الخميس، فبراير 04، 2010

لماذ القرآن !!!؟؟الأميون

لماذا القرآن...!!؟

.


الأميون

.

.

لم يكن للعرب قبل القرآن كتاب, فكانوا أمة أمية... وإن كان فيهم من يعرف القراءة ويحسن الكتابه؛ فلم تكن أميتهم جهلا بالقراءة والكتابة مطلقا وإنما كانت جهلا بقراءة مخصوصة وكتابة مخصوصة: إلا وهى الجهل بقراءة الوحى الإلهى وكتابته أو قل إن شئت: إنها الجهل بطرائق الهداية الربانية وسبل الرشاد النبوية.
.

.
كان رسل كسرى وقيصر يحملون رسائل ملوكهم الى العرب، وكانت قريش تكتب إليهم فيحمل سفراؤها كتبها إليهم، وكان ورقة بن نوفل يكتب التوراة والإنجيل بالعربية من العبرانية، وكان للنبى صلى الله عليه وسلم كتاب يكتبون ما أوحاه الله إليه من القرآن؛ بلغ عددهم أربعين كاتبا، ولولا أنهم كان فيهم قارئون وكاتبون ما نهاهم النبى صلى الله عليه وسلم عن كتابة شئ غير القرآن فقال:
" لا تكتبوا عنى شيئا غير القرآن ومن كتب شيئا غير القرآن فليمحه" رواه مسلم.
.
نعم؛ كان فيهم قارئون وكاتبون... فلما وصفهم القرآن بالأميين لم يستثن منهم أحدا، ولم يقل القارئون والكاتبون فى ذلك الزمان البعيد أننا بريئون من هذا الوصف خارجون عن تلك السمة.
.

.
حدد القرآن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم:
.
" هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين " الجمعة 2
.
فوصفهم جميعا بالأميين؛ وهى انقطاعهم عن كتاب يهتدون به وخلوهم من رسول يقتدون به ثم ذكر المنة العظمى والنعمة الكبرى فلم تكن هى تعليمهم القراءة والكتابة، وما كان ذلك فى إمكانه صلى الله عليه وسلم وإن كانت هى إحدى وسائل الهداية التى لا يستغنى عنها، وإنما كانت المنة هى تلاوة الآيات على أسماعهم، وكانت النعمة هى تزكية قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وتعليمهم ما فى هذا الكتاب من واجبات مفروضة وفطرة مرغوبة وسنة محبوبة.
.

.
كان اليهود والنصارى أهل كتاب؛ يقرءون التوراة والإنجيل فيحرفونهما، ويكتبونهما فيبدلون ويغيرون، وكانوا يستحلون أموال العرب الأميين ويعتبرون خيانتهم قربة وخداعهم دينا :
.
" ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا فى الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون" ال عمران 75
.
لم يكونوا يعنون أبدا بالأميين الذين يجهلون القراءة والكتابة ولم يعرف أنهم عقدوا امتحانات وأجروا اختبارات ليضعوا هؤلاء الأميين الذين يجهلون القراءة والكتابة فى خانة مهضومى الحقوق الذين يحل أكل أموالهم ونهب ثرواتهم والكذب عليهم والتغرير بهم، إنما قصدوا بذلك كل العرب الذين لا رسالة لديهم يهتدون بها ولا كتاب يرجعون إليه فكانوا هم الأميين بحق...
.

.
وكان من أهل الكتاب طائفة من الأحبار والرهبان قد علموا التوراة والإنجيل وفهموا مرامى الكتابين وأهدافهما وما فيهما من خير وحق وهداية ورشاد مما لا يوافق نواياهم الخبيثة وطواياهم الماكرة فانطلقوا يحرفون ويبدلون ويغيرون
"أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون...." البقرة75
" فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ..." البقرة79

.

