يأساً .... فنضحت يأساً
وسقوك القنوط ... كأساً ... فكأساً


فالآن : أغلق شاشاتهم ... واطو صحائفهم ... وقم بنا نصلي الفجر..


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" رواه مسلم"

هيا قم .... ودعنا نجلس بعد الصلاة حتى تشرق الشمس وترتفع.

وماذا نصنع في هذه الجلسة؟
نذكر الله ، نقرأ القرآن ، نستذكر دروسنا ، نصنع شيئاً ينفعنا أو ينتفع به غيرنا ، وكل عمل يساهم في إصلاح الدين أو إصلاح الدنيا فهو ذكر لله ... طالما كان ابتغاء مرضاته.

يقول صاحب لي :
كان أبي يرجع من المسجد بعد الفجر ، فإذا وجدنا قد نمنا بعد الصلاة أيقظنا جميعاً وهو يقول : قوموا ... هذه الساعة هي بركة اليوم كله ، هذه الساعة تقسم فيها الأرزاق ، من نافي فيها ضاعته حصته وفقد نصيبه.

ثم يذكر لنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم " من صلى الفجر ثم جلس يذكر الله حتى طلعت الشمس كتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة".


أخي وصاحبي : هل تعتقد أن الله منحك هذا الأجر لمنفعة عادت عليه سبحانه وتعالى من وراء بقائك حتى تطلع الشمس ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ... إن العباد لن يبلغوا نفعه فينفعوه ، ولن يبلغوا ضره فيضروه.

إن الله عز وجل يريد أن يملأك أملاً وبشرى.. يريدك أن تتصرف على سنن الكون والحياة والبقاء والفناء.

إن الله عز وجل يريد لك أن ترى لحظة ميلاد الصباح ، وجمال شروق الشمس وارتفاعها ، بعد ما غابت طويلاً ، يريد لك أن ترى الظلام وهو ينحسر رويداً رويداً وتحس النور وهو يولد هويداً هويداً ، حتى يندثر الظلام ، وينكشف النور.

إن الذين حرموا أنفسهم هذه اللحظة ، حرموا أجمل وألذ ساعة في الأربع وعشرين ساعة.
إنها لحظة الأمل والبشرى ... إنها لحظة البركة والرضا ، قال صلى الله عليه وسلم : "اللهم بارك لأمتي في بكورها"


إن الذين حرموا أنفسهم هذه الساعة ، تجدهم أصحاب نفوس كئيبة ومشاعر متبلدة وهمم متلبدة وصدور ضيقة وقلوب كسيرة.

قال صلى الله عليه وسلم : "يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقدات يضرب مكان كل عقده عليك ليلاً طويلاً فارقد فإذا استيقظ وذكر الله انحلت عقدة فإذا توضأ انحلت عقدة فإذا صلى انحلت عقدة فيصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان
"صحيح البخاري"
لقد كان آخر عهده بالدنيا قبل نومه : الظلام ، فلما استيقظ وجدها مملوءة نوراً وضياءاً.


كيف حدث هذا ؟؟ ومتى ؟؟ ... هو لا يدري. قد يدريه معرفة وكلاماً ... لكن النفس لا تدري والقلب لا يعي إلا إذا جرب ومارس وشارك.

فإذا رأيته يؤساً قنوطاً فقلت له : إن أحلك ساعات الليل هي الساعة التي تسبق الفجر ثم ينبعث النور... وإن اشتداد الظلمة ... دليل على قرب بزوغ الفجر ، ومن بعده يملأ الدنيا نور العدل والخير والحق........ إذا قلت ذلك لم يجد كلامك في نفسه مساغاً ولا مسلكاً ، وكأنك تكلمه بلغة غير لغته.

هو يفهم أنه ينام في الظلام ، ويستيقظ في النور، هو يريد العدل فجأة ، ويريد الخير بلا مقدمات، ويعتقد أن من الممكن أن تتحرر الأوطان ، ويعود الأقصى ، وتسلم العراق ، وتنجو أفغانستان .. كل ذلك وهو نائم.

