الاثنين، يناير 18، 2010

الدكتور نظمي يونس

.
الدكتور نظمي يونس
.
.
مهداة إلى الأطباءبمناسبة التخرج
.
.
.
كنت أقرأ كثيراً عن الاخلاص وأسمع أيضاً عنه ولكن لم يتركز في ذهني ولم أستوعبه الا من الدكتور نظمي يونس أستاذ الجراحة العامة في كلية الطب جامعة الاسكندرية ، لم يكن ذلك في مسجد ولا في قاعة محاضرات ، وانما كان في حجرة من حجرات المستشفى الأميري (مستشفى جامعة الأسكندرية ).
.
الأستاذ الدكتور نظمى يونس لم يكن عنده عيادة خاصة فقد كان يعتبر ذلك نوعا من السرقة الخفية أوعلى حد تعبيره باللغة الانجليزية
.
Potential thieving
.
كان متوسط الحال يركب سيارة قديمة نصر 128 يبدو عليها الإرهاق بينما يركب تلامذته السيارات الفارهة من المرسيدس والفولفو . وفى صيف سنة 1978 رفع أساتذة كلية الطب أجرة الكشف بالعيادات الخاصة بمنطقة محطة الرمل من خمس إلى عشرة جنيهات.
.
المرضى الذين يعالجون في المستشفى الجامعي بالأقسام المجانية هم أشد المرضى بؤساًً وفقراً وهم أصحاب الفضل على الأطباء في مصر جميعاً إذ لولاهم ما تعلم طبيب .
.
في إحدى الراوندات كان الأستاذ الدكتور نظمي يونس يشرح لنا كيف نفحص الكبد وكيف نحدد حجمه وتكوينه وطبيعة سطحه، كل ذلك باليد اليمنى بالفحص الظاهري لمنطقة أعلى البطن والمنطقة التي تلي القفص الصدري.
كان المريض المسكين الذي أتوا به من غرفته قد بدا عليه التعب والإرهاق فهو يعاني من مرض خبيث بالكبد، تجمعنا حول سرير المريض فيما يشبه الدائرة وتقدم الاستاذ الدكتور نظمي يونس ليكشف الغطاء عن المريض، وما أن وضع يده اليمنى على بطنه حتى بدا على وجه الرجل علامات الارتياح ورفع كلتا يديه على يد د/ نظمي يونس وكأنه يرحب بذلك ويحب أن تستمر يده في هذا الموضع، وكنا نرقب الموقف .
.
رفع نظمي يونس بصره إلينا وقال: شايفين يا ولاد .
قلنا: نعم .
قال: شايفين إيه ؟
قلنا: المريض ارتاح لما حضرتك وضعت ايدك على بطنه .
قال: أتعرفون لماذا...؟
قلنا: لا .
قال: لأنني وضعتها بإخلاص .
قلنا: مش فاهمين يعني إيه إخلاص ؟!!
قال: أنا وضعت يدي على بطن المريض وليس في ذهني شغل، ولا في عقلي فكر، ولا في قلبي رجاء إلا أن يكتب الله له الشفاء؛ أنا لا أعرفه حتى أجامله، وهو لا يعرفني ولا يعرف اسمي، ولن يتحدث عني، ولم آخذ منه عشرة ولا خمسة .
.
ثم دمعت عينا نظمي يونس؛ فأدمع عيوننا وسادت لحظة صمت أو قل أنها السكينة في محراب الطب والخشوع في صومعة الصدق .
ثم قطع الصمت بنبرة حزينة وقال: الطب جميل يا ولاد ولكن أفسدوه ولاد ال.....
فقلت: من هم ولاد ال..........
قال: اللى بيكشفوا بعشرة جنيه .
.
.
رحم الله نظمي يونس رحمة واسعة
كان عابداً في ممارسة الطب أفضل
من كثير من العابدين في محاريب
المساجد وعلى منابر الجوامع .
.
.

هناك 17 تعليقًا:

المجاهد الصغير يقول...

السلام عليكم
رحمه الله عليه
اللهم ارزقنا الاخلاص
جزاكم الله خيرا

Beram ElMasry يقول...

حبيبي واخي د. توكل.... ادام الله علينا هذا الود وادام عليك القدرة علي السعي في الحق... امدكم الله بالقوة والصبر ولاداعي لللاعتذار فالود والمحبة والاجلال لك في قلبي

لك السلام ولا سلام مع الصهاينة

ستيتة يقول...

