السبت، سبتمبر 20، 2008

عاكفون فى المساجد

عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان"
رواه البخارى
وعن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان "
أخرجه ابن ماجه

وعن عائشة رضى الله عنها قلت: " يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو؟" قال :
"تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني "
رواه البخارى
************************
اللهم لك الحمد حتى ترضى
ولك الجمد إذا رضيت
ولك الحمد بعد الرضا
اللهم صل على محمد فى الأولين
وصل على محمد فى الآخرين
وصل على محمد فى الملأ الأعلى إلى يوم الدين
اللهم احشرنى تحت لوائه
وارقنى شفاعته
وأوردنى حوضه
واسقنى بيده الشريفة شربة هنيئة لا أظمأ بعدها أبداً
واجمع بينى وبينه كما آمنت به ولم أره
ولا تفرق بينى وبينه حتى تدخلنى مدخله
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى

اللهم اغفر ذنبى
واسترعيبى
وطهرقلبى
واشرح صدرى
وحصن فرجى
ودبر أمرى
وأحسن عاقبتى
وخلصنى مما لا يرضيك عنى
اللهم ألهمنى رشدى
وقنى شر نفسى
واستعملنى فى دينك
ولا تستبدل بى غيرى
اللهم ارزقنى شهادة فى سبيلك
فى يوم نصر وفتح للمسلمين
تغفر بها ذنبى
وتمحو بها خطيئتى
وتعفو بها عن زلتى
وتقيل بها عثرتى
وتنصر بها أمتى
وتدخلنى بها الجنة
اللهم اجعل أحلى ما على لسانى ثناءك
وأعظم ما فى قلبى رجاءك
وأحب شىء إلى لقاءك
وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه

الخميس، سبتمبر 18، 2008

كتب عليكم الصيام......(6) التكليف ومقومات النجاح ..2

المعالجة القرآنية لموضوع "التكليف"

التكليف....ومقومات النجاح (2)

"أياماً معدودات"
.
الأصل فى لغة العرب أن الأيام إذا كانت أقل من عشرة أن يقولوا: "معدودات"... أما إذا كانت أكثر من ذلك فإنهم يقولون:"معدودة"... فالأول بسمى: "جمع قلة" والثانى يسمى: "جمع كثرة"
.

ولما كانت أيام الصيام شهرا كاملا وهى لاشك أيام كثر
اختار القرآن : "معدودات" وهى جمع قلة ليوحى بتوهين التكليف وبساطته، وبالتالى قدرة المكلف على الأداء، ولو قال: "معدودة" لأشعر بضخامتها وكثرتها، وبالتالى يقع فى نفس المكلف صعوبة الصيام وامتداد أيامه امتداداً مملولاً.

"فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر"

قد يعرض للمرء عارض يمنعه من الأداء مؤقتاً، أو يجعل الأداء شاقاً مكلفاً...... هنا يعلمنا القرآن أن أمثال هؤلاء ينبغى ألا نحرجهم فنطالبهم بالأداء مثل غيرهم، وإنما يحسن أن يرجأ تكليفهم إلى وقت لاحق يزول فيه العذر، وتنتفى عنهم المشقة فهنالك يؤدون مالم يستطيعوا أداءه سالفاً، وتستطيع أن تسمى هؤلاء: أصحاب الأعذار

ثم يذكر فئة أخرى قد لا تستطيع هذا الأداء بعينه أبداً... إنهم ليسوا أهلاً له.
"وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين"
وتستطيع أن تسمى هؤلاء: الفئات المستثناة.... وهم وإن استثنوا من عمل فلا يعنى ذلك استثناؤهم من الأعمال جميعها... فإن استثنوا من الصيام لأنهم لايقوون على الجوع والعطش أطعموا وسقوا غيرهم من الجوعى والظمأى.... إن الإسلام لا يعرف أناسا ليس لهم فى الخير باع.... ولا يقرهم أن يكونوا دائما مقبوضى اليد أو مكتوفى الذراع.

