أيها الفنان .... ماذا لو حلمت ؟! (3)
من الخيال.... إلى الواقع(2)
الطـــــــــــــــــــــــــــــابور(2)
مهداة إلى... بيرم المصري.... أكون أو لا أكون...أبو نظارة .... البحر.... لكل الناس..... عالم حبيب.... لازم نتغير..... بورسعيدي..... محمد الجرايحي.... أنفاس الصباح ... أحمد بسام ... بحب كل الناس ... الهمام ....م /الحسيني لزوم .... أحمد القبرصي .... اوعى تفكر .... وغيرهم ممن لاتحضرنى أسماؤهم .
محروس: والله يا بني لقد ارتحت إليه ولمست في حديثه الصدق، وفي نظراته والتفاتاته أدب وخشوع.
أم محفوظ: اذهب يا بني... والتجربة خير برهان.
محفوظ: وماذا تصنع خمسة جنيهات وقد أنفقها جميعاً في يوم واحد.
محروس: لا تنظر إلى الخمس جنيهات؛ ولكن انظر إلى الفراغ الذي ستملؤه، فهو مكسب آخر... فإن الفراغ في حد ذاته مفسدة.
أم محفوظ: كما أنك ستتعلم حرفة ترتزق منها، وسوف يزيد أجرك كلما تعلمت وأتقنت وتسببت في نجاح الدكان وزيادة دخله.
محروس: كما أنك من خلال العمل ستتعرف على أناس كثيرين.... وستقيم معهم علاقات ينفعك الله بها، ولا تنس أن معرفة الرجال كنوز.
محفوظ: ولا شك أن هذا كله سيجعل لي قيمة ضخمة بين الناس فيكون لي قدر وشأن.
محروس: نعم يا بني، بارك الله فيك، غداَ إن شاء الله تذهب إلى عم صابر... ولا تنس أن تأخذ حذائي معك لإصلاحه.... فقد تحملني طويلاً وأرهقته كثيراً.
في اليوم التالي ؛ انطلق محفوظ إلى دكان عم صابر الاسكافي.
محفوظ: السلام عليكم.
صابر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
محفوظ: أنت عم صابر؟
صابر: نعم.
محفوظ: أنا محفوظ...... ابن الحاج محروس.
صابر: أهلاً أهلاً..... أنت محفوظ..... وأبوك محروس... ماشاء الله.... ماشاء الله.
سأعطيك مفاتيح الدكان لتفتحه كل يوم..... في الساعة التاسعة صباحاً، وتقوم بكنس المحل.... وتنظيف الفاترينات... وأنا آتي في العاشرة،.... وعلى الله رزقي ورزقك.
وبينما هما يتحدثان إذ دخل صبي فألقى السلام.
صابر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الصبي: هذا حذاء المعلم عبدالجبار..... صاحب المخبز..... يقول لك: أصلحه.. ونظفه.... يريده جديداً لامعاً.
عم صابر يتناول الحذاء.... ويبتسم في وجه الصبي: يا بني..... نحن نأتي إلى المخبز ونقف الساعات الطوال لنحصل على الخبز، وهذا الولد "محفوظ" يعمل عندي.... وأبوه رجل مسن لا يقوى على الوقوف في الطابور.... بهذه الصورة المملة......أنا أحتاج خمسة عشر رغيفاً، وهو أيضاً يحتاج لمثلها.... فلا داعي لأن يتعطل رجلان من أجل ثلاثين رغيفاً.... هو يأتي يوماً... وأنا آتي يوماً..... وفي كل يوم يحمل أحدنا ثلاثين رغيفاً..... ما رأيك؟
الصبي: ولايهمك يا عم صابر... أرسله إلي كل يوم... وأنا أعطيه ثلاثين رغيفاً.
يؤذن المؤذن لصلاة الظهر.... فيردد عم صابر الأذان، ويتهيأ للخروج إلى الصلاة.
صابر: هيا بنا يا محفوظ.
محفوظ: اذهب أنت يا عم صابر، وأنا سأصلي في المحل ليبقى مفتوحاً.
صابر: يا بني.... أنا أغلق المحل من أجل طابور الخبز... أفلا أغلقه من أجل الصلاة؟!... ثم اعلم يا بني أن الله لا يبارك في عمل يشغل صاحبه عن الصلاة.
