الأحد، يوليو 06، 2008

معايير النجاح (2) المرحلة العمرية

إذا كانت صفة الحجاب الذي نريده لفتياتنا ونسائنا من معايير النجاح الذي على أساسه نقوم أداءنا وندرك إلى أي مدى وصلنا ، فإن المرحلة العمرية التي التزمت فيها الفتيات والنساء بالحجاب لا تقل أهمية عند قياس النجاح .


ذلك أن لكل مرحلة من العمر طبيعتها وميزتها ، فإذا كانت الفتاة في مرحلة الطفولة وحتى قبيل البلوغ تتميز برغبتها في التقليد والمحاكاة ؛ فهي تقلد أمها أو أختها الكبرى أو جدتها أو إحدى جاراتها أو معلمتها ، كل ذلك بقدر حبها وتعلقها بمن تقلد ، وكذلك بقدر زمن الصحبة والمرافقة ؛ فإن نفس الفتاة إذا اخترطها البلوغ فانتفض نهداها واستدارت مناكبها وبرزت معالم الأنوثة منها واستقلت فيها وظائف الإرادة والاختيار- وهما من أرقى الوظائف الإنسانية - فإنها عند ذلك قد تتمرد على كثير من الأعراف وتخالف كثيرا ً مما درجت عليه في مرحلة التقليد ، وحاولت أن تجرب كثيرا ً بنفسها وأن تمضي قناعاتها ، ربما متحدية بذلك أسرتها أو مجتمعها ،وربما استغرقت في ذلك بضع سنوات أو ضعف هذا البضع ،حتى إذا حققت بعض أمنياتها ووصلت إلى شيء ٍ من مبتغياتها وعجزت عن بعضها ، أو تغيرت قناعتها بفعل نمو الإدراك والتعقل وببذل بعض الجهد من المجتمع المحيط بلغت حالة ً من الاتزان والثبات . وربما تكون قد تزوجت وصارت أما ً وربما تكون قد حجت أواعتمرت .
ولذا نقول : إن ارتداء الحجاب والالتزام به في فترة ما قبل البلوغ ليس مقياسا ً يقاس به النجاح ، إذ أنه غالبا ً ما يكون تقليدا ً ومحاكاة ، كما أنه في الفترة الثالثة غالبا ً ما يكون استجابة للظروف والملابسات .... ومتى كانت الظروف والملابسات معياراً للنجاح ؟؟!!

لذا تحتم أن يكون مقياس النجاح ومعياره هو المرحلة الوسطى ، وهي التي تكون الفتاة فيها ما بين الخامسة عشرة إلى الخامسة والعشرين وحتى الثلاثين .

وذلك للأسباب التالية :

أولا ً :

أن هذه الفترة هي التي تبرز فيها أنوثة الأنثى ،وتلح في الإعلان عن نفسها فإذا استطاعت الفتاة أن تنظم تلك الرغبة وأن توظف تلك الفترة توظيفا ً صحيحا ً فأدركت حدود الزينة ومقاييس الحشمة ، وعلمت متى وأين وعند من يسمح لها بالتزين ومتى وأين وعند من لا يقبل منها مثل ذلك .. ثم استقامت ... فتلك علامة من علامات النجاح .

ثانيا ُ :
أن نهضة الأمم ومستواها الأخلاقي إنما يقاس دائما ً بما عليه شبابها ، فإن الشباب هم عماد نهضة أمتهم أو هم سر كبوتها .

ثالثا ً :
أن هذه الفترة تتميز غالباً بالتمرد والعنف الفكري والسلوكي ، فإذا تمردت الفتاة على كثير من الأعراف وخرقت كثيرا ً من القوانين لكنها اختارت الإسلام والحجاب والعفة فمعناه أنها نجحت وأننا أيضا ً نجحنا .

رابعا ً :
أن هذه المرحلة هي التي ينافسنا عليها الخصوم ، فإن بيوت الأزياء وعارضات الموديلات والمباريات العالمية والأنشطة الرياضية الدولية والفنون والموسيقى والأغاني الشعبية والشبابية والفلكلورية وكل ما حاول به الأعداء إبعادنا عن الجادة والصواب ، كل ذلك تقريبا ً يعمل في حقل هذه المرحلة " أواخر الإعدادية والمرحلة الثانوية ومرحلة الجامعة "
وللحديث بقية؛

هناك تعليقان (2):

abonazzara يقول...

سيدي الدكتور
برغم صعوبة هذا المعيار إلا أنه لا يمكننا أن ننكر وجاهته ومنطقيته ولكن لي ملاحظتنان وهما :
أن المرأة التي تخطت هذا السن المفترض إما ان تكون قد تزوجت وإما لا ، فإذا كانت قد تزوجت ثم التزمت بالحجاب فلعل هذه توبة ورجوع الى الله ولا أظن أن هذا يكون إلا في مناخ يقرب من الله ويدعو الى الرجوع اليه ، أو أنها لا تريد أن تراها بناتها وهي غير محجبة ، وفي هذا أيضا إحساس بالذنب وتفرقة ولو ثقافية بين الحلال والحرام
أو تكون غير متزوجة وفي هذا ما يغري بالتأكيد بالتكشف وعدم الاحتشام رغبة في اصطياد ابن الحلال وهي النصيحة التي تُنصح بها من تجاوزت الثلاثين كوسيلة مضمونة -عندهم- للزواج فإذا تغلبت على كل هذه الضغوطات والتزمت المرأة بحجابها رغم التهديد بالحرمان من الزواج لبقية حياتها ، فأعتقد أن هذا دليل لا يمكن تجاوزه على قوة الإيمان المؤدي الى الإلتزام بالحجاب
الملاحظة الثانية : أننا يا سيدي نفتقد تماما لإدراك أهمية الإحصاء والتقدير الرقمي للأمور ونعتمد في عالمنا العربي على التقدير الجزافي والقياسات الكلية والتعميم وفي تراثنا أن العد يذهب البركة ، لذلك فإن القياس ولو التقريبي لعدد المحجبات نسبة الى غير المحجبات غائب وكذلك المحجبات في السن الذ ذكرتم نسبة الى غيرهم ، وبالتالي فإن هذه الأمور تخضع للتقدير الشخصي والنظرة المتفائلة أو المتشائمة للأمور ومن شبه المستحيل حسمها إحصائيا
فكيف نحدد مقدار تقدمنا من ثباتنا من تأخرنا ؟
آسف على الإطالة وأرجو أن تعذرني
تقبل تحياتي واحترامي

د.توكل مسعود يقول...

أخى الكريم مهندس أبونظارة

كل ماأهدف إليه هو أن تكون لدينا "معايير للقياس "
وألا ننشغل بالدفاع عن أنفسنا

ولندع أعمالنا تتحدث عنا
وإنجازاتنا تدفع الخصوم