اخي د. توكل
انا اللي بعتذر عن عدم التعليق الدائم على كل كلمة تكتبها
مع اني قارئة ومتابعة دائمة لما تكتبه
وذلك لأني المستفيدة من روعة الكلمات وليس الكاتب
ارجو ان تلتمس لي العذر في الإنشغال الدائم

ورحم الله استاذك
ورحم الله استاذي دكتور محي الدين وبارك لي في عمر استاذي دكتور محمد زويل
فهما نسخة طبق الأصل من دكتور نظمي يونس
رحم الله كل من علمنا الأخلاق قبل العلم
تحياتي

أمل حمدي يقول...

رحم الله الطبيب نظمي يونس

وجزاك الله خير الجزاء لوفائك له ولذكراه الطيبة

وألف مبروك للأطباء المتخرجين

جعلهم الله من أمثال هذا القدوة

دمت بحفظ الله أخي الفاضل

أحمد سعيد بسيوني يقول...

بسم الله

وهذا هو الزاد الحقيقي

ذكرى حسنة في قلوب طلابه ومحبيه ومرضاه

ودعوة صادقة من كل من سمع عنه أو شفاه الله على يديه

جزاكم الله خيرا دكتورنا الفاضل على هذه النصيحة الغالية ، والتى قد تكون الأغلى من أول ما دخلنا الكلية

إن شاء الله لنا لقاء عن قريب لما ننزل اسكندرية عشان نشم نفسنا بعد فترة امتحانات طويلة قطعت الأنفاس تماما

دمتم بخير وسعادة

عمر يقول...

لكم أسعدتني هديتكم هذه - ولو إني عرفتها من أراض صديقة - ولكم يشرفني أن تذكرني في مدونتكم القيمة هذه وفي موضوعكم هذا خاصة

بصدق قصة د نظمي يونس هذه يجب أن يقرأها ويتعلم منها كل خريجي الطب فما نحن إلا وسيلة وأداة للشفاء الذي يأتي من الله سبحانه وحده

جزاكم الله خيرا على هذا المعنى الطيب أسأل الله أن ينفعنا به ، وسلامي لمعاذ وأنس وللجميع .

بس .. بسم الله ما شاء الله حضرتك جمعت أسماء عصابة خريجي دفعتنا ازاي ؟؟؟

أشكركم مرة أخرى على هذا الإهداء وأبارك لجميع إخواني تخرجهم

د/عرفه يقول...

جزاكم الله خيرا يا دكتور


والله حضرتك لا تتصور مدى سعادتى بالاهداء الجميل ده ليا
انا واصحابى


رغم انى لسه عندى امتحان بكرة (آخر يوم)

بس لفت نظرى العنوان

وقلت لازم أدخل أشكر الدكتور



فعلا الإحساس بالاخلاص لا يشعر به سوى المريض نفسه
وكما يقولون دائما ما يصدر من القلب يصل إلى القلب دائما


حياك الله يا دكتور
إنى أحبك فى الله حقا

فليعد للدين مجده يقول...

كم تكون عظمة هؤلاء الرجال المخلصين؟

فهم الوعاء الذي يحوي قيم المجتمع السامية ويسلمها خالصة نقية الي اتباعهم
سنجدهم حتما في كل جيل لأن هذا هو وعد السماء بحفظ الدين

جلال كمال الجربانى يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
د/عرفه يقول...

انا اللى عندى لك


اهداء يا دكتور المرة دى
ههههههههههه


http://advsarab.blogspot.com/2010/01/blog-post_23.html



تحياتى
ويارب دايما تمتعنا بمواضيعك الجميلة

-_- يقول...

الله يرحمه
مثال للانسان المحترم قبل ان يكون طبيبا محترم

جمعاوى يقول...

أنا دخلت هنا بس يا دكتور علشان أقول لحضرتك إنى أحبك فى الله

و إن حضرتك
واحشنى جدا

لجين أبو الدهب يقول...

الله يرحمه ويحسن اليه ..

بالفعل مثال فى الاخلاص

بارك الله فيكم لسرد هذه الواقعة فهى للاطباء ولغير الاطباء تذكرة

جزاكم الله خير ..

محبة الرحمن يقول...

اللهم اهدينا وارقنا الاخلاص

بوست رائع جزاكم الله خيرا

و لا حرمنا الله من بديع اعمالكم

بحب كل الناس يقول...

