المسألة السودانية... والبلطجة الأمريكية.
فى الرابع من شهر مارس الجارى صدر قرار" المحكمة الجنائية الدولية" باعتقال الرئيس السودانى "عمر حسن البشير" لاتهامه من قبل المحكمة المذكورة بارتكاب جرائم حرب فى صورة إبادة جماعية وتطهير عرقى ضد المتمردين فى دارفور.
.
.
"المحكمة الجنائية الدولية" هى "الولايات المتحدة الأمريكية" أو "عصابات السطو الأمريكية" كما أحب أن أسميها" و"أمريكا" هى" مجلس الأمن"، و"مجلس الأمن" هو"إسرائيل"، وقد صرح "باراك حسين أوباما" رئيس "عصابات السطو الأمريكية" -أسود القلب- أن "أمن إسرائيل" هو "أمن واشنطن"، وهى أول مرة يصرح فيها رئيس أمريكى بهذا الوضوح أن "إسرائيل" هى "أمريكا" وأن "أمريكا هى إسرائيل".
.
.
"الحكومة السودانية" أتت من أول يوم مخالفة للرغبة الأمريكية والخطة الإسرائيلية لتفتيت "السودان"، فقد كانت القوات المتمردة الآتية من الجنوب بزعامة "جون جارانج" على مشارف الخرطوم قبل قيام الثورة بأيام، وكان "جون جارانج" قد أعلن لجنوده محفزا ومشجعا أن نساء "الخرطوم" حل لهم حال دخولهم إياها.
.
.
استطاعت "ثورة الإنقاذ" دحر قوات "جون جارانج" وفر الكثيرون منهم بما فيهم قياداتهم إلى الدول المجاورة.
.
.
لم تستطع "أمريكا" إرغام أنف "السودان"، فلجأت إلى العقوبات الاقتصادية من ناحية وإلى إثارة النعرات العرقية والدينية من ناحية أخرى فأثارت الجنوب الوثنى المسيحى، وأغرت ضعاف النفوس من الذين يحملون أسماء المسلمين فى "دارفور"، وحركت "أبناء النوبة" فى شمال السودان وجنوب مصر.
.
.
"أمريكا" تريد تقسيم "السودان" لإضعافه..... نعم.
لنهب ثرواته وبالذات البترول واليورانيوم... نعم.
للسيطرة على منابع النيل..... نعم.
للحيلولة دون قيام دولة قوية فى هذه المنطقة تتمتع بأراض عالية الخصوبة يكفى إنتاجها لإطعام الدنيا كلها، سماها خبراء الإنتاج الزراعى: "سلة غذاء العالم".... نعم.
.
.
إن "أمريكا" تريد إثارة الفتن فى بلاد المسلمين وإغراق هذه البلاد فى حروب مستمرة تضمن لأمريكا ولإسرائيل دوام ضعف هذه البلاد من ناحية وانشغالها عن قضيتها الأصلية وهى قضية فلسطين من ناحية أخرى.
.
.
ماأسهل أن تثار الفتنة فى "مصر" وفيها أقلية مسيحية يتطلع "قساوستها وكهانها" إلى إقامة دولة مسيحية فيها تكون عاصمتها "الإسكندرية" ... يعنى احنا هنبقى من سكان العاصمة.... فى المشمش.... على رأى بيرم المصرى.
وفى مصر أيضا جماعة عرقية مهضومة الحق مهانة فى الإذاعة والتلفزيون غرقت بلادهم فى جنوب أسوان عند بناء السد العالى وتمزقوا كل ممزق وهم اليوم ينادون بأبسط حقوق الآدميين ألا وهم أبناء النوبة.
.
.
وماأسرع أن تثار الفتنة فى "الجزيرة العربية" وبها أقلية "شيعية" تتركزفى مدينة النبى صلى الله عليه وسلم وعلى الشاطىء الغربى للخليج العربى... أو الفارسى كما تسميه "إيران"...... وبالذات فى مدينتى "الإحساء" و"الهفوف"، وقد حدثت منذ أسبوعين أحداث عنف ومصادمات بين الشيعة والشرطة فى المدينة المنورة.
.
.
وماأسهل أن تثار الفتنة فى "تركيا" التى أصبحت حكومتها ترنو نحو الإسلام وتترس بالشعب المسلم فى مواجهة الجيش العلمانى ولم يعد الجيش قادرا على الإطاحة بالحكومة فى ظل سياسة ذكية حرمت الجيش من مبررات الإطاحة بها..... وفى "تركيا" جماعة عرقية كردية تمثل نحو عشرين بالمائة من سكان تركيا يتطلعون دوما إلى لم شملهم فى دولة واحدة "كردستان" والتى مزقها الإنجليز بين ثلاث دول هى العراق وسوريا وتركيا،... البرلمان التركى يمنع التحدث تحت قبته بغير اللغة التركية... منذ أسبوعين قام أحد النواب الأكراد ليتحدث فى البرلمان... بدأحديثه باللغة التركية ثم انتقل فجأة وبدون مقدمات إلى اللغة الكردية فثار البرلمان التركى ، وقام باقى النواب الأكراد وعددهم عشرة نواب ليدعموا أخاهم الكردى... أليست هذه بداية فتنة؟.
.
.
وماأسهل أن تمد أمريكا الأقليات المتمردة بالمال والسلاح، وماأكثر الخائنين الذين يرحبون بذلك ويتنادون إليه. والمقابل أن تضع أمريكا بعد ذلك أقدامها وتحط رحالها فى تلك البلاد بدعوة من أبنائها وبترحيب شديد من أهلها،... ولا حرب ولادياولو.
.
.
فإذا أراد حكام بلاد المسلمين قمع الفتنة وإخماد نارها... فقاتلوا المتمردين وشردوا العملاء والخائنين وأدبوا المارقين وصمموا على حماية دولهم من التفرق والتشرذم.... إذا أرادوا ذلك اتهمتهم "أمريكا" التى هى "محكمة الجنايات الدولية" بالإبادة الجماعية والتطهير العرقى وصدر قرار باعتقالهم، وأصبح حكام المسلمين بين شقى الرحى، أوبين خيارين أحلاهما مر، أو بين نارين.... إما المضى قدما فى قتال المتمردين والمارقين حفاظا على وحدة الأمة ثم تعرضهم للاعتقال والمحاكمة، أو الرضا بالأمر الواقع والخضوع للعملاء والخونة والاستسلام للمنشقين والقبول بتقسيم البلاد، ذلك المسلسل الذى ماإن يبدأ حتى يستمر كالمتوالية العددية.. فالواحد يصير اثنين... والاثنان يصبحان أربعة... والأربعة يمسون ثمانية ... وهلم جرا... وسحبا.
.
فما هو الحل.....؟!
. .
هذا ما سوف أسمعه منكم إن شاء الله.