الخميس، مايو 28، 2009

إن عادوا... فعد - 3 قل ولا تقل

إن عادوا..... فعد -3
.



قل.... ولا تقل!!!!



وفى ليلة العيد كنا نحن الخمسة أمام نيابة غرب الإسكندرية، بتهمة الانتماء إلى جماعة محظورة هى جماعة الإخوان المسلمين المشكلة على خلاف القانون، والتى تزدرى النظام، وتعمل على قلب نظام الحكم، وإفساد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى.






كانت وجهة نظر المحامين أنه يتعين علينا أن نواجه أسئلة النيابة وتحقيقاتها بالإنكار التام لكل شىء صغر أو كبر خروجا من "لؤم" النيابة و"مطبات" التحقيق وخشية أن يتورط أحدنا فيجد نفسه ومن غير أن يشعر قد اعترف بالانتماء أو تورط فيما يفهم لدى المحقق أنه انتماء.... وهى جريمة ليست باليسيرة إذا ثبتت على أحدنا... والاعتراف سيد الأدلة.









وكانت وجهة نظرى أن هذا الأسلوب إلغاء لعقل الواحد منا وتعطيل لفكرته ومحو لشخصيته... حتى يصير الواحد منا أمام النيابة فى هيئة من لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، وكأنه جىء به من ظلمات الجهالة ودروب العته لايعرف إلا اسمه وسنه وعنوانه ووظيفته، وأما ما خلا ذلك ..... فلا أدرى ... ولا أعرف..... ولا أعلم ... وما رأيت... وما دريت... وما قرأت... وما درست...... حتى إنى خشيت أن يضربه وكيل النيابة على أم رأسه بمطرقة وهو يقول له: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت... كما يفعل منكر ونكير.



.



وكنت أرى أنه يجب الفصل التام وبدقة بالغة بين الأمور التى هى ثقافة عامة ومعلومات متاحة للجميع إذ هى انتماء إلى دين وإلى فكرة إسلامية، أو هى رؤية إصلاحية عامة سياسية كانت أو اجتماعية، وأن يكون هذا كله فى كفة لا ينبغى إنكار شىء منه، بل ينبغى مواجهة النيابة به... وبل والدنيا جميعا..... واما مايتعلق بالنواحى التنظيمية من أسماء ومواعيد وجداول ولقاءات وخلافه فهذا الذى لا ينبغى أن يذكر إلا لأهله.... والنيابة قطعا ليست لذلك أهلا... ثم يكون الفصل بين الأمرين... بتوفيق من الله وعون.



.



وكانت وحهة النظر الأخرى ترى أن ذكاء النيابة ودهاءها قد يورط أحدنا فينتقل به النائب أو المحقق من العام إلى الخاص ومن المسموح به إلى المحظور.






وكانت وجهة نظرى أن المفسدة المترتبة على هذا تحتمل... وإن كان هناك بعض الضحايا ...... ولكن المفسدة المترتبة على الإنكار الكلى الشامل بما فيها من إلغاء للعقل...... وخلو تحقيقات النيابة الرسمية والتى تمثل وثائق تاريخية ... خلوها من اتهام مباشر للدولة بالفساد والإفساد.... وخلوها من رؤى المصلحين ووجهات نظرهم ليثبت للتاريخ وتكون وثيقة للأجيال .. أضف إلى ذلك انسحاب الواحد منا من ميدان فكرته ومن ساحة مهمته.... كل ذلك سينشىء -بمرور الوقت وبتكرار مثل هذه التحقيقات-.... سينشىء لا شك ضعفا.



.



أو أن يكون الأمر وسطا على الأقل... فيترك لبعض الأفراد أن يتحملوا مسؤلياتهم ..... أما أن يكون الإنكار الشامل موقفا ثابتا ورأيا واحدا يصدر إلينا فى صورة أوامر لاترد وتعليمات لا تقبل المناقشة فهذا الذى كنت أرفضه ولا أزال.



.



غضب منى كثير من الإخوان وإن لم يكن كلهم.... ولكن الذى حدث أثناء التحقيقات جعل كثيرا منهم يغير رأيه وفكرته..... وخرجت من التحقيق بأصدقاء وأحبة أذكر منهم الأستاذ أبو السعود موينة والذى لم يكن لى به سابق معرفة قبل هذه المرة.



.



