الأحد، يونيو 29، 2008

وجهة نظر ... أم سيد قراره !!

وجهة نظر ... أم سيد قراره !!

وجهة نظر ... تفرضها السلطة
أم تستند إلى الشرع
وتخضع لموازين المصالح والمفاسد!
عندما أشار الحباب بن المنذر على النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وأراد أن يقدم رأيه المؤسس على الخبرة والحنكة العسكرية ؛ أراد أن يستوثق أولا ً من أمر غاية في الأهمية .
هل القضية " رأي " أم " وحي "؟!
فلما أدرك أنه " الرأي" وليس "الوحي " قالها حازمة جازمة :
"إذن ليس هذا بمنزل "
ويمضيه النبي صلى الله عليه وسلم
وعندما استشار النبي صلى الله عليه وسلم السعدين في الأحزاب في إعطاء غطفان ثلث ثمار المدينة على أن ترجع غطفان ومن معها ليخفف الوطأة على المدينة ..
سأل السعدان النبي صلى الله عليه وسلم :
أهو وحي أوحاه الله إليك ؟!
أم هو شيء تحبه نصنعه من أجلك ؟!
أم هو أمر تصنعه من أجلنا ؟!
قال : بل هو شيء أصنعه من أجلكم ؛ إني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كل جانب .
هنا استبان الأمر وتكشفت القضية .. فجاء الرد في صورة قرار ليس من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما منهما :
" والله لا نعطيهم إلا السيف "
ويمضيه النبي صلى الله عليه وسلم
قد تختلف وجهات النظر لاختلاف الأهواء تبعا ً لاختلاف المصالح ؛أولخفاء بعض الحقائق وعدم إدراك الواقع كلاًً أو جزءا ً، أو لغياب الفقه أصولا ً أو فروعا ً .
ويبقى القرار لمن بيده القرار
فإذا انتفى ذلك كله تقاربت وجهات النظر حتى تكاد تتطابق وقد تنطبق .... فتكون وجهة النظر هي القرار .
وإذا وجد بعض ذلك .. كانت الأزمة .
فإذا وجد كل ذلك .. كانت الكارثة .
فتكون وجهة النظر ربانية ولكن القرار سياديا ً .. فيتغلب القرار .
**************
مثال : يقول

في مارس 1997
كان ولدي صاحب الخمسة عشر عاما ً قد قارب ختام القرآن ، وكان "حصري" التلاوة "منشاوي" الأداء . التحق الولد بإحدى حلق القرآن بالمسجد ... لم يكن مسؤول الحلقة على المستوى اللائق ، وكانت أخطاؤه في التلاوة من قسم اللحن الجلي . اشتكى الصبي عدة مرات وحاولت إقناعه بالاستمرار والتصبر فلربما يأتي لاحقا ً من هو أجود منه ولكن دون جدوى .

ذهبت إلى المسؤول وقلت له : إن أخطاءك في التلاوة ستؤدي إلى تفلت الأولاد المهرة من الحلقة وإنه بإمكانك أن تدع أحد هؤلاء يقرأ القرآن ، ويردد خلفه الباقون ، ويكون هذا هو دوره فقط ، ولك باقي الأدوار من تحديد الزمان والمكان وإدارة الحلقة وتهذيب الأولاد وتربيتهم .
قال : إن هذا سيؤدي إلى كثير من السلبيات في شخصية الطفل فينشأ متكبرا ،ً وقد يلحقه الغرور، ثم لا يصل بعد أن يكون سميعا ً مطيعا ً.
قلت : إذا ظهر مثل تلك السلبيات فيمكن التعامل معها ومعالجتها أولا ً بأول .
قال : هذه وجهة نظرك .. والذي أقوله هو النظام .

وخرج الولد من الحلقة .. ولمّا يعد ....

في مارس 2008
ذكرت هذه الواقعة لأحد المسؤولين فقال : نعم كانت هذه الرؤية يعمل بها قديما ً أما الآن فنحن نعتمد مبدأ :
" التربية من خلال التوظيف "
ولو جاء ولدك الآن لصنعنا معه مثل ما رأيت أنت منذ إحدى عشر عاما ً .
*****
ترى كم من المهرة تفلّتوا.... وذهبوا ... ولم يعودوا ...
في هذا العقد من الزمان


والسبب :
سيد قراره
وللحديث بقية

هناك تعليقان (2):

م/ أحمد مختار يقول...

دكتورنا الفاضل

حقيقة اخذت جولة في بستانك الزاهر فلم ار الا علما غزيرا كما عودتنا وفهما دقيقا كما الفنا وبصيرة ناقدة ، تجولت بين التدوينات وكاني اتجول في بستان زاخر فجزاك الله خيرا .

وهذه التدوينة اشتممت فيها رائحة النقد العلني ، وهي قضية تشغل كثير من شباب الاخوان وخاصة المدونين ، فاستفادة من علمكم الغزير لو جعلت التدوينة القادمة عن النقد العلني مؤصلا ومبينا الاداب والمنهج .
هذا رجاء لان الحيرة والاختلاف اصبح متباينا في هذه المسالة وجزاكم الله خيرا.

د.توكل مسعود يقول...

أخي الحبيب : م/ أحمد مختار

جزاك الله خيرا ً على مرورك الكريم .. وأعدك بالكتابة في الموضوع الذي طلبت قريبا ً إن شاء الله ...