الخميس، مايو 05، 2011

الشفافية ...(5) عندما يكون الحق معنى






شفافية.....5



عندما يكون الحق ..... "معنى"





الحياة الدنيا علاقات؛ حقوق وواجبات: ينبنى على أدائها مكافآت ومثوبات ... ويترتب على الإخلال بها جزاءات وعقوبات، فإذا فنيت تلكم الحياة فقدت العلاقات قوتها وتمزقت أوصالها، وعاد الناس فرادى كهيأتهم عندما خلقوا أول مرة: "فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون" سورة المؤمنون 101





والحقوق دماء وأموال وأعراض: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".



لكن حقا آخر ينبنى عليه استقامة الناس فيما سبق من حقوق أو انحرافهم عنها؛ هو حق العلم، أو كما سماه القرآن: البيان؛ "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون" سورة البقرة 159، ولا نجاة من اللعن إلا بالبيان: "إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم" سورة البقرة 160



والكتمان ألوان ودرجات:



أشدها: الذى يسأل عن علم فيكتمه، وينكره، ويجيب بغيره؛ وهى صفة يهود: "يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا" سورة آل عمران 188، ثم الذى يسأل عما يعلم فيتجاهل أو يقول: لا أعلم؛ وآخرها: الذى يرى حاجة الناس إلى البيان – وإن لم يسألوا- فيذرهم فى غيهم، وينصرف إلى حاجته، وكأن الأمر لايعنيه، ولايسلم من ذلك إلا الربانيون الذين يصنعهم الله على عينه.





وقد لايتعلق البيان بالحلال والحرام والجنة والنار، وإنما يتعلق بمعنى يطمئن النفس ويسكب فيها الراحة والأمان.





عندئذ يكون الحق: "معنى"



وإلا فلم دعا النبى صلى الله عليه وسلم "عمر" يوم الحديبية ليقرأ عليه سورة الفتح؟؟!! "إنا فتحنا لك فتحا مبينا" سورة الفتح 1



لقد أدرك النبى صلى الله عليه وسلم أن الصلح أزعج عمر إزعاجا، وأن عمر رآه دنية، وهو الذى لا يرضى بالدون ؛ فلما وصف القرآن الصلح بأنه فتح: "إنا فتحنا لك فتحا مبينا" رأى النبى صلى الله عليه وسلم أن إخبار عمر بذلك يصحح له معنى الصلح فيجتمع شمله المفرق، ويطمئن قلبه المهدد، وترتاح نفسه المتعبة؛ بأبى هو وأمى صلى الله عليه وسلم، كم كان رؤوفا رحيما.





أمور كنت أنزعج بسببها أيما انزعاج:



الديموقراطية، والتنمية البشرية، والولايات المتحدة الأمريكية.



فأما الديموقراطية:



فكنت أرى أنها لعبة أكثر من كونها مبدءاً، وأنها فى حال كونها فكرة إنسانية بشرية وراءها دين ومعتقدات؛ وأن الديموقراطية تنطلق من خلفيات ثلاث: النصرانية المشوهة المحرفة، والعلمانية المادية الإباحية، والرأسمالية الاحتكارية المتسلطة؛ وأن هذا الثالوث لاشك ينفث فى جسد الديموقراطية ويحركه.



إن الديموقراطية مثلا - فى بعض آلياتها- تشترط عليك أن تختار مرشحين اثنين من قائمة واحدة، فإن لم يكن إلا واحدا قد اقتنعت به ورضيت عنه فلا بد من ثان وإن كان ملحدا أو متسلطا أو مفسدا، وإلا بطل صوتك، إنه يريد أن يقتل حريتك وإرادتك؛ فتصير فى نفس اللحظة التى تحسب فيها أنك حر, تصير عبدا؛ وإلا فسد صوتك.



أرأيت كيف يحملونك على اختيار المفسدين الذين ظللت عقودا من الزمان تحمل عليهم بكل ماتملك؛ فانهزمت أمام نفسك وأمام الناس، فرحت تختار أحدهم وأنت له كاره، وحتى يصح اختيارك لمن تحب.