السلام عليكم ورحمة الله

رحمه الله رحمه واسعة

وما اجمل ان تتعامل مع الناس من اجل الفوز بحب الله عز وجل

ياريت تكون بلادنا بها الكثير مثل الدكتور نظمى يونس
وحقيقى لوعندنا فى كل تخصص شخصيه مثلة كان التقدم طريقنا ..

تحياتى لحضرتك واعتذر عن عدم المتابعة المستمرة لمدونة حضرتك

تحياتى لحضرتك

د.توكل مسعود يقول...

المجاهد الصغير

وعليك السلام ورحمة الله
شكرا على زيارتك وتعليقك


بيرم المصرى

أدام الله علينا نعمة الحب وجعلها خالصة لوجهه وجمعنا دائما على لخير


ستيتة حسب الله الحمش

أشكر لك تواضعك وحرصك على الخير ومن يتحر الخير يجده


أمل حمدى

شكرا لزيارتك
وعقبال أولادك وأحفادك


أحمد سعيد بسيونى

نشرف بك فى الإسكندرية


عمر

سلم على الوالد والدة والأختين الكريمتين أروى وأسماء


دعرفة جزاك الله خيرا وشكرا على الإهداء الكريم


فليعد للدين مجده

ماكتبت هذه القصة إلا لأذكر نفسى أولا
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.


SHARM

شكرا لزيارتك

جمعاوى

أحبك الله وجمعنا بك على خير


لجين أبو الدهب

شكرا لزيارتك وتعليقك


محبة الرحمن

دمتم طيبين


بحب كل الناس

شرفتنا
لاتحرمنى من دوام زياراتك..

أحمد الخير يقول...

1- يعجز اللسان عن إيفاء مثل هذا الطبيب المخلص حقه !! فلا أملك إلا أن أدعو له بالرحمة والمغفرة .

2- ولعل من أسباب تقدم الأمم والشعوب أن يكون أفرادها على حب لما يعملون ، ينتج عنه إخلاص لعملهم وتفانٍ في سبيله .. وأبناء أمتنا في زماننا - إلا من رحم الله - قد كرهوا أعمالهم ، ومن لم يكرهها فهو يؤديها بلا روح وبلا إخلاص ، بل سعيا وراء المال أو الشهرة ، أو فرارا من العقاب ! وما بهذا نتقدم !!

3- طلبت إلى رئاسة القسم بالكلية ذات مرة أن يسمحوا لنا نحن المعيدين بالتدريس في مادة التدريبات اللغوية ، وكنت أظن أن طلبي هذا سيسعد زملائي المعيدين ، غير أني فوجئت وقتها بنظراتهم الغاضبة اللائمة ! إذ يريد بعضهم أن يستريح في منزله ولا يرى الكلية إلا وقت تقاضي الراتب ، ويريد بعضهم الآخر أن يتفرغ لرسالته وبحثه ولا يشغل نفسه بهموم غيره !
ووافق القسم على طلبي ، وأشركونا مع الأساتذة في التدريس .
ثم بلغني بعد حين أن بعض المعيدات يَدْعِينَ عليّ بسبب طلبي السابق !!
فعجبتُ كثيرا من أمرهم جميعا ، وهم يعلمون أن هذه المادة (التدريبات) في حاجة إلى مدرس يستطيع التفاعل من الطلاب وإشراكهم معه والنزول بينهم والأخذ بأيديهم برفق وصبر ، والأستاذ غالبا ما يرفض مثل هذا الأسلوب بزعم أنه يخلّ بمكانته .... فما بقي ليقوم بهذا إلا المعيد ! هذا إذا كنا نحرص حقا على مستقبل الطلاب ونسعى إلى النهوض بمستواهم ، وإلا كنا ممن يعيب الزمان والواقع وهو صانعه .
نزلت إلى الطلاب وتقربت إليهم وما ترددت لحظة في خدمة أحدهم حتى صرت لكثير منهم كالأخ الكبير ، وأحبني كثير منهم ، بل طلب بعضهم أن أكون بديل الأستاذ دائما ... ولله الحمد ! فأدركتُ إصابتي فيما قلت ... وأدركتُ كم هي حاجة هؤلاء الطلاب "الغلابة" إلى من يحنو عليهم ويخلص لهم .

4- وأحسب أن الدكتور نظمي يونس رحمه الله لم يسلم من انتقاد بعض الأطباء على ما يفعل ، كما انتقدني بعض زملائي أيضا ... لنُوقِن أنه لا يُرضِي جميعَ الناس إلا منافقٌ ، وأن على الإنسان أن يستمسك بالحق ولو لامه أهل الدنيا جميعا !