السبت، يوليو 04، 2009

إن عادوا فعد (10) أحاديث المجالس زمن الخيبة1

إن عــــــادوا .... فعــــــــد .... (10 )

.

.


أحاديـــــث المجـــــــــالس ... (2)

.

.



"زمن الخيبة "

.


صار للخيبـــــــة جذورا عميقة وأثمرت ثمارا عفنة....وتوارثتها الأجيال حتى أصبحنا نستغيث بخــــــــائب من خــــــــائب .... ونهرب من خــــــــائب إلى أخــــــــــيب... ونصفق للأخــــــــــيب لأن خــــــــــيبته أهون من خـــــــيبة المخــــــــــيوب ... ونفرح بالمخــــــــيوب إذ هو أخف وطأة من الخــــــــيبان....
.


.
هذا كله فى نظر "الخيــــــــُّــــب" .... الذين لا يحسنون تقدير المصالح والمفاسد، ولايفرقون بين الضار والنافع... وإلا فإن الفقه العميق يأمر بتحمل أدنى المفسدتين لتفوبت أعظمهما... إذا كان لامناص من إحداهما.... هذا كلام العلماء والفقهاء.... فإذا أراد الرجال أن يطبقوه فهموا أن أدنى المفسدتين أن يضحى الرجل بنفسه وماله فيسيل دمه وتزهق روحه وهو يطيح بالخائبين كليهما أدناهما وأعلاهما.... فيكون قد تحمل المفسدة الصغرى.... وهى جريان دمه وزهوق نفسه لتفويت المفسدة الكبرى..... وهى تسلط خائب ومخيوب وخيبان.
.


.



أما إذا تلقاه القاعدون الجبناء فهموا أن خيبة الخايب أدنى من خيبة الخيبان... فصفقوا للخايب ورحبوا به.... فلما تمكنت الخيبة وصار لها قواعد وأصول وفنون ومناهج وقيادات ورموز ومنظرين..... ثم بعد ذلك جيوش تحميها وطائرات تصونها ومدافع تدك أعاديها ..... صار القاعدون الجبناء لا يميزون بين مراتب الخيبة ولا يعرفون أعلاها من أدناها فصفقوا لكل خايب، وامتدحوا كل مخيوب، وأحنوا رؤوسهم لكل خيبان.... ولا عزاء للفقهاء ولا للعلماء..... إن لم يكونوا فى أول صف من صفوف الرجال الذين يفعلون مايقولون... ويأمرون الناس بالبر ولاينسون أنفسهم...


.


.


"فَشْكَل": حلاق قديم ... كبر سنه ... ووهن عظمه .... وصارت يده ترتعش إذا أمسك مقصاً أومشطاً... فلا تدري أهي ذاهبة لقص شعر رأسك ... أم أنها في طريقها إلى أهداب عينيك ....

هرب الناس من "فَشْكَل" لأنه يوما ً... يجرح... ويوماً ... يذبح ...

.

"شَنْكَل":ولده الوحيد ... دللهـُ كثيراً ...وأفسده أكثر .... فما أفلح الولد في مدرسة ... ولا استطاع أن يتقن حرفة ... أو يحسن صنعة ... حتى صنعة الحلاقة ... فشل في تعلمها.

.

خيم على دكان "فَشْكَل" السكون والهدوء ... فلم يعد يسمع فيه صوت المقص ولا همس المَسَنّ ..... وعاد "شنكل" يكنس المحل آخر اليوم فلا يجمع إلا كومة من تراب بعدما كان يجمع كل يوم كيساً من الشعر .

.


"المشهد الأول"


.

جلس"شَنْكَل" إلى أبيه "فَشْكَل" وحادثه .
.
شنكل: أرأيت يا أبي ما وصل إليه حالنا!ّ!
.
فشكل: نعم يا شنكل .. ماذا أصنع وأنا رجل مسن ... وهذا حالي
.
شنكل: أنا عندى اقتراح !!!
.
فشكل: قل يا شنكل
.
شنكل: نجدد المحل ... ونغير اللافتة ... فنرفع اسم "فشكل" ونضع اسم "شنكل" ... ونعلن عن افتتاح ضخم ... ونعلق الزينات ... ونصم آذان الناس بالموسيقى والأغاني
.
فشكل: على أن تكون البداية بالقرآن الكريم .... يا ولدى
.
شنكل: نعم يا أبي هذا أمر لا خلاف عليه
.
فشكل: وكيف يسير العمل داخل المحل يا شنكل؟
.
شنكل: كل حلاقة فيها موسي ومقص ستكون من نصيبي... وكل حلاقة بالماكينة فهي موكولة إليك
.
فشكل: نعم الرأي يا شنكل
.
.

"المشـــــــهد الثــــاني"

.

.

الموسيقى الصاخبة ... تصخب بعدما قرأ القاريء .... والأغاني الهابطة تصم الآذان ... والناس ..... تغدو وتروح وتبارك الافتتاح الجديد للمحل وتشد على يد شنكل وتصافح فشكل ويبشرونه بمستقبل مشرق على يد شنكل بن فشكل ولم لا... وهو خير خلف لخير سلف ... وهذا الشبل ... من ذاك الأسد.

.

جاء ثلاثة رجال ... كل منهم يريد أن يقص شعره بالمقص وأن يحلق ذقنه بالموسي ... وأن يحف شاربه ... قام شنكل يمارس مهمته ... وجلس فشكل يحتسي القهوة .... ويتصفح المجلات القديمة... ويستمتع بصوت المقص تضرب أصابع فشكل فكيه ... وكأنما هو العزف لا قص الشعر.

.

.

وبينما هو يرفع الفنجان إلى فيه إذ سمع صوث صارخ فالتفت لينظر الخبر..... ارتعشت يد فشكل واضطرب الفنجان فى يده فأحرقت القهوة شفتيه وانسكبت على ثيابه....

.

.

.

وللحديث بقية


.

.

ونلتقى على الإيميل