الجمعة، نوفمبر 21، 2008

ليشهدوا منافع لهم 1 الحج وعاء الجهاد

1-الحج وعاء الجهاد


جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم "الحج والجهاد ماضيان إلى قيام الساعة"؛وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"إني جبان و إني ضعيف" فقال صلى الله عليه وسلم:"هلم إلى جهاد لا شوكة فيه:الحج"؛ وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها:"نرى الجهاد أفضل العمل؛ أفلا نجاهد؟! فقال صلى الله عليه وسلم :"لا ؛ لكن أفضل الجهاد: حج مبرور. رواه الطبراني


الصلاة : عبادة بدنية
الصيام:
عبادة بدنية
الزكاة:
عبادة مالية
الحج والجهاد: عبادات مالية وبدنية


وهل الجهاد إلا إنفاق المال ؛ وإتعاب البدن؛ومفارقة الأهل والوطن؛ وترك الراحة ومغادرة الفراش الوثير؛ والطعام الهنئ و المعاش الرغد.

و الحج مثل ذلك:
إنفاق المال في السفر و الزاد و الراحلة والهوى و الأضاحي؛ و إتعاب البدن في مشاق السفر و السعي و الطواف ورمي الجمار و التقلل من الدنيا في ملبس الإحرام و الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة والإقامة في منى؛ كل ذلك في العراء؛و في فراش و لحف جله السماء وطعام أغلبه التمر والماء؛ثم قبل ذلك كله لا بد له من مفارقة الأهل و الوطن وترك المهنة و الحرفة و الوظيفة...............و الوجاهة.

ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم:" النفقة في الحج كالنفقة في الجهاد في سبيل الله: الدرهم بسبعمائة ضعف"
رواه أحمد

و لعل هذا يفسر لنا تتابع آيات الحج و الجهاد في القرآن ففي سورة البقرة تجد تتابع الآيات من 154 إلى 157
تتحدث عن الجهاد والبذل والشهداء
" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا................وأولئك هم المهتدون"

ثم بعدها مباشرة الآية 158 تتحدث عن الحج
" إن الصفا والمروة من شعائر الله ................"

ثم في نفس سورة البقرة الآية 189 تتحدث عن الحج:
" يسألونك عن الأهلة.............................."

و بعدها مباشرة الآية 190 تتحدث عن الجهاد في سبيل الله:
"و قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ..........."

ثم في نفس سورة البقرة الآية 195 تحذر من القعود عن الجهاد " وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة..................."
والإنشغال بالدنيا لإصلاح مآ كلها ومشاربها وبيوتها وفرشها.

وبعدها مباشرة الآية 196 تأمر بإتمام الحج:
وأتموا الحج والعمرة لله.................."

ثم في سورة الحج الآية 37 تتحدث عن الهوى و الأضاحي " والبدن جعلناها لكم من شعائر الله ..............."

ثم الآيتان بعدها 38؛39 تتحدثان عن الجهاد:
"إن الله يدافع عن الذين آمنوا .......................لقدير"

ثم في نفس السورة " الحج" الآية77
" .................اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم...."

و التي بعدها مباشرة 78 تعود إلى الجهاد: " وجاهدوا في الله حق جهاده......................."


كان أمير المؤمنين : هارون الرشيد يحج بالمسلمين عاما ويغزو بجيشه عاما
اللهم ارزقنا هارونا رشيدا نغزو معه ونحج
ولعل الله سبحانه وهو أعلم بمراده: أراد أن يكون الحج وعاء يحفظ فريضة الجهاد ويصونها؛ بمعنى أنه كلما تكاسل الناس عن الجهاد وقعدوا عنه وتشاغلوا بدنياهم و أنانيتهم وبخلهم وجبنهم وضعفهم جاء الحج ليذكرهم بالبذل والعطاء فيتذوقوا من خلاله حلاوة الإنفاق و يغيدهم مرة أخرى إلى حلاوة العيش ووجوب التحرر من قيد الوظيفة و الوطن والعشيرة.............. والوجاهة.

