الأحد، ديسمبر 21، 2008

الهجرة النبوية( 2)وفى الطريق أيضا توكل وأسباب

وفى الطريق أيضا توكل وأسباب



كان النبي صلى الله عليه وسلم قد واعد رجلاً ماهراً عالماً بالطرق خبيراً بالدروب هو عبد الله ابن أريقط ، وكان مشركا يمتهن هذا العمل ..... يصحب قوافل التجارة والمسافرين فيدلهم علي الطرق الآمنة ..... ويأخذ أجرته .

سلك الرجل بالنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه طريقاً غير معهودة ولا مألوفة ؛ هي طريق الساحل .... ليس لأنها علي ساحل البحر ولكنه اسمها .... والناس الآن يسمونه طريق الهجرة .... هوطريق طويل وعر كثير المنحنيات والمرتفعات ..... يصعد بك حتي تحسب أنك تلمس السحاب ، ويهبط بك حتي يظلم في وضح النهار ، ثم لا يفتأ يدور بك عبثاً حتي تحسب أنك ستعود ، ثم يأخذك يساراً مرة أخري ...... ولم يكن من عادة القوم أن يسلكوه ..... وقليل يعرفه.


ثم إنه صلي الله عليه وسلم كان يكمن نهاراً ويسير ليلاً ، كل ذلك إمعاناً في التخفي وحرصاً علي ألا يراه أحد ... أو يدركه مخلوق .

هذه هي الأسباب التي في مقدور البشر أن يصنعوها

وفجأة يلوح من خلفهم شبح فارس .....قد امتطي جواده ...... والرمح قد بان ، ينظر أبو بكر رضي الله عنه فيقول هذا سراقة يارسول الله.

سبحان الله ... أين الأسباب .... أين وعورة الطريق التي قصد الناس عن سيره ... أين التخفي والحذر؟!
انقطعت الأسباب ..... وبقي الله رب الأسباب

النبي صلى الله عليه وسلم لا يلتفت ويمضي واثقاً بربه متوكلاً عليه ....حتي ينظر أبوبكر مرة أخري ويقول :
هذا سراقة يا رسول الله
فيقول له صلى الله عليه وسلم :
دعه ..... فإن الله سيرده .

حتي دنا سراقة من الركب المبارك بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وأصبحوا في مرمي رمحه ..... أما القلوب فكانت مع الله !!!

ساخت أقدام الفرس في الصخر.....نعم في الصخر....ساخت في الصخر.... وما غاضت في رمال .. أو خاضت في أوحال.


انشق الصخر وساخت أقدام فرس سراقه ...... لكن سراقه يحث فرسه وسينتهضه يريد أن يدرك الجا ئزة الكبري " مائة ناقه لمن يأتي بمحمد حيا أو ميتا"



Wanted
صلوا عليه
صلى الله عليه وسلم



ينهض فرس سراقه وينطلق سراقه مرة أخري حتي إذا صار الركب في مرماه ساخت أقدام الفرس ثانية ، ولكن سراقه ما زال طامعاً في الجائزة الكبري .... يحث فرسه وسينتهضه .... فينهض الفرس وينطلق سراقه نحو النبي صلى الله عليه وسلم .... فتسوخ قوائم الفرس جميعاً في الصخر....فينقطع أمل سراقة ويذهب رجاؤه ويقول: فعلمت أنه "ممنوع " أي " محفوظ" .


صلوا عليه
صلى الله عليه وسلم


من الذي منعه؟! أي حفظه؟!
أهو الطريق الوعر الذي لا يسلكه الناس عادة ؟!
أهو الكمون بالنهار والسير بالليل ؟!

أم أنه رب الأرباب ومسبب الأسباب ؟!


أسبابك فكر بشر وعقل إنسان وفعل مخلوق ، وقد يكون منافسك أنجب منك فكراً ، وأرجح منك عقلاً ، وأكثر منك عدداً.... وعدة.... هنا تبطل أسبابك ويمحي أثرها .... لكن صدق التوكل علي الله لايبطله إنسان ولا تمحوه قوه ولا يذهب بأثره مخلوق.

الأسباب تزول .... الأسباب تنقطع .... الأسباب تفني
لكن الله لا يزول ... لا ينقطع لا يفني.

يلتفت النبي ص إلي سراقه ويقول :
ارجع سراقه....ارجع يا سراقه........ولك سوار كسري .

سبحان الله :
مطلوب يعجز طالبه ويعده بسوار كسري ، وهما خير من ألف ناقه من تلك النوق التي يسعي إليها سراقه.