إن معرفة المسؤول بقدرات الأفراد شرط أساسى لنجاحه هو فى تكليفهم، وبالتالى لنجاحهم هم فى الأداء.
ليس كل الناس سواءً فى الإمكانات.....
فمنهم المؤهل للعلم ومنهم المؤهل للعمل...
ومنهم صاحب القدرات الفنية والمهارات الفردية.....
ومنهم القادر على الرياسة ...
ومنهم البارع فى المبارزة والمناطحة....
ومنهم الوادع المسالم....
ومنهم صاحب الحجة الألحن...
ومنهم الساذج الغافل.....
ليس من الحكمة أن نكلف الألثغ بصعود المنبر... وأن نعلم الأعشى إصلاح الساعات وصيانة أجهزة الكمبيوتر..... وأن نكلف الأعرج ركوب الدراجة والتنافس مع العدائين فى اختراق الضاحية، لكننا نستطيع أن نختار لهم أعمالاً أخرى تتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم تحقق لهم ذواتهم من ناحية، وتعود بالنفع على المجتمع من ناحيةأخرى، فلا يبقى فينا عاطل ولا قاعد ولا نرى محبطاً ولا مهموماً. ولا نكلف أحداً مالا يطيق.... فيعجز.... ويفشل...... ويفقد ثقته فى نفسه... وفى الآخرين، وما ذاك إلا لأن "المسؤول" كلفه مالا يطيق.... ربما ليس تعنتاً، ولكن لجهله بقدرات الفرد وإمكاناته.

إن قضية تحديد القدرات ومعرقة الإمكانات ليست قضية سطحية يكتفى فيها بالتقارير المرفوعة واختبارات الهيئة والINTERVIEW"…"... وإنما هى تحتاج إلى توفيق الله أولاً... ثم إلى فراسة المسؤول وطول صحبته وخبرته بالمكلفين، ثم إنها تحتاج كذلك إلى صراحة المكلف وصدقه وعدم تكلفه فى إظهار ما ليس عنده بطولة وعنترية، أو إخفاء ماعنده تورعاً وتقوى.... بظنه واعتقاده.

إن الفشل الذى منيت به أمتنا فى الوقت الحاضر ليس سببه ضعف إمكاناتها أو قلة مواردها أو ضحالة فكرها. وإنما سببه والله أعلم أنها قد ابتليت بقيادات لا تحسن توظيف أبنائها والاستفادة من قدراتهم، فصار طبيب الأطفال وزيراً للتعليم، وضابط المخابرات وزيراً للإعلام، والموسوم بالشذوذ الجنسى وزيراًللثقافة، وجىء بأستاذ الجامعة من بين تلامذته وطلابه واوراقه ومحاضراته ومدرجاته.... جىء به من بين ذلك كله ليكون رئيساً للوزراء، وهو الذى لم يسعد يوماً بكرسى الوزيرحتى قفز على كرسى الرئاسة... أوألقى عليه إلقاءً..... وصار الضباط محافظين ورؤساء للأحياء ومديرى شركات فتحولت البلاد إلى ثكنة عسكرية كبيرة لاهم لأهلها إلا السمع والطاعة... والضبط والربط.... وإحكام السيطرة.... واستتباب الأمن على طريقتهم...... من غير نقاش ولا حوار ولا رأى ولا نصيحة ولا أمر بمعروف ولا نهى عن منكر...... وربما تكون الحركة الإسلامية ذاتها قد ابتليت بمثل هذا حتى صرنا أو كدنا نصير سواءً.

"فمن تطوع خيراً فهو خير له"

وعلى الرغم من اجتهاد المسؤول فى معرفة إمكانات أفراده والإلمام بقدراتهم والوقوف على أعذارهم ونقاط الضعف والقوة عندهم..... إلا أنه يظل فى بعض الأفراد قدرات عالية وإمكانات راقية وطاقات خلاقة.... يحسن بالمسؤول أن يرخى لها اللجام وأن يطلق لها العنان لتستفيد منهم الأمة الاستفادة القصوى وتبلغ الغاية العليا وترقى إلى أعلى مرتقى.

وللحدبث بقية؛

الأربعاء، سبتمبر 17، 2008

كتب عليكم الصيام....(5) التكليف ومقومات النجاح...1

المعالجة القرآنية لموضوع "التكليف"


التكليف.... ومقومات النجاح....(1)


أراد الله ان يكلف عباده بالصيام... فكانت المعالجة القرآنية لموضوع: " التكليف".... تتكون من ست آيات، تحتوى على مائة وست وثمانين كلمة تقريباً، لكن التكليف بالصيام والإلزام به... وفرضيته.... أخذ من قوله تعالى: "كتب عليكم الصيام"... ثلاث كلمات هن جزء من آية... فما عمل الآيات الباقية والكلمات التى تحتويها؟!.


لقد علم الله تعالى أن التكليف أمر شاق... وأن النفس لاتقبل على العمل بمجرد الأمر المباشر... والتكليف المحض.
لقد ناداهم أولاً بنداء حبيب إلى نفوسهم يحدد من خلاله الفئة المكلفة، فيستجيش مشاعر الإيمان ويحرك العواطف نحو العمل بما يقتضيه هذا الإيمان.... "ياأيها الذين آمنوا"
إن الطبيب لايسره أن تناديه: "ياباشمهندس"... كما أن المعلم لايسعده أن تقول له: "يادكتور"، إنه يحب أن ينادى باسمه......، وأن يدعى بصفته.


كان الإمام حسن البنا -فى العادة- ينادى تلامذته وإخوانه بأسمائهم المجردة... فإذا أرد أن يعاتب أحدهم... أو يحاسبه... أو يكلفه بأمر فوق العادة؛ ناداه باسمه مسبوقاً بكلمة: "أستاذ"... حتى صار معروفاً عند الإخوان أنه إذا قال: "ياأستاذ فلان".... فلابد أن الأمر جلل.
.
سئل الدكتور" أحمد زويل": من من النالس صاحب الفضل الأكبر عليك؟! فقال: "أمى"، فسألوه لماذا؟! قال لأنها أول من نادانى "يادكتور" بينما كنت ألهو وألعب مع أقرانى من الصبيان،وكانت قد علقت لافتة على باب غرفتى كتبت عليها بخط حسن: "غرفة الدكتور أحمد زويل"... وكانت تكتب اسمى على كراسات المدرسة مسبوقاً بكلمة : "دكتور"؛ حتى أصبح هذا الاسم لصيقاً بى وجزءاً من كيانى، فنشأت حريصاً عليه، متطلعاً إلى معاليه، محققاً لمعانيه.
ادع أولادك بهذه الألقاب الجميلة التى يحبونها وتشعرهم أنهم رجال وكبار وأصحاب مسؤليات...... وبالذات إذا كانت بوادرها قد بدت عليهم.


نقول للأمهات والآباء الذين ينادون أبناءهم وبناتهم بكلمة "زقت"...أو..."حمار" أو....
نقول لهم: لاتعجبوا إذا وجدتم أحدهم فى المستقبل..... "زفت".. أو... "حمار"... أو...

لقد ناداهم: "ياأيها الذين آمنوا" ليرغبوا فى العمل ويجتهدوا فى الأداء... فيستحقوا اللقب بجدارة.


"كتب عليكم الصيام" هذا هو التكليف نقسه.


