السبت، يونيو 27، 2009

إن عادوا .... فعد (9)أحاديث المجالس ومحكمة الخط

إن عادوا...... فعد (9)




أحاديث المجالس (1)


.
.
لكل مجتمع من الناس مجالسه... وأحاديث المجالس تعبر عما يشغل بال الناس وتشرح قضاياهم... وتبين طرائق تفكيرهم ورؤاهم للمستقبل... وهكذا مجالس السجناء وحكاياتهم...
.


.
كان يغلب على مجالسنا كثرة المزاح والضحك بلاحدود... والسخرية من كل ما حولنا في نكات لاذعة.... وحكايات موجعة..... حتى قال أحدنا يوماً:


.


.



"انتو مش ملاحظين يا جماعة إننا من ساعة ماجينا السجن واحنا بقينا هلاسين.... وبنضحك كتير"


.


.



فرد عليه آخر:


.


.



"ماهو الجد والصرامة هما اللي جابونا هنا..... خلينا نهلس شوية..... يمكن لما نهلس يطلعونا"


.


.



فكانت ذريعة إلى مزيد من الضحك إلى حد القهقهة.


.


.


محكمة "الخُـــــــــط"


.


الخُـــــــــط: بضم الخا..... شخصية حقيقية عاشت في مصر في بداية القرن العشرين.... كان مجرماً عاتياً... فرض على الناس إتاوات وسرق بيوتهم ومتاجرهم ومواشيهم... ثم يذهب الضحية إلى الخط ويشكو له... فيعده الخط أن يبذل جهده... وأن يبعث رجاله... ويبث عيونه في كل مكان ليعيد إليه ما سرق منه... مقابل ربع ثمن المسروقات... فتعود المسروقات... ويدفع الضحية... وهكذا...


.



.


لم يكن الخُط وحيداً... وإنما كانت عصابة ضخمة... كان له أعوان ومساعدون ومستشارون... وكان كأنما يشكل دولة داخل الدولة... وكانت الدولة من الضعف بمكان... فأصبح الخُط هو الدولة... وكانت لديه محكمة تحكم بالعدل... "عـــــــــدل الخُــــــــط".....طبعـــــــــا


.


.


مضى رجل يوماً إلى السوق يبيع بقرته فاعترضه رجال الخُط... وأرادوا أن يسبلوه بقرته... فتوسل إليهم الرجل وشكا حاجة وفقراً وعيالاً.... فتركوه بشرط: أن يحضر هدية قيمة "للرئيس" بعد بيع البقرة... ويأتى ليقدمها له بنفسه.... ويشكره !!!


.


.



فعل الرجل: باع البقرة.... ثم اشترى كيلو "هريسة سادة " هدية للرئيس، فلما عاد الرجل ونظروا في الهدية ؛ قالوا: ماهذا ..."هريسة سادة " ...؟؟؟!!!............. آه يا مجرم.......... أنت تزدري النظام........... وتحتقر الدولة.......... وتستهين بالرئيس....... لو كانت محشوة بالبندق أو بالصنوبر.... لشفعت لك ولكان موقفك الآن أفضل بكثير... اعتقلوا هذا المجرم ....!!!


.



.


عقدت محكمة لمحاكمة المسكين، فحكم قاضي الخُط بإعدام الرجل ومصادرة أمواله... صرخ الرجل وبكى واشتكى... فهرع إليه المحامون... "محـــــــاموا الخُــــــــط" طبعـــــا.


.


.



قالوا: استأنف... وسيعيد إليك قاضى الاستئناف كل حقوقك.... لا ترض بالظلم..... ولا تسكت على الجور ..."


.


.



عقدت جلسة الاستئناف ...... وتلا القاضي الحكم... بعد المداولة...


.



"بعد سماع أقوال المتهم..... وشهادة الشهود...... وبعد الاطلاع على المادتين 32، 33 من قانون العقوبات.... حكمت المحكمة بإخلاء سبيل المتهم...... ومصادرة أمواله".


.


.



فقام الرجل يهتف وسط المحكمة:


.


.



" يحيا العدل... يحيا العدل... يحيا العدل"


.


.


وللحديث بقية


.


ودعواتكم بظهر الغيب


.


ويبقى التواصل عبر الإيميل



.Dr_Tawakul@hotmail


.


.


.


الاثنين، يونيو 22، 2009

إن عـــــــادوا فعد8 عجائب الدنيا ليست سبعا

إن عادوا .... فعد ( 8 )



عجائب الدنيا ... ليست سبعاً.