بعد الصلاة انطلق محفوظ إلى المخبز وعاد ومعه ثلاثون رغيفاً ... نصفها لعم صابر، ونصفها حمله إلى بيت أبيه.
بعد صلاة المغرب أخرج عم صابر من جيبه خمسة جنيهات ونصف، وأعطاها لمحفوظ.
محفوظ: ماهذا يا عم صابر!! أنت اتفقت مع والدي على خمسة جنيهات!
صابر: نعم يا بني... وهذه الزيادة لوقوفك في طابور الخبز.
محفوظ: ثم إنك لم تأخذ أجرة اصلاح حذاء والدي!
صابر: هذا هدية مني لأبيك.... ليته يدعولي.
محفوظ يعود إلى بيته بعد المغرب، ويلقاه والداه مسرورين ... فيقص عليهما وقائع هذا اليوم الذي أعاده إلى الحياة مرة أخرى.
محفوظ: صليت الظهر والعصر والمغرب في جماعة.... وزاد راتبي من أول يوم... وتعرفت على صاحب المخبز... وشاركت عم صابر في إصلاح حذائك يا أبي... هو أصلحه، وأنا قمت بمسحه وتلميعه.
أم محفوظ: اذهب يا بني... والتجربة خير برهان.
محفوظ: وماذا تصنع خمسة جنيهات وقد أنفقها جميعاً في يوم واحد.
محروس: لا تنظر إلى الخمس جنيهات؛ ولكن انظر إلى الفراغ الذي ستملؤه، فهو مكسب آخر... فإن الفراغ في حد ذاته مفسدة.
أم محفوظ: كما أنك ستتعلم حرفة ترتزق منها، وسوف يزيد أجرك كلما تعلمت وأتقنت وتسببت في نجاح الدكان وزيادة دخله.
محروس: كما أنك من خلال العمل ستتعرف على أناس كثيرين.... وستقيم معهم علاقات ينفعك الله بها، ولا تنس أن معرفة الرجال كنوز.
محفوظ: ولا شك أن هذا كله سيجعل لي قيمة ضخمة بين الناس فيكون لي قدر وشأن.
محروس: نعم يا بني، بارك الله فيك، غداَ إن شاء الله تذهب إلى عم صابر... ولا تنس أن تأخذ حذائي معك لإصلاحه.... فقد تحملني طويلاً وأرهقته كثيراً.
في اليوم التالي ؛ انطلق محفوظ إلى دكان عم صابر الاسكافي.
محفوظ: السلام عليكم.
صابر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
محفوظ: أنت عم صابر؟
صابر: نعم.
محفوظ: أنا محفوظ...... ابن الحاج محروس.
صابر: أهلاً أهلاً..... أنت محفوظ..... وأبوك محروس... ماشاء الله.... ماشاء الله.
سأعطيك مفاتيح الدكان لتفتحه كل يوم..... في الساعة التاسعة صباحاً، وتقوم بكنس المحل.... وتنظيف الفاترينات... وأنا آتي في العاشرة،.... وعلى الله رزقي ورزقك.
وبينما هما يتحدثان إذ دخل صبي فألقى السلام.
صابر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الصبي: هذا حذاء المعلم عبدالجبار..... صاحب المخبز..... يقول لك: أصلحه.. ونظفه.... يريده جديداً لامعاً.
عم صابر يتناول الحذاء.... ويبتسم في وجه الصبي: يا بني..... نحن نأتي إلى المخبز ونقف الساعات الطوال لنحصل على الخبز، وهذا الولد "محفوظ" يعمل عندي.... وأبوه رجل مسن لا يقوى على الوقوف في الطابور.... بهذه الصورة المملة......أنا أحتاج خمسة عشر رغيفاً، وهو أيضاً يحتاج لمثلها.... فلا داعي لأن يتعطل رجلان من أجل ثلاثين رغيفاً.... هو يأتي يوماً... وأنا آتي يوماً..... وفي كل يوم يحمل أحدنا ثلاثين رغيفاً..... ما رأيك؟
الصبي: ولايهمك يا عم صابر... أرسله إلي كل يوم... وأنا أعطيه ثلاثين رغيفاً.