هكذا كنت أفكر..



ثم فى آلية أخرى من آلياتها التى لازالت تطبق وتنفذ حتى داخل الحركة الإسلامية ذاتها عبارة: "خمسين بالمائة + واحد" ... فمثلا يحدد موعد لاجتماع مجلس شورى الشعبة؛ فإذا كان عدد الحضور فى الموعد المحدد أكثر من النصف ولو بواحد تم الاجتماع، وإلا تأجل إلى موعد لاحق، وعندها يتم الاجتماع واتخاذ القرار بأى عدد ولو كان أقل من سا بقه.



كدت أجن من مثل هذه الآلية التى أراها بلا عقل، يعنى ترفض أن تعقد اجتماعا حضره أربعة وعشرون رجلا مثلا من أصل خمسين، حرصواعلى الحضور، وربما جعلوه أولويتهم، ثم تعقد الاجتماع بعدها بثمانية عشر رجلا !! بأى عقل تفكرون !!



كان أبناء عمومتى يلتقون مرة كل شهر فى لقاء ضخم يسمى لقاء العائلة بقرية كفر مجر التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وكان اللقاء فى يوم الجمعة الثانى من كل شهر بانتظام، فاعتذرت يوما عن لقائهم لاجتماع الشورى، فأجلوا لقاءهم من أجلى، وجعلوه هذه المرة فى يوم الجمعة الثالث من الشهر، فلما ذهبت إلى الشورى ولم يكتمل نصابهم أجلوه إلى الجمعة الثالثة، فلما تعارض الموعدان آثرت لقاء أهلى حزينا، فلما كانت الشورى عقدوها بعدد أقل من سابقه بأربعة، فازداد همى وغمى وحزنى وأسفى.



كنت أرى أن حضور الشورى فرض عين، وأنه لا ينبغى التخلف عنها إلا لعذر قاهر غالب، وإلا لضرورة يترتب عليها تلف وخسارة فى مال أحدنا أو نفسه أو غيره، أما فروض الكفايات والتى تسقط عن أحدنا بأداء غيره لها كتشييع جنازة، ناهيك عن فرض آخر وقته ممدود كعيادة مريض، فضلا عن تخلف لنزهة أهل أو طلب استجمام أو ترويح عن النفس بمباح لا لغو فيه؛ كنت ولازلت أرى أن هذا كله لا يصلح أن يكون عذرا للتخلف، وانه أمر جامع قال الله عنه: "وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه" سورة النور 62 ، وأننا إذا طبقنا هذه الطريقة فلربما لا يتخلف أحد، وستعقد الشورى دائما فى موعدها وبكثافة عالية، وسنتعلم كيف نكون جادين، وكيف تنطلق آلياتنا من ديننا وفقهنا وشرعتنا !!



حدثت فى هذا بعض إخوانى أقرانا لى كانوا أو كبراء فلم أجد أذنا تصغى أو قلبا يسمع.





ثم يحدثنى أخ كريم أن اقتباس الديموقراطية كنظام للحكم جاء قياسا على اختيار عمر بن الخطاب رضى الله عنه لنظام الدواوين من بلاد الفرس!!!





قلت: إن عمر جاء به عبداً ذليلاً، وأنتم أتيتم بها سيدة عزيزة، عمر أتى به كسيرا مطأطئ الرأس وأنتم أتيتم بها مهيبة رافعة رأسها، وماأدراك أن عمر سلط عليه فقهاء المسلمين وعلماءهم فنخلوه نخلا ونقدوه نقدا فأخرجوا منه روحه الشريرة وكل ما لا يتفق مع روح الإسلام ومقاصده، وكان بالإمكان عمل ذلك وبيانه وإعلانه؛ إذ هو عبد أسير كسير لايزيد، ولكن أخى الحبيب لا يجيب، وإنما يعود بى إلى ركن الثقة .... بعد مروره على ركن الطاعة ... هكذا كانت المحاورة بيننا.