.
( 1 ) حفرة وروضة :


مكثنا ثلاثة أيام بلياليها لا يفتح لنا إلامرة في الصباح، وأخرى في المساء لقضاء الحاجة، وفي اليوم الرابع فتحت الزنازين ساعتين نهاراً فالتقينا في الفناء الملحق بزنازين التأديب، ثم بعد ذلك كان يفتح لنا من الصباح وحتى بعد العصر أو قبيل الغروب، ثم بعدها يدخل كل واحد منا إلى زنزانته وحيداً منفرداً...إلا من الله ...حتى الصباح .

.


أذكر أن الحارس اصطحبنى والأستاذ "حسين محمد" في اليوم الثاني للتصوير وعمل بطاقة السجين..... فلما رأيت "حسيناً"وكنت قد افتقدته ليومين كاملين؛ قلت له: لقد افتقدتك كثيراً في هذه اليومين ... فقال الحارس وكان لصيقاً بنا:




"ربنا ما يحرمكوش من بعض ويجمعكم دايما ً ... في السجن ... وبرة ... وفي القبر"



فقلت: "يا أخي .. لا داعى لجمعنا في القبر"


فقال: "هو انت خايف من القبر ليه ... ده القبر يا حفرة من حفر النار ... يا حفرة من حفر الجنة".


قلت له: أنت جعلتها كلها حفر ... ليس في الجنة حفر يا أخى ... الحفر هنا في الدنيا ثم بعد ذلك في النار .. أما القبر فهو إما روضة من رياض الجنة ..أو حفرة من حفر النار" ... كل ذلك وأنا أكلمه وأنظر في وجهه وهو ينظر نحوى .... أدركت بعدها أننى كنت أكلم نفسي ..

.

أمثال هؤلاء البسطاء والسذج هم ذراع الطاغوت وأصابعه.... وهم قدماه ونعلاه ..... وهم سيفه وسوطه...
.

تذكرت الحكمة القديمة القائلة :


قل لي من معاونوك ... أقل لك: من أنت !!

.


.


( 2 ) سيد عرفة:





شاب من شباب الإخوان من الفيوم.... كان قد حصل على بكالوريوس التجارة ويعمل بوظيفة محاسب .


تشاجر أفراد من عائلته مع عائلة أخرى فسقط من الأخرى قتيل فجعلوها في عنقه مع أنه لم يحضر ... ولم يشارك ... لكنها براعة المحامين ... ومهارة التلفيق ...وكذب الشهود .... وحكم عليه باثني عشر عاماً سجناً قضى منها ثلاث سنوات مع عتاة المجرمين ..... فكان بينهم بلسماً وشفاءً ..... وطباً ودواءً ..... فلما علمت إدارة السجن أنه رجل صاحب فكرة إسلامية ..... وذو ثقافة إيمانية وأنه قد يأخذ بأيدي الناس إلى الخير ...... وأن المجرمين قد يتوبون على يديه ..... وربما استقاموا ...!!!


لما علمت إدارة السجن ذلك .. جعلوه وحيدا في زنزانة من زنازين الحبس الانفرادي .. والفرق بيننا وبينه .. أنهم قد أمتعوا زنزانته بحمام وصنبور ماء ...

.


أبدله الله بمصابه خيراً .. فأتم في السجن حفظ القرآن .. وحصل على ليسانس الحقوق وماجيستير فى القانون .. كان يتسلل إلينا ليجالسنا فنجد في مجالسته خيراً كثيراً ونسعد بزيارته وكأنما خرجنا فزرنا أهلنا وذوينا ..


كنت كلما رأيته .. تذكرت يوسف بن يعقوب صلى الله عليه وسلم .


.


.


( 3 )رمضان ... "سياسي!!....لا يقرأ ولا يكتب"





شاب صعيدي لم ينل من علوم الدنيا قليلا ولا كثيرا.... عريض المنكبين.... مفتول العضلات ..... فارع الطول ..... من قرية في صعيد مصر ..... كانت قوات الأمن قد قتلت شاباً في القرية بدعوى أنه متطرف..... وكانت سيارات الشرطة بعدها تجوب القرية ...... للترويع ...... والتخويف.


.


خرج رمضان من مزرعته يحمل فأسه ..... فرأى سيارة الشرطة ...... فحدثته نفسه أن يتتبعها ليرى أين تذهب .... من باب الفضول وحب الاستطلاع ..... رآه الضابط في مرآة السيارة فقال للمخبرين .....

.



" انزلوا هاتوا ابن الـ ...... ده"



.

اعتقل رمضان مثلما اعتقلنا ثم أفرجت عنه المحكمة بعد ثلاثة أشهر ..... فلم يرجع واعتقله الوزير ..... ثم أفرجت عنه المحكمة.....ثلاثة عشر قرارا بالاعتقال..... واثناعشر حكماً بالإفراج ..... لكن قرار الوزير يجب حكم القاضي في ما يسمى عندنا في مصر:


"لعبة القط والفار".


.


