الثلاثاء، يناير 05، 2010

الهجرة النبوية .(4) صدق الهجرة وسرف المهاجر

صدق الهجرة 000000وشرف المهاجر

.

.

.

الهجرة أعظم عمل عمله المسلمون ....بعدما أسلموا ......ذلك أن الإسلام دين الله ووحيه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، لا دخل للبشر فيه، كان الوحي يتنزل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دون استئذان ولا سابق إنذار، فتارة يأتيه وهو في فراشه، وأخرى يأتيه وهو راكب ناقته فتبرك به من ثقله ... ومرة وهو جالس يحادث أصحابه... وأخرى وهو– صلى الله عليه وسلم- متوسد فخذ عائشة رضي الله عنها ...... أما الهجرة فهي فكرته وخطته وفعله... وإن كان الوحي قد أقره عليها.

.

الإسلام دين ودولة... لا يتم أحدهما إلا بالآخر... الدين جاء وحيا.. والدولة جاءت جهدا وعرقا..... أنشأتها الهجرة وأقامها النبي– صلى الله عليه وسلم- في المدينة.

.

.

ومن هنا كانت الهجرة أعظم عمل عمله المسلمون .... بعد الإسلام

.

.

لم تكن الهجرة هربا بالأموال ولا فرارا بالأرواح والأبدان، فقد تركوا أموالهم وديارهم بشهادة القرآن: "أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله" الحشر 8.

.

.

وإنما كانت فرارا بالدين .. ثم التضحية بما عداه.

.

.


لم تكن الهجرة نهاية للمتاعب والآلام ، إنما كانت بداية مرحلة جديدة من البذل والمعاناة... فقد تبعتها سرايا وغزوات... فحمل الجرحى.... وسقط الشهداء في بدر... وأحد... والخندق.... وغيرها ، وروعت المدينة عدة مرات حتى أتى أحدهم النبي– صلى الله عليه وسلم– فقال: "يا رسول الله؛ أبد الدهر نحن خائفون، نمسي ونصبح في الحديد"..... فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " لن تلبثوا إلا يسيرا حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبيا ليس عليه حديدة".
.


لم تكن الهجرة حركة فرد أو اثنين.... أو حركة مجموعة من البشر قريبة منه– صلى الله عليه وسلم- أنشأت حكومة ظل أو.... حكومة في المنفى عاشت خارج بلادها ثم عادت "الحكومة" على متون الطائرات لتتسلم حكما..... وتحكم بلدا... ثم تتبلد بعدما تتلبد على الكراسي !!!!
.
إنما كانت الهجرة حركة أمة بأكملها رجالا و نساء وأطفالا...... شيبا وشبانا، كان آخرهم هجرة هو النبي– صلى الله عليه وسلم– لم يبق بعده في مكة سوى المستضعفين الذين اعتقلهم السادة فشدوا وثاقهم وماكان بالنبي– صلى الله عليه وسلم- من طاقة لاستنقاذهم.
.

أدرك المسلمون "شرف الهجرة" من أول يوم وسمى القرآن المهاجرين "الصادقين" وذلك فى قوله تعالى:


"للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون"..... ثم أمرنا ألا نتخلف عنهم وأن نبذل الجهد لنلحق بركبهم فقال:

.


" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " سورة التوبة 119

.

.

لعلك الآن تقول:

شرف فاتني..... وفضل لا أدركه .... ومرتبة لا أرتقيها ...
وأنا أقول لك:

أنت مخطئ

.

.

تستطيع أن تلحق بركب المهاجرين... وأن تنال شرف الهجرة..... وأن تحصل على لقب مهاجر.
قال النبي– صلى الله عليه وسلم–:

.
" المهاجر من هجر ما نهى الله عنه" رواه البخارى

.
اهجر ما نهى الله عنه................... تكتب عند الله مهاجر
ابتعد عما يغضب الله ................... تحظ بشرف الهجرة
اهجر أصدقاء السوء...... و أصحاب السوء..... وأماكن السوء
اهجر السيجارة..... والشيشة........ والنارجيلة.......
اهجر السهر في لهو الحديث ولغو الكلام.....
اهجر النظرة الحرام... والرشوة...والكذب... والغيبة... والنميمة... والسخرية... والهزء... ودع كل مالا يعنيك.
اهجر ما نهى الله عنه ....واصنع مثلما صنع حبيبك– صلى الله عليه وسلم- :


لا تهاجر وحدك... اتخذ لك صاحبا إن ذكرت أعانك وإن نسيت ذكرك .