وهكذا كنت أفكر





ثم كانت التنمية البشرية:



وأذهلنى مسارعة الناس إليها دراسة وتدريسا، ومنهم بعض الإخوان أصحاب االمراكز القيادية فى الجماعة، وقد أنفقوا على دراستها المئات أو الألوف من الجنيهات، إذ هى العلم الذى لايحصل عليه إلا كبار القوم، أو هى علم أرستقراطى طبقى لا يأخذ بناصيته إلا النخبة والصفوة والذين يشكلون محور الثقافة فى مصرنا الحبيبة؛ أو هكذا يظنون.





وكنت أرى أن أخطر ما فى التنمية البشرية أنها تنافس مشروعنا الإسلامى؛ إذ كلاهما يتناول الإنسان ويرغب فى إعادة تشكيله، إن القرآن لم يتناول من هذه الحياة إلا ما يتصل بتنمية الإنسان وتطويره فكرا وخلقا وسلوكا، إذ الإنسان هو بنيان الله فى الأرض: تصلح الدنيا بصلاحه وتفسد بفساده، وماتتناول التنمية البشرية فى الإنسان سوى هذا الجانب، أو قل إنها ماتتناول فى الحياة سوى الجانب البشرى ... إنها جاءت لتنافس القرآن .....



هكذا كنت أفكر.





وربما زاد من قناعتى أن غيرى من الإخوان شاركنى من غير أن أفاتحهم أو أحادثهم بما عندى: كنا قد اعتقلنا فى العام 2007 بسجن وادى النطرون، وكان أخ لنا يحاضر الإخوان فى التنمية البشرية، مر أحد الإخوان بزنزاتنا يسأل عن بعض إخوانه فأجابه أخ آخر بأنه الآن يستمع إلى محاضرة فى "القرآن الجديد"!!!! هكذا قالها، فأعربت عن قلقى من هذا الاسم، فقال والله ماأراها إلا هكذا. سبحان الله كان هذا المعنى يراودنى فلم أجروء على التفوه به، فلما نطق به ذلك الرجل الكريم قلت فى نفسى: وجبت.





كما زاد من قناعتى أيضا أن كل موضوع إنسانى تناولته التنمية البشرية وجدت له أصولا وفروعا تناولها القرآن وعرضتها حياة النبى صلى الله عليه وسلم كأعظم مايكون التناول والعرض؛ مع الوضع فى الاعتبار أنك عندما تتناول هدايتك من القرآن والسنة وتستلهم الوحى تصير الربانية صفة لك، ويكون الله ورسوله فى خلفيات أقوالك وأفعالك، أما فى التنمية البشرية فيكون فى مخيلتك "هيرمان" و"باتلر" وغيرهم من بنى البشر الذين لادين لهم.



كنت أشعر بالتقزم عندما أستمع إلى محاضر فى التنمية البشرية يذكر أسماء علمائها وواضعيها، وهم أوروبيون وأمريكيون، لاسيما وهويذكرهم مزهوا بهم فخورا باكتشافاتهم، إذ هم الآن مشعل الهداية والمصباح الذى يبدد الظلام، وقد امحى من الأذهان الآن ومن الذاكرة أبو هريرة وابن عمر والمقداد وسعد بن معاذ.



ثمة شىء آخر: أن هذا العلم البشرى يقوم على البحث والتجريب والتحليل البشرى البحت؛ وهو مايعتمد على إمكانات البشر وتكنولوجيا البشر، وهذا كله قابل للتعديل والتطوير كسائر علوم البشر، ولايملك ناصية التعديل والتطوير سوى الذين يملكون ناصية العلوم والتكنولوجيا، ومعنى ذلك أن نظل تابعين فى التنمية البشرية لكل ما يأتينا من هناك؛ من أوروبا وأمريكا، ومقتضاه أن يخضع نمونا الفكرى والعقلى والأخلاقى والسلوكى ... أن يخضع ذلك كله لأوروبا ولأمريكا.