ثلاث سنوات......ورمضان يرتدي الملابس البيضاء مثل باقي المعتقلين كنظام مصلحة السجون في مصر، بينما الذين حكمت عليهم المحكمة وسجنهم القاضي يلبسون الملابس الزرقاء الكحلى .


.


سئم رمضان من غسيل الملابس البيضاء سريعة الاتساخ، وأراد أن يستبدل بها ثياباً زرقاء تتحمل العرق والغبار وتغسل على أوقات متباعدة...... فحدث الحارس بما فى نفسه وطلب إليه أن يتوسط له في ذلك عند السيد "مأمور السجن"


.


لكن الحارس قال له : "إن هذا لايصلح وهو من رابع المستحيلات "


قال رمضان : "ليه يا عم"


فقال الحارس: "علشان انت سياسي"

.
غضب رمضان.... وانفعل واستنكر.... وشجب واستهجن.... وقال في حدة : "أنا سياسي ...!!! شوف الحكومة بنت الـ .... بتقول عليا اننى سياسي !!!... أنا سياسي ؟؟؟؟؟!!!!! ....."


.

.

.

وابقوا معي؛

الأربعاء، يونيو 17، 2009

إن عـــادوا... فعد -7 لمة الملك ولمة الشيطان

إن عـادوا.... فــعـــد -7
.
.
لمـة الــملـك.. ولمـة الشــيطان


.
.عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

.

إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ، وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً، فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ: فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ، وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ: فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ اللَّهِ؛ فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ الْأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ثُمَّ قَرَأَ: { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ }..الآية
.
.
كنا قد حملنا نحن الخمسة إلى مكتب أمن الدولة بالفراعنة... عاد منهم إلى قسم الترحيلات ثلاثة..... حسين محمد.... وناصر كامل....... ومحدثكم.....، وأبقوا هناك اثنين....حمدى..... ولطفى..... كل قد قيدت يداه خلف ظهره وعصبت عيناه...... سبعة أيام كاملة...يلقى إليه رغيفان... وقطعة جبن أبيض أو قطعة حلوى... وزجاجة ماء... ويؤمر أن يأكل ويرتوى...... والحارس فى ذلك كله جليسه ونديمه.... فإذا أراد قضاء حاجته صحبه الحارس إلى هناك ... وظل الباب مفتوحا... فلاعورة هناك إلا العيون ولذلك يعصبونهما...... فإذا أراد أن يصلى صلى جالسا فالقيام ممنوع... والصلوات كلها سرا فالجهر بالقرآن ممنوع..... وإذا أراد أن يصبح صائما صام... وأحضروا له الإفطار والسحور.....تفك عصابة العينين وقيد اليدين كل يوم خمس دقائق يجلس خلالها إلى الضابط المحقق فيسأله عن معرفته بالإخوان فينكرفيعاد مرة أخرى إلى القيد... والعصابة..... سبعة أيام كاملة فى بدروم أمن الدولة.
.
.
كانوا قد ألقوا كل واحد منا فى زنزانة، وقضينا الأيام السبعة لانلتقى ولايرى بعضنا بعضا..... فلما أعادوا حمدى ولطفى جمعونا فى زنزانة واحدة مرة أخرى... كان كلاهما يعانى من احمرار والتهاب بالعينين.... والتهاب وتسلخ بصيوانى الأذنين..... كل ذلك من أثر العصابة التى عصبتهما بها... العصابة.
.
.
فى اليوم التالى لإعادة حمدى ولطفى كان قرار الاعتقال قد أعد وصار جاهزا... وتم ترحيلنا نحن الخمسة إلى سجن"طرة" بالقاهرة.... وصلنا هناك عصرا، وأدخلونا زنزانة ضخمة... شعرت لما رأيتها أن هؤلاء الطواغيت قد أعدوا العدة واستعدوا لحبس شعبنا كله... إذا يوما قال: "لا".
.
.
لم يكن بالزنزانة سوى خمسة من إخوان الشرقية... قاموا إلينا فصافحونا.... وسألوا: أنتم من "الإسكندرية"؟! قلنا: نعم!!... قالوا: وهل فيكم" فلان"؟! وذكروا اسمى...فقلنا نعم!! هاهو....... تعرفوا علينا وتعرفنا عليهم وأكرمونا إكراما بليغا... "كرم شرقاوى عظيم".
.
.
سألناهم بعد التعارف والطعام والشراب....من أين أتتكم المعرفة بأننا من "الإسكندرية " وأن فينا "فلانا" ؟!

.