"كما كتب على الذين من قبلكم"


نعم: إن المرء يستوحش من الوحدة وينفر من الانفراد،ويخشى أن يكون أول السالكين، وفى نفس الوقت يأنس بتجربة غيره، ويفرح بالاقتداء، ويسهل عليه الاقتفاء.
إن القرآن يقدم لنا نموذجاً من التاريخ؛ نموذجاً لأمم خاضت التجربة قبلنا، لنرغب فى التفوق فيها كما تفوقنا عليهم فى غيرها، إذ ليسوا بأفضل منا..... ولسنا بأقل منهم..... إنه يطمئننا من ناحية، ويوقظ فينا الغيرة من ناحية.
فنتنافس.... ونتحدى..... وننجح.


"لعلكم تتقون"
إن الصيام سيصل بكم إلى درجة التقوى، وهى مرتبة عالية من مراتب الاهتداء؛ بل هى أعلاها، تهفو إليها نفوس المؤمنين، وتشتاق إليها أرواح المحسنين.
والنفس بطبيعتها تبحث عن المردود... وتحب المكافئة.
قال صلى الله عليه وسلم: "من صنع لكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تروا أنكم كافأتموه" أخرجه أبوداود.
وجاء الأنصار إلى النبى صلى الله عليه وسلم فى العقبة يبايعونه على الإسلام والجهاد، وأن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأموالهم، وإن كان فى ذلك هلكة أموالهم وقتل أشرافهم... فسألوا عن المردود... وبحثوا عن المكافئة: "فما لنا إن نحن صنعنا ذلك؟!"، فأجابهم صلى الله عليه وسلم: "لكم الجنة"، فقالوا: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل.



ناد أبناءك... وزوجك.... وعمالك... ورؤساءك... ومرؤسيك.... وخدمك.... بالأسماء التى يحبونها وبالألقاب التى ترفع همتهم وتشعرهم أنهم كبار... ومحترمون... ومسؤلون.


قدم لهم نماذج وأسوات من الناجحين فى شتى المجالات... وبالذات فى المجال الذى هو موضع التكليف.


قدم المكافآت السخية... والأجور الجيدة بطيب نفس وسلامة صدر... مع كثير من الشكر والثناء.


وللحديث بقية

الخميس، سبتمبر 11، 2008

فى الحفظ ....والصون

فى الحفظ و......الصون
المكان: الإسكندرية
الزمان: صيف عام 1942
فى غضون الحرب العالمية الثانية - ترام الإسكندرية يتوقف عن العمل الساعة السادسة مساءً، وتقريباً كل وسائل المواصلات تفادياً لغارات جوية محتملة.
وبينما كان جدى "الشيخ مسعود" رحمه الله عائدًا من عمله في شركة "كرموز" للغزل والنسيج وقد ركب الترام من أمام الشركة، وفي كل محطة ينزل بعض الركاب حتى بلغ الترام المحطة الأخيرة (البورصة)، هنا يتوقف الترام، ويدخل إلى الجراج (المخزن).
ينظر جدى إلى عربة الترام فيجدها خاوية من الركاب تماماً إلا من امرأة معها طفلان؛ تحمل أحدهما وتمسك يد الآخر؛ يصرف بصره عنها ولكن سرعان ما يجدها تنتقل من مقعدها إلى المقعد المجاور. يرتاب منها ويقوم من مقعده.....ويتجه نحو باب الترام..... حتى إذا توقف الترام نزل مسرعاً.....مشي خطوات ثم نظر إلى الوراء فرأى المرأة واقفة تلتفت يميناً ويساراً فلم يعبأ بها ....... سار خطوات أخرى ونظر إلى الوراء مرة ثانية فرآها فى مكانها لم تغادره.
الطريق خال تماماً من المارة ومن السيارات، والترام قد آوى إلى بيته. يدق قلبه ولا تقوى قدماه على الاستمرار في السير ...لابد أن هناك أمراً ؛ يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويقرأ الفاتحة والمعوذتين ثم يعود إليها .
:السلام عليكم .
:وعليكم السلام .
:خيراً إن شاء الله.
:أنا تائهة!
:كيف؟
:أتيت من بورسعيد منذ يومين لأزور أخي الذي يعمل هنا في الإسكندرية، ونزلت بعد ما ذهب أخي إلى عمله في وردية المساء لأتنزه مع ولدي.... ولكني ضللت طريق العودة إلى البيت
:ما اسم أخيكِ؟
:محمد حشيش .
:أين يعمل؟
:في البوليس (الشرطة) .
:في أي قسم بوليس؟
:لا أدري.
:وعنوان بيته!
:لا أدري .
:أي معلومات عنه
:هذه أول مرة أزور فيها الإسكندرية، نحن أصلاً من بور سعيد.