زاد من همى وغمى أنى رأيت أهل التنمية البشرية ينمقون الكلام فى محاضراتهم، ويتكلفون فى عرض هدايتهم، ثم هم بعد ذلك أكسل الناس عن صلاة، وأبعدهم من قيام ليل أو صيام نهار، وأقعدهم عن شغف بفقه أو ترنم بقرآن أو اتباع لسنة؛ فأدركت أنهما متنافسان لا يلتقيان وندان لا يجتمعان.



هكذا رأيت وهكذا فكرت.





وأما الولايات المتحدة الامريكية:



فلربما تخيل بعضهم أن أمريكا قد ترحب بالإخوان، وتقبل بوصولهم للحكم وترضى بحصولهم على السلطان، ذلك إذا طمأنها الإخوان على ثلاث مسائل لا زالت تشغل بال الأمريكان وتزعجهم، وهى قضية عدم الانقلاب على الديموقراطية، وقضية حقوق الأقلية المسيحية، وقضية حرية المرأة، وأن أمريكا إذا اطمأنت إلى هذه الجوانب الثلاثة فإنها لا تمانع فى وصول الإخوان إلى سدة الحكم، سيما وأن فساد الأنظمة العربية بات يسىء إلى أمريكا نفسها، وأن حرمان الشعوب العربية من حقوق الآدميين بات يهدد أوروبا نفسها؛ وذلك بتتابع موجات من الهجرات غير الشرعية من بلاد العرب المطحونين المقهورين إلى إيطاليا وفرنسا وأسبانيا وغيرها من دول أوروبا، وهو مابات يشكل خطرا على هذه الدول، وألا حل لذلك إلا انظمة ديموقراطية جديدة تعيد إلى هذه الشعوب العربية عزتها وكرامتها، وتهىء لها أسباب الحياة الكريمة، ولا مرشح لذلك على الساحة إلا الإخوان المسلمون.



كان مثل هذا الحوارات تدور فى الزنزانة التى حوتنا نحن التسعة: مدحت الحداد، ومحمد كمال، وجمال ماضى، وأيمن شمس، وحمدى سليمان، ومحمد زويل، وأشرف عبدالمحسن، وحازم صلاح، وتوكل مسعود. وكان ذلك فى سجن طرة "العامر" سنة 2004 ، بينما كانت الحوارات تدور، كانت أمعائى تتمزق، وقلبى يتفطر، وكيانى يتزلزل، حتى مرضت بسبب ذلك مرضا شديدا، وحولت إلى مستشفى القصر العينى مرات عدة، وأخذوا عينات من دمى فأرسلوها إلى معامل راقية بالقاهرة، ولا يحسبون إلا أنه قد أصابنى ذلك المرض الخبيث، لما ألم بى من هزال شديد سريع، ولما نزل بى من ضعف خارت معه قواى؛ حتى كنت أصعد درجة الزنزانة على مرحلتين، وكنت أقلب النظر فى ساعدى وساقى وأقول لنفسى أهما هما أم غيرهما!! وماذا حل بهما!! ..... وكانت كل نتائج الفحوص وتقارير المعامل والأطباء تقول إننى سليم معافى ..... وصدقوا.



إن الهم لاترصده أشعة الرنين، ولا ترقبه موجات الصوت، ولا تكتشفه ألوان الطيف ولا عدسات المجاهر والمناظير .... وإنما يرقبه رب العالمين، ويحسبه الملائكة المقربون، وتدونه أقلام الحافظين فى صحف مكرمة مرفوعة مطهرة.





حقيقة أبثها وأنا فى غاية الألم: تستطيع أن تمنعنى من الحركة؛ وأن تقيدنى بالسلاسل، وأن تمنع عنى الغذاء والماء والهواء، أو تمنعنى من ذلك، تستطيع أن تصم أذناى أوأن تفقأعيناى أوأن تقطع لسانى، بعض ذلك تستطيع أو كله، ولكنك لاتستطيع أن تمنعنى من أن أفكر كما أنى لاأستطيع ذلك، إذ الأمر هنا ليس بيدى ولابيدك، ولكنه بيد الله فابحث لنفسك ولى عن آلية وطريقة تحترم الثوابت وتقر بالمسلمات، والفكر لايعالج إلا بالفكر، وإذا كان بالإمكان قيادة الجند بأسلوب القطيع فإن الفكر لايقاد بنفس الآلية، وإنما له آليات أخرى تقوده إلى الصواب.