قالوا من ههنا...وأخرجوا لنا جريدتين... جريدة "الوفد" التى تصدر عن "حزب الوفد"، وجريدة "الشعب" التى كانت تصدر عن"حزب العمل"..... فإذا فى كل واحدة منهما : "استغاثة ومناشدة إلى السيد رئيس الجمهورية بالتدخل لوقف التعذيب النفسى والبدنى الواقع على "فلان وزملائه"...... وكانت التى تستغيث هى نقابة أطباء الإسكندرية.
.
.
دب الخوف فى نفسى مرة أخرى، وتوقعت أن ندفع فاتورة هذه "الاستغاثة" .... وأنهم سينتقمون منا هنا فى "طرة"...... ثمنا لفضيحتهم.
.
.
مالبث الصبح أن بزغ حتى جاء رجال المباحث بالسجن فأخرجونا نحن الخمسة.... وساقونا إلى زنازين الحبس الانفرادى "التأديب".......... وألقوا كل واحد منا فى زنزانة... ومعه رغيف... وقطعة جبن أبيض.... وحزمة جرجير ذابلة ....... كنا قد أصبحنا صائمين... وكنت فى أول زنزانة ... وهناك سقط فى يدى.
.
.
برزت صور التعذيب وأحداثه أمامى مرة أخرى... ولكن بصورة أشد وأوضح من سابقتها...... نعم.... إن الحبس الانفرادى هو الخطوة الأولى: إذ يضمن لهم ألا يطلع على جريمتهم أحد، فإذا جن الليل.... سحبوا الضحية من زنزانته فلم يشعر أحد أنها أخذت..... فيفعلون بها ومعها ماشاءوا من الضرب والسحل والتعليق بالمقلوب وإطفاء السجائر فى أماكن متفرقة من الجسد.... ثم ضرب السياط..... والماء البارد...و....و....و...ثم يعودون به مرة أخرى إلى زنزانته فيلقونه فيها من غير أن يعلم أحد به.... إلا الذى خلقه.... ثم الذين عذبوه.
.
.
فكانت هذه.. لمــة شــيطان
.
.
تركتنى مفزعا مشتتا قد سرى الخوف فى كيانى كله حتى ماعدت أشعر بأعضائى إلا أنها تسقط وتنهار... وحتى بلغ ذلك منى غايته عند صلاة العصر..... فصليتها من غير أن أشعر بصلاة.....




.

ولكن الكريم أدركنى.....!!!
.
.
أليس هذا ضعف إيمان وقلة يقين.... ؟؟!!...... ألست كنت تسأل الله الشهادة وتحب الموت فى سبيل الله.... أليس لا يجد الرجل من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من "مس القرصة".....؟؟!!....... وأن ما كان دون القتل فهو -إن شاء الله- دون "القرصة" ....؟؟!!...... بشرط أن تخلص نيتك وتتوكل على الله.... وتصدقه.... أليس لايصيبنا إلا ماكتب الله لنا....؟؟!!..... هيا جدد إيمانك بلاإله إلا الله.
.
.
فكانت...... لمــة ملـــك
.
.
بدأ لسانى يتحرك بلاإله إلا الله ..... لكنه ثقيل بطىء.... ثم انتقلت إلى سبحان الله والحمد لله ولاإله إلا الله والله أكبر.... ثم إلى أدعية وأذكار.... ثم اقترب الغروب فتلوت ورد الربطة:
.
.
"اللهم إنك تعلم: أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك، والتقت على طاعتك، وتوحدت على دعوتك، وتعاهدت على نصرة شريعتك، فوثق اللهم رابطتها، وأدم ودها، واهدها سبلها، واملأها بنورك الذى لا يخبو، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك، وجميل التوكل عليك، وأحيها بمعرفتك، وأمتها على الشهادة فى سبيلك؛ إنك نعم المولى ونعم النصير"
.
.
استعدت بعدها عافيتى..... لكن فكرة التعذيب لم تبرح عقلى وفكرى.....و لكننى تحولت:

.

.


من الضعف والانهيار والتردى


.

إلى القوة والثبات والتحدى

.



حتى إذا لم يبق على الغروب سوى دقائق معدودات كنت فى أوج استعدادى وتمام عافيتى، فحدثت نفسى بالصبر والاحتساب وعظيم الأجر وحسن الثواب..... وأن هذه بداية الطريق نحو...

.




"وأمتها على الشهادة فى سبيلك"
. .....
.
هنا سمعت صوت أقدام.... ثم صوت المفتاح يدار فى باب زنزانتى... فقلت فى نفسى : هاهو قد جاء.... وأنا لاأعنى إلا الموت... فوثبت من مكانى... وقفزت نحو الباب.... وليس فى نفسى إلا أننى أستقبل الموت .... وكانت أسعد سعادة سعدتها فى حياتى... أن أستقبل الموت!!...... فإذا به السجان يحمل صينية ضخمة عليها مالذ وطاب من الطعام والشراب والفاكهة...... قال: إخوان الشرقية يسلمون عليك ويسألونك الدعاء... قلت: أنا هنا وحدى وباقى الإخوان فى الزنازين الأخرى .... كيف أوصل لكل واحد منهم نصيبه؟؟؟!!!!......