أخرج بطاقته العائلية وقال: أنا اسمي مسعود محمد مسعود، أعمل في شركة الغزل والنسيج، متزوج... ولي ثلاثة من الأولاد، بيتي على بعد ساعة من هذا المكان سيراً على الأقدام؛ تعالي معي... سأترككِ في البيت مع زوجتي وأولادي.... ولن أعود إلا ومعي أخوكِ...... وافقت على الفور .
حمل جدي ولدها الكبير؛ وتكفلت هي بالصغير.... وسار أمامها وسارت وراءه... حتى بلغ البيت في منطقة المتراس غرب الإسكندرية . استقبلتها جدتي بحفاوة وترحاب وقدمت لها ما توفر لديها من طعام متواضع وواستها قدر ما استطاعت، وفي نفس الوقت لم يطأ جدي رحمه الله ساحة البيت بل انطلق يبحث عن محمد حشيش في جميع أقسام الشرطة التي يعرفها بدءاًً بنقطة الورديان... ثم قسم مينا البصل... ثم قسم كرموز... واللبان.... والجمرك.... كل ذلك على قدميه، وكل مرة يدخل إلى القسم فيسأل عن الضابط النوبتجي، ثم يسأل عن محمد حشيش، ثم يضطر إلى حكاية القصة قبل أن يجيبه الضابط بأنه غير موجود عندنا ولا نعرف أحداً بهذا الاسم.
بلغ قسم شرطة الميناء.... وبعد عناء شديد استطاع أن يعبر بوابة الجمرك، وهناك سأل عن محمد حشيش.... وسُئِلَ عن قصته فرواها.... وبعدها أخبروه؛ نعم عندنا محمد حشيش برتبة مساعد أول.... يسكن فى 12 شارع الإمام الأعظم كوم الشفافة الدور الثالث.
كان صوت المؤذن قد انطلق داعياً المؤمنين إلى صلاة الفجر، صلى جدي رحمه الله صلاة الفجر في المصلى الملحق بقسم الشرطة، ثم انطلق إلى العنوان المذكور فبلغه مع شروق الشمس.وقف أمام البيت.....، نعم هو المنزل 12 . هذا هو الباب... ولكنه مغلق، نظر إلى أعلى... إلى نوافذ وبلكونات الدور الثالث ونادى بأعلى صوته: يا محمد أفندي ... يا "ابوحشيش".
فتحت إحدى النوافذ ونظر منها رجل يبدو ضخم الجثة، غاضب الوجه ربما لم ينم طوال الليل...: :نعم ...من أنت؟
:أنا الشيخ مسعود.
:وماذا تريد ؟
:أريد الأستاذ محمد أبو حشيش.
:هو أنا.
:الأمانة بتاعتك عندي.
كاد الرجل يقفز من النافذة ، وبعد بضعة ثوان كان على باب البيت- صافح جدي وعانقه وسأل عن أخته فعلم أنها في الحفظ والصون وأنها بخير وعافية... انطلق مع جدي إلى البيت بالمتراس، دق جدى الباب... فتحت جدتي وتنحت جانباً.... قال جدي: تفضل.... أختك بالداخل .
قامت المرأة مسرعة إلى الباب فعانقت أخاها وعانقها وبكيا.... وظل جدي رحمه الله واقفاً على بعد أمتار منهما يرقب المنظر ويبكى.... ويردد: الحمد لله.. الحمد لله... الحمد لله .
الحمد لله ...الحمد لله...الحمد لله

الاثنين، سبتمبر 08، 2008

كتب عليكم الصيام.....(4) خبيئة رمضان الترك

روح رمضان.......الخبيئة(2)

ومنذ عشر سنوات مضت.....كنت أقلب كتاباً فى الفقه..

