إهداء إلى :
كل من تجرع مرارة الغربة ... وذاق طعم الفراق ..
غـــــــــربة ..... والعـود أحـــــــمد (1 )
أوتي النبي صلي الله عليه وسلم جوامع الكلم، وترك لنا- صلي الله عليه وسلم- ثروة ضخمة من الأحاديث والسنن في الإيمانيات والمعتقدات وفي العبادات والمعاملات والأخلاق ....... ومن أروع ما ترك لنا- صلي الله عليه وسلم- تلك الأحاديث التي يضعك فيها النبي صلى الله عليه وسلم أمام نفسك أوأمام تجربة بشرية صرفة....... مر بها الناس فتذوقوا حلاوتها....أوتجرعوا مرارتها، فحكمواجميعا عليها حكما واحدا....... إنه صلي الله عليه وسلم فى هذا اللون من جوامع الكلم ... لا يأمرك ولا ينهاك ولا يحذرك، وإنما.... يضعك أمام نفسك.... وأمام التجربة.... ثم يدعك تتخذ القرار....
هو حديث متسلسل، ومفاده أن الرسول صلى الله عليه وسلم أداه بهيئة معينة، فيستحبون لراويه أن يؤديه بنفس الهيئة.
فعن ابن عمر رضى الله عنهما: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبى فقال:
" كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " رواه البخارى
كم كنت أتمنى أن آخذ الآن بمنكبيك....... كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبى ابن عمر، وأن أهزك هذه الهزة الرفيقة........ والتى هى من لوازم الأخذ بالمنكبين.
هو...... لا يقول لك : اصنع كذا.... أو: اترك كذا.... أو: احذر من كذا.... ولكن لتقرر أنت بنفسك .
هو...... لا يقول لك : اصنع كذا.... أو: اترك كذا.... أو: احذر من كذا.... ولكن لتقرر أنت بنفسك .
ماذا تأخذ....... وماذا تترك ؟!
ماذا تحذر...... وماذا تصنع ؟!
ماذا تحذر...... وماذا تصنع ؟!
الغريب: في حلقه مرارة..... يقوم بها وتقعد معه.... تنام بعده وتصحو قبله.
قد يشارك الناس مرحهم...... وهم يظنون أنه مثلهم يتذوق حلاوة المرح!!! .... يبتسم والدمع في عينيه..... تنام الناس ملء أجفانها، وهو أيضا ينام ولكن.... من ألم السهد.... ومشقة السهر..... ومن تعب البدن بعد طول تقلب في الفراش.
الغريب: في لوعة دونها لوعة اليتيم والأرملة والثكلي.....
إذ أن كل واحد من هؤلاء فقد واحدا.... أما الغريب فقد..... فقد الجميع...... فقد الوعاء الذي يحوي الجميع.
الغريب: كل همه...... الرجوع، وكل أمله.....العودة، وكل فكره....... الإياب، وإن لم يكن هناك مكسب غيره.
قد يشارك الناس مرحهم...... وهم يظنون أنه مثلهم يتذوق حلاوة المرح!!! .... يبتسم والدمع في عينيه..... تنام الناس ملء أجفانها، وهو أيضا ينام ولكن.... من ألم السهد.... ومشقة السهر..... ومن تعب البدن بعد طول تقلب في الفراش.
الغريب: في لوعة دونها لوعة اليتيم والأرملة والثكلي.....
إذ أن كل واحد من هؤلاء فقد واحدا.... أما الغريب فقد..... فقد الجميع...... فقد الوعاء الذي يحوي الجميع.
الغريب: كل همه...... الرجوع، وكل أمله.....العودة، وكل فكره....... الإياب، وإن لم يكن هناك مكسب غيره.
ولقد طوفت بالآفاق حتي رضيت من الغنيمة بالإياب
الغريب: جسده في دار غربته، أما القلب والعقل والفكر والحب والمشاعر والوجدان فهناك.... في الوطن .
نعم هناك... حيث كانت أول خطوة..... وأول سكني..... وأول ضمة...... وأول لقمة...... وأول بسمة...... وأول ضحكة..... وأول صحبة.... وأول فرحة..... كانت هناك.
نعم هناك... حيث كانت أول خطوة..... وأول سكني..... وأول ضمة...... وأول لقمة...... وأول بسمة...... وأول ضحكة..... وأول صحبة.... وأول فرحة..... كانت هناك.
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ماالحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتي وحنينه دوما لأول منزل
الغريب في دار غربته: متقلل من المتاع، زاهد في الفراش، متخفف من الأحمال إلا بقدر مايقيم أوده ويلملم شمله ويقضي مأربه....... لكن هناك في الوطن.... هناك فاخر الأثاث والفرش والرياش؛ يبني البيت ويحلم هناك بالقصر.