أرقتنى هذه الهموم كثيرا حتى منعتنى الراحة والنوم؛ سارعت إلى إخوانى القريبين منى فلم أجد عندهم جوابا أكثر من نصحهم لى بالسمع والطاعة ومتابعة الجماعة، وكنت أقول: إن قضايا الفكر والرأى لا علاقة لها بالسمع والطاعة، وإنما هى تخضع للمحاورة والتفاهم إذ هى قناعات .... فلم أر موافقا - ليس فى الرأى وإنما فى المنهج-؛ ولم أستسلم؛ حتى كدت أجن، أو أفقد عقلى؛ ليس من شئ إلا أنى لا أجد من يسمعنى، ولا أعثر على عاقل يتعامل مع فكرتى بفكرة، ومع خوفى بإشفاق، ومع جنونى بتعقل؛ حتى قال لى أحدهم يوما: كان ديكارت يقول:" أنا أشك إذا أنا موجود"، ولو كان اليوم بيننا لقال: "أنا أفكر إذا أنا منبوذ".



قلت ذات يوم لأخى القريب منى: هب أننى صاحب شبهات وأننى سىء الفهم!! أليس من حقى وأنا فرد فى الجماعة ألتزم بقانونها، وأؤدى واجباتى نحوها، وأتحمل تبعات انضوائى تحت لوائها راغبا محبا وراضيا مسرورا .... أليس من حقى أن تردوا على شبهاتى، وأن تصححوا لى مفاهيمى السقيمة!!!؟؟ قال: هذا كله من حقك؛ قلت فإنى أريد حقى؛ وأود أن ألتقى مع أى مستوى فى الجماعة يقوم اعوجاجى ويرد على شبهاتى.



اتصل بى أخى الكبير المهندس ........ ،والتقينا فى مكتب البرلمانية، وسمع منى حتى النهاية، ثم لخص ماقلت فى عبارة لازلت أحفظها: "أنت تريد أن تطمئن بالنسبة لعلاقتنا نحن الإخوان المسلمين بالثقافة الغربية ومدى تأثرنا بهذه العلاقة".



قلت: نعم. قال: أعدك بأن نلتقى مع مجموعة من الإخوان للتفاهم والتحاور حول ماذكرت ولتقول رأيك بصراحة فتسمع منهم ويسمعون منك، ثم قام فودعنى حتى الباب وانصرفت.





كان هذا فى صيف 2008 واعتقلت بعدها ببضعة أشهر، ثم أفرج عنى بعد قضاء أشهر الاعتقال، وبعد بضعة أشهر اعتقلت مرة أخرى لبضعة أشهر، ثم أفرج عنى، ثم التقيت قدرا وفى ساحة جامع القائد إبراهيم بأخى الكبير المهندس......، فسلم على وصافحنى وذكرنى بالموعد المضروب، وأنه لازال يذكره، وأنه سيفى بوعده، كان ذلك بعد عامين من اللقاء الأول، وقد مضى اليوم على هذا الوعد الجديد عام آخر.





منذ ثلاثة أعوام وهذه الأفكار تشغلنى وتؤرقنى وتمنعنى الراحة، وقد كان بالإمكان أن أستريح منها بجلسة مع أخوين كريمين أو ثلاثة فيستمعون إلى حتى أفرغ كل ماعندى ويجيبوننى بصراحة ووضوح فيقولون مثلا: هذا ليس من حقك، أو هذا صواب وهذا خطأ، أو هذا صحيح وذاك أصح، أو يقولون "لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" سورة المائدة 101



أما عدم الرد والإعراض عن الجواب فهو: إحراق لقلب كلما احترق أضاء، وتدمير لنفس كلما هدمت بنيت كأحسن ما يكون البناء