شارك في صناعة الصبح .. ساهم في إشراق الشمس .. تعاون على نشر الضياء في الكون بجلوسك بعد الفجر ساعة حتى تطلع الشمس.

والحقيقة أنك تصنع صبح نفسك وتشرق شمس أملك ، وتنشر ضياء عقلك.

إن هذه اللحظة هي التي ستصنع منك فناناً مبدعاً ... وشاعراً متألقاً ... وأديباً أريباً.

وبعدها أحلاماً ملائكية ، سترى رؤى الحق والصدق .. كفلق الصبح.

تعال معي :
جرب ....
ولن تخسر شيئاً
حاول ....
ولن تندم
تعال .... ولا تتراجع


وابقوا معي..

هناك 8 تعليقات:

لكل الناس يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا على هذه الإيمانيات العطرة واللفتات الشيقة

وأريد أن أؤيد كلام سيادتكم بأن النور لن يظهر إلا إن رأينا الظلم والظلام ينقشع.
إن الذى لا يشعر بالنور ..يشعر بالألم
ولنا موعد قريبا فى مدونتى أكتب فيها " رسالة إلى الألم "ونظرا لضيق الوقت لا أستطيع كتابتها الآن.

ولى عندك طلب : قلت أنك ستكتب عن العلماء والحكام فهل لنا من هذا حظا
شكرا على سعة صدركم

ن يقول...

السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته
تحياتى لك ولكل قلم صادق
أرجو مشاركتنا الرأى من خلال مدونة (ن)
تابعنا فى
(محمد وعيسى فى حديث زكريا بطرس)
مع خالص تحياتى
أمل فتحى عزت

أحــوال الهـوي يقول...

بارك الله في و الدك
احافظ علي صلاة الفجر في موعدها و الحمد لله ما ينقصني هو دوام الصلاة في المسجد كنت احرص عليها و لكنني اصبحت متكاسلا بعض الشئ
ادعو لي بالعودة الي صلاة الفجر في المسجد
جزاك الله خيرا
تحياتي

أحمد بسام يقول...

دام قلمك يحثنا دائما علي الخير

اقصوصه يقول...

حلو الحوار

استمتعت بقراءته

والتدوينه جميله

تقبل مروري

MOSL يقول...

السلام عليكم ورحمة الله

جزاكم الله خيرا على هذا المعنى الجميل


"إن الله عز وجل يريد أن يملأك أملاً وبشرى.. يريدك أن تتصرف على سنن الكون والحياة والبقاء والفناء"

أستوقفتنى هذه الرؤيه فى المقال، فهل من الممكن ان توضع لنا مثال على حسن التصرف فى هذه الأوضاع المختلفه.

أنفاس الصباح يقول...

شارك في صناعة الصبح .. ساهم في إشراق الشمس .. تعاون على نشر الضياء في الكون بجلوسك بعد الفجر ساعة حتى تطلع الشمس.

والحقيقة أنك تصنع صبح نفسك وتشرق شمس أملك ، وتنشر ضياء عقلك

ماأجمل هذه الدعوة!
اللهم نسألك من فضلك العظيم
جزاكم الله خيرا

د.توكل مسعود يقول...

لكل الناس :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ً على متابعتك .. أفادنا الله وإياك ..

أنتظر رسالتك إلى الألم ..وأعدك بالكتابة عن العلماء عما قريب ..

ادع لنا ..

شكر الله لك :)

***********

ن :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً على المرور..
إن شاء الله نزورك قريبا ً :)

***********

أحوال الهوى:
وبارك في والديك .. اللهم آمين

سأدعو لك إن شاء الله ..

***********


أحمد بسام:
جزاك الله خيراً

ادع لي ..

***********

اقصوصة:

أسعدتنا زيارتك .. وتسعدنى المتابعة :)

**********

mosl
جميل سؤالك .. تابع وستجد ما يسرك إن شاء الله ..

*********
أنفاس الصباح:
جزاكِ الله خيرا ً

أسأل الله لي ولك من فضله العظيم
اللهم آمين ..