الأربعاء، يناير 11، 2012

لماذا القرآن....17 ورد التدبر تذييل الآيات



ادرك العلاقة بين الآية وتذييلها





"ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد" البقرة 207



لقد باع أناس أنفسهم للشيطان فصاروا أتباعا له وجنودا، أو صار الشيطان لهم تبيعا، فكان إفسادهم فى الأرض وإهلاكهم الحرث والنسل فوق الوصف وأكثر من أن يحتمله الناس، بل قل إنه بلغ حدا شقت به الحياة وتعست معه المعيشة، فكان أن هيء الله لهؤلاء أناسا آخرين باعوا أنفسهم لله، فنذروا حياتهم لدينه، وبذلوا دماءهم رخيصة، فأزهقت أرواحهم، وجادوا بأنفسهم لإيقاف سيل الفساد وإنهاء مسلسل الإهلاك، ليستأنف الناس بعد موتهم حياة جديدة ومعيشة كريمة، فكانوا رحمة من الله بعباده ورأفة من الله بخلقه، كأن الله أراد أن يرأف بالناس فقيض هؤلاء الأفاضل لأولئك الأوغاد، فقضوا جميعا فسعد الآخرون. إن رأفة الله بعباده لا تتنزل عليهم فى صورة ملائكة، وإنما فى صورة بشر يؤثرون الموتة الكريمة على الحياة المهينة، ويرغبون فى الحياة الباقية فلا يبلغوها حتى يضحوا بالفانية، كم هو كريم سبحانه حتى يجعل من بعض عباده موضعا لرحمته ورمزا لرأفته.





*



"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين" البقرة 251



إنها كتلك التى سبقتها: يدفع الله المفسدين بالمصلحين، ويدفع الظلمة بالعدول، ويدفع الجهال بالعلماء، ويدفع المستكبرين بالمخبتين، ولولا ذلك الدفع بأولئك الربانيين لسرى بالأرض فساد عريض تأسن معه الحياة وتتكدر فلا تعرف الصفو، لقد صار أولئك الربانيون فضلا من الله على عباده، أرأيت كيف يصير العبد الضعيف علامة على فضل الله، بل صار هو على فقره وحاجته فضلا من الله على الناس.





"لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا" سورة النساء



ليست شهادتنا لمحمد صلى الله عليه وسلم تدعيما له وتوثيقا، ولا إقرارنا بصدق ما جاء به تشريف له وتكريم؛ فقد أغناه الله عن شهادتنا بشهادته سبحانه ثم بشهادة الملائكة الكرام، ثم أغناه حتى عن شهادة ملائكته بشهادته وحده سبحانه: "وكفى بالله شهيدا" وماذاك إلا لننتفض ونهرع إليه ونستجديه أن يقبل شهادتنا ويعتمدها، إذ نحن بحاجة إلى ذلك، إن شهادتنا بصدق محمد صلى الله عليه وسلم وبأنه مبلغ عن ربه وأن هذا القرآن الذى بين أيدينا هو كلام الله المنزل عليه ؛ إن هذه الشهادة شرف لنا وتكريم وعز لنا وتقويم، ليس محمد صلى الله عليه وسلم بحاجة إليها فقد كفى بشهادة ربه، وإنما نحن المحتاجون المتذللون الواقفون بالباب نقول: يارب اقبلها منا واكتبها لنا عندك..... واجعلنا من الشاهدين.





والله من وراء القصد





وللحديث بقية





*



هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أبو أروى

جزاك الله خيرا