.

قال:

.

"ماتقلقش ياباشا"...."كل واحد راحت له صينية زى دى"

.

.

فنظرت فإذا أربعة رجال آخرون.... كل واحد منهم يحمل صينية ويتجه نحو زنزانة.... بها إن شاء الله:.
.
لمـة... مـلك


.

لا لمة شيطان
..

.
وللحديث بقية.





.

الجمعة، يونيو 12، 2009

إن عادوا ..... فعد ( 6 ) قصة التزامى
























إن عادوا .... فعد ( 6 )


.


.




قـصـة الـتـزامـي ... !!!


.



.


أوقفني في فراغ .. وقال: مكانك ... إوعى تتحرك


جاء رجل آخر وأمسك بتلابيب ثيابي من ناحية القفا .. ودفعني دفعة قوية ...


"امشي " .... مشيت


"اجري" .... جريت


الجو بارد جداً ... حسبت أنى أجري على سطح هذا المبنى وسولت لي نفسي ... أو شيطاني أن هذا الرجل الذي يدفعني إنما يدفعني نحو حافة السطح وأنه سيلقيني من هناك .. فتثاقلت وتثاقلت قدماي .... وتخيلت نفسي أسقط من فوق السحاب ... على الأرض فأصير مِزَعاً وأشلاء .. فكبحت ... فدفعني دفعتين قويتين من الخلف وأغلظ لي القول ... "امشي " .... "اجري"


.


تذكرت في نفس الوقت أنني كثيراً ما سألت الله الشهادة .. وأن الشهيد لا يجد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة ... فقلت في نفسي : "اللهم إن كان قتلاً فاجعله "كمس القرصة" وإن كان دون القتل فاجعله دون "مس القرصة" ..... ذهب خوفي ووجلي وانطلقت أكاد أسبق ذلك الذي يدفعنى .. حتى كان هو الذي يكبحنى ...


.


قف ... وقفت


شمال ... يمين ... امشي ... اجلس


فوجدتني أجلس على كرسي ... معصوب العينين مقيد اليدين .


.


.


جاءني صوت: "إيه الدم اللي على هدومك ده"


فقلت: ليس هناك دم على ملابسي


قال: لا.. بل هناك دم على ياقة الجاكت


قلت: ربما يكون شيء آخر .. لونه لون الدم .


.


والله ماكنت أدري أنه يلعب بأعصابي من أول لحظة .. وكنت أرد ببساطة وبثقة .. أظنه صادق .. وأنه تخيل دماً على ملابسي .... أراد أن يهزمني من أول جملة .. فهزمه الله بها .. وارتدت في نحره .. فكان بعد مهزوزا ً متعلثماً .. وكنت في عافية أجدني الآن أحوج ما أكون إليها وأنا في بيتي ... وعلى فراشي .


.


.


ثم توالى التحقيق: اسمك .... سنك .... وظيفتك .... عنوانك ....

.

.




احكِ لي قصة التزامك !!!


.


.




فصحبته في قصة طويلة .. كيف أنني نشأت في أسرة متدينة ... وكيف كان والدي يصحبني إلى المسجد منذ الصغر .. وكيف شاركت في بناء مسجد النصر وحملت حجارته على كتفي وأنا ابن تسع سنين ... وكيف أنشأ الأهالي في المسجد جمعية خيرية ... وكيف سارع أبي بتسجيل أسمائنا جميعاً ونحن لا نزال أطفالاً ... وكان يسدد لنا اشتراكاً شهرياً ... وكيف أوصانا أن نظل أوفياء لهذه الجمعية ... حتى بعد موته ... ولا أزال أنا وإخوتي أعضاء بهذه الجمعية حتى الآن ... ولا نزال نسدد اشتراكاتنا الشهرية بانتظام ....

.


"وتوتة...... توتة ..... خلصت الحدوتة"

.


قال: وماذا بعد ...... قلت: ليس بعد . لازلنا أعضاء في جمعية التضامن الإسلامية الخيرية بمسجد النصر بالورديان ولازلنا ندفع اشتراكاتنا ......


.


لم تعجبه القصة مع أني والله صادق في كل ما قلت .... لكنه كان يريد قصة أخرى ... دونها بذل النفس ... وجريان الدم ... ونزع الروح .


.


سألني بعدها عن بعض الإخوان ... فأنكرت معرفتي بهم أو صلتي بأحدهم ...


فقال في حدة: أنت تهزأ بي ... وتستخف بي وسوف ترى عاقبة استخفافك ...


.


دعا أحد رجاله وقال له : خذه .


