الأربعاء، يناير 18، 2012

لماذا القرآن..... 19 ورد التدبر القراءات المتواترة



القراءات المتواترة





القراءات المتواترة تزيد المعنى وضوحا أو تثبت حكما، وليست قراءة منها بأولى من الأخرى.





"تكاد السموات يتفطرن" بالتاء



"تكاد السموات ينفطرن" بالنون



والجملة جزء من آيتين وردتا فى سورة مريم الآية 90، وفى سورة الشورى الآية 5





أما قراءة "يتفطرن" بالتاء فهى من الفعل "تفطر" على وزن "تفعل"وهى صيغة تفيد تكرار الفعل أو حدوثه على فترات، فكأن تفطر السماوات وهو تشققها وتكسرها حدث المرة بعد المرة أو أن ذلك تكرر أو أنها تهدمت قطعا ومزقت إربا، لكن قراءة "ينفطرن" بالنون من الفعل "انفطر" على وزن "انفعل" وهى صيغة تفيد حدوث الفعل بسهولة ويسر وبلا كلفة أو معاناة وتسمى صيغة "المطاوعة" وتفيد أن انشقاق السماء وانكسارها حدث مرة واحدة وبلا مشقة أو عنت، فإذا ضممت القراءتين أدركت أن السموات قد تهدمت وتشققت لكن دفعة واحدة وبلا مقدمات.... إنه الانهيار.



************************



"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن" بطاء ساكنة وهاء مضمومة.



"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن" بطاء وهاء مشددتين، والأصل يتطهرن فأدغمت التاء فى الطاء.



والآية فى سورة البقرة 222



فأما قراءة "يطهرن" بسكون الطاء وضم الهاء فتعنى: انتهاء الحيض وانقطاع الطمث وتوقف نزول الدم من المرأة ، وأما قراءة "يطهرن" بطاء وهاء مشددتين فتعنى: أن تغتسل المرأة بعد انقطاع الدم، وهنا يحل لزوجها أن يأتيها، وهو الواقع لأنه لا يأتيها بعد انقطاع الدم إلا إذا تطهرت بالاغتسال؛ فقد أفادت الكلمة المعنيين.



*******************



"ويوم تقوم الساعة ادخلوا أل فرعون أشد العذاب" بهمزة الوصل.



"ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب" بهمزة القطع.



والآية فى سورة غافر 46



فأما قراءة "ادخلوا" بهمزة الوصل فتعنى: صدور الأمر إلى آل فرعون بدخول أشد العذاب، وأما قراءة "أدخلوا" بهمزة القطع فتعنى: صدور الأمر إلى الملائكة بإدخال آل فرعون أشد العذاب. وكأنهم لما صدر إليهم الأمر بالدخول امتنعوا وتراجعوا لما رأوا من الهول الذى لا قبل لأحد به، فصدر الأمر إلى الملائكة بإدخالهم؛ وهم الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون فأدخلوهم، عياذا بالله من ذلك، إن القراءتين لتصوران مشهدا من مشاهد يوم القيامة ما كانت قراءة منهما لتقوم به وحدها؛ إنه مشهد الخوف الشديد والرعب الرعيب الذى ينتاب آل فرعون عند معاينة النار وأمرهم بدخولها فيفزعون ويرجعون القهقرى، فتؤمر الملائكة بذلك فتحملهم إليها حملا وتلقيهم فيها إلقاء.



**************************





"فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب" بفتح ياء "يدخلون" بناء للمعلوم.



"فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب" بضم ياء "يدخلون" بناء على ما لم يسم فاعله.



والآية فى سورة غافر 40



فأما قراءة "يدخلون" بفتح الياء فمعناها: دخولهم بأنفسهم، وأما قراءة "يدخلون" بضم الياء فمعناها: أن غيرهم أدخلهم، تكريما وتشريفا - كما يدخل الرجل ضيفه بيته، ولله المثل الأعلى - أما الذى أدخلهم فقد يكون ربهم: "ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها" سورة المجادلة 22، وقد تكون الملائكة يدخلونهم الجنة لما وقفوا ببابها ولم تكن لهم هما، وإنما كان همهم لقاء ربهم؛ إذ هو مقصودهم ومبتغاهم، فأدخلتهم الملائكة حتى يحين موعد اللقاء.



*******************



"فلما تبين له قال اعلمْ أن الله على كل شىء قدير" بهمزة الوصل فعل أمر مجزوم بالسكون



"فلما تبين له قال أعلمُ أن الله على كل شئ قدير" بهمزة القطع؛ فعل مضارع مرفوع بالضمة



والعبارة جزء من آية فى سورة البقرة 259



تحكى الآية قصة عزير؛ إذ مر على قرية قد هوت أشجارها وخوت جذوعها، فظن أنها لا تحيى إلا بعد دهر طويل، ظانا أنها لا تحيى إلا بأسباب من حر ث أرض وبذر بذر وسقيا ورعاية، فأماته الله مائة ثم أحياه، فأراه طعامه لم يلحقه أدنى تغير، وأحيى له حماره الذى كان قد تحول إلى كومة من العظام البالية، كل ذلك أمام ناظريه فى لحظة، ليعلم أن الله لا تعوزه الأسباب لأنه هو مسببها ولا تعمل الأسباب إلا بحوله وقوته سبحانه .



فأما قراءة "اعلمْ" بهمزة الوصل ففيها الزجر له، حتى لا يعود إلى الركون إلى الأسباب مرة أخرى، وأما قراءة "أعلمُ" ففيها إقراره بقدرة الله من غير حاجة إلى أسباب؛ وكأن عزيرا زجر فأقر، وعُلم فتعلم.



********************



"أو من يُنَشؤ فى الحلية وهو فى الخصام غير مبين" بالبناء على مالم يسم فاعله.



أو من يَنْشؤ فى الحلية وهو فى الخصام غير مبين" بالبناء للمعلوم.



والآية فى سورة الزخرف 18



والآية تتحدث عن أبرز خصال المرأة وأخص طبائعها؛ والتى تستطيع المرأة من خلالها أن تؤدى دورها فى المجتمع؛ فلا تصطدم به ولا يخسرها؛ الأولى: حبها للتزين والتحلى ورغبة مجتمعها من حولها فى ذلك، والأخرى: ضعف أدائها فى مواطن اللجج والخصومة.



فأما قراءة "يُنَشؤ" بالبناء على مالم يسم فاعله: فتفيد أن غيرها ينشؤها على حب التزين والتحلى، وقد يكون هذا الغير أما أو أبا أو خالة أو عمة؛ بل كل مجتمعها يحب ذلك ويحثها عليه. وأما قراءة "يَنْشؤ" بالبناء للمعلوم: فتفيد نشوءها بنفسها وفطرتها على حب التزين والتحلى، وإن حرمت من أم تعلم وتربى أو أب يوجه ويحث، أو نشأت فى مجتمع لا يبالى بها ولا يلتفت إليها؛فإن حب الزينة والحلى أمر فطرى فى كل امرأة غريزى فى كل أنثى، وإن ساهم مجتمعها فى إنمائه وتوجيهه الوجهة السليمة التى لاتنحرف بالفطرة عن مسارها.



والله من وراء القصد





وللحديث بقية





هناك تعليق واحد:

Wohnungsräumung يقول...

شكرا على الموضوع