كنا خمسة... وكنت رابع من أجرى معه التحقيق.... كان التحقيق فى قاعة من قاعات النيابة، وبالقاعة خمسة متهمون وحوالى عشرة من المحامين وضعف هذا العدد من الأهالى....



.



وللحديث بقية.





.





.





هناك 19 تعليقًا:

رحلتنا في الحياة يقول...

وكانت وجهة نظرى أن هذا الأسلوب إلغاء لعقل الواحد منا وتعطيل لفكرته ومحو لشخصيته... حتى يصير الواحد منا أمام النيابة فى هيئة من لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، وكأنه جىء به من ظلمات الجهالة ودروب العته لايعرف إلا اسمه وسنه وعنوانه ووظيفته، وأما ما خلا ذلك ..... فلا أدرى ... ولا أعرف..... ولا أعلم ... وما رأيت... وما دريت... وما قرأت... وما درست...... حتى إنى خشيت أن يضربه وكيل النيابة على أم رأسه بمطرقة وهو يقول له: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت... كما يفعل منكر ونكير

فعلا مش لازم الانسان يلغى شخصيته ولا افكاره ولا عقله مهما كانت الظروف

ابو صهيب ( الجمعاوي الاصيل)سابقاً يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فلنعن فكرنا وثقافتنا ولا ننكرها ولكن لا نعلن الامور التنظيمية

اتفق معك تماماً اخي الفاضل

جمعاوى يقول...

السلام عليكم

كيف حالك شيخنا الكريم ...

سأخبرك بأمر ما ، كنت جالسا جلسة صفا مع واحد من أحبائك المقربين ( زميل زنزانة واحده ) ..


و حدثنى عن تصنيف معين للثوار ( و بلا شك كنت حضرتك واحد من هؤلاء الثوار ..)


وجهة نظر معتبرة ( كما فى أصول الفقه ...!!!)


أعانكم الله سيدى
و متابع بشغف

اجري على الله يقول...

أنا لست عهرا كي أداري طلعتي
ولست صفرا كي يموت بياني
أنا لست لصا كي أطأطأ هامتي
ولست غرا كي يجز لساني
إني سليل المجد و أبن حضارة
يبني معالمها هدى القران
إن حفيد الأكرمين بنو العلا
بسواعد مجدولة بالعلم والإيمان
أن الأوان لكي أشاهد طلعتي
وعيونهم بعد العمى ستراني


كل الناس حتى اصحاب الافكار الشائه يعلنون عن أنفسهم (بهائيون-مجوس-صهاينه-شواذ-......)بل ويغالون في عرضها
فما بال أصحاب الحق وسدنة الحقيقه وحاملو الرايه

رحم الله الشابي
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر

الشاعر بن هلال

عمرو جويلى يقول...

د/ توكل مسعود
السلام عليكم
ما أحلى الصداقة فى وقت الشدة
فالشدة هى التى تظهر معدن الرجال
جزيت عنا كل الخير

عابر سبيل (عبدالرحمن محمود) يقول...

اتفق معك استاذى الفاضل
ينبغى ان تكون لنا كلمة
لسنا خرافاً تساق الى الذبح لا تحار جواباً
نعلنها عالية مدوية
نحن مسلمون متمسكون بديننا
الله غايتنا رسولنا زعيمنا قراننا دستورنا جهادنا سبيلنا الموت فى سبيل الله اسمى امانينا
اما الحديث عن الامور التنظيمية
فهو شأن داخلى ليس لاحد الا لنا

حياتى نغم يقول...

السلام عليكم / وجهة نظر محترمه أستاذى وأشاركك فيها .
اللهم ثبتنا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة آمين .
حفظكم الله وسدد خطاكم .

أمل حمدي يقول...

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة

اللهم أمين

في انتظار باقي الحديث

تقديري

امير العرب يقول...

