ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين* لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الآخرة عذاب عظيم*"سورة البقرة
الآية تتحدث عن "النصارى" الذين حملهم بغض "اليهود" على أن أعانوا "بختنصر" البابلى المجوسي على تخريب بيت المقدس، أو هى تتحدث عن المشركين الذين حالوا بين محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين يوم الحديبية أن يدخلوا مكة حتى نحر هديه صلى الله عليه وسلم بذى طوى وهادنهم؛ وهو اختلاف تنوع، وعموم الألفاظ يحتمل ذلك كله.
ثم تأتى الآية التالية لها:
"ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم" سورة البقرة
إذنا من الله أن يصلى المتطوع حيث توجه من شرق أو غرب فى سفره، أو فيمن عميت عليهم القبلة فلم يعرفوا شطرها فصلوا على أنحاء مختلفة، أو فيمن دعا الله عز وجل ففى أى جهة توجه فهنالك الله يسمع دعاءه فيستجيب له.
والناظر إلى أسباب نزول الآيتين قد لا يجد بينها علاقة؛ لكن النظر إلى عموم ألفاظهما يجدها....إنها قضية الدعوة إذا حوصرت فى موضع أومنعت من مكان؛ فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
إن الآية الأولى تشنع على من صد عن سبيل الله ومنع الناس المساجد كلما ذكروا الله فيها ولم يذكروا غيره، فإذا ذكر غير الله فسبح الناس بحمد السلاطين والطواغيت لم يصدهم ولم يمنعهم، وهذا دأب الفراعنة والطواغيت فى مختلف الأزمنة والأمكنة، فيعتقل العلماء الربانيون والدعاة المجاهدون الذين يدلون الناس على ربهم ويأخذون بأيديهم إليه، فيعلمون الناس دينهم الحق ويرشدونهم إلى مافيه صلاح دنياهم وأخراهم، ثم يستبدل بهؤلاء أشباه علماء وأنصاف متعلمين وكسور دعاة ليملأوا المساجد لغوا ولهوا ولعبا.
وإن الآية التالية لتفتح مشارق الأرض ومغاربها أمام الدعاة الربانيين والعلماء العاملين، فليست الدعوة إلى الله حكرا على المساجد ولا موقوفة على إذن من حاكم أو تصريح من ذى سلطان، فليس لأحد عذر في ترك الدعوة إلى الله، وليس لعالم حجة فى القعود عن البلاغ، وفى الحديث "أمرنا ألا نغلب على ثلاث: الإخلاص لله والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وأن نعلم الناس السنن" فهناك بيوت الدعاة "واجعلوا بيوتكم قبلة" سورة يونس، وهناك بيوت الناس ومنتدياتهم، وهناك مصانعهم ومتاجرهم ومدارسهم وجامعاتهم، وأنى للظلمة أن يدركوا ذلك كله أو يلاحقوه، ثم إن هناك معاقل السلطان وأوكارالحكام؛ يقتحمها الدعاة اقتحاما ، فيقلقون منامهم بقولة الحق، ويزعجون أحلامهم بمواقف الصدق؛ فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة.
وللحديث بقية
هناك تعليقان (2):
جزاك الله خيرا يا دكتور
وتذكرني هذه الخاطرة يوم قام زكي بدر وجنوده بالاستيلاء على المسجد الذي كان فضيلة الشيخ كشك يرحمه الله وهو يقرا آيات من سورة التوبة " وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) " كان الظالمون يحاربون الاسلام ويمنعون الدعاة والخطباء ولكن لم يتوقفوا أبدا وكذلك من قبل سلفنا الصالح والعز بن عبد السلام ومن قبل ابن تيمية ولم نعدم وسيلة للدعوة إلى الله نسأل الله عز وجل أن ينصر الدعاة والدعوة وترتفع راية الإسلام خفاقة على ربوع الأرض عامة
alreda&alnoor
أحسنت أحسن الله إليك إ
إرسال تعليق