"باب الصيام"

تعريف الصيام: "ترك الطعام والشراب والوقاع من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالى"
فقلت : سبحان الله، وهاتان خبيئتان أخريان.
أولاهما الترك....وثانيتهما: نية التقرب.
الترك

قد يصلى أحدهم رياءً، أو يتصدق وهو يرجو المدح والثناء، أو يحج طمعا فى الحصول على لقب "الحاج"،
أما الصائم فلا يصلح له شىء من هؤلاء.... وهب أنه دعي إلى الطعام فاعتذر بالصيام.... فما الذى يمنعه أن يخلو بنفسه وأن يغلق أبواب بيته باباً بعد باب، ثم يتناول مالذ وطاب من الأطعمة والأشربة؟
فالصيام ليس عملاً تعمله..... وإنما هو ترك عمل كنت تعمله.... والترك وإن اعتبره الناس عملا ً إلا أنه عمل "بالسالب": بمعنى أنه لايرى، ولا يصنع معه صاحبه شيئاً بعينه لأنه..... "ترك"

فالمصلى يقتطع جزءاً من وقته منذ تكبيرة الإحرام وحتى التسليمة الثانية، وقد يراه الناس أثناء ذلك وإذا سألتهم: ماذا يصنع فلان: قالوا لك: إنه"يصلى".
والحاج كذلك يقتطع زمناً من عمره فيحرم ويلبى ويطوف ويسعى ويرمى الجمرات؛ فإذا سألت عنه أهله وولده أين فلان؟...قالوا لك: ذهب يحج......والناس جميعاً يرونه وهو يؤدى المناسك، ويعلمون أنه الآن..... "يحج".
وقس على ذلك كل العبادات.

ولكنك إذا أتيت إلى الصيام لم تجد فيه شيئاً من ذلك؛ فأنت لاتقتطع زمناً من عمرك لتعمل عملاً بعينه، والناس لاترى صيامك، ولا يستطيع مخلوق فى الدنيا أن يقطع بصيامك أو أن يجزم به.
ومن هنا جاء الحديث: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به". رواه البخارى
وجاء أيضاً: "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلى". رواه البخارى

نية التقرب

النية: عمل القلب.

أعمال القلوب لايطلع عليها الناس، لكنها موضع نظر الله، قال النبى صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم، وأشار بأصابعه إلى صدره". رواه مسلم

النية عهد وعقد بين العبد وربه.

النية كلام يقوله العبد بقلبه يتوجه به إلى ربه، لا يسمعه الناس ولا يعلمونه، ومن هنا كانت خبيئة.
ويظل العبد موصولاً بربه...ويبقى الرب مع عبده، مادام العبد عاقداً نيته متوجهاً بعزيمته... يرى الناس جسده، وينظر الله إلى قلبه.

فتلك ثلاث خبيئات فى رمضان، نستطيع من خلالها أن نستلهم "روح رمضان" ، فنستحضرها سائر أيامنا وليالينا...... فنعيش بروح رمضان بقية العام....... ولا حرج على فضل الله.

1-افرح بطاعة مولاك..... وانتظر مواسم الطاعات....... وحضور الصلوات.... واسعد عند سماع الأذان، وأصغ له سمعك، وردد مع المؤذن.... بقلبك وعقلك ولسانك.

2-اعزم على الترك... ترك النظر إلى الحرام.... أكل الحرام.... الكذب........ الغيبة... النميمة... المداهنة.... إهدار الأوقات أمام التلفاز..... والنت....