.


أخذنى ففك قيد يدي ... فظننت أنه سيفك العصابة التي على عيني أيضاً ... فإذا به يقول لي : اخلع ملابسك ... فجعلت أخلع .


وبينما كنت مشغولاً بخلع ملابسي ... اقترب مني ذلك الرجل وهمس في أذني: "إنت ماسكينك بإيه ؟" .... يقصد"ماجريمتك؟".


فقلت: أنا ممسوك بالإسلام ... فارتجف صوته وارتعش وقال: "ادعى لي ياعم ... ادعى لى اطلع من هنا بقى ".


وجعل كلما خلعت قطعة .. قال :اخلع .... اخلع .... حتى إذا بقيت قطعة .... قال: كفى ..... فحمدت الله على أن بقيت..


قيد يدي مرة أخرى خلف ظهري ... وأعادنى إليه بنفس طريقة الدفع من الخلف .. ولكن هذه المرة من القفا مباشرة ... بغير تلابيب .

.


قـف .... وقـفـت .

.


لم أسمع صوتاً... وإنما جاءتني لكمة قوية من الأمام في كتفي ... ثم لكمة أخرى من الخلف .... ثم ركلة في بطني ... أدركت أنها خفيفة ... وأنها "تهويش" ....فسررت وحمدت الله ... ثم بدأ يسأل وهو يضرب .. فلم أهمس "ببنت شفه".... كما يقولون .

.


دعا بصوت : هـــــــــــــات الطنجرة .

.


أدركت بعد ذلك أنها شيء يشبه بطارية السيارة ... وأنها هى التي كهربني بها في مواضع متفرقة من جسدي ... لم أكن أشعر بألم ... وإنما شعرت كأن أحداً "يزغزغنى" ... ولكنها "زغزغة" من النوع .... الثقيل .


.


قال أثناء ذلك ألفاظاً قبيحة وكلاماً فارغاً كثيراً ... مايسرني أن أعيده لك.... ولا يسرك أن تسمعه ....


.


وفي النهاية دفعني دفعة قوية جداً من الأمام وفي كتفي كليهما ... وبكلتا يديه ... أدركت معها أنني سأسقط على ظهري محطماً ... فإذا بى أسقط جالسا على كرسى.... فأدركت أن الرجل لا يزال .... خائفاً ... وأنه لايزال... يهوش


أو هكذا ظننت ...


لكن الحقيقة التي لا مراء فيها :

.

.


أن الله سلًّم .


.


.

والبقية تأتي ؛

الاثنين، يونيو 08، 2009

إن عادوا.... فعد -5 تحت السلم

إن عادوا.... فعد -5








تحت السلم









بتنا ليلتنا تلك فى قسم شرطة الترحيلات، وقضينا العيد هناك.... لاندرى ما يفعل بنا..... إلا أن زنزانتنا يفتح بابها فيدخل إلينا الطعام....... أو ندق بابها إذا رغبنا فى قضاء الحاجة!









كانت الزنزانة ضيقة جدا، ومتسخة جدا..... وعفنة جدا..... قمنا بتنظيفها ومسحناها بالماء وافترشنا فيها بطانية ثرية!!!! فلما جاء الحارس الذى أدخلنا فيها الليلة الفائتة ونظر إليها وإلينا قال: "دى بقت جنة"... فألهمتنى تلك العبارة قصيدة الزنزانة.





مرت أيام العيد الثلاثة ولياليها..... وكان الأستاذ "حسين محمد" عضو مجلس الشعب الآن عن دائرة قسم مينا البصل... كان الوحيد بيننا الذى سبق اعتقاله...... فكانت له خبرة بالتعامل مع الحراس والمخبرين وخلافه...... كما كان يثبتنا ببعض العبارات القوية التى تملأنا إيمانا فكان يذكر بيتا للقرضاوى:









أمس مضى واليوم يسهل بالرضا




وغدا فى بطن الغيب شبه جنين




.





وكان يكثر أن يقول: "نحن فى قبضة الله"... فأضفت إليها: "متى شاء أطلقنا"..... فكتبناهما على جدران الزنزانة... حتى كان رابع أيام العيد وبعد صلاة العشاء: فتحت الزنزانة!!!!!!!!!






أعداد ضخمة من الضباط والمخبرين والجنود....وجوه غريبة وملامح قاسية.... كانها الأقنعة التى يصنعها البشر..... وليست الوجوه التى خلقها رب البشر.






أخرجونا الواحد تلو الآخر...وكلما أخرجوا واحدا وضعوا يده فى الحديد بيد شرطى.... ومن قسم الترحيلات إلى مكتب أمن الدولة بشارع الفراعنة!!!!!!!!!






