الأربعاء، يونيو 15، 2011

لماذا القرآن...7 ورد المراجعة

ورد المراجعة:





آفة الذين يحفظون أنهم لا يراجعون.





بمعنى أن أحدهم يحفظ الآيات، ثم السورة، ثم ينتقل إلى غيرها؛ فإذا أراد يوما أن يستظهر سورة كان قد حفظها منذ عدة أشهر لم يجد لها فى حافظته إلا أثرًا، ولم يذكر من موضوعها إلا فكرا، وذلك أنه أهمل مراجعتها.



أخرج أبو داود والترمذي من حديث أنس مرفوعا ‏"‏ عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أوتيها رجل ثم نسيها ‏"‏ في إسناده ضعف‏.‏





وقد أخرج ابن أبي داود من طريق أبي العالية موقوفا ‏"‏ كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه ‏"‏ وإسناده جيد‏.‏





فالنسيان يأتى بمعنى الإهمال والغفلة:



قال الله تعالى: "نسوا الله فنسيهم" سورة التوبة



وقال أيضا: "نسوا الله فأنساهم أنفسهم" سورة الحشر





ويأتى أيضا بمعنى سقوط الشئ من الذاكرة:



قال الله تعالى: "سنقرئك فلا تنسي" سورة الأعلى



وقال أيضا: "وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره" سورة الكهف



وثبت في " الصحيحين " و غيرهما من حديث ابن مسعود مرفوعا : " إنما أنا بشر أنسى كما تنسون , فإذا نسيت فذكروني "





وهكذا تؤدى الغفلة والإهمال إلى سقوط المحفوظ من الذاكرة, فبين المعنيين تلازم.





ومن طريق ابن سيرين بإسناد صحيح: "الذي ينسى القرآن كانوا يكرهونه ويقولون فيه قولا شديدا" ولأبي داود عن سعد بن عبادة مرفوعا: ‏"‏من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم"‏ وفي إسناده أيضا مقال، وقد قال به من الشافعية أبو المكارم والروياني واحتج بأن الإعراض عن التلاوة يتسبب عنه نسيان القرآن، ونسيانه يدل على عدم الاعتناء به والتهاون بأمره‏.‏





وقال القرطبي‏:‏ من حفظ القرآن أو بعضه فقد علت رتبته بالنسبة إلى من لم يحفظه، فإذا أخل بهذه الرتبة الدينية حتى تزحزح عنها ناسب أن يعاقب على ذلك، فإن ترك معاهدة القرآن يفضي إلى الرجوع إلى الجهل، والرجوع إلى الجهل بعد العلم شديد‏.‏





والطريقة المثلى فى ذلك أن يكون لك ورد مراجعة:





لتراجع محفوظاتك مرة كل أسبوعين أو ثلاثة أو مرة كل شهر، فتقسم المحفوظ على عدد الأيام، وبزيادة المحفوظ تزداد حصة المراجعة اليومية، وكلما ختم المحفوظ مراجعة عدت من جديد، وهكذا حتى إذا أتممت حفظ القرآن وختمت آخر سورة منه لم يكن شىء منه قد تفلت؛ فقد حذرك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال:.



:( تعاهدوا هذا القرآن، فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفلُّتاً من الإبل في عقلها ) رواه مسلم



تستطيع أن تجعل من ورد المراجعة وردًا لمؤانسة أهلك، وتعليم أولادك، وتنشئتهم على حب القرآن، وتدريب أسماعهم على أنغامه وأصواته.





كان الإمام حسن البنا رحمه الله إذا أراد أن يرتل القرآن دعا بعض بنيه فوضعه فى حجره وضمه إلى صدره.





وكان الدكتور أحمد الملط رحمه الله يراجع كل يوم جزئين من القرآن بعد صلاة الفجر، يتلو وغيره ينظر فى المصحف وينصت إليه، مرة زوجه ومرة أحد أولاده أو إخوانه أو تلامذته.





صلى رحمه الله الفجر يومًا فى مسجد قرية "بابى" التابعة لمدينة بيشاور الباكستانية، فلما ختم الصلاة تصفح وجوه الناس؛ وكلهم أفغان، فلمح صبيًا يدور سنه حول العاشرة، فأشار إليه أن تعال، فأقبل الصبى عليه، ففتح الدكتور رحمه الله مصحفه، وطلب إلى الصبى أن يقرأ القرآن فقرأ قراءة مرتلة مجودة، فأشار إليه أنه يريد أن يراجع عليه القرآن، ففعل حتى ختم الجزئين مع شروق الشمس، ثم أهدى الصبى هدية، حتى كان اليوم الذى توفى فيه رحمه الله، وكان بعد أداء فريضة الحج؛ صلى الفجر، ثم راجع الجزئين تلاوة، وزوجته تنصت إليه وتنظر فى المصحف؛ فلما كان عصر ذلك اليوم فاضت روحه؛ رحمه الله رحمة واسعة.





.







ائت بقصاصة من الورق، واكتب عليها بيدك: (ورد المراجعة)







وجود الخط قدر استطاعتك، وراقب نفسك، وتابع هذه الورقة وهى تتنقل بين أجزاء القرآن الذى حفظته، واستمر، والله معك.





وهو من وراء القصد





..

هناك 5 تعليقات:

أمل حمدي يقول...

يارب يا دكتور يعينا على طاعته ويرحمنا من لهو الحياة والغفلة

جزاك الله كل الخير اللهم امين

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

جزاك الله عنا خيرا علي هذه الخواطر العطرة

وددت ان اعرض علي حضرتك تسجيل رسك القيم الذي قمت بإلقائه وتشرفت بالحضور فيه وسماعه الخاص بمفاهيم حوال العلمانية والليبرالية
http://www.youtube.com/watch?v=CsgPyJ3L484

وانا اظهر في الثانية 22 وارتدي جلباب ابيض ونظارة :)

جزاك الله عنا خيرا يا دكتور

غير معرف يقول...

بارك الله فيك يا مولانا ...وجعلنا من اهل القران

أحــوال الهـوي يقول...

اللهم اعنا علي حفظ القران وذكرنا ما نسينا

بارك الله فيك و لك

تحياتي

غير معرف يقول...

الحمد لله على نعمه
لكن ماعلاج الرهبة والخوف من النسيان
مع العلم بانه توجد مراجعة
وهل تلك وساوس شيطانية
دمت بخير حال