.

"المرء على دين خليله..... فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أحمد .

.

لا تحسبن وأنت تهاجر أنك سترتاح ..... ستتعب وتبذل و لكنك ستسعد وتفرح.... وتكتشف رجولتك وقدراتك وكرامتك.... ستعيش متعبا ولكن ستعيش عظيما.

.

.

والراحة للرجال غفلة.

.

.

سيقف لك الشيطان بالمرصاد..... وسيقاتلك أهل المعاصي ومحبوا الحرام وراغبوا الرذيلة..... قاتلهم وإياك أن تفر.... قاتلهم وإياك والهرب.
.
سينصرك الله .... وستقيم دولة للإسلام في قلبك... ثم تقام بعدها على أرضك... أو تكون الأخرى.... "فتلقى الله شهيدا" ....يابختك
.
ومن عاش فى سبيل الله مات فى سبيل الله.

.

ستكتب عند الله ((مهاجر)) وتحشر يوم القيامة مع المهاجرين الصادقين.... ويقولون من هذا الذي جاء بعدنا بألف وأربعمائة عام ثم هو اليوم معنا ....؟!!!! فتقول ساعتها: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم".
.

لقد أشار القرآن مرتين في موضعين مختلفين إلى فئة من المؤمنين تأتي بعد المهاجرين ........ فتلحق بهم ...... فلا تضيع فرصتك.

.

الأولى في سورة الأنفال:


"والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم....." الأنفال 75


والثانية في سورة الحشر:


"والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ......" الحشر 10

.

ارجع إليهما عند المفسرين وانظر ماذا قالوا ...... ثم تدبرهما طويلا ...... طويلا...... طويلا....
.
وأخبرني فإني مشتاق لسماعك

.

.

وملهوف لرؤيتك ........أيها المهاجر

هناك 9 تعليقات:

أمل حمدي يقول...

(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)

اللهم أمين

اللهم أعنا على أنفسنا وقنا عذاب النار

اللهم أمين

تدوينة ماشاء الله

جعلها الله في ميزان حسناتك اللهم أمين

رئيس التحرير يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بشغف...وعلي احر من الجمر .
ننتظر المزيد من فيض علمكم ..
بارك الله لنا ولكم...
و جعلنا واياكم من المهاجرين

عمرو جويلى يقول...

د/توكل
السلام عليكم
ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (147) سورة آل عمران
صـــــــــــــــــدق الله العظيم
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين
وجزاك الله خيرا
خالص تقديرى

د/عرفه يقول...

السلام عليكم


كيفك يا دكتور
يارب تكون دايما تمام


جميلة أوى العناوين اللى حضرتك حطتها
زى

لا تهاجر وحدك... اتخذ لك صاحبا إن ذكرت أعانك وإن نسيت ذكرك


لعلك الآن تقول:
شرف فاتني..... وفضل لا أدركه .... ومرتبة لا أرتقيها ...
وأنا أقول لك:
أنت مخطئ
.
ومن عاش فى سبيل الله مات فى سبيل الله


تسلم يا دكتور
.

-_- يقول...

ربنا يكتبنا من المهاجرين من المعاصي الى النور

جلال كمال الجربانى يقول...

السلام عليكم ورحمته وبركاته

الهجره .. كم فيها من دروس وعبر
جزاك الله خيراً
وهل من مزيد

ودمت ياعمنا بخير حال

لجين أبو الدهب يقول...

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

ربنا يجعلنا من المهاجرين اليه ويعانينا على ذلك

جزاكم الله خيرعلى ما خطت يداكم وعلى التذكرة القيمة ..

دمتم بخير ..

أحمد سعيد بسيوني يقول...

البقاء لله في وفاة المجاهد الشيخ محمود شكري

إنا لله وإنا إليه راجعون

د.توكل مسعود يقول...

ماما أمولة
رئيس التحرير
اللؤلؤة
د/ عرفة
واحد من العمال
لجين أبو الدهب
أحمد سعيد بسيونى

جزاكم الله خيراً كثيراً على تعليقاتكم