وهناك عصبوا عيوننا وعقدوا أيدينا خلف ظهورنا.... وأجلسونا "تحت السلم" لفترة طويلة جدا... معصوبى العيون.... معقودى الأيدى خلف الظهور..... التى انحنت وتقوست ..... "تحت السلم".








كانت أشبه بليلة "القبر" حولك أناس لاتدرى من هم...... ولكنك تسمع همسة تضرع..... أورنة قرآن..... أوغًنة حزين.... وتسمع أيضا ألفاظ السباب...... وركلات الأقدام لكل من تسول له نفسه أن يهمس لمن بجواره.





تذكرت قصص التعذيب التى كنا نقرؤها فى بعض كتب الإخوان...... أو سمعناها ممن مروابمحنة 1954 أوبمحنة 1965فى سجون جمال عبدالناصر...... وكيف ثبت كثيرون...... وكيف ضعف بعضهم فدل على إخوانه، فعمت الطامة وعظمت البلوى.









خشيت جداً أن أضعف...... فأسىء إلى نفسى أو أسىء إلى أحد من إخوانى.... واهتممت لذلك كثيرا، فجعلت أردد كل الأدعية التى أرى أن معناها يدل على ما فى نفسى....... حتى تذكرت دعاءً


.





نعم... كنت أحفظه قبل أن أعرف "الإخوان"، من جملة أدعية وأذكار الصباح والمساء، لا أذكر فى أى كتاب قرأته..... فلما عرفت "الإخوان" وصرنا نتلو أذكار الصباح والمساء من كتاب "المأثورات"..... نسيت كثيرا من الأذكار الأخرى والتى ليست ضمن كتاب "المأثورات".




.كان آخر عهدى بهذا الدعاء سنة 1978 ونحن الآن فى 1998..... عشرون عاما مرت ولم ينطق لسانى به، والآن أنا أحوج ماأكون إليه..... ربما لأنه الوحيد الذى يعبر عن حالى، ويصف رغبتى..... إنه يحوى المعنى الذى أريده.




.



.شغلت بتذكر هذا الدعاء عن كل ماحولى..... عن نفسى .....عن إخوانى...... عن التعذيب المرتقب...... عن يداى المعقودتين وعيناى المعصوبتين وظهرى الذى تقوس وانحنى.... "تحت السلم".









ظللت أدعو الله أن يذكرنيه....وأعصف ذهنى.... لأستحضر بعض كلماته ومفرداته......حتى أحضرت....... ثم عصف آخر لاستحضار بعض الجمل والتراكيب..... حتى أحضرت........ ثم فتح الله لى فتحا فجرى الدعاء على لسانى وكأنى ماأغفلته يوما:










"اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شىء ومليكه، أشهد ألا إله إلا أنت، رب أعوذ بك من شر نفسى، وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسى سوءا أو أجره إلى مسلم."








نعم هذا الذى كان يؤرقنى: "أن أقترف على نفسى سوءا أو أجره إلى مسلم".



فرحت كثيرا أن وفقنى الله لتذكر هذا الدعاء..... وظللت أردده مرارا..... ثم أتلو شيئا من القرآن...... ثم أردد الدعاء..... وكنت أقدر الوقت الذى يمضى بعدد الأرباع القرآنية التى أقرأها..... كل ربع يستغرق حوالى خمس دقائق.






بعد حوالى ثلاث ساعات..... جذبنى أحدهم من كتفى كليهما وقال همسا: قم... قم... وظل يصعد بى درجا عاليا حتى ظننت أنى قد بلغت السحاب.






. وللحديث بقية


تعقيباً على الخطاب الذي ألقاه أوباما بجامعة القاهرة



السلام عليكم ورحمة الله ...وبعد


فقد أراد الشيطان يوما أن يقرأ القرآن....


فجمع الناس وحشدالحشود.


ونادى مناديه فى الناس أن أنصتوا لعلكم..." ترجمون" "بالجيم طبعا


"فلما "استعان" "بالنون طبعا" بسائر الشياطين قال:


ياأيها الذين آمنوا لاتقربوا الصلاة.... ثم سكت بعدها وقال:


هل سمعتم يامغفلون؟؟؟؟!!!


دمتم


ودام الشيطان قارئا للمغفلين.



الثلاثاء، يونيو 02، 2009

إن عــــادوا.... فعــــد -4 التحقيق









التحقيــــــــــق











أنكر الثلاثة قبلى إنكارا كاملا جريا مع وجهة النظر الرسمية... حتى إن وكيل النيابة كان فى كل مرة يبتسم ابتسامة ساخرة ويقول:








"إمال جايبينك ليه"!!! ومرة يقول: "يبدو أنك أتيت من كوكب غير كوكبنا"... وهكذا.











