الخميس، يونيو 26، 2008

يا صاحب المسبحة .... :)

يا صاحب المسبحة

حتى لا تتحول المسبحة إلى :
" مِسرحة "
أو " مِشغلة "
أو " مِلهاة
"


لا أعيب حمل المِسبحة على من يعد عليها تسبيحه وأوراده إن كان مسبحا ً، ولا أثير آراء المختلفين وغبار المتناطحين في قضية المِسبحة بين السنة والبدعة ، ولكن أثير قضية الجدية والصدق ، وتحركني المعاني التي في حركات الأصابع أكثر مما يحركني المعنى الذي في المفردات والتراكيب مما يتفوه الناس به .
ففي بعض الأوقات تكون مجرد رؤية المسبحة تنغيصاً وتكديراً... فمثلا ً: من أول صعود الإمام على المنبر حتى التسليم من الصلاة ؛لا وقت ولا حضور للمسبحة ...اجمعها من فضلك وألقها في جيبك، ولا تخرجها إلا بعد الصلاة لتثبت أنك رجل معاني ولست رجل " حركات " .

إني لأرى الرجل أعرفه يحمل في الدعوة ألقابا ، أو في العلم مراتب ، أو في وجاهة الدنيا مناصب وكراسي ... أراه يحتسي الشراب أو يرتشف العصائر، أو يحادث غيره، أو يستمع إلى محدث ؛ بينما أصابعه تحرك حبات المسبحة، أو يجلس ناصباً ركبته ماداً يده فوقها وقد تدلت منها مسبحته، أراه كذلك فيسقط من عيني ، ويفقد معاني كل ما يحمل من ألقاب وأوصاف كما فقد التسبيح الآن معناه ولم يبق منه إلا حركة الأصابع وصوت الحبات تنزلق .

أحدهم يقول: إنها عادة وحركة لا إرادية ؛ لكنها لا تشغلني عن الإنصات لمحدثي ولا عن متابعة حديثي .
أقول : إن النبى صلى الله عليه وسلم اعتبر مس الحصى لغواً يبطل الجمعة، حيث حضر الجسد وغاب القلب الذي يعقل ، ثم إنه من آداب المجالس الإنصات إلى المتحدث وعدم التشاغل عنه،"ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه....." (سورة الأحزاب،الآية:4)
وأخيراً: فإن الأصل في حركة الأصابع أنها إرادية وأنها بنية، وكل عضو إرادي يتحرك حركة لا إرادية فهو عضو مريض .. هذا في قانون الطب والصحة النفسية والعصبية .
والله من وراء القصد

ليست هناك تعليقات: