أيها الفنان .... ماذا لو حلمت ؟! (2)
من الخيال.... إلى الواقع(2)
الطـــــــــــــــــــــــــــــابور(1)
الطـــــــــــــــــــــــــــــابور(1)
مهداة إلى... بيرم المصري.... أكون أو لا أكون... أحمد سعيد بسيوني.... لكل الناس..... عالم حبيب.... لازم نتغير..... بورسعيدي..... محمد الجرايحي.... إيمان عاطف دياب... أنفاس الصباح ... أحمد بسام ... وغيرهم ممن لاتحضرنى أسماؤهم.
محروس.... وصابر...... يقفان فى طابور طويل لشراء الخبز، صابر يقف أمام محروس.
محروس: كم رغيفاً تشتري يا بني؟
صابر: خمسة عشر رغيفاً يا عمي.
محروس: اجعلها ثلاثين يا بني، فإني لم أعد أقوى على الوقوف.
صابر: صاحب المخبز لا يبيع أكثر من عشرين رغيفاً للفرد.
محروس: هل أستطيع أن آخذ دورك يا بني...؟؟؟ فتكون قد رحمتني من هذا الوقوف الطويل؟
صابر: كان بودي والله يا عمي... لكني أغلقت دكاني الذي أعيش منه أنا وأسرتي لأقف في طابور الخبز.... وأنا الآن أكاد أختنق.
محروس: ماذا تعمل يا بني؟
صابر: أنا إسكافي، عندي محل لتصليح الأحذية والنعال، وأتاجر في لوازم الأحذية، وبعض المصنوعات الجلدية مثل حافظة النقود والأحزمة وغيرها، وكان يعمل معي غلام يحمل عني أعباء فتح الدكان.... ونظافته.... وبعض الأعمال التي تناسبه.... ولكنه تركني منذ يومين.... عندما بدأ العام الدراسي.... إنه تلميذ من أسرة فقيرة.
وعندي زوجة ترعى ولدي الصغيرين..... وأماً مسنة.... مثلك يا عم الحاج.، وقد توفي والدي منذ عشر سنين..... وأنت يا عم الحاج؟!
محروس: أنا اسمي الحاج محروس.... عندي سبعون سنة.... على المعاش..... عندي زوجة.... وولد واحد.... عمره أربعة عشر عاماً.
صابر ينظر إلى محروس مندهشاً.
محروس: نعم يا بني.... زوجتي الأولى توفيت منذ خمسة عشر عاماً، ولم أرزق منها بولد.... وتزوجت بهذه المرأة فرزقني الله منها ولداً، لم أرزق غيره.... وهو الآن بين البيت والشارع.... بعدما فشل في دراسته الابتدائية مرتين... مرة بتقصير منه... ومرة بتقصير مني... والله يسامحني ويسامحه.
صابر: مارأيك لو ترسله إلي.... يعمل معي في دكاني؟.... يتعلم صنعة ويحترف حرفة، سأعطيه خمسة جنيهات عن كل يوم.
محروس: حسناً.... لعله يرضى، وتكون فاتحة خير..
جاء دور صابر في الطابور فحمل خبزه، والتفت إلى عم محروس فسلم عليه.... وقال لا تنس أن ترسل الولد.
محروس: حاضر يا بني..... ولكنك لم تخبرني عن اسمك، وعنوان دكانك!!!
صابر: أنا اسمي صابر... ودكاني خلف هذا المخبز... ومكتوب عليه: صابر لتصليح الأحذية.... وعليه شعار..... "ريح رجلك... راسك ترتاح"
حمل الحاج محروس خبزه وعاد إلى بيته وهناك تلقته امرأته..... كانت قد أعدت الطعام، وجلست تنتظر عودة محروس ومعه الخبز... سألها عن ولدهما "محفوظ".... فأخبرته أنه لازال نائماً..... ذهب إليه فأيقظه، وذكره بغسل يديه قبل الجلوس إلى الطعام.... وهناك دار حوار طويل...
محروس: لقد تعرفت اليوم في طابور الخبز على رجل طيب أذهب عني حديثه عناء الوقوف في الطابور فمر الوقت سريعاً.
أم محفوظ: ذلك تخفيف من ربكم ورحمة.
محفوظ: أنت في كل يوم تتعرف على رجل ثم لا تلقاه بعد ذلك.
محروس: لكن هذا سألقاه دائماً إن شاء الله.
أم محفوظ: كيف؟
محروس: لقد عرض علي أن يعمل محفوظ عنده مقابل خمسة جنيهات لليوم الواحد.
محفوظ: كيف أعمل عند رجل لا أعرفه أنا، ولا تعرفه أنت؟! اللهم إلا حديث الطابور؟
محروس: كم رغيفاً تشتري يا بني؟
صابر: خمسة عشر رغيفاً يا عمي.
محروس: اجعلها ثلاثين يا بني، فإني لم أعد أقوى على الوقوف.
صابر: صاحب المخبز لا يبيع أكثر من عشرين رغيفاً للفرد.
محروس: هل أستطيع أن آخذ دورك يا بني...؟؟؟ فتكون قد رحمتني من هذا الوقوف الطويل؟
صابر: كان بودي والله يا عمي... لكني أغلقت دكاني الذي أعيش منه أنا وأسرتي لأقف في طابور الخبز.... وأنا الآن أكاد أختنق.
محروس: ماذا تعمل يا بني؟
صابر: أنا إسكافي، عندي محل لتصليح الأحذية والنعال، وأتاجر في لوازم الأحذية، وبعض المصنوعات الجلدية مثل حافظة النقود والأحزمة وغيرها، وكان يعمل معي غلام يحمل عني أعباء فتح الدكان.... ونظافته.... وبعض الأعمال التي تناسبه.... ولكنه تركني منذ يومين.... عندما بدأ العام الدراسي.... إنه تلميذ من أسرة فقيرة.
وعندي زوجة ترعى ولدي الصغيرين..... وأماً مسنة.... مثلك يا عم الحاج.، وقد توفي والدي منذ عشر سنين..... وأنت يا عم الحاج؟!
محروس: أنا اسمي الحاج محروس.... عندي سبعون سنة.... على المعاش..... عندي زوجة.... وولد واحد.... عمره أربعة عشر عاماً.
صابر ينظر إلى محروس مندهشاً.
محروس: نعم يا بني.... زوجتي الأولى توفيت منذ خمسة عشر عاماً، ولم أرزق منها بولد.... وتزوجت بهذه المرأة فرزقني الله منها ولداً، لم أرزق غيره.... وهو الآن بين البيت والشارع.... بعدما فشل في دراسته الابتدائية مرتين... مرة بتقصير منه... ومرة بتقصير مني... والله يسامحني ويسامحه.
صابر: مارأيك لو ترسله إلي.... يعمل معي في دكاني؟.... يتعلم صنعة ويحترف حرفة، سأعطيه خمسة جنيهات عن كل يوم.
محروس: حسناً.... لعله يرضى، وتكون فاتحة خير..
جاء دور صابر في الطابور فحمل خبزه، والتفت إلى عم محروس فسلم عليه.... وقال لا تنس أن ترسل الولد.
محروس: حاضر يا بني..... ولكنك لم تخبرني عن اسمك، وعنوان دكانك!!!
صابر: أنا اسمي صابر... ودكاني خلف هذا المخبز... ومكتوب عليه: صابر لتصليح الأحذية.... وعليه شعار..... "ريح رجلك... راسك ترتاح"
حمل الحاج محروس خبزه وعاد إلى بيته وهناك تلقته امرأته..... كانت قد أعدت الطعام، وجلست تنتظر عودة محروس ومعه الخبز... سألها عن ولدهما "محفوظ".... فأخبرته أنه لازال نائماً..... ذهب إليه فأيقظه، وذكره بغسل يديه قبل الجلوس إلى الطعام.... وهناك دار حوار طويل...
محروس: لقد تعرفت اليوم في طابور الخبز على رجل طيب أذهب عني حديثه عناء الوقوف في الطابور فمر الوقت سريعاً.
أم محفوظ: ذلك تخفيف من ربكم ورحمة.
محفوظ: أنت في كل يوم تتعرف على رجل ثم لا تلقاه بعد ذلك.
محروس: لكن هذا سألقاه دائماً إن شاء الله.
أم محفوظ: كيف؟
محروس: لقد عرض علي أن يعمل محفوظ عنده مقابل خمسة جنيهات لليوم الواحد.
محفوظ: كيف أعمل عند رجل لا أعرفه أنا، ولا تعرفه أنت؟! اللهم إلا حديث الطابور؟
ترى ماالذي سيحدث بعد ذلك ؟!
هناك 16 تعليقًا:
السلام عليكم يادكتور
كعادتك متألق وسلمت يمينك
جزاك الله خير على الاهداء
القصة واقعية وجميلة .. مشكلة طابور العيش .. ياترى ايه اللي هايحصل بين عم محروس وصابر .. ننتظر الجديد ان شاء الله
السلام عليكم أهل الاصلاح ..أصلح الله دنياكم وآخرتكم ونحن معكم ...عرفتكم عن طريق بيرم الصري ( كرباج سوداني ) المدهول سابقا ...اتمن التواصل مع حضرتك ..في رعايه الله وعونه..
زادك الله نورا علي نورك ..وبارك لك في صجتك وعافيتك ..اني احبك في الله ..
ننتظر الباقي على أحر من الجمر يا دكتور....
دمتم ؛ وفي أمان الله
جميلة جدا
نتظر بقيتها باشتياق
جزاكم الله خيرا
دكتورنا الفاضل نحن على أحر من الجمر اشتايقا الى البقية
الدكتور العزيز: توكل مسعود...
نحن بإنتظار التتمه... جزاكم الله كل الخير...
أنا شاهدت لك "خطبة العيد" مما زاد ذلك إحترامي وتقديري لحضرتك... جزاكم الله كل الخير وبارك بك... وثبتنا وإياكم على الحق...
أنتم رجال فخر للأمه العربيه والإسلاميه...
حفظك الله من كل سوء...
استودعتكم الله...
اللهم افرج الهم عن المكروبين ويفك اسر الماسورين.امييين ادعو معى لفك اسر اخونا الدكتورتوكل.
ادعومعى فك اسراخوناالدكتورتوكل
بسم الله ما شاء الله
عجبتني أوي" ريح رجلك دماغك ترتاح"
ربنا يريح بالنا جميعا
الدكتور توكل لم يعتقل .. والدليل أنه يكتب في المدونة..
الحمد لله
صديقى العزيز
السيناريهات لتكملة الاحداث كثيرة
فلا تشوقنا اكثر لنعرف كيف تستمر
تحياتى
الأخ الفاضل: د/ توكل مسعود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيى قلمك الراقى وفكرك الواعى
أخى الفاضل: جذبتنى القصة بأسلوبها السلس البسيط السهل الوصول إلى القلب والعقل ...
أخى سأنتظر حتى نهاية القصة وتتبلور الأحداث وتظهر وتتكشف الأفكار والرؤى
هذا بمشيئة الرحمن
وتقبل تقديرى واحترامى
أخوك
محمد
السلام عليكم استاذنا الفاضل د/ توكل سعيد بزيارتى الاولى لمدونة حضرتك رغم انى اعرف حضرتك منذ فترة .
اما هذه القصة فهى تمثل الواقع الذى نعيشه من الصباح والناس يذهبون الى المخبز ويا بخت اللى يعرف يشترى عيش .
استاذنا الفاضل دمت بكل ود وحب وتقدير
عالم حبيب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ماذا تتوقع من واحد " محروس " والتانى "صابر" ..
تابع الأحداث ...
جزاكم الله خيراً ..
****
حسين حامد سباق :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك .. وأنا أيضا ً يشرفني أن أتواصل معك ..
****
الهمام:
آمين وإياك ... أحبك الذي أحببتني فيه..
****
نوار:
جزاك الله خيرا ً ... ودائما ً نراك بصحة وعافية ..
****
أبو نظارة:
وجزاكم الله خيراً ..اشتقت إلى الجنة.. واشتاقت الجنة إليك ..
****
أكون أو لاأكون:
جزاكم الله خيرا ً ... تسعدنا زيارتكم وتعليقكم ..
****
محب لدينه:
أسأل الله أن يفك أسري وأسرك ..
****
أجزخانجى:
جزاك الله خيرا ً .. تسعدني المتابعة
****
فتاة مهاجرة:
المحبوس من حبس قلبه عن ربـــه ..
والمسجون من سجنته دنيـــــاه ..
والمعتقل من لم يعقل أمر آخرته ..
****
الأزهري:
ماذا تتوقع من "صابر" و "محروس" و"محفوظ" ؟؟!!
كلهم على خير إن شاء الله ..
****
محمد الجرايحي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكر لك اهتمامك ومتابعتك
ونرجوا أن نصل جميعاً إلى مستوى صابر ومحروس ومحفوظ ...
دمت في أمان الله
****
بحب كل الناس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً ومرحباً بك ..
تسعدني زيارتك ومتابعتك
تحياتي ..
إرسال تعليق