وجاء دورى فذكرت اسمى ومابلغت من عمرى ومهنتى وعنوانى... وتحدثت عن الإسلام كفكرة إصلاحية شاملة تتناول مظاهر الحياة جميعا وتفاخرت بنسبتى إليه وعبرت عن رغبتى فى أن أموت ليحيا دينى..... ليس فى هذا جريمة ، وليس هو مما ينكر.






.






ثـــم دار التحقيــــــق










تعرف حسن البنا؟؟






حسن البنا: شمس.... من منا لا يعرف الشمس!!










متى عرفته؟؟






وهل يذكر الإنسان متى عرف الشمس!! أو من الذى عرفه بها..... إن حسن البنا حقيقة من حقائق التاريخ... ورمز من رموز الإسلام ومن دعاة الإصلاح السياسى والاجتماعى كما أن الشمس حقيقة من حقائق هذا الكون.











نعم، هذا صحيح... ولكن لابد للمعرفة من مصادر...... فما مصادر معرفتك بحسن البنا؟؟






قرأت مذكراته فى كتاب "مذكرات الدعوة والداعية".. وقرأت مجموعة الرسائل التى ألفها وهى عبارة عن خطبه التى كان يلقيها فى الجماهير فى مؤتمرات عامة ومناسبات إسلامية.... وكلها كتب منشورة وتوزع فى المكتبات العامة والخاصة... ولا يسع أى مثقف فى مصر أن يكون مثقفا من غير أن يقرأعن: حسن البنا..... لقد كنت فى زيارة لمعرض الكتاب الدولى بالقاهرة ورأيت كتبا عن حسن البنا كتبها علماء ومؤرخون أوروبيون بلغات أوروبية إنجليزية وفرنسية











هذا صحيح ولكن لابد أن شخصا حدثك عنه يوما من الأيام... أو أنك تحدثت مع غيرك بشأنه...!!






نعم هذا صحيح... حدثنى عنه جدى رحمه الله.











وهنا ضجت القاعة بالضحك.... فتركت النائب والتفت إليهم" علام تضحكون!!... إنى والله لصادق فيما أقول.. ماكذبت فى حرف واحد.











خيم على الجميع سكون... حتى النائب.... صمت قليلا ثم استدرك:






هل كان جدك مؤرخا؟؟






نعم، كان رحمه الله مؤرخا.... وأديبا.... وشاعرا..... وفقبها.











كان موسوعة!!






نعم، هكذا كان..... رحمه الله رحمة واسعة.










وماذا قال لك جدك عن حسن البنا؟؟






قال إنه كان رجلا مسلما مجاهدا يحب بلده ويتفانى فى خدمتها ورفعة شأنها ويكره الاستعمار والإنجليز... وأنه ظل يعمل على نشر فكرته الإصلاحية بالحكمة والموعظة الحسنة حتى أردى قتيلا فى ميدان فكرته.










وهل وجدت فى الإخوان رجلا مثل حسن البنا؟؟






لا أعرف الإخوان.











فضحك الجميع مرة أخرى..... ولكنى لم ألتفت إليهم هذه المرة... ولم أضحك.... لكن النائب هو الذى نظر نحوهم.... وضحك.











إذا أنت تعرف الشمس.






نعم







وأكيد تعرف القمر!!






بالتأكيد!!








والنجوم أيضا!!






لا... معرفة النجوم تحتاج إلى عالم متخصص فى علوم الفلك.. أو على الأقل "واحد منجم"..... وأنا لست هذا ولا ذاك.







تعرف "جمعة أمين"؟؟...... كان الأستاذ جمعة أمين وقتها عضو مكتب الإرشاد .






فتساءلت فى سذاجة: من جمعة أمين هذا!!!







فأشار إلى اللوحة الخشبية على مقدمة مكتبه... وكان اسمه: "أمين"... ولم أكن قد انتبهت إلى هذا..... أشار إلى اللوحة وقال: ابنى جمعة!!! ماتعرفوش؟؟؟






فقلت بمنتهى الجدية والصرامة: ربنا يبارك لك فيه ويحفظه.....







فكان الضحك هذه المرة أبلغ منه فى سابقتيها... لكننا لم نضحك.. لاأنا ولا هو...








.وهكذا سار التحقيق .... كلما حاورنى فيما هو عام حاورته .... فإذا سألنى عن خاص راوغته...... وفى النهاية صافحنى وقال: أشكرك على شجاعتك وأدبك"








.انتهت التحقيقات... وصدر قرار النيابة بإخلاء سبيلنا نحن الخمسة..... فرحنا وهللنا وكبرنا.. وظننا أن سنصلى العيد غدا إن شاء الله مع أهلينا وإخواننا وذوينا ....... فهل باترى حدث ذلك!!!!!







هيهــــات .... هيهــــات..... هيهــــات..






.








وللحديث بقية.