لم يكن ذلك كله لينال منى حتى أعيدت تلكم الذكريات ذات ليلة على قلبى، وكدت بعدها أنام لولا سؤال طرح نفسه:





ماذا لو مت ووقف أخى هذا على غسلى أو على قبرى ؟



ثم ماذا لو مات!! ووقفت على غسله أو .... على قبره ؟





إن الذين يكتمون البيان إنما يحرقون نفوس الناس وقلوبهم، لذا كان جزاؤهم من جنس عملهم:



إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون فى بطونهم إلا النار ...." سورة البقرة 174



"من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة"



قياس مع الفارق .... لكن علماء المسلمين يقولون: "كل آية نزلت فى غير المسلمين تجر بذيلها عصاة المسلمين" سمعتها من الأستاذ الدكتور أحمد العسال رحمه الله رحمة واسعة ... لم أسمعها من غيره







والله من وراء القصد

هناك 3 تعليقات:

alreda&alnoor يقول...

أستاذي العظيم أحبك في الله وبارك الله في علمك وقلمك وجزاك الله كل خير .
كلمات طيبة صحيحة وحقا " أما الديموقراطية فكنت أرى أنها لعبة أكثر من كونها مبدءاً " عصابة الأمم المتحدة تلعب بنا وليس لديها الا مبدأ واحد احتلال العقول والبلاد وتخريبها من أجل مصالحها ونحن نجاريها الآن لاننا ضعاف لاحول لنا ولا قوة نستغل المناخ لنعيش الى أن يأتي الجيل الذي يستأهل الدولة الاسلامية .
التنمية البشرية : علم هام جدا في ادارة الشركات وقد كنت أعمل في شركة أمريكية منذ 20 عاما وكانوا يعطونا هذه الدورات لنخرج منها أسودا علية كفاءتنا نحطم العوائق لنزيد الانتاج وترتفع كفاءة الآلات .
وقد راودني كثيرا استخدامها في دعوتنا ووجدت اخواني قد فعلوا ولكن نسوا أن بالروح نعلوا ليس بالأوراق والقرآن أولى بذلك ( فالمصحف كتاب وأوراق لايتحقق الا بأرواح وقلوب تحمله ) وطبعا لا أقصد الكلمات أستغفر الله ولكن الأوراق التي من صنع البشر

غير معرف يقول...

وقف المسلمون عن الاستنباط منذ امد بعيد فى كل المجالات حتى الشريعة لم تسلم من هذا فلم ياتى المسلمون فيها بجديد اللهم إالا بعض الفقهاء الافذاذ الذين واكبوا العصر ...ولم يجددوا فى علم من العلوم وبالتالى كان الذين جددوا لم يراعوا ضوابط الشريعة لانهم غير مسلمين ...ففى علوم السياسة جاءت الديمقراطية والديكتاتورية وبعض المصطلحات الجديدة ..وليس هذا عجيب .العجيب هو رفض كل ماجاء بهم الغرب جملة واحده ...
مثل رفضهم لعلم التنمية البشرية الذى يعالج جانب النجاح المادى فقط للنهوض بماديات الحياة دون بحث عن روحانية الحياة ...فليضف اليه اذا اهل الحضارة الاسلامية صبغتهم الروحيه وجانبها الصوفى المعتدل ..
بل الافضل هو موائمة م
اجاء من الغرب باعتبارهم اهل التجديد فى كل العلوم من هندسة وطب وعلوم اجتماعية وفلسفية وسياسة ...مع شريعتنا ...

والافضل من هذا ان يجتهد المسلمون ويرجعوا الى حضارتهم وتخرج التجديدات العلمية من الاصل موافقه للشريعة ونافعة للانسانية فى تقدمها الزمنى ...

د.توكل مسعود يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
وبعد

الرضا والنور
غفر الله لى ولك
لازال الامر موضع بحث إنما أعبر عن رؤيتى ولا بأس بالتمحيص

معاذ عبيد

لا أحب أن أعمل بطريقة "ابنى على كتفى وأدور عليه"

أو بطريقة "ودنك منين يا جحا"


دمتم جميعا بخير