يوم أن يحلم الغريب أن دار الغربة صارت وطنا .... يحكم عليه بالغباء ،
ويوم لا يكون عنده فرق بين دار الغربة والوطن يقولون: ليس عنده وفاء.
ويوم لا يكون عنده فرق بين دار الغربة والوطن يقولون: ليس عنده وفاء.
دخل رجل علي أبي الدرداء رضي الله عنه فنظر في أرجاء بيته فرأي متاعاً قليلاً وفراشاً حقيراً وأثاثاً بالياً ..... فقال: ألا تصلحون متاعكم ؟!
فقال أبو الدرداء رضى الله عنه : لنا دار أخري نرسل إليها صالح متاعنا. فقال الرجل: ولكن لابد لكم من متاع هاهنا. فقال أبو الدرداء رضى الله عنه: إن صاحب الدار لايدعنا فيه......... ففهم الرجل .
الغريب: إذا قرر العودة لم يتراجع .... ولم يتوقف...... ولم يلتفت.... ولم يأبه.... وكلما اقتربت داره..... وحان قراره.... أسرع وانطلق...تسبقه إلي وطنه روحه.... وترنو هناك عيناه.... يود لو أنه في كل خطوة وضع قدمه عند منتهي بصره.
كنت في غربة من بعد غربة ، وكنت أذهب اتسوق وبصحبتى بعض أصدقائى..... فكنت كلما هممت بشراء شئ سألوني: هذا تستعمله هنا أم تأخذه معك هناك..... هذا يصلح هنا ولكن لايصلح هناك....... هذا يصلح هنا ويصلح هناك...... هذا لا يصلح هنا.... ولاهناك.
كان لنا جار من أهل البادية يقول لى: كنا نركب البعير من الرياض إلي الإحساء لنحمل التمر من هناك، نقطع المسافة في سبعة عشر يوما ذهابا وفي خمسة عشر يوما إيابا...... ظننت أن الرجل نسي أوأ خطأ أو التبس عليه الأمر... فقلت مصححا: تقصد خمسة عشر يوما في الذهاب لأنه "فاضى " وسبعة عشر يوما في العودة لأنه "محمل "..... فقال الرجل بملء فيه وبرأسه وبسبابته: لا،.... يروح "فاضى" في سبعة عشر يوما، ويرجع "محمل " في خمسة عشر يوما،
ثم أضاف موضحا وشارحا: "البعير فرحان، يدري أنه راجع بلده، يكاد يطير، مايحب أن يقف ".
وهكذا الغريب........ أسعد لحظاته: لحظة الرجوع ..... وكل خطوة تقربه من وطنه هي خطوة سعادة وفرح.......... وليس البعير بأولي منك.
فقال أبو الدرداء رضى الله عنه : لنا دار أخري نرسل إليها صالح متاعنا. فقال الرجل: ولكن لابد لكم من متاع هاهنا. فقال أبو الدرداء رضى الله عنه: إن صاحب الدار لايدعنا فيه......... ففهم الرجل .
الغريب: إذا قرر العودة لم يتراجع .... ولم يتوقف...... ولم يلتفت.... ولم يأبه.... وكلما اقتربت داره..... وحان قراره.... أسرع وانطلق...تسبقه إلي وطنه روحه.... وترنو هناك عيناه.... يود لو أنه في كل خطوة وضع قدمه عند منتهي بصره.
كنت في غربة من بعد غربة ، وكنت أذهب اتسوق وبصحبتى بعض أصدقائى..... فكنت كلما هممت بشراء شئ سألوني: هذا تستعمله هنا أم تأخذه معك هناك..... هذا يصلح هنا ولكن لايصلح هناك....... هذا يصلح هنا ويصلح هناك...... هذا لا يصلح هنا.... ولاهناك.
كان لنا جار من أهل البادية يقول لى: كنا نركب البعير من الرياض إلي الإحساء لنحمل التمر من هناك، نقطع المسافة في سبعة عشر يوما ذهابا وفي خمسة عشر يوما إيابا...... ظننت أن الرجل نسي أوأ خطأ أو التبس عليه الأمر... فقلت مصححا: تقصد خمسة عشر يوما في الذهاب لأنه "فاضى " وسبعة عشر يوما في العودة لأنه "محمل "..... فقال الرجل بملء فيه وبرأسه وبسبابته: لا،.... يروح "فاضى" في سبعة عشر يوما، ويرجع "محمل " في خمسة عشر يوما،
ثم أضاف موضحا وشارحا: "البعير فرحان، يدري أنه راجع بلده، يكاد يطير، مايحب أن يقف ".
وهكذا الغريب........ أسعد لحظاته: لحظة الرجوع ..... وكل خطوة تقربه من وطنه هي خطوة سعادة وفرح.......... وليس البعير بأولي منك.
وللحديث بقية؛