.
.
.
.
.
صار للخيبـــــــة جذورا عميقة وأثمرت ثمارا عفنة....وتوارثتها الأجيال حتى أصبحنا نستغيث بخــــــــائب من خــــــــائب .... ونهرب من خــــــــائب إلى أخــــــــــيب... ونصفق للأخــــــــــيب لأن خــــــــــيبته أهون من خـــــــيبة المخــــــــــيوب ... ونفرح بالمخــــــــيوب إذ هو أخف وطأة من الخــــــــيبان....
.
.
هذا كله فى نظر "الخيــــــــُّــــب" .... الذين لا يحسنون تقدير المصالح والمفاسد، ولايفرقون بين الضار والنافع... وإلا فإن الفقه العميق يأمر بتحمل أدنى المفسدتين لتفوبت أعظمهما... إذا كان لامناص من إحداهما.... هذا كلام العلماء والفقهاء.... فإذا أراد الرجال أن يطبقوه فهموا أن أدنى المفسدتين أن يضحى الرجل بنفسه وماله فيسيل دمه وتزهق روحه وهو يطيح بالخائبين كليهما أدناهما وأعلاهما.... فيكون قد تحمل المفسدة الصغرى.... وهى جريان دمه وزهوق نفسه لتفويت المفسدة الكبرى..... وهى تسلط خائب ومخيوب وخيبان.
.
.
.
.
هرب الناس من "فَشْكَل" لأنه يوما ً... يجرح... ويوماً ... يذبح ...
.
"شَنْكَل":ولده الوحيد ... دللهـُ كثيراً ...وأفسده أكثر .... فما أفلح الولد في مدرسة ... ولا استطاع أن يتقن حرفة ... أو يحسن صنعة ... حتى صنعة الحلاقة ... فشل في تعلمها.
.
خيم على دكان "فَشْكَل" السكون والهدوء ... فلم يعد يسمع فيه صوت المقص ولا همس المَسَنّ ..... وعاد "شنكل" يكنس المحل آخر اليوم فلا يجمع إلا كومة من تراب بعدما كان يجمع كل يوم كيساً من الشعر .
.
.
جلس"شَنْكَل" إلى أبيه "فَشْكَل" وحادثه .
.
شنكل: أرأيت يا أبي ما وصل إليه حالنا!ّ!
.
فشكل: نعم يا شنكل .. ماذا أصنع وأنا رجل مسن ... وهذا حالي
.
شنكل: أنا عندى اقتراح !!!
.
فشكل: قل يا شنكل
.
شنكل: نجدد المحل ... ونغير اللافتة ... فنرفع اسم "فشكل" ونضع اسم "شنكل" ... ونعلن عن افتتاح ضخم ... ونعلق الزينات ... ونصم آذان الناس بالموسيقى والأغاني
.
فشكل: على أن تكون البداية بالقرآن الكريم .... يا ولدى
.
شنكل: نعم يا أبي هذا أمر لا خلاف عليه
.
فشكل: وكيف يسير العمل داخل المحل يا شنكل؟
.
شنكل: كل حلاقة فيها موسي ومقص ستكون من نصيبي... وكل حلاقة بالماكينة فهي موكولة إليك
.
فشكل: نعم الرأي يا شنكل
.
.