وكانت هناك طائفة أخرى من أهل الكتاب لا تحفل بكتابها ولا يعنيها ما يصنع هؤلاء المزورون فعاشوا مهمشين يكتفون بما يلقيه إليهم أحبارهم ورهبانهم من تعليمات وما يأمرونهم به من طقوس من غير أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتدقيق والمراجعة، وهؤلاء ذكرهم القرآن ونعى عليهم موقفهم السلبى:
.
"ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى وإن هم إلا يظنون" البقرة 78
.
فانظر كيف وصفهم بأنهم "أميون"؟؟!! ثم فسرها بقوله: "لا يعلمون الكتاب" فلربما قرأوا ودرسوا وفهموا وكتبوا علوما أخرى أو جهلوا ذلك كله ليس هذا موضوعهم، وإنما موضوعهم أنهم جهلوا الكتاب فأداروا له ظهورهم وصرفوا عنه همومهم واكتفوا بما ألقاه إليهم أحبارهم ورهبانهم من تعليمات أملاها عليهم الهوى وطقوس حملهم عليها شهوات نفوسهم واستعباد رؤسائهم واتخاذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله، فكانت الأمية الحقيقية هى الجهل بالكتاب وترك تعلمه وعدم الوقوف عند نصوصه وحروفه – وكم من المسلمين اليوم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى وإن زينوا بآياته جدران بيوتهم وحوائط مساجدهم وربما حلىَ نسائهم.
.
أرسل الله رسوله إلى الناس كافة؛ عربهم وعجمهم وأحمرهم وأسودهم، من كان عنده كتاب وسبق أن بعث فيهم نبى أو حرموا ذلك... وأمره بأن يدعوا الفريقين للإسلام فقال:
.
"وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين ءأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ" آل عمران20

.
ففريق عنده كتاب سابق وجب عليه طى كتابه واتباع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مصدقا لما عنده، وفريق ليس عنده كتاب سابق وجب عليه أيضا أن يتبع هذا الهدى... ولا ثالث لهذين الفريقين- والذين أوتوا الكتاب هم اليهود والنصارى، والأميون هم كل من عداهم ممن لا يهتدى بكتاب ولا يقتدى برسول.
.
نعم: وصف القرآن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه:
.
" الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل" الأعراف 157
وقال:
"فأمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته" الأعراف 158
.
ذلك أن الأنبياء الذين تتابعوا على بنى إسرائيل كانوا يهتدون بالتوراة ويقتدون بموسى، وليس كذلك النبى محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لم يسبق له قراءة أحد الكتابين أو كليهما فتلك أميته صلى الله عليه وسلم وسر معجزته ودلاله نبوته.... وإلا فمن أين له كتاب يصدق ما فى الكتابين!!
.
وأيضا قال صلى الله عليه وسلم: "إنى أرسلت إلى أمة أميه لم تقرأ كتابا" وهو لا يزال يدور حول المعنى ذاته، فالمقصود أنها لم تقرأ كتابا سماويا ولم تتعرف على وحى إلهى، ذلك أن كلمة "الكتاب" عند العرب لم تكن تعنى إلا هذا الكتاب..... لذلك سمى القرآن هؤلاء الذين حازوا هذا الفضل ونالوا ذلك الشرف سماهم "الذين أوتوا الكتاب" وسماهم "أهل الكتاب" وسماهم "الذين أوتوا العلم"، فلم يكن عند العرب كتاب فى الطب أو فى القانون ولم يكن عندهم مرجع فى الفلك أو قراطيس تذكر المنطق والفلسفة.
.
وأيضا قال صلى الله عليه وسلم: "نحن أمة أمية لا نحسب" وهى أمية خاصة تتعلق بعدم معرفة الحساب فى ذلك الوقت... والتى انتفت بعد ذلك عن الأمة فنزلت آيات المواريث تذكر النصف والربع والثمن والسدس والثلث والثلثين وما تفرع عن هذا العلم من عول ورد وتصحيح......, وكل من جهل علما فهو أمى بالنسبة لهذا العلم وأن برع فى غيره. فعالم بالطب أمى فى علوم النجوم، وعالم بالفقه أمى فى علوم البحار، وعالم فى الكائنات أمى فى الرياضيات.
.
ذلك أن الأمى منسوب الى الأم؛ بمعنى أنه على حاله التى خرج عليها من بطن أمه إذ يخرج لا علم عنده فإذا استفاد العلوم وتقلب فى مدارج الفنون زالت عنه الأمية فى كل علم تعلمه وفى كل فن ارتقى فى مدارجه وظل أميا فى كل فن جهله وفى كل علم غابت عنه معالمه فإذا عرف ربه فشكر له فى النعماء، وصبر له فى الضراء، وعبده فلم يشرك به شيئا، وأحسن إلى خلقه، فقد زالت عنه الأمية إذ تلك هى غاية كل العلوم.... وإن لم يكن كذلك بقى أميا وإن طال عمره وكثر ماله وولده.
.

" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون" النحل78

.

.

هناك 9 تعليقات:

أمل حمدي يقول...

" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون" النحل78..



ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون
صدق الله العظيم


تقديري للتدوينة الطيبة

دمت بحفظ الله

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

موضوع قيم دسم
جزاك الله عنا كل الخير

كلمة حق يقول...

إقتباس :

(( وقال: "فأمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته" الأعراف 158
.
ذلك أن الأنبياء الذين تتابعوا على بنى إسرائيل كانوا يهتدون بالتوراة ويقتدون بموسى، وليس كذلك النبى محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لم يسبق له قراءة أحد الكتابين أو كليهما فتلك أميته صلى الله عليه وسلم وسر معجزته ودلاله نبوته.... وإلا فمن أين له كتاب يصدق ما فى الكتابين!! ))


حقًا .. سبحان الله !!

نسألُ الله أن يُعلّمنا من القرآن ما جهِلنا ..وأن يرزقنا الاقتداء بخير البرية .. " صلى الله عليه وسلّم "

جزاكَ الله خيرًا د\ توكل ..

أحمد الخير يقول...

كلمة الأمية في القرآن الكريم من الكلمات التي أسيئ فهمها عند كثير من المسلمين ، فهي عندهم بمعنى جهالة القراءة والكتابة ، ولذا فإنها تستحق البحث فيها وبيان حقيقتها ، فجزاكم الله خيرا أستاذنا الحبيب على هذا الإيضاح !

وقد ذكر الأستاذ الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه (دلالة الألفاظ) ما نصه :

أمية العرب
تذكر المعاجم القديمة لكلمة الأميّ معنيين، أحدهما هو المألوف الشائع بيننا الآن ، والآخر معنى غريب غير مستساغ هو على حد تعبيرهم : العيي الجافي الجلف القليل الكلام !
.......
.......
ومهما يكن من أصل هذه الكلمة ، فالذي يبدو من استعمالها القرآني أنها وصف لا يراد به الحطّ من شأن الموصوف ، أو الانتقاص من قدره ، بل يوصف به من ليس من أهل الكتاب ، سواء كان يقرأ ويكتب ، أو ممن لا يقرءون ولا يكتبون . ففي قوله تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) وقوله: (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي) يدعو سبحانه أهل الكتاب من بني إسرائيل أن يؤمنوا بذلك الرسول الذي ليس منهم ، والذي ورد ذكره في كتبهم .
وقد اقتضت حكمته أن يكون محمد من غير أهل الكتاب ، خلافا لما جَرَتْ به السوابقُ من اختصاص أهل الكتب المقدسة بالرسل والأنبياء ، فجميع أنبياء بني إسرائيل من بينهم ، وممن نشئوا في ظل الكتب المقدسة التي أنزلت من قبل ، فأصبح القوم وقد خُيِّل إليهم أن الرسول الحق لا يكون إلا منهم ، كأنما كانت النبوة أمر وراثةٍ فيهم .
ويتضح هذا المعنى حين نستعرض الآيات القرآنية الأربعة التي ورد فيها كلمة "الأميين" ، فليس من بينها ما يشتمّ منه لأول وهلة أن المراد بالأميين الذين يجهلون القراءة والكتابة ، سوى قوله تعالى: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني) غير أن مثل هذا الفهم يجب أن يستبعد حين ينظر إلى الآية في ضوء الآيات التي سبقتها ، وفي ضوء استعمال الكلمة في الآيات الثلاث الأخرى .
وقد ذهب إلى مثل هذا التفسير بعض علماء الإسلام أمثال قتادة وابن زيد ، فقد روى عنه الطبري في تفسيره ما يشبه هذا الذي قررناه هنا من أن العرب أمة أمية ، أي أنهم ليس لهم كتاب سماوي يقرءونه ويدينون به .
وجاء في دائرة المعارف الإسلامية ما نصه : ومن المحتمل أن كلمة أمي أو أميين وضعها أهل الكتاب ، وربما كان واضعوها هم اليهود ، للدلالة على الوثنيين .... .
ومما يؤيد هذا الرأي أن لهذه الكلمة مقابلا في العبرية وآخر في الآرامية وكلاهما لا يدل على الأمة في حال الجهالة . انتهى .

أما مسألة علم النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة والكتابة فمسألة خلافية ، غير أن ما يعنينا هنا بيان دلالة لفظ "الأمي" في القرآن الكريم .

أشرف العدل يقول...

اضيف يا دكتور الى اجندة الامية "امية معرفة النفس التى بين جنبينا "ويا لها من امية تورد موارد التهلكة فربما يحياعفوا( يعيش ) كثير من الناس قرابة السبعين او الثمانين ولا يعرف عن نفسه الكثير .
لا ماذا يتقن ولا ماذا يحتاج لينهض.للاسف لا يوجد حقيقة كثيرون يهتمون بمحو هذه الاميةاتمنى انينتبه اليها المربون .

ماجد العياطي يقول...

السلام عليكم اخي د.توكل

والله كلام جميل جدا ومعلومات ممتازه

ودعني اقول..

ان للاسف هذه الاميه عادت من جديد وحلها الطبيعي هي الرجوع الى العلم ولكن الانظمة والتعليم حررم علينا العلم

واحمد الله الذي جعلني (اتكعبل) في مدونتك

وسأضيفها ان شاء الله عندي في مدونتي عسى ان يستفيد الناس وان اشترك معك في ثواب تعليم الناس

وفقكم الله

Beram ElMasry يقول...

اخي دكتور توكل حبا وكرامة محوت المقدمة كما وعدتك
مع العلم انني لم اوجه مباشرة اي اتهام وماقمت به ماهو الا ردة فعل غاضبة علي هذا النوع من الرسائل المفتوحة التي لا تليق بام مصرية عملا "ومن راي منكم منكرا"
لك تحياتى وسلام ولا سلام مع الصهاينة

غير معرف يقول...

الاستاذ الكريم : احمد الخير تعليقاتكم اكثر من رائعه.

د.توكل مسعود يقول...

الإخوة الأحبة الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد فشكرا لزياراتكم وتعليقاكم الكريمة نفعنا الله جميعا بما نقرأ وبما نكتب....



أمل حمدى
"أحسب لناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون" سورة العنكبوت


ياسر عمر عبدالفتاح
وجزاكم الله خيرا


كلمة حق
وجزاك الله خيرا يابنت أختى


أحمد الخير
لايتوقع منك إلا الخير... ولك من اسمك نصيب كبير إن شاء الله


أشرف العدل
هيا نعمل جميعا لمحو أميتنا


ماجد العياطى
مرحبا بك زائرا وضيفا.... نفع الله بك وكل كعبلة وأنت طيب


بيرم المصرى
جعلنا الله وإياك من الرجاعين إلى الحق الحريصين على الخير


غير معرف
لقد عودنا الأستاذ احمد الخير على هذا الخير