3-أكثر من نيات التقرب التى تعاهد فيها ربك.
إذا خرجت إلى عملك أو إلى مدرستك ومعهدك قف على باب بيتك بعد أن تودع زوجك وولدك وقل: اللهم إنى خرجت ابتغاء وجهك أسعى على رزقى فأعنى عليه حلالاً؛ اللهم أعنى على غض بصرى وصلة رحمى وإقامة دينى وبر المسلمين.
ثم قف مرة أخرى وأنت فى طريق عودتك إلى بيتك وقل: اللهم أرجعنى إلى بيتى سالماً غانماً وارزقنى بر ولدى وطاعة زوجى واجعل دخولى عليهم فرحاً وسرورأ وأدباً وتهذيباً.

والله من وراء القصد؛

الأربعاء، سبتمبر 03، 2008

عــبــد الـــلـــه ..... في فلسطين

" مشاركتي هذه بناءً على مقالة الأخ أحمد حسام في مدونته " احنا مش خايفين " والتي هي بعنوان " الأعداء "
**************
أراد عبدالله أن يشارك إخوانه فى فلسطين .....وألا يكتفى بموقف المشاهد ...أو حتى المشجع
أراد أن يشاركهم حياتهم أو ....موتهم .غادر البيت وترك لوالده رسالة عثر عليها بعد ثلاثة أيام في علبة المناديل .
حسب الأمر سهلاً فانطلق إلى رفح المصرية أملاً فى عبورها متسللاً إلى غزة، وهناك قبضت عليه قوات الأمن المصرية التى تحمى حدود إسرائيل ..... وعاد مكبلاً فى الحديد. فكانت هذه الأبيات الزجلية:

عبدالله ده ابن اخويا ........اخويا الكبير "مسعود"
طالب فى أولى تجارة........ويحب صوت العود
وفى يوم صحيت على صوت جرس....قالوا أخوك مسعود
قلت له إيه الخبر؟! .....قال: عبدالله مش موجود
قلبنا كل الحنة علبه....دورنا تحت وفوق
رحنا أقسام الشرطة....وكانوا آخر ذوق
يومين تلاتة أربعة .. وصحيت على الرنين
مسعود في صوته بكا .. صوته في ودني أنين
قالي : لقيت عبدالله .. لقيته في فلسطين
على خدي سالت دمعتي .. يا فرحتي يا فرحتي
يبقى لنا في القدس شهيد .. ويعود زمان حطين ..
ونشوف صلاح الدين ..يافرحتى ..يافرحتى
لكن يا فرحة ما تمت .. ويا وقفة من غير عيد
عبدالله رجع متكتف .. متسلسل في الحديد
عبدالله لا شافه "شارون" .. ولا "عزرا" زقه بعيد
عبدالله اللى مسكه "محمد".. واللى حبسه كان "محمود "
واللى حط في ايديه الحديد كان اسمه "عبدالحميد"..
هي دي قضيتي .. وده سر أزمتي ..
كان لازم محمد ومحمود وعبدالحميد ..
يقفوا جنب عبدالله ويساندوه عالحدود ..
ومحمد بدل ما يمسكه .. يرفع ايديه ويدعى له
ومحمود بدل ما يحبسه .. من ماله يديله
وعبدالحميد بدل ما يحط في ايديه الحديد .. يديله حتة سلاح ولو زاوية حديد
ويوم ده ما يحصل .. هنصلى الفجر في الاقصى ..والكل هيبقى سعيد
ويوم ده ما يحصل .. يبقى ده يوم الوقفة .. وييجي بعده العيد
الله معاك يا عبدالله .. الله معاك يا عبدالله .. الله معاك يا عبدالله
الله يهديك يا محمد .. الله يهديك يا محمود .. الله يهديك يا عبدالحميد
الله يخرب بيت اليهود .. الله يخرب بيت اليهود .. الله يخرب بيت اليهود