يؤذن المؤذن لصلاة الظهر.... فيردد عم صابر الأذان، ويتهيأ للخروج إلى الصلاة.
صابر: هيا بنا يا محفوظ.
محفوظ: اذهب أنت يا عم صابر، وأنا سأصلي في المحل ليبقى مفتوحاً.
صابر: يا بني.... أنا أغلق المحل من أجل طابور الخبز... أفلا أغلقه من أجل الصلاة؟!... ثم اعلم يا بني أن الله لا يبارك في عمل يشغل صاحبه عن الصلاة.
بعد الصلاة انطلق محفوظ إلى المخبز وعاد ومعه ثلاثون رغيفاً ... نصفها لعم صابر، ونصفها حمله إلى بيت أبيه.
بعد صلاة المغرب أخرج عم صابر من جيبه خمسة جنيهات ونصف، وأعطاها لمحفوظ.
محفوظ: ماهذا يا عم صابر!! أنت اتفقت مع والدي على خمسة جنيهات!
صابر: نعم يا بني... وهذه الزيادة لوقوفك في طابور الخبز.
محفوظ: ثم إنك لم تأخذ أجرة اصلاح حذاء والدي!
صابر: هذا هدية مني لأبيك.... ليته يدعولي.
محفوظ يعود إلى بيته بعد المغرب، ويلقاه والداه مسرورين ... فيقص عليهما وقائع هذا اليوم الذي أعاده إلى الحياة مرة أخرى.
محفوظ: صليت الظهر والعصر والمغرب في جماعة.... وزاد راتبي من أول يوم... وتعرفت على صاحب المخبز... وشاركت عم صابر في إصلاح حذائك يا أبي... هو أصلحه، وأنا قمت بمسحه وتلميعه.
محروس: هذه بركة العمل يا بني.
محفوظ: لا يا أبي........ هذه بركة التعارف.
أم محفوظ: لا يا جماعة........ هذه بركة الطابور.
هناك 10 تعليقات:
بدايه جميله... والأجمل تفاعل محفوظ...
يبدو لي وكأن المشكله لم تكن في محفوظ في أنه لم يكن يعمل... بل أنها في عدم توفر العمل...
متابعين معكم ... بإذن الله تعالى...
أخى الفاضل: د/ توكل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأسماء بالقصةله مدلول جيد وقد يعطى دلالة عن الشخصية ( صابر، محفوظ ، محروس ..عبد الجبار ) ..
وأرى أن هناك دروساً طيبة وضعت فى السياق لايجعلها نصائح مباشرة فالبعد عن المباشرة واضح ...
هذا ملمح من واقع يطرحه الأديب الفنان
يعكس فكره الإيجابى.
إن شاء الله معك متابعين
بارك الله فيك وأعزك
أخوك
محمد
إدارج جميل ورائع يا أستاذنا الفاضل
استاذنا الفاضل
انا ماليش فى النقد الادبى
بس القصة واقعية وبيتهيألى كده ان الاسماء لها مدلول معين لم يظهر بعد
عامة ننتظر البقية باذن الله
دمتم بكل خير
قصة رائعة و نتظر الباقي
جميلة يا دكتور توكل .. وجميلة المفارقة في نهاية القصة "هذه بركة الطابور"
جزاكم الله خيرا
بسم الله
معبرة القصة جدا
البركة في العمل والتعارف والطابور
زادك الله في عمرك بركة
كنت قد كتبت قصة من فترة عن عمالة الاطفال والذين هم ما دون العاشرة مستنكرا هذا الوضع ... هنا
http://ana-elbahr.blogspot.com/2007/02/blog-post_16.html
تحياتي الخالصة
وهذه بركة الدكتور...
جزاكم الله كل خير
أكون أولاأكون
محمد الجرايحي
مدونة صوت العجمي
علي عبدالله
أحمد بسام
إسلام
أحمد سعيد بسيوني
أجزخانجي
جزاكم الله خيرا ًجميعا ًعلى المتابعة ..
دعواتكم
مررت من هنا ووقفت عند طابوريك
واستمتعت كثيراً بقراءة القصة
أسلوبك رائع يا دكتور
وزاده تألقاً لغتك العربية السهلة السلسة بعيداً عن التنطع والفذلكة.
دمت بود
إرسال تعليق