الجمعة، يونيو 03، 2011

لماذا القرآن....5 ورد التلاوة

ورد التلاوة









.







.







وتلاوة القرآن فرض عين؛ فلا يسع مسلما تركه، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم لها حدا أدنى بأن يكون مرة كل شهر، وحدا أعلى بأن يكون مرة كل ثلاثة أيام.







.







فعن عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: في كم أقرأ القرآن؟ قال: في شهر، قال: إنى أقوى من ذلك: قال اقرأه فى عشرين ليلة، قال: إنى أقوى من ذلك، قال اقرأه فى سبع، قال: إني أقوى من ذلك، قال: اقرأه فى ثلاث، قال: إنى أقوى من ذلك، فقال عليه السلام : لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث.







.







.







ولن يقرأ أحد القرآن في أقل من ثلاث إلا وهو مسيىء في تلاوته، مقصر في أحكامها، غير متدبر لمعانيه، ولا مكترث بالوقوف عند عجائبه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا أفضل من هذا"، وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يدلنا على أن المقصود تلاوة القرآن المتدبرة المتأنية المصحوبة بالتأمل والتفكر والتذكر، وأنها إذا كانت بهذه الصورة فإن المتفرغ لها غير المشغول بغيرها لا يقوى على ذلك في أقل من ثلاثة أيام، فإذا قرأ في أقل من الثلاثة فليس هو بالأفضل ولا بالأحسن، لأن ذلك سيكون على حساب تفهم القرآن وتدبر آياته وإجادة تلاوته..







لقد وردت بعض الأخبار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعن بعض العلماء أوالفقهاء أوالعباد أن أحدهم ربما قرأ القرآن في ركعة واحدة، أو ختم القرآن في ليلة مرتين، أو ختم عشرين ألف ختمة بينما نعرف أنه مات ولم يتجاوز الستين، فهذه كلها أخبار مكذوبة ومختلقة، لايصح منها شيء لانقلا ولاعقلا.







.













يقول صاحبى: كنت قد اعتقلت عام 1998، وحبست في زنزانة منفردا أسبوعا كاملا، يفتح لى بابها مرة بالنهار وأخرى بالليل لقضاء الحاجة، ولم أكن مشغولا بإعداد طعام ولا بغسل ولا بكي ولا بتنظيف غرفة ولا بتهيئة فراش ولا طيه، ولم يكن معي من أنشغل بمحادثته، لم يكن ليشغلنى عن التلاوة إلا الصلاة المكتوبة، وما تيسر من السنن الرواتب، ثم أوقات الطعام والنوم، وبعض الأوراد اليسيرة قبل الغروب وبعد صلاة الفجر، ومع ذلك لم أستطع ختم القرآن تلاوة وترتيلا في أقل من ثلاثة أيام بلياليها.







وحتى يكون ورد التلاوة محببا إلى النفس، وحتى تنشط إليه ينبغي التنويع في أدائه، فيكون مرة تدويرا ومرة حدرا وأخرى تحقيقا، ثم يجعل منه قسط لضبط التلاوة وإتقان الأحكام والتحقق من صفات الحروف ومخارجها وضبط مقادير المدود، فتعيد بعض الكلمات مرة أو مرتين.







وأما الذين من الله عليهم فقرءوا القرآن بالقراءات المتواترة الصحيحة فهم أكثر الناس سعادة؛ فمرة يقرؤه برواية حفص، ومرة بشعبة، ومرة بقالون، وأخرى بورش، وهلم جرا، وهو في كل مرة يختم القرآن بقراءة غير سابقتها فيجد لكل ختمة حلاوة ومذاقا، ولا حرج على فضل الله.













ثم هو يتلوا مرة من مصحفه في خلوة، ومرة يتلوا وامرأته أو ولده ينصت إليه، وأخرى عن ظهر قلب راكبا، وأخرى ماشيا، ومرة وهو يركع من الليل ركعتين، وأخرى وهو في المسجد ينتظر إقامة الصلاة، ومرة وهو يغدوا خماصا، وأخرى وهو يروح بطانا، وكان الشيخ حسن البنا إذا قرأ القرآن وضع بعض أولاده فى حجره.







عن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن على حاله كله قائما وقاعدا ومضطجعا، ولم يكن يمنعه من القرآن شئ سوى الجنابة.







وكانت المدينة إذا جن ليلها سمع فيها دوي كدوي النحل.







إنه القرآن، ملأ بيوت المدينة، وتردد فى جنباتها؛ فهذا يقرئ ولده، وتلك تتلقى من زوجها، وهؤلاء اجتمعوا ينصتون إلى قارئ حسن الصوت، وأولئك يرددون آيات خلف معلم كان قد تلقاه غضا من النبى صلى الله عليه وسلم، وآخرون قد انتحوا جانبا من بيوتهم وانتصبوا إلى القبلة يدعون ربهم خوفا وطمعا بعدما صارت بينهم وبين الفراش جفوة.







ائت بقصاصة من الورق واكتب عليها بيدك: "ورد التلاوة" وجود الخط قدر ما تستطيع، ثم ضعها في مصحفك، ودعها تتنقل كل يوم أو كل يومين مرة، واحسب كم يوما مر عليها وهي تنتقل من الفاتحة إلى سورة الناس.







.













والله معك







.







وهو من وراء القصد








ليست هناك تعليقات: