من وحي الإسراء والمعراج ... (1)
كانت الصلوات المفروضة في الأصل خمسين، ولا زال الله يخفف عنا حتى صارت خمسا ً ، ولا زال الله يثبت أجرها حتى بقين خمسين ، فهن خمس في الأداء وخمسين في الأجر "صحيح البخاري"
يالها من منحة ربانية لا ترد .. وهبة إلهية لا تقبل العود ..
فقد شاء الله أن نلقاه في كل يوم خمسين مرة ، ونحن أحوج إلى هذا اللقاء ، وهو سبحانه عنه في غنى .
لقد شاء الله أن نرفع إليه حوائجنا وشكوانا ، وأن يفتح لنا أبوابه ، وأن يكلمنا بقرآنه وأن نكلمه بدعائنا ؛ في اليوم خمسين مرة ، وهبة الله لا ترد ومنحة الله لا ينقصها ....
لقد شاء الله أن نرفع إليه حوائجنا وشكوانا ، وأن يفتح لنا أبوابه ، وأن يكلمنا بقرآنه وأن نكلمه بدعائنا ؛ في اليوم خمسين مرة ، وهبة الله لا ترد ومنحة الله لا ينقصها ....
خمسون صلاة في اليوم والليلة
إنه يريدك له بلا شريك وهو غني عنك ، إنه يريدك معه ويريد أن يكون معك ، إنه لا يحب أن تنصرف عنه كما أنه لا ينصرف عنك ، ويحب ألا يغيب عنك كما أنك لا تغيب عنه .
خمسون صلاة في اليوم والليلة
معنى هذا أننا نمضي يومنا وليلتنا في المسجد !
معنى هذا ألا يبقى للبيت أوقات ولا للأزواج ساعات ولا للمعاش غدوات ولاروحات!
ولذلك جاء في الحديث " سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله .......... ورجل قلبه معلق بالمساجد " .."متفق عليه" نعم ... لأن الأصل ألا يفارقها وألا يغادرها ، وكان الله يحب أن يراه في بيته دائماً زائراً له ، متعرضا ً لكرامته وكراماته وبركته وبركاته ....
ولكنه سبحانه يعلم أنه لابد لك من الخروج ، ولامناص من الضرب في الأرض والسعي على الأرزاق ، ولا مهرب من معافسة النساء وملاعبة الأولاد والاستمتاع بطيبات الحياة والتلذذ بمآكلها ومشاربها ، فسمح لك بالخروج وأذن لك في عدم البقاء، وجعلها خمسا ً في الأداء و أبقى لك أجر الخمسين .
وأذن لك بالضرب في الأرض ، والمشي في مناكبها ، وجعلها مسجدا ً وطهورا ً فانطلق باسمه فإنما هي مسجد ُ، قال تعالى : " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا ً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ...." .."سورة الملك:الآية 15 " فأينما أدركتك الصلاة فصل، فلا زلت في بيته ولا زال النزل معدا ً والمضيف مقبلا ً عليك بأفضاله ومننه .... قال صلى الله عليه وسلم " أوتيت خمسا ً لم يؤتهن نبى قبلي ... وجعلت لي الأرض مسجدا ً وطهورا ً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل " .."رواه أحمد وأبو داود ورجاله ثقات" .
وجعلك في صلاة ما دمت في انتظار الصلاة ..."أخرجه مسلم "
فمن بعد العشاء تنتظر الفجر حتى إذا جاء وقته كنت في المسجد ولم تكن في فراشك
ثم تنتظر الظهر فإذا جاء وقته كنت في المسجد ولم تكن في شغلك وتجارتك
ثم تنتظر العصر فإذا جاء وقته كنت في المسجد ولم تكن على مائدة الطعام
ثم تنتظر المغرب فإذا جاء وقته كنت في المسجد ولم تكن بين الناس ضيفا ً أو مضيفا ً
ثم تنتظر العشاء فإذا جاء وقتها كنت في المسجد ولم تكن بين زوجك وولدك
فإذا أويت إلى فراشك بعدها أضمرت قيام الليل فإذا لم تقم إلى الفجر كتبت من القائمين
ثم تنتظر الظهر فإذا جاء وقته كنت في المسجد ولم تكن في شغلك وتجارتك
ثم تنتظر العصر فإذا جاء وقته كنت في المسجد ولم تكن على مائدة الطعام
ثم تنتظر المغرب فإذا جاء وقته كنت في المسجد ولم تكن بين الناس ضيفا ً أو مضيفا ً
ثم تنتظر العشاء فإذا جاء وقتها كنت في المسجد ولم تكن بين زوجك وولدك
فإذا أويت إلى فراشك بعدها أضمرت قيام الليل فإذا لم تقم إلى الفجر كتبت من القائمين
خمسون صلاة في اليوم والليلة
وعلم أن حوائجك من الحياة الدنيا لا تنقطع ، وأن رغبتك في صونها ضرورة وفريضة ،فأذن لك فيها وجعلها لك بشروط ... قال تعالى : " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا ..... " .."سورة الأعراف :الآية 32"
وجعل لك منهجا تتعامل به مع الحياة ، فتطلب العلم ابتغاء وجهه، وتأكل الطيبات وتدع الخبائث، وحرم عليك من النساء ألوانا ً وأباح لك غيرهن، وعلمك آداب سمعك وبصرك وفكرك في منهاج طويل عريض عميق يتناول حياتك بأبعادها جميعا ً ... من طفولتك إلى صباك إلى شبابك إلى رجولتك إلى هرمك، وجعل هذا المنهاج يتناول عباداتك ومعاملاتك وبيعك وشراءك وعلمك واقتصادك وسياستك، ويشملك في خلوتك وجلوتك ... كل ذلك لتبقى معه ويبقى معك ، فإذا كنت كذلك فأنت في صلاة، وهن خمسون
خمسون صلاة في اليوم والليلة
إنه يريدك له ليس لحاجته – تعالى الله عن ذلك – ولكن لحاجتك أنت !
لأنك ضعيف .. وهو القوى
لأنك فقير .. وهو المغني
لأنك ذليل .. وهو المعز
لأنك ظلوم .. وهو المقسط
لأنك جهول .. وهو العليم
لأنك محدود .. وهو الواسع
لأنك فقير .. وهو المغني
لأنك ذليل .. وهو المعز
لأنك ظلوم .. وهو المقسط
لأنك جهول .. وهو العليم
لأنك محدود .. وهو الواسع
وللحديث بقية؛
هناك تعليق واحد:
« اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع لي . أعوذ بنور وجهك الذي أشرفت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن تُنزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك لك العتبى (الاسترضاء) حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله » هذا الدعاء في السيرة بعد خروج النبي من ثقيف وقبل الاسراء فكان الاسراء والمعراج ليقول لنبيه وأتباع نبيه الخلصين ان قوتكم وحيلتكم وعزكم تستمدونه من الواحد الأحد الخالق القوي العزيز صاحب الحول والقوة فنصر عبده بامامته للأنبياء وصعوده ومعراجه إلى السماوات العلى فكان شفاء ونقاء وصفاء وشرف مكان وعز للنبي وأتباعه الصادقين .
وكأن الله يريد منا أن ندعوه بهذا الدعاء عند اشتداد الازمات وضيق الدنيا وتعسرها وشعور الوحدة والضعف والمهانة فكما فرج عن نبيه سيفرج عنا وينصرنا ويعز موقفنا .
إرسال تعليق