السبت، يونيو 27، 2009

إن عادوا .... فعد (9)أحاديث المجالس ومحكمة الخط

إن عادوا...... فعد (9)




أحاديث المجالس (1)


.
.
لكل مجتمع من الناس مجالسه... وأحاديث المجالس تعبر عما يشغل بال الناس وتشرح قضاياهم... وتبين طرائق تفكيرهم ورؤاهم للمستقبل... وهكذا مجالس السجناء وحكاياتهم...
.


.
كان يغلب على مجالسنا كثرة المزاح والضحك بلاحدود... والسخرية من كل ما حولنا في نكات لاذعة.... وحكايات موجعة..... حتى قال أحدنا يوماً:


.


.



"انتو مش ملاحظين يا جماعة إننا من ساعة ماجينا السجن واحنا بقينا هلاسين.... وبنضحك كتير"


.


.



فرد عليه آخر:


.


.



"ماهو الجد والصرامة هما اللي جابونا هنا..... خلينا نهلس شوية..... يمكن لما نهلس يطلعونا"


.


.



فكانت ذريعة إلى مزيد من الضحك إلى حد القهقهة.


.


.


محكمة "الخُـــــــــط"


.


الخُـــــــــط: بضم الخا..... شخصية حقيقية عاشت في مصر في بداية القرن العشرين.... كان مجرماً عاتياً... فرض على الناس إتاوات وسرق بيوتهم ومتاجرهم ومواشيهم... ثم يذهب الضحية إلى الخط ويشكو له... فيعده الخط أن يبذل جهده... وأن يبعث رجاله... ويبث عيونه في كل مكان ليعيد إليه ما سرق منه... مقابل ربع ثمن المسروقات... فتعود المسروقات... ويدفع الضحية... وهكذا...


.



.


لم يكن الخُط وحيداً... وإنما كانت عصابة ضخمة... كان له أعوان ومساعدون ومستشارون... وكان كأنما يشكل دولة داخل الدولة... وكانت الدولة من الضعف بمكان... فأصبح الخُط هو الدولة... وكانت لديه محكمة تحكم بالعدل... "عـــــــــدل الخُــــــــط".....طبعـــــــــا


.


.


مضى رجل يوماً إلى السوق يبيع بقرته فاعترضه رجال الخُط... وأرادوا أن يسبلوه بقرته... فتوسل إليهم الرجل وشكا حاجة وفقراً وعيالاً.... فتركوه بشرط: أن يحضر هدية قيمة "للرئيس" بعد بيع البقرة... ويأتى ليقدمها له بنفسه.... ويشكره !!!


.


.



فعل الرجل: باع البقرة.... ثم اشترى كيلو "هريسة سادة " هدية للرئيس، فلما عاد الرجل ونظروا في الهدية ؛ قالوا: ماهذا ..."هريسة سادة " ...؟؟؟!!!............. آه يا مجرم.......... أنت تزدري النظام........... وتحتقر الدولة.......... وتستهين بالرئيس....... لو كانت محشوة بالبندق أو بالصنوبر.... لشفعت لك ولكان موقفك الآن أفضل بكثير... اعتقلوا هذا المجرم ....!!!


.



.


عقدت محكمة لمحاكمة المسكين، فحكم قاضي الخُط بإعدام الرجل ومصادرة أمواله... صرخ الرجل وبكى واشتكى... فهرع إليه المحامون... "محـــــــاموا الخُــــــــط" طبعـــــا.


.


.



قالوا: استأنف... وسيعيد إليك قاضى الاستئناف كل حقوقك.... لا ترض بالظلم..... ولا تسكت على الجور ..."


.


.



عقدت جلسة الاستئناف ...... وتلا القاضي الحكم... بعد المداولة...


.



"بعد سماع أقوال المتهم..... وشهادة الشهود...... وبعد الاطلاع على المادتين 32، 33 من قانون العقوبات.... حكمت المحكمة بإخلاء سبيل المتهم...... ومصادرة أمواله".


.


.



فقام الرجل يهتف وسط المحكمة:


.


.



" يحيا العدل... يحيا العدل... يحيا العدل"


.


.


وللحديث بقية


.


ودعواتكم بظهر الغيب


.


ويبقى التواصل عبر الإيميل



.Dr_Tawakul@hotmail


.


.


.