ثم إن بقاء الحج والجهاد إلى قيام الساعة يؤكد بقاء الأمة بعبادتها وجهادها؛ وأن هذا البقاء يعني بقاء دورها وقيادتها و ريادتها؛ و أن الله حفظ هذا الدين وحفظ هذه الأمة المسلمة ليس بحفظ الأوراق والكتب والمسانيد ولكن برجال يحملون الإسلام في صدورهم وقلوبهم وعقولهم فيتخلقون بأخلاقه ويتأدبون بآدبه ويذودون عن حماه ويضحون من أجله بالنفس و النفس ويحققون شروط البقاء:
" والعصر إن الإنسان لفي خسر.................."

إيمان

عمل صالح

اجتماع على الخير

صبر على المر


وابقوا معي؛

هناك 7 تعليقات:

أحــوال الهـوي يقول...

اخي الفاضل
رزقنا الله و اياك الحج لبيته و زيارك بلد نبيه سيدنا محمد (صلعم)

و كل عام و انتم بخير

اوعى تفكر يقول...

ربنا يكرمك ويخليك تحج يا استاذنا
وشكرا على الاستفاده

أكون أو لا أكون يقول...

متابعون معكم ان شاء الله...

أنفاس الصباح يقول...

استاذنا الفاضل

كل عام وحضرتك بخير

هاهى افواج الحجيج تستعد لترحل من كل فج عميق

ها هى الأفئدة تهوى حيث دعى سيدنا ابراهيم منذ ذلك الزمن والى ان يأذن الله

بالتأكيد ستكتب عن يوم عرفة

ولكن كلما ذكر الناس الحج لا أجد محفورا فى وجدانى غير هذا اليوم

هناك تركنا كل مألوف من الافعال والعادات

وعشنا لحظات تتسابق حتى يحين الغروب فنرحل كما يمر العمر بنا فنرحل عن هذه الدنيا

ويعود المكان خاليا كماكان
فلا خيام ولا زحام وحياة

اشتاق اليه كما يشتاق الينا
وانتظره كما ينتظرنا

ترى هى يكتب لى معه لقاء ؟

بحب كل الناس يقول...

استاذنا الفاضل اسأل الله عزو جل ان يجمعنا تحت ظل عرشة الكريم وان يجمعنا فى البيت الحرام.
لقد قرأت هذه الابيات وحابب ان يقرأ احبائى

(الا قل لزوار بيت الله هنيئا لكم فى الجنان وفى الخلود افيضو علينا الماء فيضا فنحن عطاش وانتم ورود)

أحمد رشاد يقول...

استاذنا الفاضل

الحمد لله الذي جعل في قلوبنا هذا الشوق لزيارة هذا المكان و الحمد لله على هذه المنحة التي تنقي القلوب و تطهر النفس

جمعني و اياك في أطهر بقاع الأرض
أمييين يا رب

د.توكل مسعود يقول...

أحوال الهوى:
اللهم آمين .. أنا وأنت بإذن الله ..
فقط أرجو أن تستبدل"صلعم" بـ صلى الله عليه وسلم .. لن تأخذ وقتاً في كتابتها..ولكنك ستأخذ أجراً ..

وكل عام وأنت بخير


اوعى تفكر:
ربنا يبارك فيك يا "اوعى تفكر "

الشكر لله ..


أكون أو لاأكون:
لنا الشرف ..



أنفاس الصباح:
أختنا الكريمة .. وأنت بكل خير وعافية.. نعم سأكتب عن يوم عرفة.. كتب الله لك الذهاب



بحب كل الناس:
اللهم آمين ..
وجزاك الله خيراً على هذه الأبيات الجميلة ..




أحمد رشاد:
أسعد برؤياك .. اللهم آمين على دعواتك الجميلة ..جزاك الله خيراً..