السلام عليكم د. توكل
انا من الرآى الاول
لانه عارف هذه الايام كل النيابات او معظمهم تقريبا اخذوها بالوراثه وقد لا يكون هناك علم وقذ لا يكون هناك صلاحيه .. ولكن الوراثه هى اللغه السائده ... واسهل شيئ بالنسبه لهم توريط الانسان فيما يكره والادعاء عليه بجريمه ليست جريمه وانما من الجرائم المطاطه والتى لا يستطيع العقل الاهتداء عليها مثل تكدير السلم الاجتماعى والحاجات الهبله دى واللى مش موجوده اللى فى دولنا العربيه.
والسؤال يا اخى ؟؟
هل اصبح العرب ملعونون بقوانينهم وحكامهم وبوليسهم وبكل شيئ فيها.
استميحك عذرا اخى فى التشبيه بانه لو سافرت الى الخارج وعدت ووجدت اولادى كذا وكذا وكذا
التشبيه فى هذه الحاله فى غير محله لان اولادى هكذا وقبل ان اسافر واغيب عنهم ومن ايام الفراعنه هم هكذا ولا تغيير واذا اردنا التغيير انت عارف ايه اللى بيحصل وفاكر فى انتخابات مجلس الشعب الاخيره اما بلطجية الحزب والشرطه قتلوا 15 راجل عشان عايزين ينتخبوا ناس يمثلونهم بجد وبحق وحقيقى مش تمثيل
وتحياتى سيدى

Soul.o0o.Whisper يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بجد ما شاء الله على حضرتك

و أنا بردوا بأوافقك على رأيك دا


اللى مقتنع بشئ بيواجه بيه الدنيا
بس نفرق بين الجرأة و التهور


و استخدام العقل طبعا لازمفى كل الامور
مش عشان نخرج من مزنق نمثل دول الاعمى الاصم الابكم



بس ضحكت اوى على "حتى إنى خشيت أن يضربه وكيل النيابة على أم رأسه بمطرقة وهو يقول له: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت... كما يفعل منكر ونكير"

ربنا يكرم حضرتك يارب





دمت بود

ستيتة يقول...

السلام عليكم

دخلت اسلم وكالعادة
اما في موضوع بتعلم منه
او بثبت على رأي مكنتش محدداه جوا مع انه موجود

ربنا يكرمك ويثبتك ويزيدك ويبارك في رجال هذه الأمة

تحياتي

محمد الجرايحى يقول...

أخى الفاضل
بارك الله فيك وأعزك
وثبتك دائماً على الحق المبين

Unknown يقول...

أولا يادوكتور : ربنا ما يعيدها أيام وحسبنا الله ونعم الوكيل

ثانيا / أنا معاك في أن فكرة الإخوان أو منهجهم بصورة مبسطة الناس كلها مقتنعة بيه لأنه فكرة الإسلام

ويبقى التواصل

الأسير يقول...

الأستاذ الفاضل د/ توكل ...

قرأت كلماتك المكتوبة بصدق لا يخفى على قارئها .... وأحسست داخلي أنها بقدر ما أفادتنا في الحاضر ..... بقدر ما ستفيد في المستقبل ؛ فهي شهادة عيان على أيامنا ... ستظل وستبقى .. ليقرأها اللاحقون ... فيتعلمون .. ويثبتون

جعلنا الله وإياكم ممن جعل حياتهم ومماتهم حياة للدين.

في انتظار البقية

الأسير

جلال كمال الجربانى يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أتفق مع حضرتك إن إلغاء العقل فى هذا الموقف وبهذه الطريقه لن يفيد الموقف ولا القضيه
وإعماله أثناء التحقيقات لإثبات الموقف والرأى والدفاع عن الفكره وخطأ الأخر
سيكون مفيداً وأيضاً كتوثيق لمن سيؤرخ فى المستقبل وللأجيال القادمه
ومتابعين

ودمت فى أمان الله وحفظه

اقصوصه يقول...

بانتظار التكمله :)

Amr Elmasry يقول...

كل يوم والله نتعلم من حضرتك يا أستاذنا في الصبر والثبات
اللهم ثبتنا على نعمة الإسلام

مجرد مدونة يقول...

ثبتكم الله

أحمد الخير يقول...

أستاذنا الفاضل
أحسب أن هذا الأمر يختلف من شخص لآخر ، ومن مستوى تربوي لآخر ، ومن ظروف لأخرى .
فإذا كان المحقق مثلا سيبني حكمه على مجرد الظن (أي بأدنى شبهة) فالأسلم في هذه الحالة الإنكار كل الإنكار (وهذا حدث معي في وقت ما) .
وتعرف سيدي أن مثل هذه التحقيقات ينبني عليها أحيانا تحديد درجة الأخ داخل الجماعة ومدى نشاطه ، وأرى أنه إذا كان كلام الشخص سيترتب عليه تصنيفه في غير موضعه فالأولى السكوت . وباختصار : ما القائد كالجندي ، وما نوافق عليه في حق الجندي قد نرفضه في حق القائد .