يرجع سراقه ويعمي الطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم وركبه .... فكلما رأي فارساً ينطلق في الطريق الذي يسلكه النبي صلى الله عليه وسلم يقول له : قد استبرأت لكم الطريق من هنا ولكن اذهب من ها هنا... فيضله ..... ويدله علي طريق آخر... هو القيمه ... فكان في أول يوم جاهدا علي محمد ص وفي آخر اليوم حراساً له ص
أسلم سراقة بعد وحسن إسلامه .
ثم فتحت المدائن عاصمة الفرس في عهد عمر رضي الله عنه ونال سراقة سواري كسرى الذين وعده بهما محمد صلى الله عليه وسلم .


صلو عليه وسلموا تسليماً


وللحديث بقية ؛

هناك 7 تعليقات:

أنت...وأنا يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد
بارك الله فيك وزادك علما ...ماشاء الله كيف تروى بهذا الشكل الجميل وكانى اراها مصوره ماشاء الله... اما عن الرسول عليه الصلاه والسلام فهو على يقين بان الله يحميه من كل شي فنحن البشر العاديون القليلين الايمان اكثر الاحيان نعلم بان الله معنا ولن يتركنا رغم تقصيرنا فكم شخص منا وقف مع الموت وجها لوجه وخرج ولم يصب باي اذى لان الله معه سبحان الله الذى لا اله الا هو نستغفره ونتوب اليه...بارك الله فيك

لكل الناس يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزيت خيرا وبارك الله لك فى علمك كما بارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى ذكره إنه ولى ذلك والقادر عليه وبارك الله فى كل من سار على الدرب واتخذ دعوة الله منهاجا لحياته وإحياءاً لهذه الأمة

وأشكرك شكراً لا يقدره إلا الله

القلم السكندري يقول...

السلام عليكم..

بين الأخذ بمنتهي الأسباب المتاحة اجتهاداً في إعلاء لا إله إلا الله.. وبين عدمِ الاعتقاد فيها (توكلاً علي مسببها).. خيطٌ لا يبصره إلا من وفقه الله إليه..

نحن دائماً إما في تفريط وتواكل تحت مسمي التوكل.. وإما تأخذنا الظنون أن لن نغلب اليوم عن قلة..

فاللهم توفيقك

سعدتُ كثيراً باكتشافِ مدونتك

جعلها الله في ميزان حسناتك

Beram ElMasry يقول...

اخى الكريم . د.توكل مسعود
السلام عليكم ورحمة الله وركاته
سعدت كثيرا بقبولك عملى ولك كل تقديرى
ارجو منك زيارة المدونة التالية ، واخبارى بانطباعك برسالة على ايميلى
http://elkarfan.blogspot.com/ الموقع
beram.elmasry@yahoo.com ايميلى
احسنت وقد هلت بشائر عام هجرى جديد
وكل عام وانت بخير مقدما

ابو نظارة يقول...

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جزاكم الله خيرا

أحــوال الهـوي يقول...

لكل نبي معجزاته و كرماته و لكل انسان قدراته في مجال محدد و لكن اجتماع كل المهارات و الكرامات في شخص محمد صلي الله عليه وسلم
فهو النبي القائد السياسي المخطط المحارب المسالم رجل الدوله و الاقتصاد والماهر في التخطيط و التنفيذ العالم و المستشف لخلجات القلوب
الزوج المحب و الاب الحنين و الحكيم الفيلسوف

انه بارع بكل مجالات الحياه

اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد
بارك الله فيك و بذكر للهجرة في وقت غفل الناس و يستعدون فيه بالاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة

تحياتي

د.توكل مسعود يقول...

أنت وأنا:
أسعدتنى المتابعة .. جزاك الله خيراً


لكل الناس :
أسعدنى مرورك .. جزاك الله خيراً


القلم السكندري:
صدقت ..

أسعدنى تعليقك .. وتسرني متابعتك

جزاك الله خيراً



أستاذي بيرم المصري:
سأرسل لك تعليقي قريبا ً باذن الله ..

لا حرمنى الله منك ولا من زيارتك :) ولا من كتاباتك



أبو نظارة:
صلى الله عليه وسلم

جزاك الله خيراً



أحوال الهوى:
صلى الله على محمد ، صلى الله عليه وسلم

جزاك الله خيراً على المرور والتعليق



كل عام وأنا وأنتم جميعا بخير .. كل عام وأنا وأنتم إلى الله أقرب